الإيمان يمان.. تاريخ اليمن المرصع بالحب والولاء لرسول الله وآل بيته

 

الثورة  / إبراهيم الاشموري
علاقة اليمنيين بالرسول الكريم عليه وآله أفضل الصلاة والتسليم وثيقة ومتجذرة في التاريخ، فاليمنيون هم أهل الإيمان والحكمة والفقه وهم أحفاد الأنصار ، فهم الذين آووا ونصروا وحملوا راية الإسلام عالية، وكانوا سباقين إلى الإيمان والنصرة، وهم الذين ظلوا يحملون هذه الرسالة جيلا بعد جيل حتى اليوم.
ومن الحقائق التاريخية التي لا يستطيع أحد التشكيك فيها أن أهل اليمن يرتبطون بعلاقة عظيمة بالإيمان وبنصرة الإسلام وبالنبي وأهل بيته الأخيار.
كان اليمنيون القدامى الناصر والحامي للنبي عليه وآله أفضل الصلاة وازكى السلام يوم طردته قريش ، حيث شكل الأوس والخزرج القاعدة التي بُنيت على أساسها الدولة الإسلامية في المدينة، وقد سجل التاريخ أسماء كبار الصحابة الذين ارتبطت اسماؤهم بالسيرة النبوية، منهم شهيد الإسلام الأول ياسر بن عامر العنسي.
دخل اليمنيون في دين الله أفواجا على يد الإمام علي بن أبي طالب – كرم الله وجهه – في السنة التاسعة للهجرة بعد أن كان لأبناء جلدتهم من قبيلتي الأوس والخزج شرف تكوين القاعدة الصلبة للدولة الإسلامية التي أقامها النبي محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم في المدينة المنورة، بعد هجرته من مكة، وارتبطت هاتان القبيلتان اليمنيتان بنبي الإسلام ، وشكلتا البيئة التي حمت ونصرت وأيّدت وآوت نبي الإسلام.
في العام التاسع للهجرة، أوفد النبي إلى اليمن الإمام علي – عليه السلام – لدعوة الناس للإيمان برسالته، وعند وصول الإمام علي إلى صنعاء خطب في قبائل همدان التي التف أبناؤها حوله، وأسلمت قبيلة همدان كلها في يوم واحد، فكتب الإمام علي إلى رسول الله يعلمه بذلك، والذي ما إن قرأ الرسالة خر ساجداً وقال: ((السلام على همدان (3) مرات)) ثم تتابع أهل اليمن إلأى الإسلام ودخلوا في دين الله أفواجا.
وفي ذلك التاريخ، حظي اليمنيون باهتمام من رسول الله، واحتل النبي الكريم والإمام علي مكانة كبرى في قلوب اليمنيين، الذين بنوا مسجداً سُمي “مسجد علي” مكان البيت الذي نزل فيه أمير المؤمنين- عليه السلام- أول مرة.
ظلت العلاقة بين اليمنيين ورسولهم الكريم صلى الله عليه وآله وسلم في احسن حالاتها طوال المراحل التاريخية ولم تشهد أي انحسار أو تراجع، واليوم ومن خلال الاحتفالات الاستثنائية التي يقيمها اليمنيون بالذكرى السنوية للمولد النبوي الشريف وبكل المناسبات الدينية على غرار جمعة رجب وهو يوم دخول اليمنيين الإسلام والذي كان في آخر جمعة من رجب في السنة التاسعة للهجرة وكذلك الاحتفاء بذكرى الهجرة النبوية، تتجسد مجددا تلك العلاقة في أبهى صورها رغم المحاولات المحمومة من قبل الفكر الوهابي وفتاواه التضليلية بأن كل تلك الاحتفالات بدعة، إلا أنها أخذت منذ انتصار ثورة الـ21من سبتمبر مسارا تصاعديا دون أن يلتفت اليمنيون كما يؤكد على ذلك السيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي إلى تلك المحاولات للتشكيك أو تثبيط الهمم والعزائم، فالشعب اليمني يرى في الاحتفاء بذكرى مولد سيد الورى إحياء لسنته وتجديدا للعهد بالسير على نهجه الرباني ودعوته الخالدة.
وفي الزمن الذي تزهق فيه دماء اليمنيين باسم الإسلام والدفاع عن بلاد الحرمين، يقف العالم بصمت ليمرر كل المذابح والمجازر دون أن يهتز أي جفن للعالم الإسلامي. وفي المقابل يقف اليمنيون، بكل تاريخهم العابق بالمفاخر، وبحاضرهم الذي يكتنز البطولات ورغم كل الظروف، ليظهروا ابتهاجهم الاستثنائي بمولد رسول الهدى والنور.

قد يعجبك ايضا