المولد الشريف

علي محمد الأشموري

 

الهوية الإيمانية اليمانية تتجلى في الاستعدادات للاحتفاء بالمولد النبوي الشريف على صاحبه وآله أفضل الصلاة والتسليم محمد ابن عبدالله الذي يشهد له العدو قبل الصديق بوقائع أنه صلوات الله عليه وآله وسلم من أشرف القوم وأشرق القبائل فهو الصادق الأمين وصاحب لواء الحمد والمحمود السراج المنير والمبشر والنذير، فالرسول صلوات ربي وسلامه عليه، هو خط أحمر لدى اليمنيين أنصاره ذوي الهوية الإيمانية والانتماء الديني ومن الطبيعي في هذه المناسبة العظيمة لدى أبناء اليمن والمسلمين أن يتحرك التيار الوهابي التكفيري ويعتبر الاحتفاء بالمولد النبوي بدعة وشركاً وهو – أي التيار الوهابي – امتداد للمنافقين واليهود والنصارى الذين شككوا في قرارات الرسول الأعظم إما بالتصريح أو بالتلميح وهو ما يذكرنا بما كان يحدث من فئة المنافقين التي تفضح نفسها بعد 1443عاماً.
اليوم ينبطحون للصهاينة والغرب الذين وصفهم المعتوه ترامب على الملأ بالخطر القادم وهم في الحجيج العام المنصرم، وتجاهلوا عمداً أخلاق الرسول الصادق الأمين وما وصفه الله تعالى في كتابه الكريم في معظم السور القرآنية من التواضع الجم والعدل والمساواة بين البشر “لا فرق بين عربي على أعجمي إلا بالتقوى” نعم كانت أخلاقه القرآن الكريم، فهو صلوات الله وسلامه عليه خير البشر كقدوة وقائد ورحيم وحليم وأفضلهم على الإطلاق منذ ظهور آدم وحتى قيام الساعة فبه اكتمل الدين ” الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا ” بعد ميلاده ونزول الرسالة عليه تغيرت موازين الحياة في العدل والرحمة والمساواة للقريب والبعيد والعطف على الضعيف واليتيم، فالمنظومة الأخلاقية والقيمية تغيرت منذ ميلاد سيد الخلق، فهو الرمز والقائد الشجاع والقدوة الذي لا ينطق عن الهوى وهو الناصر للمظلوم والكابح لجماح الظلم والظالم، أما أولئك المنافقون فكانوا يؤلهون الطواغيت وكثر الظلم والفساد والأمثلة في هذا المجال لا حصر لها وهكذا هي طبيعة الطواغيت والشياطين وقد جاع ومشى حافي القدمين وكان رحيماً بالفقراء والمساكين، وملأ الأرض بأخلاقه وسيرته العطرة الأرض وأسلم في عهده صلى الله عليه وسلم الكثيرون من مشارق الأرض ومغاربها.
اليوم الشعب اليمني الحر بمعدنه الإيماني الأصيل يرد وبقوة على المتقولين والمنافقين والمشركين ” مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ ” نشاهد اليوم أنشطة وفعاليات المولد النبوي الشريف باستمرارية نشطة والاهتمام بالفقراء والمساكين من الإحسان والإغاثة والاهتمام بهذه الشريحة حتى يكون هناك تميز فيما يتعلق بكل أسرة إلى روح رسول الله صلى الله عليه وسلم كما أشار إلى ذلك العلم القائد السيد عبدالملك بن بدرالدين الحوثي، فهذا العام سيكون الخروج مشرفاً في اليمن احتفاء بالمناسبة.. أما أولئك الذين يلهثون وراء الدنيا ومتاعها فهم بعيدون عن الرسول وأخلاقه وعن الدين الإسلامي الحنيف، فما حدث من تجمع أكثر من 17 دولة لمحاربة اليمن وتدمير حضارتها ومحاولة تثبيط هممها وجعل الجلاد ضحية والضحية جلاداً تحت يافطات وعناوين “الشرعية” المهترئة وحقوق الإنسان المزيفة والمضللة فإنما هم قد ارتموا في أحضان الطواغيت من الأمريكان القتلة وناهبي الثروات والبريطانيين المحتلين وأذيالهم من العملاء والمرتزقة من الدواعش والتكفيريين الذي هم صنيعة الغرب الذين تحركوا في اتجاه الإساءة للرسول الأعظم وما زالوا عبر التلفيق والكذب والدجل ومحاولة النيل من الدين الحنيف ومن رسول البشرية صلى الله عليه وآله وسلم ومحاولة التشويه بالرسوم الكاريكاتورية المسيئة، فأين حقوق الإنسان التي يتشدقون بها وهم يسفكون دماء الأحرار في اليمن والعراق ولبنان والتي كان آخرها الحادثة المروعة في التفجير الذي أودى بحياة المئات في أحد مساجد أفغانستان؟، فالحدث الإجرامي ليس ببعيد.. اليوم اليمانيون يخرجون الخروج المشرف احتفاءً بذكرى المولد النبوي الشريف وبعد أن تكشفت الحقائق من القتل والحصار ونظام الفصل العنصري ومحاولة قتل الشعب اليمني وشعوب المقاومة عن طريق الحرب الظالمة والحصار الجائر فإن الاهتمام يجب أن يتركز باستمرار في رفد الجبهات بالمال والرجال إحياء لمسيرة رسول الله صلى الله عليه وسلم ولكسر جبروت الطواغيت والمنبطحين تحت لواء الصهاينة العالمية والوهابية التكفيرية والبريطانية الاستعمارية القديمة والاستعمار الجديد الذي حول اليمن “جنوباً” إلى وكر للقتل بالهوية والسلب والفيد.. وحسبنا الله ونعم والوكيل.
تحية للشعب اليمني الصامد المرابط ورجال الرجال من الجيش واللجان الشعبية المرابطين في كل الجبهات وللشعب اليمني الذي سيبهر العالم بالخروج المشرف في يوم المولد وهذه أكبر صفعة للطواغيت وأذيالهم من المرتزقة ولن أزيد لأن ما طرحه الأستاذ أحمد الشامي من نقاط في صحيفة “الثورة” كانت تصب في مجرى التاريخ الإسلامي حتى اللحظة وقد سبقني في الطرح الزميل حمدي دوبلة وخاض في ما طرحه من نقاط هامة إحياء للذكرى العزيز الأستاذ عبدالرحمن الأهنومي – رئيس مجلس الإدارة رئيس التحرير وكل من شارك من خارج الصحيفة.

قد يعجبك ايضا