فجر الحرية

علي محمد الأشموري

 

 

لقد تحررت مديريتا الصومعة ومسورة ليكتمل تحرير البيضاء بعملية عسكرية وأمنية لم تستغرق سوى 48 ساعة، حيث تزامنت هذه العملية النوعية مع أعياد الثورة اليمنية، فكانت الفرحة فرحتين، لقد تمت تصفية ودحر القاعدة وداعش واكتمل تحرير البيضاء، وهذا الإنجاز للعملية النوعية جاء استحقاقا للقوات المسلحة اليمنية واللجان الشعبية وقوات الأمن البواسل، وبعملية “فجر الحرية” تم التنكيل بعناصر تنظيمي القاعدة وداعش الذين عاثوا في الأرض اليمنية فساداً ودماراً وقتلاً وحرباً، فلم تسلم منهم حتى المساجد والمدارس وأزهقوا الأرواح في الأسواق في أكثر من محافظة، بل امتدت جرائمهم إلى خارج الحدود اليمنية في الشام، فيتم تحرير البيضاء من الإرهاب الدولي الأمريكي السعو – إماراتي حيث كانت الدول الثلاث تدعم القاعدة وداعش مادياً وتسليحاً وتدريباً واستخباراتياً، فخسرت أمريكا والسعودية ودويلة الإمارات وانكسرت، بينما تحررت البيضاء من التنظيمات التكفيرية التي تعتنق الوهابية مذهباً وديناً.
فالمواقع والتحصينات والقلاع التي تغلغلت فيها بمحافظة البيضاء منذ وقت مبكر وطويل ظلت مسيطرة لوقت طويل لدرجة أنها أصبحت سكناً لأسر شذاذ العالم الوافدين من أصقاع الأرض التي أنتجت هذه التنظيمات الإجرامية ومعها للأسف أناس من أبناء جلدتنا كمرتزقة من الداخل ينفذون ما يطلب منهم، وكله بثمنه، وقد حولت هذه التنظيمات المعهد التعليمي في الصومعة إلى ورش ومعامل لصناعة الموت وإنتاج المتفجرات بأنواعها ومنها العبوات الناسفة وتعديل وتطوير الأسلحة وإنتاج الأسلحة الناسفة باستخدام مادة الـ TNT والأجهزة التي تعمل عن بعد ” المتفجرات” لتفجير المعسكرات، فالقاعدة وداعش -حسب المحليين العسكريين- تلقى عناصرهما كافة الدعم من العدوان والدول والمرتزقة ليقتاتوا من دماء الشعب اليمني.
فقد اختيرت هذه المحافظة من قبل دول العدوان نظراً لتضاريسها الصعبة الوعرة وباعتبارها تحد ثماني محافظات في شمال اليمن وجنوبه، بالإضافة إلى حاضنة الطبيعة الجغرافية، فضلا عن القادمين مع عوائلهم الأجانب واختلاطهم بالعامة من أبناء المحافظة وأسر الشخصيات الهامة، حيث قامت عناصر هذه التنظيمات الإرهابية بقتل الأطفال والشيوخ والنساء وتدمير البنية التحتية بدعم من الوهابية السعودية ودويلة الإمارات اللتين كان لهما الدور الرئيسي في التفخيخ والتفريخ وشراء المرتزقة الذين تواجدوا في البيضاء ومارب وشبوة وحضرموت وكافة المحافظات اليمنية.
فعملية “فجر الحرية” كانت عملية استحقاقية للجيش واللجان الشعبية والأمن والمخابرات وقد أسفرت العملية عن قتل وأسر وإصابة -حسب العميد يحيى سريع- 225 من العناصر التكفيرية ومرتزقة العدوان وبلغ عدد القتلى 70 قتيلاً و120 مصاباً و40 أسيراً.
وتزامنت العملية النوعية مع عيدي ثورة الحرية والاستقلال الـ 21 من سبتمبر الخالدة والـ26 من سبتمبر وما زالت الانتصارات تتوالى لتطهير جبهات مارب وشبوة حتى اللحظة.. وحتى لا نتوه عن الموضوع فالثورة المستمرة بزخم العطاء والاستقلال وتحقيق نصر الحرية وضرب العدوان والمرتزقة وأذيالهم في مقتل، لأن العملية العسكرية – الأمنية ” فجر الحرية” التي نفذها الجيش واللجان الشعبية لتحرير مديريتي الصومعة ومسورة من عناصر القاعدة وداعش المرتبطة بتحالف العدوان الأمريكي الصهيوني السعودي – الإماراتي أنجزت في وقت لا يتجاوز الـ 48 ساعة فقط رغم التحصينات والأسوار والمدة الزمنية التي توغلت فيها عناصر ما تسمى القاعدة وداعش، فالصومعة ومسورة وأجزاء من مكيراس قد تحررت بمساحة 2700 كم2 .. وحسب العميد يحيى سريع فإن القوة الصاروخية وسلاح الجو المسير كان لهما حضور بارز من خلال استهداف 15 موقعاً ومعسكراً للإرهابيين وصد الأدوات التكفيرية من داعش والقاعدة، فيما كان طيران تحالف العدوان خلال تقدم رجال الرجال صوب القضاء على تلك العناصر الإجرامية ساند تلك العناصر الإجرامية التي تستخدم الدين ستاراً لسوادها من شذاذ الآفاق والمرتزقة بـ30 غارة جوية محاولاً إيقاف تقدم الجيش واللجان الشعبية والأمنية وإعاقة الضربات الموجعة لتلك العناصر الإجرامية ولكن طيران تحالف الشر لم ينجح في إيقاف الأحرار الأبطال من التقدم وضرب عناصر الإرهاب في مقتل بين قتلى وجرحى وأسرى بالإضافة إلى اغتنام الأسلحة المتوسطة والخفيفة التي وقعت في أيدي قوات الجيش واللجان الشعبية.. في هذه العملية تم إعطاب 10 مدرعات والسيطرة على 7 معسكرات تابعة للتكفيريين وبذلك أفشل أبطال الجيش واللجان ما كان يدار ويخطط له من خلال تلك العناصر من شذاذ الآفاق والمرتزقة الذين جعلوا من الصومعة نقطة انطلاق لما بعد الزاهر، وفي هذه العملية النوعية تم تقطيع أوصال التكفيريين ومن سلم منهم وتمكن من الهرب صوب مارب وشبوة ومناطق في المحافظات الجنوبية والشرقية، فقد تم اقتحام أوكار هذه العناصر الإرهابية رغم ما يمتلكونه من ترسانة أحزمة نارية ناسفة وقنابل وأسلحة متوسطة وخفيفة وتحصينات كأوكار ولكن اليمنيين الأحرار أسود الجبال والصحاري والوديان أسقطوا ما خُطِّطَ له من قبل الأمريكان والسعودية ودويلة والإمارات “وكر الشيطان”، وطهروا البيضاء من رجس هذا التنظيم المستوطن الذي يشوه بأفعاله الدين الإسلامي الحنيف، فقد جاءت الأخبار بأن شذاذ الآفاق كانوا يتوافدون مع عوائلهم من كل أصقاع العالم حتى من روسيا، وبهذه العملية “فجر الحرية” أثبت اليمنيون الأحرار بأنهم يدافعون عن الأرض والعرض عكس أولئك المرتزقة وبائعي الأوطان وشذاذ الآفاق الذين باعوا عقولهم وضمائرهم وانخرطوا تحت العباءة السعودية والعقال الإماراتي وبينهما الريال والدينار والدولار الأمريكي واليورو الأوروبي، فالنصر والتحرير لكل الوطن بفضل الشرفاء من أبنائه الذين لم يرتضوا الذل والهوان وصمدوا في الجبهات كما صمد الشعب سبع سنوات يعاني الأمرّين، بينما حكومة الفنادق مع دنبوعها يحتفلون بمرور سبع سنوات خيانة ونهب للثروات وسبع سنوات هروب .

قد يعجبك ايضا