منذ بزوغ شمس ثورة 21 سبتمبر.. مؤامرة العدو الصهيوني تتخذ أشكالاً متعددة على اليمن

 

المؤامرة التي استهدفت ثورة 21 سبتمبرتعد أكبر وأشرس مؤامرة يشهدها العالم
نتنياهو: أنصار الله في اليمن يشكلون خطرا وجوديا على إسرائيل
إعلام قوى الاستكبار اهتم باليمن بشكل غير مسبوق ورأى الثورة تهديداً لأطماعه
إعلام العدو: إسرائيل تشعر بالقلق وعليها أن تعمل مع السعودية لكبح جماح الثورة باعتبار ذلك مصلحة مشتركة
تحتل السواحل والجزر اليمنية موقعا استراتيجيا أسال لعاب أطماع العدو الصهيوني وقوى الاستكبار العالمي

بدأ تآمر العدو الصهيوني على ثورة 21سبنمر منذ اندلاعها قبل سبع سنوات حيث عبر عدد من المسؤولين الإسرائيليين عن قلقهم وشدة خوفهم عما يترتب على نجاح ثورة 21من سبتمبر التي هي إرادة شعب تواق للحرية والاستقلال، حيث قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قبل اندلاع الثورة ان انصار الله باليمن يشكلون خطراً وجوديا على إسرائيل وانه يسعى للتعاون مع السعودية لكبح جماح هذه التطورات.
وقال محللون ومتابعون يعبرون عن وجهة نظر العدو الصهيوني بعد نجاح ثورة 21سبتمبر المجيدة ان ما يحدث باليمن امر جوهري بالنسبة لإسرائيل ويشكل خطرا على الأطماع الإسرائيلية بالمنطقة
حيث شكلت ثورة 21سبتمبر صدمة قوية للعدو الصهيوني وقوى الاستكبار العالمي وتهديدا لوجودهم بالمنطقة وانحسارا لأطماعهم بالمنطقة وخصوصا في سواحل وجزر اليمن التي تحتل موقعا استراتيجيا بالمنطقة،

الثورة / محمد دماج

حيث توالت وماتزال المؤامرات الصهيونية والأمريكية والبريطانية، من خلال أدواتهم في المنطقة على ثورة 21 سبتمبر الخالدة واتخذت عدداً من الأساليب والطرق في مختلف المجالات العسكرية والسياسية والاقتصادية ،فتعد المؤامرة التي تعرضت لها ثورة 21سبتمبر أكبر مؤامرة شهدها التاريخ حيث تعتبر مؤامرة عالمية لم يشهدها العالم من قبل.
قلق في تل ابيب
لمعرفة حجْم القلق الإسرائيلي الذي عبّر عنه الكيان المحتل بواسطة أكبر مسؤوليه ومحلليه بل إنه كان السبب الأبرز الذي دعا النظام السعودي لشن عدوانه على الـيَـمَـن.
– ألقى نتنياهو رئيس وزراء الكيان الإسرائيلي خطابا أمام الكونجرس الأمريكي قبل العدوان بقرابة عشرين يوماً وقال: إن أنصار الله في الـيَـمَـن يشكّلون خطراً وجودياً على إسرائيل.
– عوديدغرانوت محلل الشؤون العربية في القناة الإسرائيلي قال: إن ما يحدث بالـيَـمَـن أمرٌ جوهري بالنسبة لإسرائيل ويشكل خطراً عليها.
– تسفيكايحزكالي المحلل السياسي الإسرائيلي قال إنه يوجد هناك اهتمام إسرائيلي كبير حول ما يحصل بالـيَـمَـن وأن التغيرات التي تحدُثُ هناك ستسمح للسلاح بالوصول إلى حماس في غزة.
– أيهود يعري سياسي إسرائيلي قال في إحدى القنوات التلفزيونية: إن ما يهم هو أن من سارع لتهنئة حزب الله على عمليته ضد إسرائيل ليس حماس وإنما أنصار الله بالـيَـمَـن.
أطماع كيان العدو الإسرائيلي في اليمن
وأكد مساعد وزير الدفاع اللواء علي الكحلاني في احد تصريحاته أن اليمن كانت محل أطماع الكيان الصهيوني والاستعمار بتواطؤ النظام السابق.
وكشف اللواء الكحلاني أن عيون العدو على باب المندب والجزر اليمنية ، لافتاُ إلى أن الرئاسة وقيادات الأجهزة الأمنية في النظام السابق كانت تمضي بخطوات تطبيعية مع الكيان الصهيوني.
وأشار إلى أن الزيارات بين النظام السابق والعدو الإسرائيلي كانت سرية ومحصورة في مستويات معينة , مبيناً أن الرئيس اليمني الأسبق كان محكوما من السفراء الأجانب وعلى رأسهم السفير الأمريكي.
وقال :” اعتقدوا أن التوقيع على المبادرة الخليجية هو بداية الذهاب إلى التطبيع عبر تعطيل دستور الجمهورية اليمنية “.
وأكد مساعد وزير الدفاع أن ثورة 21 سبتمبر قضت على أحلام التطبيع وأطماعاً العدو في اليمن ، كون الشعب اليمني شعب حراً لن يقبل بالتطبيع و يعتز بنصرته للقضية الفلسطينية.
كما أكد أن قضية فلسطين هي القضية الأولى لليمن، وفي عقيدتنا العسكرية كقوات مسلحة يمنية العدو الأول لنا هو الكيان الإسرائيلي.
موضحاً أن الأهداف الأساسية للتطبيع مع العدو الإسرائيلي هي احتلال المنطقة عسكريا أو اقتصاديا ، مبيناً أن الإمارات ومصر كانتا محطات لمرور المنتجات الصهيونية باتجاه دول المنطقة.
وقال: ” بعد العام 2006 جاء إلي السفير الأمريكي وطلب منا أن نعطيهم ما يقارب ثلث المدينة السكنية لتكون مقرا للقاءاته وأنشطته ورفضنا ذلك تماما”.
مضيفاً : ” بعد مغادرتي للمؤسسة الاقتصادية تم فتح مقر تابع للسفارة الأمريكية في المدينة السكنية لأعمال لم تكن معروفة وهذا يوحي بتنسيق عال “.
وكشف أن التبادل التجاري ووصول البضائع الإسرائيلية إلى السوق اليمنية جاء تحت يافطة اتفاقية “الجات” وعناوين أخرى غير مباشرة.
وتابع قائلاً: ” لمسنا خلال فترة العمل في المؤسسة الاقتصادية حجم الضرر الذي تسببه السلع التجارية والمبيدات المصنعة في “إسرائيل.
المؤامرة الدولية والإقليمية على ثورة 21 سبتمبر
وتحلُّ اليومَ الذكرى السابعة لثورة 21 سبتمبر التي انتصرت للإرادةِ الشعبية وانتصرت لثورة 11 فبراير الشبابية، فأسقطت قوى النفوذ التي كانت على مدى عقود تمثلُ الهيمنة الإقليمية والدولية على القرار السياسي في الـيَـمَـن وتشرع انتهاك السيادة الوطنية.
ما حقّقته الثورةُ مثَّلَ صدمةً لدول الاستكبار، ولذلك لن يكون من المبالغة إذا قلنا إن المؤامرة التي استهدفت الثورة منذ اندلاعها إلى نجاحها وإلى اليوم تعد أكبر مؤامرة تستهدف ثورة في العالم كله.
أمام الإرادةُ الشعبية والأهداف التي حددت للثورة وجذبت الجماهير إليها لم يكن لدى قوى النفوذ ما تدافع عنه،.
ويخلص إلى القول: إن ثورة 21 سبتمبر كانت إرادة تبناها الشعب في وجه قوىً تفتقر لأدوات المواجهة سواء على الصعيد السياسي أو على مستوى الشارع، إذ لم يكن بيد تلك القوى سوى أنها حاملة وواجهة للهيمنة الإقليمية والدولية ولذلك لم يكن غريباً أن كانت الثورة مصدر قلق معلن لتلك الدول.
الثورة والقلق المشترك بين إسرائيل والسعودية
في العام 2011 وعندما شرعت الجامعةُ العربية بدعم سعودي قطري تدخل الناتو في ليبيا كان الإعلامُ يحاول أن يدافع عن ذلك التدخل باستخدام ورقة إسرائيل، ولذلك بثت قناة الجزيرة في تقرير لها زعمت فيه أن الخطاب الإعلامي الإسرائيلي يتناغم مع موقف القذافي. وهنا يبرز سؤال: ألم يتناغم الإعلام الإسرائيلي مع نظيريه القطري والسعودي في مواقفهم ضد 21 سبتمبر؟، ألم تعبر قناتا الجزيرة والعربية عن القلق السعودي والقطري من تحركات الشعب الـيَـمَـني في ذلك الحين وتناغمت مع الإعلام الإسرائيلي الذي اهتم بشكل غير مسبوق بالـيَـمَـن وكانت قنواته تستضيف العسكريين والمحللين الذين اعتبروا أن الثورة التي رفعت شعارَ العداء للصهيونية تمثل خطراً كبيراً على إسرائيل؟.
أكثر من ذلك وعلى أعلى المستويات تحرك القلق الإسرائيلي والسعودي في ذات الاتجاه من ثورة 21 سبتمبر التي كانت تسيرُ في طريقها بثبات، حيث خرج وزير دفاع الكيان الصهيوني في تصريحات إعلامية قال فيها: إن إسرائيل تشعر بالقلق مما يحدث بالـيَـمَـن وتعتبره خطراً عليها.
الإعلام الإسرائيلي اهتم بتصريحات وزير دفاع الكيان واستضاف المحللين الذين قالوا إن رفع الشعارات المعادية لإسرائيل في المسيرات الكبيرة تجعل من المنطقة أن تشعر الحكومة الصهيونية بالقلق وأن عليها أن تعمل مع المملكة السعودية لكبح جماح الثورة باعتبار ذلك مصلحة مشتركة.
مخططات استعمارية
ويرى مراقبون أن ما يحدث في المياه الإقليمية لليمن يدخل ضمن مخططات استعمارية دولية تسعى من خلالها دول الخليج وكيان العدو وأمريكا إلى إيجاد موطئ قدم لها في السواحل والجزر اليمنية، وبالذات في مضيق باب المندب بما يحقق لكل منها المصالح الاقتصادية والنفوذ السياسي والعسكري حتى ولو كان ذلك على حساب تجويع وحصار وقتل اليمنيين، وتقوم قوى عربية وإقليمية، مدعومة عسكرياً، بالاستيلاء على السواحل والموانئ والجزر اليمنية، والاستفادة من الموقع الاستراتيجي الهام والحيوي لليمن.
فيما تشير العديد من التقارير الإعلامية المحلية والدولية إلى الأهمية الاستراتيجية للسواحل اليمنية والتي تتجسد في أن اليمن تحتل مكانة بحرية هامة في الشرق الأوسط بموقعها الجغرافي المتميز، حيث تبلغ مساحتها حوالي 555 ألف كيلو متر مربع، بدون الربع الخالي، وتشمل السهول الساحلية المطلة على البحر الأحمر وخليج عدن والبحر العربي، وهي متصلة ببعضها البعض ومكونة شريطاً ساحلياً تمتد عبره من الحدود العمانية باتجاه جنوب غرب باب المندب، ويتغير الاتجاه شمالاً حتى حدود السعودية ويبلغ طولها 2000 كيلو متر تقريباً وهو شريط بحري حيوي وهام وعلى بحرين.
كما أن الأهمية التي جعلت العالم يتكالب بحربه على اليمن، وفق اعتراف دول تحالف العدوان ذاتها، هي أن اليمن يشرف على مضيق دولي هام وهو باب المندب الذي تعبر منه مئات السفن القادمة من الشرق الأقصى والهند ودول الخليج العربي وشرق أفريقيا إلى موانئ البحر الأحمر، وتتجه معظمها عبر قناة السويس المصرية إلى البحر الأبيض المتوسط وشمال أوروبا وتتجه بعضها إلى أمريكا الشمالية والجنوبية محملة بالنفط والبضائع المختلفة.
ولأهمية موقع اليمن وشواطئه على البحر الأحمر وخليج عدن والبحر العربي ظل اليمن وجزره ومياهه الوطنية منذ القرن السادس عشر موقعاً للأطماع والصراع السياسي والعسكري والاقتصادي من قبل الدول الاستعمارية.
فموازاة خارطة اليمن مع خارطة أهداف دول التحالف السعودي الصهيوأمريكي تؤكد أن السيطرة على هذه الرقعة الجغرافية يأتي على رأس أسباب تحالف الحرب، فجزيرة ميون كانت ولا تزال أهم منطقة يمكنها أن تكون حلقة وصل بين قارتي آسيا وأفريقيا، حيث تقع «ميون» في قلب باب المندب وتشرف عليه إشرافا كاملا وتقسِمه إلى ممرين ملاحيين، وقد تعرضت جزيرة ميون للغزو البرتغالي ثم الفرنسي والبريطاني وحاليا الإماراتي الأمريكي – الإسرائيلي بهدف السطو على الميزات السياسية والاقتصادية والعسكرية التي يوفرها موقع الجزيرة وبسط النفوذ على اليمن.
(سقطرى وعبث قوى الاحتلال)
تتمتع جزيرة سقطرى بموقع استراتيجي أسال لعاب العدو الصهيوني الذي اصبح له قواعد عسكرية في هذه الجزيرة بتسهيلات إماراتية، حيث تعد جزيرة سقطرى من أهم الجزر اليمنية التي استولى عليها تحالف العدوان، حيث تقع في المحيط الهندي ويحدها من الشمال والشرق البحرُ العربي وجنوبا مياهِ المحيط الهندي ومن الغرب ساحلُ القرن الأفريقي وتبلغ مساحتها حوالي ثلاثةِ آلاف وستِمائةٍ وخمسينَ كيلومترٍاً مربعاً، أي خمسةُ أضعاف مساحة مملكة البحرين، ويعتبر رأس فرتك الواقع شرقَ المكلا أقربَ نقطة للجزيرة ويبعد عنها ثلاثمائةٍ وثمانينَ كيلو متراً.
وتؤكد الإحصاءات البحرية أن جزيرة سقطرى أكبرُ جزيرة يمنية وأهمُ جزيرة في كل المسرح البحري الجنوبي وتمتد أهميتها إلى عدة قرون قبل الميلاد، وقديما أطلق عليها الغزاة درة التاج وتعرضت للغزو الأوروبي فغزاها البرتغاليون في القرن السادس عشر ثم غزاها البريطانيون عام 1834م، ثم حاول الفرنسيون الغزاة احتلالها منتصف القرن التاسع عشر، كما تطلع الغزاة العثمانيون والإيطاليون للجزيرة في سبعينات القرن التاسع عشر.
وتقبع اليوم تحت الغزو الإماراتي الصهيوني الذي يسعى إلى تسليمها للعدو الصهيوني وتكمنُ أهمية جزيرة سقطرى في كونها مشرفة على طرق الملاحة المارة من أمام رأس جورد فوي على ساحل الصومال والمحيط الهندي، بما فيها الطريقُ البحري إلى رأس الرجاء الصالح وشبهِ القارة الهندية وشرقَ آسيا كما تكمن أهميتها في كونها نقطة إسناد عسكرية قوية لظهير باب المندب من الناحية الجنوبية.
وتبرز أهمية «سقطرى» أيضاً في تنوعُ تضاريسِها وتفردُها الطبيعي النباتي، وجيولوجيةُ الجزيرة حيث تكتنز أيضا ثروات اقتصاديةً مهمة كالنفط والغاز والمعادن الفلزية.
(ارخبيل أسال لعاب الغزاة)
إلى جانب ذلك تأتي جزر أرخبيل حنيش وزقر التي حاول العدو الصهيوني في 1971م اقتطاع هذه الجزر من الجسد اليمني وتحويلها إلى ثكنة عسكرية لحساب مشروعه الاستعماري الذي نفده اليوم عبر الأنظمة الخليجية الرخيصة.
فأهمية هذه الجزر وغيرها من الجزر اليمنية المتميزة جعل لعاب وأطماع قوى العدوان يسيل وبقوة نحو الاستيلاء عليها بسبب موقعها الحاكم على خطوط الملاحة الرئيسية وفيها قمم جبلية مرتفعة عن البحر الأحمر واقترابها من اهم مضيق بحري باب المندب ولذلك ووفقا للمصادر التاريخية فقد تعرضت جزيرة حنيش الكبرى للغزو أربع مرات خلال الفترة الممتدة من العام 1513م إلى العام 1995م من قبل الغزو البرتغالي والفرنسي والبريطاني والاريتري..
(أهم ممرات العالم)
لا شك أن الموقع الجغرافي الاستراتيجي لمضيق «باب المندب» أوجد له أهمية تجارية واقتصادية قصوى، جلبت بدورها حساسية عسكرية لهذا الممرّ المائي العالمي لمختلف القوى الدولية والإقليمية، في حين تتباين الجدوى للبلدين الذين يقع المضيق في نطاقهما الجغرافي؛ وهما اليمن وجيبوتي، وعلى قرب شديد منهما إريتريا.
فقد أصبح مضيق «باب المندب» أحد أهم الممرات المائية في العالم بعد إنشاء قناة السويس عام 1869م، وأصبح يربط بينها وبين مضيق هرمز نقطة وصل لطريق التجارة العالمي، الممتدّ من البحر الأبيض المتوسط مروراً بالبحر الأحمر، وخليج عدن والمحيط الهندي والخليج العربي.
ويمتاز الممرّ بعرض وعمق مناسبين لمرور كل السفن وناقلات النفط على مسارين متعاكسين متباعدين؛ حيث يبلغ عرضه 30 كم، وعمقه 100 – 200م.
ويعود التواجد الصهيوني بحسب مؤرخين في باب المندب إلى ستينيات القرن الماضي، وتحديداً عندما قررت بريطانيا، وعلى وقع ضربات المقاومة وتوسع حجم العمليات الفدائية، الرحيل من عدن ومن المحافظات الجنوبية.
قبل ذلك، كانت إسرائيل قد نسجت خيوط العلاقة مع دولة إثيوبيا، واستفادت منها في إيجاد موطئ قدم لها في منطقة جنوب البحر الأحمر، عبر استئجار جزر إثيوبية (قبل استقلال إرتيريا بعقود)، أعقبته محاولات التمدد والتوسع للسيطرة على مضيق باب المندب.
وبحسب تقارير دولية: ظلت أهمية باب المندب محدودة حتى افتتاح قناة السويس في مصر العام 1869م وربط البحر الأحمر وما يليه بالبحر المتوسط، فتحول إلى واحد من أهم ممرات النقل والمعابر على الطريق البحرية بين بلدان أوروبية في البحر المتوسط، والمحيط الهندي وشرقي أفريقيا.
ومما زاد من أهمية الممر، أن عرض قناة عبور السفن، التي تقع بين جزيرة بريم اليمنية والبر الإفريقي، هو 16 كم وعمقها 100 – 200م، مما يسمح لمختلف السفن وناقلات النفط بعبور الممر بيسر على محورين متعاكسين متباعدين، ولقد ازدادت أهميته بوصفه واحدا من أهم الممرات البحرية في العالم، مع ازدياد أهمية نفط الخليج العربي، ويقدر عدد السفن وناقلات النفط العملاقة التي تمر فيه في الاتجاهين، بأكثر من 21000 قطعة بحرية سنويا (57 قطعة يوميا).
ووفقا لإحصائيات عالمية: يعدّ “باب المندب» أكثر ممرّ تسير فيه السفن التجارية وناقلات النفط؛ حيث يستحوذ على 7 % من الملاحة العالمية، و13 % من إنتاج النفط العالمي (3.8 مليون برميل نفط في اليوم عام 2013م)، و21 ألف سفينة وناقلة تمرّ في الاتجاهين، بواقع 57 سفينة يومياً، وتعبر منه نحو 12 مليون حاوية سنوياً.
وبحسب مراقبين: يبقى باب المندب في أولى اهتمامات دول تحالف الحرب على اليمن ومطامعها الاستعمارية، يليه بقية السواحل والجزر اليمنية وضمن أهم أهدافها غير المعلنة.
ومن خلال ما تم استعراضه تظهر الأبعاد الاستعمارية الأمريكية للسيطرة على المناطق الحيوية في اليمن من خلال قيام الوكيل السعودي الإماراتي بالانتشار العسكري وما يصفه عسكريون بالاحتلال المباشر للجزر والسواحل اليمنية وصولا إلى محاولة السيطرة العسكرية على الحديدة والشريط الساحلي الغربي.
ووفق ما سجلته شواهد تاريخية فإن: موانئ اليمن تلعب منذ القدم دورا حيويا ليس في الاقتصاد اليمني فحسب، بل وفي حياة شبه جزيرة العرب بأكملها، إذ مثل العديد منها مراكز كبيرة للتجارة على سواحل البحر الأحمر والبحر العربي منذ القدم.
أطماع إسرائيلية أمريكية.
وفي الندوة التي نظمتها دائرة التعليم الجامعي بالمكتب التنفيذي لأنصار الله .. أشار رئيس دائرة التعليم الجامعي الدكتور عبدالله الشامي إلى أن الهدف هو تسليط الضوء على الأطماع الأمريكية الإسرائيلية في البحر الأحمر ومضيق باب المندب وسعيهما الدائم عبر أدواتهما بالمنطقة التحكم والسيطرة عليه. ولفت إل? أن من أهداف الدورة رفع مستوى الوعي المجتمعي لمواجهة المشروع الاستعماري الجديد الذي تسعى من خلاله أمريكا وإسرائيل السيطرة على البحر الأحمر نظرا لأهميته الاستراتيجية . وأوضح أن الحرب والعدوان على اليمن ما هو إلا جزء من استراتيجية أعدت منذ الحرب العالمية الثانية عندما بدأت أمريكا بتوقيع اتفاقيات مع دول حوض البحر الأحمر وإقامة قواعد عسكرية وشبكات تجسس دولية على حركة التجارة العالمية تبعتها باتفاقيات التنقيب على النفط بالساحل الغربي بغرض السيطرة على ممرات الملاحة الدولية . ولفت الدكتور الشامي إلى أن جذور العمل الصهيوني المحتل بالمنطقة يرجع إلى عام 1920 عندما تم إنشأ أول شركة باسم سيا برؤوس أموال يهودية بمنطقة القاش بإرتيريا، تلاها بناء محطات تجسس في أسمرة وأديس أبابا بالإضافة إلى استخدام طائرات متطورة للإشراف على حركة الملاحة في البحر الأحمر. وبيّن أن الاهتمام الأمريكي بالبحر الأحمر ومضيق باب المندب ارتفع في السنوات الأخيرة بعد الدخول الصيني على خط المنافسة عبر مشروعها الاستراتيجي، إعادة إحياء طريق الحرير البري والبحري وإنشاء الحزام الاقتصادي، وتوقيعها لعدد من الاتفاقيات التجارية مع الدول المطلة على مشروع الطريق والحزام في دول حوض البحر الأحمر…والأهمية الاستراتيجية للبحر الأحمر ومضيق باب المندب، نبذة موجزة عن البحر الأحمر والممرات الملاحية وأهميته الاقتصادية والعسكرية والاستراتيجية قدمها الدكتور أحمد العرامي.
واستعرض أهمية موقع البحر الأحمر الاستراتيجية كملتقى لثلاث قارات ” العالم القديم وقناة وصل بين البحر والمحيطات المفتوحة وحلقة وصل بين ثلاث مناطق إقليمية، الشرق الأوسط والقرن الأفريقي والمحيط الهندي ومنطقة الخليج”، إضافة إلى أهميته العسكرية والأمنية والاقتصادية الذي يمر من خلاله 60 ٪ من نفط الخليج وإيران إلى السوق العالمية في أوروبا و25 ٪ من احتياجات النفط إلى أمريكا. وتناول الدكتور العرامي الأهمية الاستراتيجية لباب المندب الذي يعتبر المدخل الجنوبي للبحر الأحمر والمنفذ الوحيد المتحكم فيه من الناحيتين العسكرية والتجارية، فضلا عن استعراض أهم موانئ البحر الأحمر وأسباب الحرب الدائرة للسيطرة والتحكم فيها والثروات البحرية التي يتميز بها البحر الأحمر، ما جعل منه محط أطماع دولية. فيما قال الدكتور إدريس الشرجبي إن الأطماع الإمبريالية والصهيونية في باب المندب والجزر اليمنية، السواحل والجزر اليمنية باب المندب، والاستراتيجية الإسرائيلية الأمريكية تجاه باب المندب منذ عام 1948م حتى ثورة 21 سبتمبر 2014م. في حين ٌقال ٌالسفير إسماعيل المعبري إن، معركة الساحل الغربي وحرب الموانئ أثارت ردود الفعل الإسرائيلية الأمريكية بعد 21 سبتمبر، سياسات دول العدوان باحتلال السواحل والجزر اليمنية وحرب الموانئ والصراع الإقليمي والدولي جنوب البحر الأحمر. ” دور الدول الإقليمية في المشروع الإسرائيلي الأمريكي في البحر الأحمر” والأهمية التي يتمتع بها البحر الأحمر ما جعله عرضة لأطماع القوى الكبرى عبر التاريخ..

قد يعجبك ايضا