جرائم ما بعد احتلال العراق.. تغوُّل أمريكي وجرائم تعكس شريعة الغاب

من صراع المفاهيم إلى اغتيال العقول (الحلقة الرابعة)

 

 

الشهيد القائد حسين بدر الدين الحوثي:
النظام الحاكم في العراق أو أفغانستان أو غيرهما لم تكن الهدف من الحرب الأمريكية إنما الهدف ضرب الشعوب وعلى هامشها الأنظمة والرؤساء
باحثون: انكشاف أمريكا أخلاقياً في مبرراتها لغزو العراق لم يكن نهاية السيناريو بل بداية لاغتيال 800 عالم عراقي وببصمات إسرائيلية
تقارير
الاحتلال الأمريكي استهدف مقدرات الشعب العراقي الإنتاجية خصوصاً في مجال الزراعة وإنتاج الغذاء
القطاع الزراعي في العراق تراجع من 18% من إجمالي الناتج المحلي في 1995م إلى 2% في 2019م جراء سياسات الاحتلال الأمريكي
الفرح:
أراد العدو الأمريكي من كلمة إرهاب ضرب علمائنا ومدارسنا وما حصل للعراقيين في سجن أبو غريب حدث للمجاهدين في أفغاستان واليمن بتوجيهات أمريكية

في الحلقة السابقة عرضنا إشارات خاطفة من كلفة الحرب على العراق التي تقاس بما خسرته بلاد ما بين النهرين من حضورها السيادي كدولة وشعب، وشيئا من جرائم الإبادة والنهب التي عكست بلا مواربة ثقافة وسياسة الإدارة الأمريكية التي حذر منها الشهيد القائد حسين بدر الدين الحوثي منذ وقت مبكر، في دروسه البليغة على طريق إفهام القرآن الكريم للناس بأساسات التعامل في قضية الصراع مع أهل الكتاب، ولاحظنا كيف أشعلت أمريكا بخبث كبير العنف الطائفي والعرقي والمذهبي في العراق في فترات متلاحقة تلت الاحتلال المدمر للبنية والحضارة والتاريخ والإنسان، كما أدركنا كيف أصدر المحتل تشريعات جديدة تحت قبة البرلمان العراقي، سمحت للشركات الأجنبية والأمريكية بالذات لها بتملّك 100% من أيّ أصول عراقيّة هامة تمس الحاضر والمستقبل.
أما في الحلقة الرابعة فسنتناول جرائم ما بعد الاحتلال الأمريكي في العراق من اغتيال العلماء وإذلال الشعب العراقي في السجون، وفق أدوات وطرق تعذيب تمس بكرامة الآدمية، وغير مسبوقة في تاريخ البشرية، وكيف كان واقع العراق الزراعي وكيف استهدف المحتل مقومات العراق الإنتاجية والزراعية، وما تداعيات الحرب على أمريكا نفسها، إلى التفاصيل..

الثورة / إعداد وقراءة/ محمد محمد إبراهيم

انتهاء الحرب على العراق وانكشاف الكذبة الكبرى الموصولة بادعاء أمريكا بأن حليفها السابق والمطيع والموجه في حربه ضد دولة إسلامية ثمان سنوات، ثم غزوه لدولة إسلامية جارة أخرى، نظام صدام حسين في العراق الشقيق، لم تكن نهاية السيناريو وانكفاء المجرم الخبيث على جرد جرائمه بعد انكشاف حيلته أمام العالم، بل كانت بداية جديدة لمسار علني من الوقاحة في ظهور البصمات الصهيونية في الحرب الأمريكية على العراق وإكمال مسلسل الجرائم، التي لم تتوقف عند الدمار الشامل للبنية التحتية والمؤسسة العسكرية العراقية وتدمير أهم معالم حضارة بلاد ما بين النهرين، بل سعت إلى تقويض المقومات البشرية والعقل المستنير للشعب العراقي عبر سلسلة اغتيالات هي الأطول والأكثر إرهابا في العالم، وكان للصهيونية العالمية بصماتها في مسلسل تلك التصفيات، وفقاً لبحث أجراه دار بابل للدراسات والإعلام الذي أكد أن فرق الموت التابعة للموساد الإسرائيلي أدت دوراً هاماً في عمليات الاغتيال التي طالت قرابة 800 شخصية عراقية من العلماء والخبراء الذين طالتهم الاغتيالات وفق الوثائق المسربة دولياً منهم 350 عالماً نووياً و80 ضابط طيران من القوات الجوية العراقية، وأكدت الوثائق أن الموساد قام باغتيال 530 عالماً عراقياً وأكثر من 200 أستاذ جامعي وشخصية أكاديمية، وأشار تقرير صادر عن مركز المعلومات الأمريكي سنة 2005م إلى أن الموساد جند 2400 عنصر، إضافة إلى وحدة نخبة سرية تتضمن أكثر من 200 عنصر مؤهل من قوات البيشمركة من أجل الإجهاز على العلماء وتصفيتهم.
وأكد الباحثون أن تلك الاغتيالات كانت محاولة لمنع الشعب العراقي حتى بعد زوال نظام صدام من امتلاك الطاقة النووية، وبرز هذا الدور بشكل كبير في فترة الاحتلال الأمريكي للعراق، فبعد فشل الولايات المتحدة في إقناع علماء الذرة والبيولوجيا العراقيين بالتعاون معها والعمل في خدمتها، تحركت عناصر الموساد لتصفية هؤلاء، ورصدت إسرائيل أجهزة ومعدات ومتخصصين وأموالا للغرض.
استهداف الشعوب لا الرؤوساء
في إحدى محاضراته التنويرية والاستشرافية لمستقبل الأمة الإسلامية والمنطلقة من الموجهات الربانية في كتابه (القرآن الكريم)، وهي من سلسلة المحاضرات الشهيرة التي سبقت احتلال أمريكا للعراق، أكد الشهيد القائد حسين بدر الدين الحوثي – رضوان الله عليه، «أن نظام صدام حسين في العراق أو النظام الحاكم في أفغانستان أو غيرهما من أنظمة الأمة الإسلامية ليست الهدف من الحرب الأمريكية على الشعوب الإسلامية، وإنما ستضرب هذه الأنظمة والرؤساء على هامش عدوان أمريكا على الشعوب».. وهو ما جرى في أفغانستان والعراق فعلا، فبعد القضاء على نظام صدام حسين، تفرغت قوات الاحتلال الأمريكي للقضاء المبرم على عقل العراق الجمعي، ولم تكتف بذلك بل سعت القوات الأمريكية المحتلة إلى إذلال الشعب عامة، خصوصا البسطاء بغية ضرب المعنويات في نفوس الأقوياء الذين ينظرون بوعي إلى الجرائم والانتهاكات التي تجري في مختلف حضر أرياف العراق المحتلة، فطالت الانتهاكات النساء والأطفال وزج بالعراقيين في سجون عراقية افتتحها المحتل في أرجاء البلاد، ولكن أكثرها هو سجن «أبو غريب» الذي صدم العالم بجرائمه الجسام، وكل ذنوبهم في العرف الأمريكي الخبيث هو انهم إرهابيون، أي جهاديين مقاومين لمشروع الاستبداد والاستكبار الأمريكي وفقا للمفهوم القرآني، وأن الحرب برمتها جاءت من أجل محاربة الإرهاب، لهذا وجب علينا كأمة إسلامية إعادة الاعتبار لمعنى الجهاد ورفض معنى الإرهاب بمعناه الأمريكي..
وفي هذا السياق يقول الباحث والمؤلف الأستاذ محمد محسن الفرح في كتابه «طبيعةُ الصِّرَاعِ مع أهلِ الكِتابِ- مجال الصراع الثقافي والأخلاقي والسياسي»: أراد العدو من خلال كلمة الإرهاب أَنْ تكونَ ذريعةً لضرب علمائنا ومدارسنا ومبررا لمنع أي أنشطة ثقافية وتوعوية، ومن هنا أتى الحثُّ على محاربة كلمة إرهاب بمعناها الأمريكي؛ لما يمكن أن يترتب عليها مستقبلا من الكوارث والمآسي والجرائم التي ستُرتكَبُ بحق الشعوب وبحَـقِّ العلماء، وهو ما حصل بالفعل من قبل الأمريكيين في سجن أبو غريب وقلعة زانتي بأفغانستان وَالتعذيب الذي جرى بحق المجاهدين في السجون اليمنية على مدى ستِّ حروب متتالية وما لحق بسجناء الشعار ممن تم اعتقالهم في الجامع الكبير بصنعاء عندما صرخوا لدقائقَ معدودةٍ وهتفوا بشعار البراءة سُجنوا لسنوات ونالوا من التعذيب النفسي والجسدي ما لا يتسعُ المقامُ لذكره، وكل ذلك كان بتوجيهات أمريكية وإشرَاف أمريكي تحت ذريعة محاربة الإرهاب واقتلاع جذور الإرهاب… إلخ.
اعترافات أمريكية
في 6 فبراير 2021م نشرت وزارة الدفاع الأمريكية (بنتاغون) 198 صورة تظهر التعذيب الوحشي الذي مارسته القوات الأمريكية ضد المعتقلين في العراق وأفغانستان، وكان سجن أبو غريب أبرز المعتقلات في العراق، وجاء ذلك بعد مرافعات قضائية استمرت 12 عاما، منذ تفجر فضيحة سجن أبو غريب في العراق عام 2004، في حين امتنع البنتاغون عن نشر مئات الصور الأخرى.
ولم تكن تلك الاعترافات عابرة لوسائل الإعلام فحسب بل كانت صادمة للعالم وفضيحة لم يسبق أن حصلت في تاريخ البشرية، كيف وقوات المارينز الأمريكية تمارس نزواتها في الاستمتاع بأجساد السجناء وصعقها بالكهرباء والإيهام بالغرق والإذلال الجنسي – حسب وكالة (أسوشيتد برس) التي نقلت شهادات حية وواقعية من سجناء تعرضوا لأبشع طرق التعذيب والإذلال الجنسي والسادية بمختلف ألوانها، وكانت تلك الوكالة الأمريكية هي من فتحت المجال أمام القنوات العالمية لتسجيل شهادات حية وجريئة فضحت العقلية الأمريكية وأسقطت شعاراتها الزائفة باحترام حقوق الإنسان ورعاية الأسرى والمساجين واحترام آدميتهم، فالمعتقل السابق علي القيسي -وهو أحد ضحايا التعذيب في سجن أبو غريب- كيف قامت القوات الأمريكية باعتقاله في 13 أكتوبر/تشرين الأول 2003، بسبب تنظيمه جولة للصحفيين اطلعوا خلالها على طبيعة الأوضاع في العراق، واستخدام الأسلحة الممنوعة في قصف مطار بغداد وغيره، وبيّن حينها لقناة الجزيرة، ويبين للجزيرة نت أن ذلك أثار حفيظة القوات الأمريكية، التي كانت تضغط على الصحفيين وتخيفهم من خطورة الأوضاع في العراق، ولا تسمح لهم بتلقي الأخبار إلا من خلال ضابط أمريكي.. وأكد القيسي أنه تعرض في المعتقل لأبشع أنواع التعذيب، من الصعق بالكهرباء والإيهام بالغرق، والحرمان من النوم، والإذلال الجنسي، في رحلة عذاب دامت نحو عام.
حقوقيو العالم أكدوا أن ما عرضته الصور من مشاهد تعذيب مروعة تمثلت بشتى صنوف الإيذاء الجسدي والنفسي، من الصعق بالكهرباء، إلى مهاجمة السجناء وهم مقيدون بواسطة الكلاب، وكذلك تكديس السجناء فوق بعضهم البعض وهم عراة، وإجبارهم على أوضاع جنسية مخلة، وغير ذلك من أساليب؛ تؤكد كلها تجرد سلطات الاحتلال الأمريكي من الالتزامات الأخلاقية التي تميز فطرة الإنسان السوي قبل عدم التزامها بالمحاذير التي توجبها القوانين الدولية في التعامل مع السجناء..
مؤكدين أن القوات الأمريكية تجاوزت كل قواعد السلوك في معاملة السجناء، من الناحية الحقوقية والقانونية ومبادئ حقوق الإنسان، ومارست التعذيب بطرق شنيعة وخطيرة، كما يقول مدير المرصد العراقي لحقوق الإنسان مصطفى سعدون في حوار بثته يومها قناة الجزيرة، موضحا أن جرائم سجن أبو غريب التي ارتكبت من قبل القوات الأمريكية بحق العراقيين، بصرف النظر عن كونهم مسلحين أو مدنيين مظلومين؛ كانت مؤشراً خطيراً وواضحاً على أن الجرائم التي ارتكبتها القوات لم تحاسب عليها، وإن كانت هناك محاسبات فهي ضعيفة لا ترتقي إلى حجم الجرائم المرتكبة، ورجح سعدون وجود تواطؤ من قبل السلطات الأمريكية المتواجدة في العراق وواشنطن، لإيجاد عقوبات مخففة بحق الأشخاص الذين ارتكبوا هذه الانتهاكات، في محاولة منهم للقول إن أمريكا تحاسب وتعاقب من يرتكب انتهاكات حقوق الإنسان.
السجين الناجي القيسي ليس وحده من تعرض لتلك الطرق من التعذيب والإذلال بل هو واحد من آلاف النزلاء في سجن أبو غريب خلال فترات الاحتلال، كما أن سجن أبو غريب لم يكن وحده فمئات السجون إن لم نقل الآلاف نشرتها قوات الاحتلال سريا في أرجاء البلاد لتمثل سجون التعذيب الأمريكية السرية – أو ما يطلق عليها «المواقع السوداء» – بؤراً كارثية لاستمرار الجرائم التي ارتكبت بشكل لا يوصف وبسجل لا يزال جله مغلق وغامض سيتكشف سوءا عبر محطات التاريخ القادمة، والدليل على ذلك إصرار البنتاغون على رفض نشر صور جرائم التعذيب البشعة التي ارتكبها جنوده في العراق ساعيا إلى إخفاء حقيقة وحشية الأمريكان في التعامل مع المعتقلين، كما أكدت مراكز الحقوق العالمية، أن ذلك يناقض ادعاءات الإدارات الأمريكية باحترامها حقوق الإنسان، وأنها راعية هذه الحقوق والحريات والداعية لاحترامها في العالم.
تدمير المقومات الزراعية
يرتكز الهدف الاقتصادي على إضعاف المقومات الإنتاجية للشعب العراقي، ففيما تسيطر شركات العالم على الموارد النفطية وقد رأينا في الحلقة السابقة ذلك، ظلت سياسات الاحتلال تضرب قدرات الشعب العراقي الإنتاجية خصوصا في مضمار إنتاج الغذاء، موقفة تجارب ونجاحات العراق في زراعة وإنتاج القمح، ولمن لا يعلم فالعراق يتمتع بتربة من أجود أنواع التربة وأكثرها خصوبة على مستوى العالم، ومثلت الزراعة 18% من الناتج الاقتصادي المحلي في عام 1995م، إلا أنه وبعد 30 عاماً من الحروب والنزاعات تدهور هذا القطاع بشدة إلى أن أصبح بالكاد يمثل 2% من الناتج الاقتصادي في 2019م، وفق التقارير الرسمية.
ويؤكد الباحثون أن عدة عوامل ساهمت في تدهور الوضع الزراعي في العراق، مثل السياسات الأمريكية التي فرضتها على الشعب العراق وحولته من منتج إلى مستهلك، قاتلة روح العمل والإنتاج، فبعد عام 2003م، غيرت الولايات المتحدة نهجها في التعامل مع النظام العراقي وفق إجراءات شملت النخب التي احتفظت بسيطرتها بشكل أساس على مصانع البذور والأسمدة، حيث عمدت القرارات الأمريكية إلى تذويبها وتحجيم نشاطها بأضرار بالغة في القطاع الزراعي العراقي، وصلت إلى حد تهديد الأمن الغذائي بعد الغزو الأمريكي، حيث قررت سلطات المحتل تجاهل كل ما يتصل بالتنمية الزراعية في إعلانها خطة إعادة الإعمار التي ركزتها على كل ما يخدم مصالحها، فاستمر التراجع في القطاع الزراعي حيث كانت المناطق الريفية تعاني من شحة المياه، والتفجيرات المتكررة ما جعلها غير صالحة للزراعة. جاءت السياسات الأمريكية المهمِشة للقطاع الزراعي بالتوازي مع سيطرة الشركات العراقية وإزاحة المزارعين خارج السوق المحلي والتضييق عليهم، كما استمرت سياسات إعادة الإعمار بتهميش القطاع الزراعي، حيث ذهب جُل التمويل الأمريكي لمشاريع تجارية أخرى بزعم أنها توفر ربحاً أكثر وبشكل أسرع من الزراعة.
أكد الباحثون أن سلسلة التدهور استمرت بعد غزو قوات تنظيم الدولة الإسلامية للمناطق الريفية شمالي العراق عام 2014م حيث فقد معظم المزارعين أراضيهم الزراعية ونزحوا إلى المدن، وفي هذه الأثناء، قامت عناصر التنظيم ببيع نحو40 % من المعدات الزراعية الخاصة بالمزارعين وقاموا بتدمير الباقي، وكانت المحصلة هي انخفاض الإنتاج الزراعي بنسبة 40 % على الأقل.
تداعيات الحرب عالميا وأمريكا
في سياق الحديث عن تداعيات الحرب الأمريكية على بغداد واحتلالها للعراق، يقول الباحث والمؤلف الأستاذ محمد محسن الفرح في كتابه «طبيعةُ الصِّرَاعِ مع أهلِ الكِتابِ- مجال الصراع الثقافي والأخلاقي والسياسي»: جاءت تداعيات الاحتلال الأمريكي للعراق لتحدث انقلابًا استراتيجيا في المنطقة، ولتؤثر على علاقات القوى، ودور الفاعلين الدوليين والإقليميين والمحليين في طريقة إدارة الصراع، مما أوجب على المنطقة التعامل مع وقائع جديدة، تمثلت بالتالي:
1 -سقوط نظام صدام حسين، الأمر الذي فتح شهية الولايات المتحدة نحو تحقيق المزيد من العمل على إسقاط العديد من الأنظمة العربية والإسلامية والتدخل في شؤونها، وبما يتوافق مع مصالحها الاستراتيجية ومصالح إسرائيل. وهكذا نجد أن الولايات المتحدة وعلى إثر احتلال العراق سعت إلى تعزيز الحصار وفرض العقوبات ضد إيران وسوريا، ودعم الخلافات الداخلية في لبنان، والضغط على الأنظمة العربية من أجل التطبيع مع إسرائيل، وتجاهل عملية التسوية في المنطقة، وأشعلت ستة حروب في اليمن من خلال دعم النظام اليمني والدفع به للقضاء على المسيرة القرآنية، إلى جانب السعي لتقسيم السودان، وهو ما يمثل جزءاً هاماً في الاستراتيجية الأمريكية لفصل السودان عن محيطه العربي، وبذلك يتحول السودان إلى ساحة مفتوحة للنشاطات الاستخبارية الأمريكية والإسرائيلية.
2 – اشتعال المقاومة العراقية المسلحة ضد الاحتلال الأمريكي منذ عام 2003م وهي التي أسهمت – إلى جانب حلفاء إيران في العراق – في إخراج الأمريكي من العراق عام 2011م.
3 – نجاح أمريكا ومنذ احتلال العراق حتى يومنا هذا، في دفع الكثير من النظم والحكومات والأحزاب ووسائل الإعلام المرتبطة بها في المنطقة إلى إعادة ترتيب أولويات العداء من العداء لإسرائيل إلى العداء لإيران بوصفها عدوة العرب اليوم كما يدعي هؤلاء.
4 – إيقاف الاندفاع الأمريكي نحو الحرب المباشرة في أماكن أخرى في المنطقة، حتى لا يزداد تورطها حيث كانت فاتورة احتلال العراق باهظة مقارنة بخسائرها في أفغانستان.
5 – نشوء تنظيمات إرهابية جديدة برعاية أمريكية وهو ما اعترف به الرئيس الأمريكي ترامب، واتهم أوباما وهيلاري بصناعة تلك الجماعات الإرهابية.
6 – مقاربة تكلفة الحرب الأمريكية على العراق بحوالي التريليوني دولار أميركي، وهو ما لا يستطيع الاقتصاد الأمريكي تحمله بسهولة.
7 – تراجع قوة وهيبة أمريكا في العالم، وإحدى أسبابه خسارة الولايات المتحدة للحرب، وهو ما أجمع عليه الخبراء العسكريون والسياسيون حول العالم، ومن ضمنهم لجنة بيكر – هاملتون* التي تشكلت لبحث الأوضاع في العراق والتي اعترفت بأن الولايات المتحدة الأمريكية قد خسرت الحرب، داعيةً إلى انتهاج خيار المفاوضات المباشرة بين الولايات المتحدة الأمريكية وكلٍ من إيران وسوريا لترتيب أوضاع المنطقة.
تتابعون في الحلقة الخامسة والأخيرة، كيف حاولت الإدارة الأمريكية التخلص والهروب من المسؤولية الجنائية والقانونية إزاء جرائمها في العراق أخلاقيا وبات سقوطها حقيقة حتمية ؟ وما مستقبل الهيمنة الأمريكية في منطقة الشرق الأوسط في ظل الانتصارات التي حققها محور المقاومة في غزة واليمن والعراق ولبنان وإيران..؟ بالإضافة إلى أهم الدروس التي يجب على الشعوب العربية والإسلامية الأخذ بها، وإتقانها جيدا لمواجهة مكايد وسياسات قوة الاستكبار العالمية المتمثلة في أمريكا (الشيطان الأكبر)..

قد يعجبك ايضا