بعد تلاشي الظاهرة خلال الفترة الماضية : “نجم الدين” ضحية جديدة لإطلاق النار في المناسبات بأمانة العاصمة

 

»الداخلية« تفرض عقوبات صارمة على مطلقي النار في الهواء دون أي تهاون
رجال الأمن يقومون بواجبهم ويتحركون مع أي عملية إطلاق للرصاص وهنالك القليل من المستهترين ولابد من معاقبتهم

خلال الفترة الأخيرة شددت وزارة الداخلية الإجراءات ضد مطلقي الأعيرة النارية في المناسبات ولاحظ الجميع تلاشي واختفاء هذه الظاهرة والتزم الناس بعدم إطلاق النار في الأعراس والمناسبات الأخرى لكننا نجد استمرار القليل من الناس في إطلاق الأعيرة النارية في بعض المناسبات وبكل استهتار.. في التحقيق التالي نبرز أخطار هذه الظاهرة وجهود الأجهزة الأمنية في كبح جماحها.. فلنتابع:

الثورة/ حاشد مزقر

منذ يومين مضت اخترقت رصاصة غادرة راجعة رأس الطفل نجم الدين مراد الجحافي وأردته قتيلا في أمانة العاصمة وعلى الرغم من تشديد الجهات الأمنية وحزمها ضد مطلقي الأعيرة في المناسبات وتلاشيها فإن أحد المستهترين ممن لم تردعهم الإجراءات الأمنية تسبب بقتل هذا الطفل وتسبب كذلك بوجع كبير ومأساة ما بعدها مأساة لدى والدي الضحية خصوصا وهو ابنهما الوحيد وقد يكون هذا القاتل المستهتر غير مبالي ولامكترث لما ارتكبه من جرم وقد تسجل هذه الجريمة ضد مجهول.
وفي حادث مشابه قتل الشاب إبراهيم يحي في شارع خولان قبل عدة أشهر بعد أن كان في طريق عودته إلى المنزل عائدا من المخبز القريب من منزلهم وبدون سابق إنذار اخترقت رصاصة راجعة رأسه وكانت حالته خطيرة جدا ليفارق الحياة بعد يومين من الحادثة داخل أحد مستشفيات الأمانة.
فعل غير مقبول اجتماعيا
الناشط الحقوقي علي ناصر الجلعي فسر هذه الظاهرة من الزاوية الاجتماعية وقال: أصبح هاجس إطلاق النار لغرض التعبير عن الفرحة ظاهرة يعتقد صاحبها أنها تعبر عن المكانة الاجتماعية له وكلما زاد إطلاق النار دل على مكانته الرفيعة ويعد هذا من أسباب استمرار الظاهرة في مجتمعنا فهناك من يعتقدونها مفخرة مع درايتهم ومعرفتهم أنها قد تتحول إلى نذير شؤم عند قتل إنسان بريء بالخطأ أو سقوط راجع الرصاص ليقتل إنسانا آخر ولا يعلم من غريمه فكم ودع الكثير منا أحبتهم ممن ماتوا بسبب هذه الظاهرة وكم من أشخاص جاءوا ليشاركونا فرحتنا فتحولوا إلى معاقين.
إجراءات صارمة
فرضت وزارة الداخلية عقوبات متعلقة بإطلاق النار في الهواء منها التوقيف لشهر كامل وغرامة 100 ألف ريال دون أي تهاون مع أي من مطلقي النار كائنا من يكون ومن نتائج هذه الإجراءات تلاشي هذه الظاهرة وبالكاد اختفائها مما قلص كثيرا من ضحايا الرصاص الراجع خلال هذا العام حيث لم تسجل سوى حالات قليلة جدا على عكس الأعوام الماضية حيث أدت هذه الظاهرة لإصابة 82 شخصاً. في العاصمة صنعاء خلال العام 2019 بينها 9 حالات وفاة إضافة لإصابات لأطفال ونساء كما تسبب اطلاق النار العشوائي بوفاة 5 أشخاص و إصابة 71 خلال العام الماضي 2020 .
قاتل عمد
ويؤكد مدير أمن أمانة العاصمة العميد معمر هراش أن هذه إجراءات حاسمة بخصوصهم مؤكدا أن المادة 9 في قانون الإجراءات الجزائية تعتبر مطلق الرصاص مجرما وقاتلاً عمداً بسبب توفر الركن المعنوي والقصد ورجال الأمن يقومون بواجبهم ويتحركون مع أي عملية إطلاق للرصاص وهناك وحدات خاصة لضبط المخالفين ونتيجة لهذه الإجراءات تقلصت ظاهرة إطلاق الرصاص في المناسبات.
محرم شرعا
وتنص فتوى رابطة علماء اليمن بشأن إطلاق النار في الأعراس والمناسبات على انه معصية وهو من جميع الوجوه محرم شرعاً إن أجرينا عليه حكم الشرع كون إطلاق النار في المناسبات فيه مظنة إزهاق روح محترم الدم أو إتلاف أو إصابة عضو من أعضائه أو إتلاف أو إصابة مال إنسان والمُطْلِقُ للنار لا يدري حين يقوم بفعل الإطلاق ما سيحدثه هذا الفعل من نتائج والأخطر في هذه المسألة هو حدوث القتل بهذا الفعل فيجب وجوباً الامتناع عن مقارفة هذا الفعل لما يؤدي إليه من مفاسد خطيرة.

قد يعجبك ايضا