«توازن الردع السابعة» حينما يكون 10+6=21

 

عبدالجليل الموشكي

يحضر التوازن والردع ضمن معادلات المواجهة، لدى قيادة تعي تماماً متى؟ وأين؟ وكيف يمكنها أن تضرب عدوها في مقتل؟، وقد شهدنا منذ أغسطس 2019م حتى ما بعد أغسطس هذا العام، سبع عمليات توازن ردع باليستية ومسيّرة في العمق السعودي، آخرها هي هذه التي لم تقف عند استهداف هدف واحد بل صالت وجالت وطالت مراكز «أرامكو» في «رأس تنورة» «الدمام» و «جدة» و «جيزان» و «نجران».
في السابع من مارس الماضي حضر الردع وازناً بعمليته السادسة، التي دكت أكبر ميناء نفطي في السعودية «رأس تنورة»، الذي يعتبر أكبر ميناء لشحن النفط في العالم، وفي يوم أحد، كيوم هذا الاستهداف الأخير، بـ 14 طائرة مسيّرة، عشر منهن «صماد3» وأربع «قاصف2k”، وثمانية باليستيات، سبعة منها «بدر» والثامن «ذو الفقار»، ولم يكن تنورة وحيداً في تلقي الضربات، حيث نالت العملية من أهداف عسكرية أخرى في «الدمام» و «عسير» و «جيزان».
السابعة كسابقاتها وربما أشد ردعاً، بيد أنها تضم في طياتها رسائل خفية قد يفهمها العدو، أولها اتساع رقعة الاستهداف في أكثر من محافظة سعودية، حيث تبعد فيها «الدمام» عن «نجران» قرابة 1,343 كم، ناهيك عن كم تبعد هذه المدن عن أول نقطة يمنية يمكن أن يكون الاستهداف متاحاً منها، وهو ما يضاف إلى سجل الإنجاز اليمني في اختراق منظومات الدفاع الجوي الحديثة التي خسرت عليها المملكة مليارات الدولارات، ولم تستطع حمايتها من الصواريخ والمسيّرات اليمنية -رغم إعلانها الاعتراض لها يومياً- وتحولت هذه المنظومات إلى خطر يهدد المدنيين لكونها تتساقط على رؤوسهم جرّاء فشلها في تلقف مبعوثي السلاح الجوصاروخي اليمني.
إن كل ما تحقق لصنعاء خلال سنوات مواجهة العدوان من إنجازات على الصعيد العسكري والسياسي، وتحديداً ما جاء نتيجة لعمليات الردع السبع، هو ما يجبر المنطق على ترجيح كفة اليمن في مواجهة العدوان، بفارق كبير عن الطرف المعتدي الذي أصبح متلقيّاً للصفعات والهزائم المخزية في مختلف الجبهات، حتى في عمقه الجَغرافي، وهو الذي توهّم وأوهم الأمريكي والبريطاني بحسم المعركة خلال أسابيع، ومع وجودهم جميعاً في خندق العداء لليمن، إلا أنهم فشلوا جميعاً، وتحول اليمن إلى مهاجم والمعتدي في وضع لا يستطيع فيه حتى الدفاع عن نفسه.
مما لا شك فيه أن توقيت أي عملية عسكرية في العالم يرتبط بإرهاصات ورمزيات ودلالات معينة، تساهم في إيصال وترسيخ الرسائل للطرف المُستَهدف، وتعزز من قوة وقدرة المنفّذ، بعد أن تضرب الأول نفسياً، فضلاً عن النتائج التي تحققها العملية بمعزل عن أي حسابات أخرى، وتوازن الردع السابعة جاء الإعلان عنها صباح 5 من أيلول الشهر الذي يقال تغيرت فيه ملامح العالم، وفي حال التدقيق المنطقي نجد أن العملية نُفذت بـ 16 طائرة وصاروخاً، ولمجرد إضافة الـ5 الأيام التي مرت من هذا الشهر للرقم 16، يظهر لنا الرقم 21 أيلول وهو يوم انتصار الثورة المباركة، التي أعادت اليمن حرا وأخرجته من نير الوصاية الخارجية، وما زالت حتى اللحظة تخوض غمار معركة التحرر والاستقلال بقدرات عسكرية دقيقة ونوعية، استطاعت تثبيت معادلة توازن الردع، التي تشكّل أرضية لمعادلة ردع كاملة قادمة في حال استمرار العدوان والحصار.
تأتي هذه العملية النوعية في سياق الرد المشروع على جرائم العدو السعودي وحصاره، وتؤكد القوات المسلحة – عبر ناطقها – استمرارها في تأديب المعتدي بعمليات أشد إيلاماً إن تمادى في غيه واستمر في العدوان والحصار، وقد تشهد الأراضي السعودية عملية ردع ثامنة وتاسعة قبل حلول ذكرى ثورة 21 أيلول المجيدة.

قد يعجبك ايضا