وشبــح الامتحانــات في كــل منــزل

التحذير من نتائج عكسية للمذاكرة تحت ضغط أولياء الأمور

تحقيق : زهور السعيدي

يمارس الآباء خلال فترة الامتحانات الكثير من الضغوط على أبنائهم الطلبة حرصا منهم على تحسين أدائهم وعدم تضييعهم للوقت وخوفا عليهم من الفشل والسقوط في حين يرى أخصائيون أن ممارسة مثل هذا الضغط من قبل الآباء على أبنائهم إنما يحدث نتائج عكسية و يخفض مستواهم العلمي ويصبح الطالب أكثر توترا بل ويكون لديه هموم إضافية إلى جانب هموم الامتحانات بسبب قلق وتوتر الوالدين ..
يحدد ببعض التربويين وعلماء النفس بعض النقاط التي يجب على الأسر إتباعها لتوفير الأجواء المناسبة لأبنائها خلال فترة الامتحانات .
قلق الوالدين
عبدالستار عبده مشولي من مدرسة الاحقاف قال انه عندما تظل والدته مشددة عليه ليذاكر فإنه يتشتت كثيرا ولا يستوعب من كثر الصياح عليه وترديد كلمات ” ذاكر ” أنت مهمل ” سوف ترسب ” وبدلا من أن يحفظ فإنه يظل يتذكر كلام أمه له ويشعر بأنه راسب لا محالة وانه سيفشل ..
كما يوافقه في ذلك الطالب عدنان عبدالرقيب من مدرسة عبدالاله غبش ويقول : كلما زاد ضغط الأسرة علي كلما أحسست بأني عاجز عن المذاكرة حيث احمل هم وقلق والدي كلما جاءت الامتحانات وبدلا من أن يوفروا لنا أجواء مريحة يقومون بالشجار والصياح علينا بل وبالضرب أيضا
عبء كبير
يقول الدكتورسالم الوصابي أستاذ الرياضيات البحتة :تمثل فترة الامتحانات حالة من الهم والقلق وعبئاٍ كبيراٍ لدى الأسرة بشكل عام نظرا للحالات النفسية التي يعاني منها الطلاب في فترة الاختبارات.. وبالحقيقة تلعب الأسرة دوراٍ كبيراٍ من خلال توفير جو هادئ وحالة نفسية ممتازة لتحقيق نتائج جيدة في التحصيل العلمي والمعرفي لدى ابنائنا الطلاب..
ويضيف الدكتور سالم : يمكن وضع بعض التوجيهات التي تساعد في خلق الأجواء المناسبة لأبنائنا الطلاب خلال فترة الامتحانات للحصول على النتائج المرجوة. مثل البعد عن المشاكل الأسرية وتأجيلها أو التفاهم وإضفاء الجو الأسري المليء بالدافء والاستقرار. وتوفير الجو الهادئ والبعد عن الضوضاء كصوت التلفاز العالي أو الأبناء الصغار وما يصدر عنهم من بكاء أو لعب بصوت عال الخ.. والاهتمام بالغذاء المنتظم والبعد عن المنبهات لأنها ترهق وتمتص الحديد.مما يسبب اصفرار الابن أو البنت من تعب المذاكرة وعدم الاستفادة من الطعام الذي يقوي البدن والعقل. ومتابعة الأبناء بين الفترة والأخرى والسؤال عنهم مع عدم التضييق أو الضغط عليهم بصورة زائدة لكي يشعروا بالتواصل معهم ومدى الاهتمام بهم وحمل همهم. أتمني التوفيق والنجاح لكل ابنائنا الطلاب والطالبات والتفوق.
ثمرة الحياة
وتقول أستاذة التربية الإسلامية و المدربة الأسرية مريم عبد ربه :
لا ننسى أن ابناءنا هم ثمرة الحياة وزهرة المستقبل وهم ترجمة حية لمجهودنا في تربيتهم منذ الولادة وحتى اللحظة, ولهذا يجب علينا ان نساندهم في حياتهم التي بدأت تتشكل وتظهر ملامحها جلية في التعليم , إذ أن التعليم هو المحرك الأساسي في الحاضر والمستقبل وعلينا جميعا أن نقف بجدية اكبر بجوار فلذات أكبادنا ليحصلوا على حقهم الكامل في التعليم ومن ابسط الطرق المعينة لهم : إشعارهم بأهمية العلم من خلال المتابعة المستمرة لهم : على الأسرة أن تعمل جاهدة لتشعر أبناءها أن العلم مهم في حياتنا وانه الطريق الأمثل للِرقي نحو الأفضل ,وانه مطلب ديني في الدرجة الأولى حيث وردت نصوص قرآنية واحاديث شريفة تحثنا على طلبه و توفير الهدوء والسكينة أثناء الاختبارات: لكي يستطيع العقل الاهتمام بالمعلومات المدخلة إليه دخولا صافيا بدون شوائب تشغل الفكر وتسرق الجهد. فالهدوء لابد منه وكذلك التقليل من المنازعات الأسرية والمشاكل التي تعصف بالفكر وتشتته بالإضافة إلى عمل جدول متكامل طيلة أيام الاختبارات .
وأضافت : على الأب والأم عمل جدول منوع أثناء الاختبارات والجدول يكون مركزاٍ على المذاكرة بأوقات مختلفة خلال اليوم ,مع عدم الضغط على الطالب أن يجعل وقته كله مذاكرة بل يقسمه بين المذاكرة وممارسة الهوايات المختلفة مثل القراءة والرياضة ومشاهدة برنامج مفيد وتنظيم وقتي النوم والاستيقاظ و تشجيعهم على المثابرة وتقديم لهم الحوافز التشجيع يحفز الطالب على الجد والاجتهاد بأقصى طاقة وإذا كان الطالب يشكو من مستوى متدن حاول أن تعرف المشكلة وتسارع إلى حلها وقبل الشروع في الحل اكسب ثقة الطالب سواء كان ابنك أو بنتك أو من يعنيك فإذا كسبت ثقته مسكت مفتاح النجاح بيدك ولاتهمل التحذير من الغش الذي لا يوصل إلا إلى الفشل بل انه يؤدي إلى فشل أمة بأسرها لاتهمل الطالب من الهدايا الرمزية المشجعة لتقدمه في الاختبارات وارتفاع مستواه تدريجيا ,و حفزه من خلال الكلام المعبر كــ شاطر ناجح متفوق يادكتور يامعلم ومن هذه الألفاظ التي تلامس القلوب وسوف تشاهد النتيجة أمام عينيك و إلغاء كل الزيارات. على الأسرة إلغاء الزيارات العائلية وغيرها لسبب الاختبارت لكي يشعر الطلاب بأهميتهم وأهمية اختباراتهم لأسرتهم التي تفرغت لأجل أغلى ثروة في الحياة “” الأبناء”” وفي الأخير لاتهملوا أبناءكم الطلاب من الدعاء .
توفير الأجواء المناسبة
وتقول الأخصائية الاجتماعية هدى محمد هبة منصري :
يعاني أبناؤنا الأعزاء في كافة مراحلهم الدراسية من مصاعب عدة خاصة قبل بدء الامتحانات وهذه المصاعب تتعلق بالمنحنى النفسي أو الصحي أومن التحصيل العلمي ومنحنى الجو الأسري نفسه وحتى يمكن للأسر توفير الأجواء المناسبة لابنائهم الطلاب أثناء فترة الامتحانات.
لابد من المتابعة الجادة للأبناء من بداية الفصل الدراسي التي تجعل الطالب واثقا من نفسه وتسهل عليه المذاكرة. وتوفير الجو والمكان المناسب داخل المنزل وعدم إثارة الخالفات الأسرية وحلها بعيدا عن الطلاب. ومساعدته في تبسيط محتوى المنهج ووضع جدول للمذاكرة. كذلك الاهتمام بصحته وغذائه وتشجيع الطالب على المذاكرة وتفهيمه أن الامتحان للمنح لا للمحن حتى يزيل الخوف والقلق ويذاكر برغبة. أيضا تفريغ الطالب للمذاكرة وعدم شغله بأي شئ وتقسيم وقته وقت للمذاكرة وقت لممارسة نشاط تعتاد عليه حتى لا يشعر بأنه في سجن الامتحانات. مع تمنياتنا لأبنائنا الطلاب بالنجاح الباهر والتفوق ?نهم مستقبل الوطن وأمل الأمة الواعدة.
أجواء صحية ونفسية
• الاخصائية النفسية الدكتورة عبير الصنعاني قالت :
الامتحانات بدأت والبيوت أعلنت حالات الاستنفار لتجهيز أبنائها لأداء الاختبارات بنجاح وتفوق: حيث يترتب الدور الأكبر في الأسرة على الأم في تهيئة الأجواء الدراسية المناسبة للأبناء وتوفير المناخ الملائم لهم خلال فترة الامتحانات والتي تمثل منعطفا هاما في حياة الطالب خاصة إذا كان الطالب في المراحل النهائية في مرحلة الكفاءة أو في الثانوية العامة ويتم ذلك من خلال تجهيز مكان خاص للمذاكرة يشترط فيه توفر الأجواء الصحية اللازمة وان يكون بعيدا عن الضوضاء و أجهزة التسلية التي قد تبعده عن الدراسة وإبعاده عن المشروبات المنبهة والاستعاضة عنها بالمشروبات المفيدة من العصائر التي تكثر فيها الفيتامينات وكذلك تجنيبه السهر المتواصل الذي قد يفقدهم عن التركيز ويؤدي بهم إلى النعاس داخل قاعة الامتحان والإكثار من فترات الراحة حتى لا يتم إرهاق جسده ونظره بكثرة المذاكرة كما تقع على الأب مسؤولية كبيرة في مساندة دور الأم داخل الأسرة وذلك من خلال متابعة الأبناء داخل وخارج المنزل ومحاولة مساعدتهم بشتى السبل في المذاكرة بالإضافة إلى ضرورة تحفيزهم بما سينالونه بتفوقهم ونجاحهم في الامتحانات كما يفضل لو تم رصد جوائز تشجيعية لهم وذلك لما للتشجيع من دور كبير في دعم العملية التعليمية. أيها الطالب أيها الطالبة إليكم بعض العبارات الايجابية … حاول تكرارها قبل الخلود إلى النوم … إنني أثق بذاكرتي .. أن المعلومات التي أقرأها من الكتب الدراسية سأفهمها وأتذكرها بسهولة … إن مادة ( ) ستكون سهلة مع الوقت لأنني استطيع أن ادرسها وسوف افهمها ,,, غدا في الامتحان ستكون أعصابي مرتاحة ..مرتاحة .. وأنت تصيغ العبارات المناسبة لك احذر من : أولا : كتابة جملة طويلة جدا . ثانيا: أن تضع أكثر من معنى في الجملة الواحدة ( أنا أحب مادة الرياضيات وسوف انجح في مادة الانجليزي …الخ). ثالثا : أن تضع بعض العبارات أو الكلمات السلبية مثل : ( في هذا الامتحان الصعب سوف انجح فيه بإذن الله ) ..فكلمات مثل صعب مستحيل غير ممكن لا توضع في الرسالة العقلية .حينها ستكون النتيجة إن شاء الله إيجابية تنعكس على الطالب و على أسرته و على مجتمعه و على أمته بالفائدة.

قد يعجبك ايضا