يدفع حبيبته لسرقة مجوهرات والدتها ثم يأخذها ويفر

لم تكن الفتاة تعلم وهي تنظر من خلف نافذة غرفتها إلى جيرانهم الجدد الذين مازالوا ينقلون أثاثهم إلى المنزل الذي بجوارهم أنه سيكون لها في المستقبل القريب حكاية طويلة مع هؤلاء الجيران تنتهي بها إلى صدمة نفسية لن تنساها طوال حياتها.
تفاصيل الحكاية فيما يلي:
بدأت زيارات التعارف بين الجيران حتى تعمقت العلاقة بين الأسرتين وتطورت إلى صداقة وود واحترام .
لم يكن الشاب – ابن الجيران الجَدد – بعيدا عن هذه العلاقة فبمجرد أن لمحت عيناه الفتاة حتى سأل أهله عنها بطريقة غير مباشرة فاخبروه أنها ابنة جيرانهم وهي مازالت شابة غير متزوجة واختتمت أمه كلامها بقولها 🙁 ليتها تكون من نصيبك ..البنت ما شاء الله عليها أدب وأخلاق واحترام وجمال) .
بعد أن سمع الشاب كل هذا الكلام الطيب عن الفتاة أصر على التعرف عليها عن قرب وكسب محبتها وبدأ يتحين الفرص التي سيراها فيها في نافذة منزلها أو في الشارع عندما تذهب إلى المدرسة أو عندما تأتي إلى زيارتهم برفقة أهلها.. وفعلا استطاع الشاب أن يلفت نظر الفتاة إليه التي بدروها شعرت باهتمام الشاب بها ومحاولاته المتكررة التحدث اليها.
تطورت العلاقة بين الفتاة والشاب من نظرة إلى ابتسامة.. فسلام ,فكلام , فموعد , فلقاء, فقصة حب.. كل ذلك والأسرتان في غياب عما يدور حولهم من غرام بين الأبناء.
بعد الانتهاء من اختبارات المرحلة الثانوية وبدء العطلة الصيفية تعرقلت العلاقة بين الشاب والفتاة ولم تعد الفتاة تستطيع الخروج من البيت والالتقاء بالشاب يوميا كما كان يحدث أيام المدرسة وكانت كلما زاد الشوق في قلبها إلى هذا الحبيب تتعذر بمختلف الأعذار والحجج حتى تستطيع إقناع أهلها في السماح لها بالخروج بمفردها من المنزل ولوقت محدود لا يتعدى الساعة الواحدة فقط.
لم يكن هذا الوقت كافيا في مقياس العاشقين ومع الأيام زادت الأوضاع سوءا عندما ضاقت أسرة الفتاة ذرعا بأعذارها المستمرة حتى أنها لم تعد تجد شيئا تتعذر به للخروج من المنزل وأخبرتها والدتها أن وراء هذا الخروج المتكرر شيء لا بد أن تعرفه طال الزمان أو قصر.
أحست الفتاة أنها لن تستطيع الالتقاء بابن الجيران بشكل متواصل وأخبرته أنه لا بد من إيجاد حل للوضع الذي هما فيه وهذا الحل ينحصر في الخطبة وعقد القران..
دارت الدنيا في رأس الشاب وهو يسمع الفتاة تطلب منه التقدم إلى أهلها وخطبتها حتى يصبح كل شيء رسميا أمام كل الناس واخبرها أنه لا يستطيع فعل ذلك لأنه باختصار شديد عاطل عن العمل ولا يملك مالا للزواج وأهله لن يوافقوا على تزويجه او حتى إعانته بتكاليف الزواج طالما وهو على هذه الحال..
لم تذق الفتاة للنوم طعما ليلتها وقضت الساعات الطوال تفكر في الخروج بحل وكأن أول شيء فكرت فيه هو اخذ ما لديها من مصوغات ذهبية وتقديمها لعريس المستقبل كمعونة منها وعليه أن يتدبر بقية المبلغ المالي الذي سيقدمه لأهلها عندما يتقدم لخطبتها ولكن الشاب اخبرها أن هذه المجوهرات قليلة ولا تساوي شيئا مقابل ما سيطلبه أهلها منه.
الفتاة كانت متعلقة بالشاب إلى درجة لا توصف.. هذا التعليق والحب الكبير أعمى قلبها وقادها إلى التفكير بطريقة أخرى وهي سرقة مجوهرات والدتها وإعطائها إلى الشاب ليبيعها مع مجوهراته وبذلك تكون المشكلة قد حَلت.
اخذ الشاب الذهب من الفتاة ووعدها أنه سيطرق باب منزلهم برفقة أهله في اقرب وقت بعد بيع المجوهرات .
عادت الفتاة في ذلك اليوم إلى منزلها طائرة من الفرحة ,حتى الأهل استغربوا سعادتها وضحكاتها المستمرة على غير عادتها.
مر اليوم الأول والثاني والثالث ولم يطرق الباب احد لا الشاب ولا أهله , حتى أنها لم تعد تشاهده يخرج او يدخل من البيت ولم تعد تسمع صوته وهو ينادي على إخوانه الصغار بصوت مرتفع كالعادة .. ولم تستطع الصبر أكثر خصوصاٍ بعد مرور أكثر من نصف شهر فسألت إحدى أخواته عنه – من باب الفضول- وكيف اختفى صوته وصياحه المستمر مع أهله¿ فكانت المفاجأة والصدمة الأليمة أنه سافر إلى السعودية للعمل هناك.
انهارت الفتاة من هول الصدمة وسقطت مغشيا عليها وتم نقلها إلى المستشفى للعلاج وبعد أن فاقت من صدمتها أخبرت والدتها بكل ما حدث مع ابن الجيران وبأنه استطاع أن يلعب دور العاشق معها حتى تمكن من اخذ المجوهرات والهروب إلى الخارج.
لم يسكت والد الفتاة عن ما حدث لابنته وذهب إلى أهل الشاب يطلب منهم إحضار ابنهم وتسليمه للشرطة ولكنهم اخبروه أن الشاب مسافر والدليل أنه اتصل بهم قبل أيام ليخبرهم أنه تمكن من المغادرة إلى السعودية للبحث عن عمل هناك.
انتقل الأب إلى مركز الشرطة وسجل بلاغا لدى الأمن بالحادثة .. وبدورهم قام أفراد الأمن باستدعاء والد الشاب لاستجوابه حول الحادثة وهناك كانت المفاجأة الأخرى وهي أن هذا الشاب سبق وأن لعب نفس اللعبة مع ابنة خاله وتمكن أيضا من اخذ مبلغ مائتي ألف ريال لغرض الزواج منها ولكنه أنكر بعد ذلك ولأن الفتاة السابقة من أقربائهم فقد تنازلت عن هذا المبلغ.
بعد بضعة أشهر من الحادثة قامت الشرطة السعودية بالقبض على الشاب وترحيله إلى اليمن كونه مخالفا لنظام الإقامة وبمجرد وصوله إلى المنزل قام والده بأخذه وتسليمه إلى أجهزة الأمن للتحقيق معه وتحويله إلى النيابة ومن ثم المحكمة لمحاكمته بتهمة النصب والاحتيال .

قد يعجبك ايضا