التعامل مع الوالدين فن

التعامل مع الوالدين فن له أصوله يجهله كثير من ابنائنا ليس لأنهم عديمو إحساس ولكن لان الموجة اليوم والحضارة لم تفرق بين الأدب معهم وبين حقوق يطالبون بها فمثلا الأصل أن ينادي الولد والديه بهذا الوصف الجليل: يا أبي يا أمي وإذا تحدث عنهما يقول: والدتي والدي كما أخبر الله في القرآن عن أنبيائه: إبراهيم : (يا أبتö) وعيسى: (وبرا بöوالöدتöي) وغيرهما.
وبهذا يعلم الخطأ في وصف الوالدين بـ الشايب أو العجوز ونحوهما بما يشعر بتنقصهما.
ولقد ظهر وانتشر وتعددت أشكال العقوق وألوانه وهذا يدل على انحراف خطير في المجتمعات عن شريعة الله سبحانه تعالى التي جعلت رضا الله في رضا الوالدين وسخطه سبحانه وتعالى في سخطهما .
وربما كانت الأسباب لهذا العقوق كثيرة وأبرزها :الجهل – فالجهل داء قاتل والجاهل لا يعلم عواقب العقوق العاجلة والاجلة وسوء التربية. فالوالدان إذا لم يربيا اولادهما على التقوى vwtوالبر والصلة فإن ذلك سيقودهم إلى التمرد والعقوق كما أن التناقض في التربية وذلك إذا كان الوالدان يعلمان الأولاد وهما لا يعملان فهذا الأمر مدعاة للتمرد والعقوق والصحبة السيئة للأولاد فهي مما يفسد الأولاد ومما يجرؤهم على العقوق كما أنها ترهق الوالدين وتضعف إثرهم في تربية الأولاد وعدم التنشئة السليمة منذ الصغر على الطاعة للوالدين وإهمال الوالدين لأبنائهم عند الكبر ولا ننسي بعض وسائل الإعلام المنحرفة التي أفسدت علينا حياتنا وهدمت قيمنا .
وكم أعجبني تعريف الراغب رحمه الله لبر الوالدين حيث قال: وبر الوالدين: التوسع في الإحسان إليهما.
ومن هذا المنطلق ومن باب التواصي بالمعروف أضع هنا بعض النقاط كمفاتيح لفن التعامل مع الوالدين والتي تمثل جانبا عمليا نحتاجه في حياتنا والتي منها نداؤهما باسم الأبوة والأمومة السلام عليهما بخصوصية تليق بهما وذلك بتقبيل الرأس واليد وهذا من أقل الوفاء لهما وخفض الصوت عند الحديث معهما وعدم إحداد النظر إليهما التأدب في الجلوس معهما فتجد البعض هداهم الله يمد رجليه أمام والديه أو يتحدث معهما جالسا وهم وقوف التأدب في السير معهما فلا يمشي أمامهما تفقد أحوالهما دائما بالزيارة والسؤال والاتصال وتعاهدهما بالهدايا بين فترة وأخرى وإعطائهما من المال ما يكفيهما وتلمس بركتهما بطلب الدعاء منهم.
أخيرا الدعاء لهما كما أمر المولى بذلك في قوله (وقل رب ارحمهما كما ربياني صغيرا ).

قد يعجبك ايضا