صنعاء تدشن أعمال تنظيف الممرات والأشغال تعد دراسة للحد من مخاطر السيول

مياه الأمطار تسبب اختناقات حادة في أمانة العاصمة والتحرك لا يزال بطيئاً

قنوات تصريف لم تخضع لأي صيانة منذ (15) عاماً والمجلس الأعلى للشؤون الإنسانية يدعو المنظمات للمساهمة

الثورة/ وديع العبسي

فيما لا تزال الأمطار مستمرة في الهطول بغزارة على مختلف المحافظات، واستمرار تدفق السيول، دشنت في أمانة العاصمة أمس أعمال فتح وتنظيف مجاري السيول بمديريتي معين والثورة، وانطلق العمل من تنفيذ أعمال فتح مجاري السيول بشارع الدائري أمام جامعة صنعاء الجديدة وشارع الستين جسر السنينة وجوار سور ملعب الثورة في مديرية الثورة.
وأوضحت غرفة عمليات الطوارئ في الأمانة أن تلك الأعمال تأتي تنفيذاً لمخرجات اللقاء التشاوري مع المنظمات الدولية والمحلية حول الاستجابة الطارئة لمواجهة الكوارث وأضرار السيول.
وأشارت إلى أن عدداً من قنوات ومجاري السيول مغلقة بسبب تراكم الأتربة والأكياس البلاستيكية، ما يتطلب تنظيفها وفتحها في أسرع وقت لتصريف سيول الأمطار.
وتشهد أمانة العاصمة والمحافظات اليمنية، أمطارا غزيرة منذ أيام تسببت في الكثير من الإشكالات، وتوقع المركز الوطني للأرصاد استمرار حالة عدم استقرار الأجواء وهطول أمطار متفاوتة الشدة على عدد من المحافظات خلال الساعات القادمة.
وأشارت التقديرات إلى أنه وفيما يخص هطول الأمطار على المناطق، فإنه متوقع – مع نهاية الأسبوع – أن يكون تغطى ما يقارب 70% من المناطق في المحافظات غرب اليمن وما يقارب 25% من المناطق في المحافظات شرق اليمن.
حيث من المتوقع هطول أمطار رعدية متفاوتة الشدة مع عدم استبعاد تشكل خلايا ماطرة شديدة الغزارة على بعض المناطق في أي محافظة.. ورتبت التوقعات المدن والمحافظات – التي ستشهد استمرار الأمطار – من الأعلى إلى الأدنى حسب المتوسط للهطول التراكمي خلال هذا الاسبوع حتى الجمعة 6 أغسطس 2021م كما يلي:
• إب – ذمار – ريمة – الضالع – المحويت – صنعاء – الأمانة – عمران – حجة – غرب صعدة – تعز.
• الحديدة -البيضاء – غرب مارب – غرب الجوف – أبين – لحج – عدن – شبوة – الهضاب و المرتفعات في كل من حضرموت و المهرة – الصحارى الداخلية و ارخبيل سقطرى و بقية المناطق.

تصريف سيول الأمطار
وفيما تعاني أمانة العاصمة من تدني في خدمة تصريف سيول الأمطار، الأمر الذي كان سبباً لكل تلك الإشكالات، أعلنت وزارة الأشغال العامة والطرق الأسبوع الماضي عن إعدادها دراسة للحد من مخاطر السيول.
وقال نائب وزير الأشغال محمد الذاري، إن “الوزارة أعدت دراسة أولية لحماية أمانة العاصمة ومحافظة صنعاء من أضرار وآثار السيول، نأمل أن تجد هذه الخريطة طريقها للتنفيذ بشكل شامل، مشدداً على ضرورة إنشاء منظومة متكاملة من البنى التحتية المتعلقة بحصاد المياه للحد من حساسية المناطق المعرضة لمخاطر تدفق السيول.
وأعاد الذاري العجز عن تصريف مياه الأمطار والسيول إلى افتقار المدن لبنى تحتية استراتيجية ولغياب التخطيط العمراني، مؤكدا أن شبكة التصريف غير مهيأة لمجابهة التدفق الهائل للسيول، بالإضافة إلى إهمال صيانة قنوات التصريف والبنى الرديفة لها.
بدورها، أكدت إدارة الشق والطوارئ في محافظة صنعاء أنها عملت على إعادة تأهيل شبكة تصريف مياه الأمطار والسيول بعد سنوات من الإهمال، وتواصل الجهود لاستكمال صيانة كافة القنوات بشتى السبل، منوهة بأن بعض القنوات والأنفاق لم تخضع لأي مفاقدة أو صيانة خلال عقد ونصفاً لدرجة تعرضها للإغلاق بشكل كامل بترسبات الطمي والمخلفات.
محذرة من إغلاق الكثير من قنوات تصريف مياه الأمطار والسيول نتيجة تحويلها محطات لرمي المخلفات والقمامة، وقالت الإدارة إن قيادة محافظة صنعاء أبدت اهتماما ملحوظا بإعادة تأهيل قنوات تصريف مياه الأمطار والسيول رغم شحة الإمكانيات والافتقار للمعدات، متأملة في أن يراعي المواطنون هذه الجهود ويعوا وظيفة هذه القنوات.
وكان فرع المجلس الأعلى لإدارة وتنسيق الشؤون الإنسانية والتعاون الدولي وغرفة الطوارئ في الأمانة نظما لقاءً تشاوريا عقد بأمانة العاصمة أمس الأول، حول دور المنظمات المحلية والدولية في الاستجابة الطارئة أثناء الكوارث وأضرار سيول الأمطار.
وأقر اللقاء تشكيل لجنة ميدانية مشتركة تضم ممثلين عن المجلس الأعلى والهلال الأحمر والمجلس النرويجي لشؤون اللاجئين والتنمية المستدامة ومنظمة الووش، لحصر الأضرار الفعلية جراء السيول والمساهمة في دعم وتنفيذ أعمال الاستجابة الطارئة للمنازل والأسر المتضررة.
وناقش آليات ومعايير العمل الإنساني المشترك خاصة ما يتعلق بجوانب الاستجابة الطارئة لأضرار سيول الأمطار وتقديم الإغاثة العاجلة.
كما أقر اللقاء، البدء بتنفيذ مشروع صيانة قنوات تصريف مياه الأمطار في أمانة العاصمة بالشراكة مع منظمات المجتمع المدني المحلية والدولية خلال الأسبوع الحالي.
وفي اللقاء أشار مدير فرع المجلس الأعلى بالأمانة عبد الوهاب شرف الدين، إلى أهمية إشراك منظمات المجتمع المدني في الأعمال الإنسانية المتعلقة بالاستجابة الطارئة لمواجهة الكوارث، وتضافر الجهود لإغاثة المتضررين .
ولفت إلى أن المجلس يتحمل عبئاً كبيراً في مواجهة أضرار السيول بالأمانة, ما يتطلب التدخل العاجل من المنظمات في هذا الجانب، موضحاً الإجراءات المتخذة من قبل السلطة المحلية للحد من الأضرار من خلال إنشاء كرفانات وقنوات تصريف المياه في عدد من الشوارع والمناطق الطرفية.
وأمس الأول، افتتح أمين العاصمة قناة تصريف مياه الأمطار بمنطقة بني جرموز في مديرية بني الحارث بدعم المجلس المحلي بالأمانة، وذلك ضمن المرحلة الأولى من مشروع تنفيذ معالجة أضرار السيول في الخط الرئيسي وحارة خير ببني جرموز الذي تنفذه الأمانة بتكلفة 60 مليون ريال بتمويل محلي، وتتضمن المرحلة الثانية أعمال ترميم الحفريات بالخط الرئيسي بمنطقة بني جرموز الذي يربط العاصمة مع محافظتي الجوف ومارب، حسب امين العاصمة الذي أكد أهمية تنفيذ المشروع وقناة التصريف للحد من أضرار السيول وتصريف مياه الأمطار وترميم الحفريات بالشارع العام للتخفيف من معاناة أبناء المنطقة.

جولة تفقدية
قبلها كان رئيس مجلس الوزراء الدكتور عبدالعزيز صالح بن حبتور، قد قام بجولة تفقدية للاطلاع على جهود أمانة العاصمة في التعامل مع الآثار الجانبية للأمطار، سيما ما يتصل بقنوات تصريف مياه الأمطار وأنفاق الجسور.
حيث اطلع رئيس الوزراء ومعه نائباه لشؤوني الخدمات والتنمية الدكتور حسين مقبولي والرؤية الوطنية محمود الجنيد، وأمين عام المجلس المحلي لأمانة العاصمة أمين جمعان، على وضع عدد من حفر تجميع وتصريف وتخزين مياه الأمطار والسيول في الأمانة، علاوة على عملية تنظيف خزان تجميع مياه الأمطار في نفق جسر الصداقة بقلب العاصمة صنعاء.
واستمع رئيس الوزراء ونائباه من جمعان ووكيل الأمانة لقطاع الأشغال والمشاريع المهندس عبدالكريم الحوثي، إلى شرح عن الأضرار المادية الناجمة عن سيول الأمطار والجهود القائمة لتنظيف خزانات تجميع المياه في أنفاق الجسور علاوة على التحديات التي تواجهها الأمانة وقطاع الخدمات على وجه التحديد نتيجة الهجرة الداخلية إليها وازدياد عدد النازحين بصورة مستمرة بسبب حالة الأمن والاستقرار بالأمانة.
وأشارا إلى أن عدد السكان حالياً تجاوز سبعة ملايين نسمة، ما ضاعف من الأعباء على الأمانة في ظل شحة الإمكانيات المادية المتاحة نتيجة تداعيات الظرف الاستثنائي الذي يمر به الوطن جراء العدوان والحصار.
وأكد جمعان والحوثي افتقار أمانة العاصمة لآليات التعامل مع الأوضاع الطارئة كالسيول وفيضاناتها وتلافي آثارها على المواطنين.
أثناء ذلك وجه رئيس الوزراء قيادة السلطة المحلية بالأمانة بإعداد ورفع تقرير متكامل إلى مجلس الوزراء عن أوضاع أمانة العاصمة واحتياجاتها الملحة خاصة التجهيزات والآليات اللازمة لمواجهة الأضرار والآثار الجانبية الناجمة عن تدفق سيول الأمطار، وذلك لمناقشته في اجتماعه المقبل.
وحث قيادة الأمانة وضع معالجات مناسبة لمشكلة تجمع مياه الأمطار في أنفاق الجسور بما يؤدي إلى تصريف المياه المتجمعة فيها أولاً بأول.

في المحافظات الجنوبية
في المحافظات الجنوبية، تفيد المعلومات، أن سبعة أشخاص لقوا حتفهم غرقا في محافظتي شبوة والمهرة في شرق اليمن قبل أسبوعين بسبب سيول جارفة وأمطار غزيرة ناتجة عن منخفض جوي في بحر العرب وخليج عدن.
وذكرت مصادر وسكان في محافظة شبوة أن ثلاث نساء وطفلين توفوا غرقا بسبب السيول في بلدة بيحان شمالي شبوة، والتي تسببت أيضا في أضرار كبيرة في الممتلكات العامة والخاصة والأراضي الزراعية.
وأضافت المصادر أن اثنين آخرين توفيا جراء الأمطار الغزيرة والسيول التي ضربت محافظة المهرة في أقصى شرق البلاد على حدود سلطنة عمان.
وفي محافظة حضرموت الغنية بالنفط، قالت مصادر محلية: إن الأمطار الغزيرة أغرقت مناطق متفرقة من مديريات وادي وصحراء حضرموت المترامية الأطراف، متسببة في قطع طرق وأضرار مادية كبيرة في الممتلكات والأراضي الزراعية.
وذكرت مصادر في محافظة أبين أن السيول تسببت في احتجاز عشرات السيارات بوادي أحور، مما أدى إلى قطع حركة سير المركبات في الطريق الساحلي الدولي الذي يربط بين عدن والمكلا بحضرموت بشكل كلي.
ويتعرض عدد من المحافظات اليمنية الجبلية والساحلية حاليا لمنخفض جوي جديد مصحوب بأمطار غزيرة وعواصف رعدية ورياح شديدة تسببت بأضرار فادحة في البنية التحتية والممتلكات وقطع طرق رئيسية، خصوصاً في محافظاتة شبوة وحضرموت والمهرة وأبين ولحج.

قد يعجبك ايضا