مفتي الديار اليمنية- رئيس رابطة علماء اليمن العلامة شمس الدين شرف الدين لــ “الثورة “: أراد الله من خلال الحج تحقيق معنى العبودية لله وجمع الكلمة ووحدة صف الأمة

 

• ليس هناك أمام الأمة إلا التحرك لنصرة الدين وإعلاء شعائر الله
• النظام السعودي قتل الحجاج في أكثر من مناسبة وشواهد ذلك كثيرة
النظام السعودي ليس مؤتمنا لتولي شؤون الحرمين والأماكن المقدسة بعد أن اتضحت عمالته وخيانته
لا بد من هيئة مستقلة من الدول العربية والإسلامية لإدارة شؤون الأماكن المقدسة وألا تبقى حكرا على النظام السعودي

أكد مفتي الديار اليمنية – رئيس رابطة علماء اليمن فضيلة العلامة شمس الدين شرف الدين – أن قرار منع النظام السعودي فريضة الحج جاء نزولاً عند رغبة الأمريكيين والبريطانيين والإسرائيليين .
وقال مفتي الديار اليمنية – في حوار أجرته معه ” الثورة ” إن من الحلول المناسبة تشكيل هيئة مستقلة تضم مندوبين من الدول العربية والإسلامية لإدارة شؤون الحرمين الشريفين حتى لا يبقى الأمر حكراً على نظام آل سعود الذي اتضحت عمالته وبانت خيانته .
وأضاف أن كل أبناء الأمة الإسلامية معنيون – علماء ومثقفين وإعلاميين ونخباً – بالتحرك لإزالة هذا المنكر.. وإليكم تفاصيل الحوار:

الثورة  /
محمد شرف الروحاني

النظام السعودي يعطل فريضة الحج للعام الثاني على التوالي .. كيف تنظرون إلى هذه الخطوات التي قام بها النظام السعودي ؟
– الحمدلله رب العالمين، اللهم صل وسلم على محمد وعلى آله .. الحج الركن الخامس من أركان الإسلام ، والذي ينكره أو يحاربه منكراً له ومتعدياً عليه يعتبر في عداد الكافرين والعياذ بالله .. ولكن هناك تصرفات هوجاء وسمجة من قبل النظام السعودي لمنع الناس من حج بيت الله الحرام وتضييق الخناق عليهم وتعكير الأجواء ووضع العوائق والموانع والحواجز لمنع أداء هذه الفريضة، التي أراد الله من خلالها أن يجسد صورة واحدة المعنى عن وحدة المسلمين وجمع كلمتهم لأنهم يتوجهون إلى بيت واحد وقبلة واحدة ويقفون في عرفات في موقف واحد ويفيضون في يوم واحد إلى مزدلفة ثم يبيتون في المزدلفة ثم يتوجهون إلى منى ليرموا جمرة العقبة ويتبرأون من الشيطان الرجيم .. وإقامة هذه المناسك أراد الله تعالى من خلالها تحقيق معنى العبودية وفي نفس الوقت مسعى من مساعي جمع الكلمة ووحدة الصف لهذه الأمة التي باتت اليوم في أمس الحاجة للوحدة، التي تتمثل في جمع الكلمة ووحدة الصف وتوجيه العداء نحو العدو الحقيقي، اليهود والنصارى، الذين أخبرنا الحق سبحانه وتعالى بصريح العبارة بقوله ” وَلَن تَرْضَى عَنكَ الْيَهُودُ وَلاَ النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ “.
لاحظنا كيف أن التلفزيون السعودي نقل إشادة القنصل البريطاني بهذه الإجراءات.. على ما يدل هذا؟
– ما من شك أن الحج في مظهره العام والشامل – والجمع الغفير من المسلمين في ذلك الموطن – يشكل قلقاً بالنسبة لليهود والنصارى ولذلك هم حريصون على ألا تتكرر هذه المسألة وألا يجتمع الناس، ولذلك كانت هذه القرارات صادرة نزولاً عند رغبة ترامب ومن جاء بعده ، ونزولاً عند رغبة الإسرائيليين.. بدليل أنه كنت أسمع قبل أيام نشرة الأخبار السعودية وهي تتحدث عن الإجراءات التي اتخذتها تجاه الحجاج بتضييق العدد إلى ستين ألفاً مع قنصل السفارة البريطانية ، والمفروض انه لا دخل له بهذا الأمر حتى يؤخذ منه تصريح في هذا المجال، ولكن هم يعلمون أن هذه المسألة جاءت نزولاً عند رغبة البريطانيين ونزولاً عند رغبة الأمريكيين والإسرائيليين لا أقل ولا أكثر .. هذا ما يدل عليه الأمر .. وبالتالي نحن نأسف أسفاً شديداً على ما قام به النظام السعودي الذي سقط وهوى في هذا المستنقع .. مستنقع العمالة .. مستنقع الخيانة .. مستنقع الولاء لليهود والنصارى ..وقد عدَّ الله ذلك نوعاً من النفاق، قال سبحانه وتعالى ” يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاء بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ * فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ يُسَارِعُونَ فِيهِمْ يَقُولُونَ نَخْشَى أَن تُصِيبَنَا دَآئِرَةٌ فَعَسَى اللّهُ أَن يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِّنْ عِندِهِ فَيُصْبِحُواْ عَلَى مَا أَسَرُّواْ فِي أَنْفُسِهِمْ نَادِمِينَ ” .
أخطأوا خطأ كبيراً .. في العام الماضي قلصوا عدد الحجاج إلى عشرة آلاف حاج وهذه السنة إلى ستين ألف حاج ، والمعلوم أن الحرم لحاله يتسع لأكثر من ثلاثة ملايين حاج، إضافة إلى التوسعة الجديدة سواءً في الصحن الذي يتسع في الساعة الواحدة – كما صرح رئيس شؤون الحرمين الشريفين – لطواف مائة وخمسين ألف حاج .. ما بالك ببقية الساعات.. وما بالك ببقية الأيام .. وبالتالي هم ظلموا الناس وما استشاروا أحداً، ولم يشاوروا الدول العربية والإسلامية وكأنه لا شأن لها، ولا دخل لها .. وكأن المسلمين هم آل سعود .. وكأن الحرمين الشريفين حكر خاص بهم ولهم كل التصرف وكامل الحرية.. يتاجرون بالحرمين الشريفين ويستغلونهما اقتصادياً، وسياسياً .. واجتماعياً .. يكسبون بهما الولاءات ، يمنعون من أرادوا ويسمحون لمن يريدون .. وليس هناك من مجال أمام الأمة العربية والإسلامية إلا التحرك لنصرة الدين وإعلاء شعائر الله .. والقول بملء الفم: لا لآل سعود .. كفى لمثل هذه التصرفات والتعسفات .. فالنظام السعودي قتل الحجاج في أكثر من مناسبة ونحن نعلم مثلاً أن منى شوارعها كثيرة وطويلة وعريضة ، وتتسع للملايين ومع ذلك فعلوا فعلتهم بقتل الحجاج في أحد الأعوام الماضية القريبة حيث قتلوا أكثر من سبعمائة إلى الف وخمسمائة حاج تقريباً .. وهذا ظلم كبير ، وبالتالي عقوبة الله سبحانه وتعالى ما من شك نازلة عليهم ولكن على الناس أن يتحركوا للأخذ بالأسباب ، كي يعينهم الله تعالى بالنصر قال تعالى ” وَمَا لَهُمْ أَلاَّ يُعَذِّبَهُمُ اللّهُ وَهُمْ يَصُدُّونَ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَمَا كَانُواْ أَوْلِيَاءهُ إِنْ أَوْلِيَآؤُهُ إِلاَّ الْمُتَّقُونَ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ ” وقال ” إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَيَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ وَالْمَسْجِدِ الْحَرَامِ الَّذِي جَعَلْنَاهُ لِلنَّاسِ سَوَاء الْعَاكِفُ فِيهِ وَالْبَادِ وَمَن يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ نُذِقْهُ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ ” .. ونؤكد هنا على أهمية أن يتحرك المسلمون جميعاً ويجتمعوا سواءً عندنا في اليمن أو في بقية الدول العربية والإسلامية وان يقولوا بملء الفم: لا للنظام السعودي وكفى غطرسة وظلماً وجبروتاً وصداً عن سبيل الله .
مع منع النظام السعودي، برزت الكثير من الدعوات لتشكيل هيئة إسلامية تشرف على الحج ورفع يد النظام السعودي عن الحرمين الشريفين .. كيف تنظرون إلى هذه الدعوات ؟
– هذا أحد الحلول المناسبة، أن تكون هناك هيئة مستقلة تضم مندوبين من الدول العربية والإسلامية لإدارة شؤون الحرمين الشريفيين حتى لا يبقى الأمر حكراً على هذا النظام الذي اتضحت عمالته وخيانته، ولم يعد مؤتمنا على تولي مأموناً شؤون الحرمين الشريفين والأماكن المقدسة .
ماهي المسؤولية التي تقع اليوم على عاتق علماء الأمة العربية والإسلامية، تجاه ضد النظام السعودي عن الحج ومنع المسلمين من أداء هذه الفريضة ؟
– واجب العلماء أن يبينوا للناس، قول الله تعالى ” إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِن بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُولَئِكَ يَلعَنُهُمُ اللّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ “، فكتم البيان وقت الحاجة يعد من الخيانة، والمعلوم أن ما تقوم به السعودية يعد من الخيانة وعلى العلماء أن يتحركوا سواءً في المنابر أو في المحاضرات أو في الندوات أو في الإرشادات أو في التأليف .. والكل معني، سواءً علماء أو مثقفين أو صحفيين أو إعلاميين والنخب، كلهم مسؤولون وكلهم مطالبون بالتحرك لإزالة هذا المنكر .
بالنسبة للإدانات.. لم نسمع إلى اليوم أي إدانة رسمية من أي دولة تجاه منع النظام السعودي فريضة الحج .. أليس هذا تخاذلاً ؟
– أنت تعرف أن العدوان على الشعب اليمني له الآن سبع سنوات ولم يصدر من أحد أي إنكار أو استنكار لهذا الشيء، وقد ورد في الحديث الشريف عنه صلى الله عليه وآله وسلم انه قال ” لخراب الكعبة حجراً حجراً أهون عند الله من سفك دم امرئ مسلم “، وهم يسفكون دماءنا ليل نهار بتغطية إعلامية وسياسية من جهة الدول سواءً التي تسمي نفسها عربية والتي دخلت للأسف الشديد في فسطاط النفاق والعياذ بالله وهناك جامعة عربية أو أمم متحدة، كلهم متواطئون في قتل الشعب اليمني إلا من رحم الله .. وبالتالي نحن لا نتعجب من عدم إنكارهم على النظام السعودي العدوان على اليمن .. النظام السعودي اشترى ولاءات الناس جميعاً بالمال ويستغل الحرمين الشريفين لمآربه الخاصة .. الكل يعرف أن بعض العلماء وبعض الناس لا يجرؤون على أن يتحدثوا عن باطل آل سعود وظلمهم خوفاً من أن يمنعوا ويحرموا من الحج وخوفاً من أن تنقطع الهبات والمساعدات والعطايا السعودية .
هناك علماء أفتوا بجواز منع الحج في حالة انتشار الوباء .. ما رأيكم بهذه الفتاوى ؟
– عندما يكون هناك ضرر محقق على الناس ، فهذا شيء لا جدال فيه.. ويقيناً أن البارئ واسع المغفرة ورحيم ولا يكلف الله نفساً إلا وسعها .. ولكن لم يصل الأمر إلى هذا الحد بإذن الله .. ولن يكون بهذا الشكل .. أتعرف أن فيروس كورونا ونحوه إما أن يكون ابتلاء وإما أن يكون عقوبة، والراجح أنه عقوبة من عقوبات الله التي يسلطها على البشر .. لأن البشر قد بلغوا الذروة في الظلم والطاغوت والجبروت ، وأكل أموال الناس بالباطل وقتل النفس بغير حق وشهادة الزور والخيانة والزنا والدعارة ومواقع الخلاعة ، وعدم ذكر الله وقطع الصلاة ومنع الزكاة ، وغيرها الكثير من المعاصي التي يقترفها أبناء المسلمين .. ولا بد ان ينتظروا عقوبة من عقوبات الله سبحانه وتعالى ” هَلْ يَنظُرُونَ إِلاَّ أَن تَأْتِيهُمُ الْمَلآئِكَةُ أَوْ يَأْتِيَ رَبُّكَ أَوْ يَأْتِيَ بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ لاَ يَنفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِن قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْرًا قُلِ انتَظِرُواْ إِنَّا مُنتَظِرُونَ “، والله تعالى يقول ” فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَن تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ” ،وقال ” أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُم مُّصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُم مِّثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّى هَذَا قُلْ هُوَ مِنْ عِندِ أَنْفُسِكُمْ إِنَّ اللّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ” وبالتالي على الناس أن يتوبوا إلى الله ويعودوا إليه وسيكشف الله تعالى الغمة وسيرفع الله هذه المحنة وسينصر الحق وأهله وسيزول الظلم وأهله بإذن الله تعالى مع الرجوع إلى الله سبحانه وتعالى، لأن الله تعالى يقول ” وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ”، وقال ” إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ”، وقال ” يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ “، فعلينا أن ننصر الله وننصر دينه ونسعى لإعلاء كلمته وعند الله سبحانه وتعالى كل خير والله لا يخلف الميعاد .
رسالة أخيرة توجهونها عبر صحيفة الثورة ؟
– رسالتي إلى الجميع، ما أنصح به نفسي وإخواني المسلمين جميعاً في داخل اليمن وخارج اليمن، علينا جميعاً أن نتقي الله ، وأن نجعل نصب أعيننا مخافة الله سبحانه وتعالى وأن لا نخشى إلا الله ، وأن لا ننطلق إلا ونيتنا هي إعلاء كلمة الله وجعل كلمة الله هي العليا وكلمة الذين كفروا هي السفلى .. وبعد ذلك كل شيء يهون حتى لو لاقينا ما لقينا.. لأن الجالس في بيته والمتحدث والمقاتل والمجاهد الكل سيموتون وأعمالهم بين يدي الله محصاة ومرصودة ويوم القيامة سيعرف كل إنسان ما قدَّم وما أخر.. فإما أن تبيض وجوه وإما أن تسود والعياذ بالله .

قد يعجبك ايضا