حوادث سير مؤلمة بدراجات نارية يقودها أطفال

مشكلة اجتماعية تتزايد وتيرتها كل يوم ويشارك فيها أولياء الأمور

 

 

في غالب الأحيان تعزى حوادث السير إلى الاستهتار من قبل الآباء الذين يسمحون لأطفالهم بقيادة الدراجات النارية، وهنا يتضح جانب من أهم جوانب انعدام المسؤولية، ويقدم بشير السياغي(موظف) مثالاً على ما يمكن أن يصل إليه طيش بعض الأطفال وهم يستمتعون بسرعة فائقة للدراجات النارية دونما حذر أو حسبان، فقد شاهد طفل لا يتجاوز الثانية عشرة من عمره يقود دراجة نارية جديدة ومعه شحصان في سن المراهقة بسرعة جنونية وكأنه يسابق الريح وعلى حين غفلة وخلال ثوان شاهدهم وهم يصطدمون بإحدى السيارات الواقفة على الخط ويفاجأ بهم على الأرض، وقد لا يستطيعون الوقوف مرة أخرى، بسبب إصابتهم بكسور خطيرة..هنا نقرأ بعض القصص الواقعية التي تسبب بها أطفال في مقتبل العمر وهم يقودون دراجات نارية مختلفة وكانت عواقبها وخيمة:

تحقيق/حاشد مزقر

مجاهد المراني (مهندس معماري) يحكي كيف تعرض لحادث مروع توفي ابنه على إثره مباشرة فيما لا يزال هو يعاني من إصابته في الحادث حتى اللحظة، ويقول: انطلقت ومعي ابني الذي يبلغ من العمر ثلاثة عشر عاما بأقصى سرعة حتى لا نتأخر عن موعد الغداء في عرس أحد الاقارب وكنا نسير في طريق ضيقة ذات اتجاه واحد وكانت أمامنا مقطورتان تحملان المشتقات النفطية، وابني هو من يقود الدراجة حاول تجاوزهما ولم أقدر حينها تفسير ما قام به وماهي إلا ثوان معدودة حتى فوجئنا بقدوم سيارة إلى خط سيرنا فانحرفنا يساراً وخرجنا من الخط بعد محاولة ابني تجنب الاصطدام وكان نتيجة ذلك انقلابنا عدة مرات نجوت بأعجوبة وبُليتُ بكسر في يدي اليمنى غير أن ابني الصغير الذي دللته كثيرا ولبيت رغبته في امتلاك دراجة نارية فارق الحياة في المستشفى وأنا أتحمل كامل المسؤولية في هذا الحادث المؤلم.
استهتار وطيش
نبيل مسعود – هو الآخر تعرض لحادث بسيارته الهايلوكس مع دراجة نارية يقودها أحد المراهقين – يقول: باغتتني دراجة مسرعة من خلال رصيف يفصل بين الخط الأيمن والأيسر بانعطافها فجأة في طريقي وكان نتيجة ذلك اصطدام مباشر، ولا يزال نبيل يتذكر لحظة الحادث، ويقول: فقدت القدرة على النطق، وأيقنت أن آثار هذا الحادث ليست سطحية وأنه من المستحيل جدا ان يكون من اصطدم بي بوعيه وما هي إلا برهة من الوقت واتفاجأ بأن من أنهيت حياته هو أحد الأطفال الطائشين و رغم أني لست المتسبب بالحادث فلم أجد الإنصاف من ولي أمره حتى من إدارة المرور نفسها ومن الوساطة المجتمعية التي فرضت عليّ مبلغ 4 ملايين ريال كدية وأنا مضطر لدفعها كوني لا أريد خوض القضية في المحاكم بسبب انشغالي وللأسف كل ذلك يعود إلى استهتار اولياء أمور هؤلاء الأطفال ليتم إلقاء المسؤولية كاملة على عاتق من يبتلى بحوادثهم.
أطفال يقودون دراجات نارية لكسب الرزق
وخلال الآونة الأخيرة تزايدت حوادث الدراجات النارية فمن ضحايا حوادث الدرجات النارية الكثير من الأطفال الذين يعملون كأجرة و يحدثنا حسام المحيا (عامل)، كيف تعرض لحادث دراجة نارية يقودها طفل لايتجاوز الرابعة عشرة اصطدمتُ به وتسببت بكسر في ساقه وإصابة ابنه بضربة في الرأس ، وبعد حضور ولي أمر سائق الدرجة أكد أنه لم يمض على تعلم ابنه قيادة الدرجة سوى شهر واحد وقد باع ذهب زوجته من أجل توفيرها له لكي يعمل بها ويوفر مصروف البيت بعد أن ضاقت احوالهم وبحسب إبراهيم فإنه دفع مبالغ كبيرة بسبب رفض والد سائق الدراجة تحمل تكاليف العلاج رغم احتجاز المرور لدراجته أكثر من شهرين وإيداعه السجن واضطررت في آخر الأمر التنازل عن الحادثة.
وفي حادث مشابه يروي عبدالرحمن الأهدل مأساته التي عاشها قائلاً: وأنا في طريقي إلى المنزل عائداً من السوق كان إلى جوار سيارتي دراجة نارية يستقلها طفلان صغيران وبدون سابق انذار انزلقت الدراجة أمام سيارتي وتسبب ذلك في دهسها ورغم أن الذهول أصابني لكني قمت بنقلهما إلى المستشفى وأحدهما كانت حالته خطيرة جداً ودخل في غيبوبة وتحملت كامل مصاريف وتكاليف علاجه وأصبحت أعاني وكأنني الضحية وأمر بظروف قاسية مسلماً أمري لله .. وأتضح لاحقا أن سائقها طفل يعول أسرته.
مشكلة اجتماعية
بعد أن استعرضنا هذه الحالات الكارثية اتجهنا إلى مركز الأطراف حيث يتلقى كثير من مصابي حوادث السير العلاج، وهناك لاحظنا الكثير من الأطفال المعاقين نتيجة حوادث الدراجات النارية المختلفة والتي تتزايد وتيرتها يوما بعد يوم والكثير منهم يجلسون على مقاعد متحركة مصابون بالشلل.ووصف المختصون هذه المشكلة بالقول: إنها واحدة من أكبر المشكلات الاجتماعية وهي تحتاج إلى الجهود لإيقاف هذه المطحنة التي تطحن أجساد أطفالنا وتضع علامة استفهام أمام مستقبلهم الذي نحتاج إليه أشد الحاجة، ولذا لا بد من وجود إجراءات تكفل الحد من هذه الحوادث المميتة .
عدم مبالاة الأهل
بمشاهد كهذه لا نملك إلا أن نوجه أصابع الاتهام إلى الأهل الذين لا يمانعون في إعطاء أبنائهم الصغار درجات نارية وهم في مثل هذه السن و اللاوعي تحت مبررات واهية، فهم يتحملون المسؤولية الكاملة عمَّا تسبب به و تعرض له أبناؤهم لأنهم لم يقوموا بأكثر أدوار الآباء أهمية في تربيتهم على تحمل المسؤولية تجاه أنفسهم والآخرين وحمايتهم من طيشٍ تكون عواقبه وخيمة.
فعل مخالف قانونيا
ينص قانون المرور رقم(46) لسنة 1991 والمعدل بالقانون رقم 31 لعام 2000م كذلك بالقانون رقم 12 لعام 2002م في المادة(27) بأنه لا يجوز منح رخصة قيادة سوق الدراجات النارية إلا لمن أكمل سن 17 سنة ميلادية .

قد يعجبك ايضا