جرائم الابتزاز الإلكتروني قد تعصف بمستقبل الضحية نتيجة لعدم التصرف السليم مع المجرم

 

يجب أن يعمل الجميع على نشر التوعية والتحذير من خطورة هذه الجرائم وعدم التفريط في استخدام الهواتف النقالة
تفاصيل واحدة من هذه الجرائم كشف عنها الإعلام الأمني بصنعاء منتصف يونيو الماضي بعد أن تم ضبط المجرم

نظراً لقلة وعي بعض النساء بمخاطر التساهل في التعامل مع الجوال ووسائل التواصل الاجتماعي فقد تقع الكثير منهن في مشاكل يكون ثمنها غاليا، ففي الغالب تقوم بعض النسوة بتخزين صور شخصية في الجوال أو التقاط صور لهن بالتلفون وبمجرد فقدانه أو سرقته تصبح معرضة للابتزاز، حال وقوعه في يد أحد المجرمين ومن الحالات الأخرى أيضا تعرض التلفون لخلل ما وبكل سهولة يتم إيصاله لأي محل صيانة تلفونات في أي مكان دونما أي اكتراث، وقد يصل لأي شخص غير سوي يقوم باستغلال صاحبة التلفون عن طريق استرجاع صور وبيانات سابقة فيما هي قد لاتفكر قطعا بإبلاغ أسرتها أو الجهات الأمنية خوفا من التهديدات التي تتعرض لها بتسريب صورها من المجرم الذي قد يرتكب في حقها جرائم وأفعالاً كانت قادرة على الإفلات منها لو تصرفت بشكل صحيح.. تفاصيل أكثر تجدونها تواليا:

الثورة/ حاشد مزقر

طرق وقوع هذه الجرائم
من المعروف أن عملية الابتزاز الإلكتروني هي عملية قيام شخص أو مجموعة أشخاص بالإيقاع بشخص آخر (الضحية) عن طريق تهديده بنشر صور أو فديوهات أو معلومات سرية خاصة به وإجباره بالقيام بعمل أو الامتناع عنه أو الحصول على مبالغ مالية وتحصل هذه الجريمة بالعادة عن طريق استدراج الضحية لعلاقة ود وخداعها من أجل الحصول على معلومات أو صور أو فديوهات فاضحة خاصة بالضحية ومن ثم تهديدها ومساومتها على مبلغ مالي أو القيام بأعمال غير مشروعة أو الامتناع عن عمل مشروع مستغلا استسلام الضحية ومخاوفها من العادات والتقاليد المجتمعية.
ومن الوسائل المستخدمة والمساعدة لتنفيذ هذه الجريمة، وسائل الاتصال الحديثة ومواقع التواصل الاجتماعي وكذلك الرسائل الصوتية والفديوهات الحية.
تصرف الضحية بطريقة خاطئة
يؤكد الناشط الاجتماعي إيهاب عبدالكريم رئيس حملة مناهضة العنف المنزلي أن استغلال بعض الشباب للهفوات الإلكترونية ضحايا قد سبب مشاكل جمة لبعض الأسر وقال : من المعروف أن المجتمع اليمني يعد من المجتمعات المحافظة من الدرجة الأولى ويأتي ذلك في الوقت الذي أصبحت الهواتف النقالة من الحاجات الضرورية في العصر الحالي للمجتمع ككل، رجالاً ونساء وشباباً وشابات.. الأمر الذي يجعل أرباب الأسر في حالة ترقب دائم للهواتف التي تستخدمها بناتهم أو زوجاتهم وقيام بعض الشباب بمعاكسات الفتيات سواء بالاتصالات المتكررة أو الرسائل النصية أو عن طريق الواتس آب فتدخل تلك الأسر في مشاكل عصيبة تتطور أحيانا إلى ما هو أبعد من ذلك.
وذكر إيهاب أن حالات عدة من هذا النوع قد عرضت الفتيات لمشاكل أسرية، ومن بين أكثر الأسباب تصرف البعض منهن بطريقة خاطئة في استخدام هواتفهن وبمجرد فقدانه أو حدوث خلل فيه ووصوله لشخص عديم الأخلاق تبدأ المشاكل العميقة التي تترتب عليها جرائم الابتزاز الالكتروني التي قد تعصف بمستقبل الضحية نتيجة لعدم التصرف السليم مع المجرم.
توعية بحتة
محمد العريض مسؤول في العلاقات والإعلام بالمؤسسة العامة للاتصالات أكد أن هذه القضية هي قضية توعوية بحتة وقال : حل أي مشكلة يجب أن يكون بناء على حلحلة أسبابها وباعتقادي أن المشكلة هنا تكمن في تدني الوعي المجتمعي حول مخاطر الابتزاز الإلكتروني وعليه يجب أن تتضافر جهود الجميع لرفع مستوى الوعي المجتمعي في هذا الجانب.
ويضيف: من المؤسف جدا أن جرائم الابتزاز الإلكتروني تعد ــ بلا أدنى شك ــ من مهددات الأمن القومي للبلد من جهة والسلم الاجتماعي من جهة أخرى إلا أن المشكلة لم تأخذ أدنى حيز من الاهتمام الرسمي عبر وسائل الإعلام والمدارس والجامعات فيجب أن يعمل الجميع على نشر التوعية والتحذير من خطورتها وعدم التفريط في أي شريحة أو ذاكرة ورميها والاستغناء عنها بطريقة خاطئة أو الاستهتار من التخلص من تلفون جوال ذكي معطل أو إصلاحه عند شخص ليس بثقة والأولى إن كان يحتوي على أشياء شخصية أن يتم اتلافه فورا ومن الحالات التي قد تعرض الفتيات لمشكلة الابتزاز الالكتروني اختراق حسابات وسائل التواصل الاجتماعي وتهكير حساب أي واحدة منهن كالفيسبوك والواتس من شخص مجهول يترتب عليه مشاكل أسرية عميقة في حال تم استخدام الحساب بطريقة غير أخلاقية هذا فضلا عن أن الكثيرات منهن قد تتعرض لحالات نفسية وابتزاز همجي وكل ما سبق يعد جرائم عنف قائمة على النوع الاجتماعي أغلب ضحاياها من النساء.
تفاصيل القبض على أحد المجرمين
تفاصيل واحدة من جرائم الابتزاز الإلكتروني كشف عنها الإعلام الأمني بصنعاء منتصف يونيو الماضي حيث ضبط مركز شرطة الجراف سائق سيارة أجرة قام بابتزاز طالبة جامعية طوال عام كامل، بعد نسيانها هاتفها في سيارته كانت قد استأجرته لإيصالها في مشوار وأوضحت التفاصيل أن الطالبة طلبت من سائق السيارة إعادة الهاتف، فأخبرها أنه قام باستخراج صورها من الهاتف وهددها بنشر صورها في مواقع التواصل مالم تعطيه (مبلغ مالي) واستمر في تهديدها وابتزازها على مدار عام كامل وحصل منها على مبلغ مالي وقطعتي سلاح بعدها اضطرت الطالبة إبلاغ الجهات الأمنية وتم القبض عليه في وقت قياسي وهو ما كان سيحدث لو قامت بذلك منذ الوهلة الأولى.
العقوبة
تكيف جريمة الإبتزاز الإلكتروني في القانون اليمني في الوقت الحالي ضمن مواد قانون العقوبات.

قد يعجبك ايضا