النفاق والارتزاق الأممي.. إلى متى؟

عبدالفتاح علي البنوس

 

 

النفاق والارتزاق الأممي في التعاطي مع ملف العدوان والحصار السعوأمريكي على بلادنا وشعبنا لا يحتاج إلى شواهد وأدلة ، فالواقع خير شاهد على ذلك ، وما تمارسه الأمم المتحدة خير دليل على أنها للنفاق والارتزاق عنوان ، أزعجهم تقدم أبطال الجيش واللجان الشعبية صوب مدينة مارب ، فعمدوا للحديث عن النازحين في مارب والعمليات النوعية لأبطال القوة الصاروخية وسلاح الجو المسيَّر التي تستهدف المواقع والتحصينات العسكرية التابعة لقوى العدوان ومليشيات العمالة والارتزاق ، جعلوا من مخيمات النازحين تحصينات ومواقع عسكرية بغرض استعطاف المجتمع الدولي ، وصوروا للعالم بأن العمليات التي تنفذها القوة الصاروخية وسلاح الجو المسيَّر في مارب تستهدف المدنيين الأبرياء حسب زعمهم ، في واحدة من سلسلة المغالطات والأكاذيب التي عرفوا بها منذ بدء العدوان وحتى اليوم ، في الوقت الذي بات فيه العالم على دراية تامة بمن يقتل الأطفال والنساء ويستهدف المدنيين الأبرياء للعام السابع على التوالي مع سبق الإصرار والترصد . .
تستغل الأمم المتحدة قضية النازحين جراء العدوان لخدمة مصالحها وتعزيز أرصدتها ، فدائما ما تسلِّط الضوء على هذا الموضوع لاستعطاف الدول المانحة ، فتذهب للسعودية- التي كانت السبب في نزوح الكثير من الأسر اليمنية الحصول على دعم وتمويل ما تسميه مشاريع الإغاثة الإنسانية، والأخيرة تضطر لتقديم الفتات المشروط من تلكم المساعدات ، والتي لا تصل غالبيتها للمستحقين ، ودائما ما تبالغ في تعاطيها مع هذا الملف الإنساني ، فتذهب لإقحامه في معمعة السياسة ، نزولا عند رغبة السعودية والإمارات وتنفيذا للتوجيهات والأوامر الأمريكية والبريطانية ..
ففي الوقت الذي يواصل فيه أبطال الجيش واللجان الشعبية خوض معركة تحرير مأرب -التي أوشكت على الحسم بفضل الله وقوته وعونه و تأييده- تذهب الأمم المتحدة لتوظيف قضية النازحين في مارب سياسيا ، من خلال دعواتها المتكررة لإيقاف تقدم الجيش واللجان تحت أكذوبة الحفاظ على سلامة النازحين الذين قدرتهم بحوالي مليوني نازح في مبالغة مفضوحة مدفوعة الثمن ، ولم تتطرق لقيام المرتزقة باستخدام مخيمات النازحين كدروع بشرية للاحتماء بها وجعلها منطلقا لعملياتهم العسكرية ، علاوة على قيامهم بمنع المواطنين من مغادرة المحافظة بزعم الحفاظ على سلامتهم ولم توجه الدعوة لفتح ممرات آمنة للمدنيين كما هو متعارف عليه ، على الرغم من أنها تدرك جيدا أنه لا وجود للنازحين في تلكم المخيمات وأن القضية عبارة عن استغلال سياسي قذر للضغط على الجيش واللجان لإيقاف تقدمهم صوب مدينة مأرب المحتلة ..
في الوقت الذي تلزم الصمت إزاء معاناة النازحين في المخيمات الواقعة تحت سلطة المجلس السياسي الأعلى ، وتعرضها للقصف المباشر من قبل طيران العدوان أكثر من مرة ، واستهدافها مخازن الغذاء والمساعدات والمعونات التي ثبت عدم صلاحية الكثير منها للاستخدام الآدمي علاوة، على المبالغة الكبيرة في أسعارها ، وذهاب الكثير منها للمناطق الخاضعة حسب زعمها للحكومة الشرعية التي تستحوذ على موارد الدولة وثرواتها، ضمن سياسة الاستقطاب وكسب الولاءات التي تنتهجها السعودية والإمارات ، في صورة قذرة من صور انتهاك حقوق الإنسان اليمني ومصادرة حقه في الحصول على الغذاء . .
بالأمس شاهدنا سفينة برنامج الغذاء العالمي التي وصلت ميناء الحديدة وعلى متنها معونات فاسدة غير صالحة للاستخدام الآدمي، وشاهدنا استغلال الأمم المتحدة لقضية النازحين وتوظيفها سياسيا وعسكريا، ونشاهد يوميا الانحياز الأممي القذر لقوى العدوان ومرتزقتهم دونما اكتراث بمعاناة اليمنيين جراء العدوان والحصار ؛ كل ذلك ينسف ادعاءات الأمم المتحدة ومجلس حقوق الإنسان والمنظمات التابعة لها بالدفاع عن حقوق الإنسان ..
بالمختصر المفيد: الأمم المتحدة والمجتمع الدولي بكل هيئاتهم ومنظماتهم شركاء في إبادة أبناء الشعب اليمني ، ومع ذلك يقدمون أنفسهم على أنهم من يدافع عنهم وعن حقوقهم ، في حين أنهم من يتربصون بهم وبحقوقهم وثرواتهم ووطنهم ويتاجرون بمعاناتهم وأوجاعهم ، يتحدثون عن حاجة أكثر من ثلثي الشعب اليمني للمساعدة نتيجة للحرب التي تسببت في وقوع أكبر أزمة إنسانية و أسوأ أزمة أمن غذائي في العالم ، في حين نجدهم يشاركون التحالف في عدوانه وحصاره على اليمن واليمنيين ، وهو ما يؤكد أنهم يبحثون فقط عن المال ، وأن حديثهم عن حقوق الإنسان عبارة عن نشاط دعائي يهدف إلى دغدغة عواطف المانحين بغية الحصول على دعمهم ، وما يعزز هذا الطرح ويؤكده هو تماهيهم مع قوى العدوان في إطالة أمد العدوان والحصار ، ففي ذلك ديمومة أكثر للأرباح التي يجنونها من وراء المتاجرة بمعاناة اليمنيين والتسول تحت يافطة إغاثتهم ومساعدتهم ، لينطبق عليهم عجز البيت الشعري ( مصائب قوم عند قوم فوائد ) .
قلت قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم ووالدينا ووالديكم، وعاشق النبي يصلي عليه وآله.

قد يعجبك ايضا