محطات

عبدالسلام فارع

 

 

توطئة: في قاهرة المعز بجمهورية مصر العربية لا يختلف الأمر عما هو عليه في باقي العواصم العربية والإسلامية، فجل الحديث لدى الجميع ومن مختلف الأعمار يدور حول ذلكم الصمود الأسطوري للمقاومة الفلسطينية الذي عرَّت الجيش الذي قيل عنه بأنه لا يقهر، فما كان من أبطال المقاومة الأشاوس إلا أن أحالوه مع كل أدواته ووسائله الحربية إلى أشياء كرتونية يمكن القضاء عليها وطمسها لو تضافرت الإمكانات العربية، ليس في مواجهة العدو المحتل، بل في دعم المقاومة وتوفير سبل النجاح لتفوقها واسترجاعها للحقوق المغتصبة، فتحية للمقاومة الصامدة.
ما قبل الـ22 من مايو الخالد عام 90م كان الوطن اليمني يعيش حالة من التمزق والشتات والتآمر والاقتتال، وبرغم كل ذلك التمزق والتشرذم كان الشباب والرياضيون سباقين في كسر حواجز العزلة والتمزق من خلال إقامة عديد المواجهات الكروية المتميزة والخالدة ولم يشاركهم في نسف تلك الحواجز التشطيرية غير اتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين والذي أسهم مع نجوم الرياضة في الحفاظ على الروابط والوشائج الأخوية بعد أن حاول المستعمر الغاصب والنظام القديم في شمال الوطن تعكير تلك المناخات الأخوية بين الأشقاء في شمال الوطن وجنوبه.
في أغسطس من العام 75م وأنا في مقتبل العمر وفي عز الصبا كنت في زيارة لمدينة عدن استمرت حتى أواخر شهر سبتمبر المجيد، خلال تلك الفترة كنت قد شاهدت في ملعب الحبيشي التاريخي بعدن بعض المواجهات الكروية الشيقة والممتعة كان أهمها على الإطلاق المواجهتان الكرويتان للفريق الصومالي الزائر (هورسيد) والذي كان يدربه المدرب الوطني الراحل علي محسن المريسي ويضم في صفوفه مجموعة من أبرز وألمع النجوم على مستوى القارة الأفريقية مثل سعيد دعالة وعذب، يومها وأنا أشاهد المواجهة الأولى التي خاضها الفريق الصومالي هورسيد أمام فريق الوحدة أحسست وكأني لا أتواجد في الوطن الحبيب والمشطّر بل في وطن الوحدة المنشودة والخالدة، ويومها ومن روعة الأداء لكلا الفريقين شعرت بأنني لست في ملعب الحبيشي بل في أحد الملاعب الإنجليزية، حيث كانت المباراة غاية في الروعة والقوة والإثارة وغاية في الإبداع والتكتيك من كلا الفريقين، وعلى ضوء تلك المواجهة توجهت عقب اللقاء مباشرة إلى مقر نادي الوحدة بالشيخ عثمان بهدف التنسيق لإجراء بعض الحوارات مع بعض النجوم الذين شدوا انتباهي واهتمامي مثل الهرر – عوضين – ناصر هادي – عصام عبده عمر لأحظى في الأخير بإجراء مقابلة مع عصام الذي أنقذ مرمى فريقه من هدف محقق لهورسيد بعد خروج حارس المرمى.
وقد نشرت تلك المقابلة في صحيفة الجمهورية في الـ6 من أكتوبر من نفس العام دون الإشارة إلى اسمي حيث ذيلت بـ(م – ج) وذلك خوفاً من ملاحقتي من قبل الأمن السياسي، حسب نصيحة وتوجيهات رئيس التحرير آنداك.. يذكر أن نتيجة اللقاء أسفرت عن التعادل الصفري بين الفريقين وهي نفس النتيجة التي آل إليها لقاء الجيش وهورسيد.
هوامش: قبل أربعة أشهر وخلال المحطة الأولى لوصولي مطار القاهرة قابلني واستقبلني العنصر النادر والرياضي المعروف لبيب المهدي والذي لولا المهدي يومها لكنت غرقت في “شبر موية” حسب المصريين، فشكراً للرجل واللبيب على كل لمساته الجميلة.
فجع نجم الساحل الغربي هلال الحديدة النجم الجميل محمد داغس بوفاة عمه شكري تغمده الله بواسع الرحمة والمغفرة، وإنا لله وإنا إليه راجعون.
وفي القاهرة أيضاً تعرفت على النجم الكروي الأسبق بنادي الجيل مهدي صالح أحمد وليتني تعرفت على المهدي الجميل منذ وقت مبكر ومن خلاله إن شاء الله سوف يكون لنا لقاء مع النجم الكبير عبدالرقيب حسن والنجم الآخر أحمد غالب إن شاء الله.
برغم أن فيروس كورونا لم يكن بتلك الشراسة التي يتصورها البعض إلا أنه خطف الكثير من الأرواح وآخرهم مدرب المنتخب الوطني لكرة القدم سامي نعاش الذي نعاه الاتحاد الدولي لكرة القدم وبكى لفراقه الكثيرون مثل النجم الكبير فيصل أسعد.
وفنياً أعتقد البعض أن كورونا كان سبباً في رحيل نجم الدراما اليمنية الشامل عبدالكريم مهدي، بينما كانت وفاته ناجمة عن أزمة قلبية تعرض لها.. ومثل ما بكت الجماهير اليمنية النجم عبدالكريم حنش ليالي الجحملية، بكت الجماهير المصرية نجم الدراما والمسرح والكوميديا والسينما المصرية النجم الكبير سمير غانم الذي يذوب فيه عشقاً نجمنا الكبير آدم سيف إسماعيل.
سألني أحد المتابعين: لِمّ لم تعد تشير في كتاباتك لداعم رياضة تعز طارق الحالمي فهل توقف عن دعمه للرياضة؟ وماذا عن عمار مهيوب العديني؟، قلت له الحالمي قطع حبال التواصل دون سبب وإن حدث ذلك بفعل فاعل فربنا يشفيه ويعيده إلى جادة الصواب، أما العديني عمار بن مهيوب فإنه يحسسني بأنه كأحد أبنائي.
آخر العنقود من الأحفاد والأسباط نور إبراهيم فهمي أصيبت في السعودية بوعكة صحية.. دعواتكم بالشفاء لكتكوتتي الصغيرة.

قد يعجبك ايضا