تنديد عربي إسلامي ودولي بجرائم الاحتلال ضد الشعب الفلسطيني ومقدساته

 

الثورة / قاسم الشاوش

تتواصل ردود الأفعال العربية والإسلامية والدولية المنددة بجرائم قوات الاحتلال الصهيوني وممارسته العدوانية ضد الشعب الفلسطيني من أجل تنفيذ سياسة إزالة الهوية الإسلامية من مدينة القدس؛ إلا أن المقاومة الفلسطينية وردود الفعل العالمية الانتقادية مهدت الطريق لفشل هذه السياسة وطالبت العديد من الفعاليات الرسمية والشعبية المجتمع الدولي تحمل مسؤوليته تجاه وضرورة وقف كافة جرائم قوات الاحتلال الصهيوني ضد أبناء فلسطين.
وقد أسفرت الاعتداءات على المصلين الفلسطينيين في المسجد الأقصى، عن استشهاد 2 وإصابة أكثر من 205 آخرين، وتسببت بموجة كبيرة من الغضب والكراهية في صفوف المجتمع الإسلامي ضد الإجراء اللاإنساني الذي قامت به تل أبيب.
كما جاءت هذه الأحداث وسط غضب متزايد إزاء احتمال طرد عائلات فلسطينية من منطقة حي الشيخ جراح في القدس الشرقية، التي يدعي إدانة عالمية واسعة النطاق وسياسة المعايير المزدوجة لدی الأنظمة العربية.

الطبيعة الإجرامية للاحتلال
وفي أحد أهم ردود الفعل، أدانت الجمهورية الإسلامية الإيرانية، بصفتها محور المقاومة في المنطقة والداعم الرئيسي للشعب الفلسطيني، بشدة العمل العسكري الصهيوني يوم أمس.
وصرح سعيد خطيب زاده الناطق باسم جهاز السياسة الخارجية للجمهورية الإسلامية الإيرانية: إن «جريمة الحرب هذه أثبتت مرةً أخرى الطبيعة الإجرامية للکيان الصهيوني غير الشرعي للعالم كله، وضرورة التحرك الدولي العاجل لوقف انتهاك أهم مبادئ القانون الدولي الإنساني».
كما وصف فولكان بوزكر، رئيس الدورة الخامسة والسبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة، في رسالة على تويتر، تدخل قوات الأمن الإسرائيلية في المسجد الأقصى بأنه «مؤسف»، ودعا المجتمع الدولي إلى التعامل مع الأماكن المقدسة وخاصةً المسجد الأقصى باحترام.
عربياً، شهدت العديد من الدول العربية، أمس، تظاهرات تضامنية مع القدس المحتلة وتنديداً بالاعتداءات الإسرائيلي
وندَّد الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط بأشد العبارات بالهجوم على المسجد الأقصى واستهداف الفلسطينيين العزل، بالقنابل الصوتية والغاز المسيل للدموع والرصاص المطاطي.
وشدد في بيان على أن الهجوم قد استفزّ مشاعر المسلمين حول العالم، وعكس سياسة الکيان الإسرائيلي المتعمدة في تصعيد الموقف، محذرًا إسرائيل من عواقب هذه الأعمال.

استهداف حقوق الشعب الفلسطيني
إضافة إلى الدول والمنظمات المذكورة، أدانت العديد من الدول العربية الهجوم العسكري الصهيوني على المصلين الفلسطينيين.
وأعلنت وزارة الخارجية المصرية، عن ثبوت اتهامها وسخطها لقيام السلطات الإسرائيلية باقتحام المسجد الأقصى المبارك والاعتداء على المقدسيين والمُصلين الفلسطينيين، مضمونةً وجوب تحمُل السلطات الإسرائيلية مسؤوليتها على حسب نُظم الدستور العالمي لادخار الدفاع الضرورية للمدنيين الفلسطينيين وحقهم في مزاولة المناسك الدينية، وأيضا إيقاف أي إجراءات تنتهك حُرمة المسجد الأقصى المبارك وشهر رمضان المُعظّم، أو الهوية العربية الإسلامية والمسيحية إلى مدينة فلسطين المحتلة ومقدساتها وتغيّر من الحال التاريخي والشرعي الحالي..
وفي السابق أدانت مصر «أعمال العنف والتحريض التي قامت بها مجموعات يهودية متطرفة مستهدفة الأشقاء الفلسطينيين من سكان البلدة القديمة في القدس الشرقية، مما أسفر عن إصابة العشرات من المدنيين الفلسطينيين».
وأعربت القاهرة عن بالغ قلقها من تصاعد وتيرة الاعتداءات والأعمال الاستفزازية تجاه المقدسيين منذ بداية شهر رمضان.
ووجهت رسالة إلى السلطات الإسرائيلية بضرورة تحمل مسؤوليتها وفق قواعد القانون الدولي لتوفير الحماية اللازمة للمدنيين الفلسطينيين، والكف عن كل ما من شأنه المساس بحق المصلين في الوصول بحرية إلى المسجد الأقصى.
من جانبه، دان شيخ الأزهر أحمد الطيب ممارسات الاحتلال الإسرائيلي في المسجد الأقصى، وقال الطيب في منشور على صفحته في فيسبوك: إن اقتحام ساحات الأقصى وانتهاك حرمات الله بالاعتداء السافر على المصلين الآمنين، ومن قبلها الاعتداء بالسلاح على المظاهرات السلمية بحي الشيخ جراح بالقدس وتهجير أهله، إرهاب صهيوني غاشم في ظل صمت عالمي مخز.

وقف ممارسات الاحتلال
وفي الأردن أدانت فعاليات شعبية ورسمية ، اعتداءات الاحتلال الإسرائيلي في حي الشيخ جراح، والمسجد الأقصى في القدس، في وقت دعا مجلس النواب الأردني الأمم المتحدة والمنظمات التابعة لها، والهيئات الدولية ذات العلاقة والاتحاد البرلماني الدولي إلى اتخاذ موقف حاسم بوجه ممارسات الاحتلال.
وأكد المجلس في بيان له أن الشعب الأردني «يقف بكل إمكاناته إلى جانب الشعب الفلسطيني في نضاله من أجل نيل حقوقه المشروعة، ومنها حقه في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس»، مضيفا أنه سيواصل التشاور والتنسيق مع الشعب البرلمانية العربية والدولية، لتشكيل رأي برلماني دولي مساند لحماية القدس وأهلها.
وجاء في البيان أن مجلس النواب «يتابع الاعتداءات التي تمارسها سلطات الاحتلال الإسرائيلي، والمستوطنون، على سكان حي الشيخ جراح، ويرى في هذه الممارسات دليلا واضحا على أن نظام الفصل العنصري الاستيطاني يشكل في حد ذاته اعتداء صارخا على القيم والمبادئ والقوانين الإنسانية المناهضة للعنصرية وتحدياً سافراً للاتفاقيات الدولية».
ودعت الفعاليات الشعبية الأردنية شعوب الأمتين العربية للقيام بدورهم في نصرة المسجد الأقصى المبارك ووقف هذا العدوان الصهيوني، وأن يكون يوم 28 رمضان يوم غضب عالمي، وانتصاراً للقضية الفلسطينية.

أوروبيا
من جهة أخرى كشفت وسائل إعلامية أوروبية أمس خروج الآلاف من الأوروبيين في تظاهرات في العديد من الدول الأوروبية تنديداً بالاعتداءات الإسرائيلية ضد الفلسطينيين في القدس المحتلة.
وبحسب الإعلام الألماني، نظمّت هيئة المؤسسات والجمعيات الفلسطينية والعربية في برلين تجمّعاً حاشداً تحت شعار «أنقذوا أهالي الشيخ جراح».
كذلك شهدت كوبنهاغن وهولندا تظاهرات رفع خلالها المشاركون شعارات لنصرة الأقصى ونددت بممارسات الاحتلال القمعية.
وانتشرت الحملة الالكترونية الداعمة للقدس المحتلة بين المستخدمين من مختلف دول العالم.
وكان مئات العرب والفلسطينيين، قد تظاهر السبت، بشوارع مدينة شيكاغو بولاية إلينوي الأمريكية، تضامناً مع صمود المرابطين في المسجد الأقصى والمقدسيين المهددين بالتهجير القسري من منازلهم في حي الشيخ جراح شرق مدينة القدس المحتلة.
وأعرب السيناتور الأمريكي بيرني ساندرز عن قلقه إزاء ما يحدث في القدس المحتلة، وطالب بموقف رسمي أميركي من الانتهاكات الإسرائيلية.
وفي برلين أيضاً، وقفة احتجاج في العاصمة الألمانية تضامناً مع أهالي حي الشيخ جراح في القدس.
وشهدت بلجيكا أيضاً، وقفة احتجاجية في العاصمة بروكسل للتعبير عن التضامن مع الفلسطينيين في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي.
وفي أمستردام، نظمت وقفة احتجاجية ضد الانتهاكات الإسرائيلية بمدينة القدس..
واندلعت مواجهات عنيفة في القدس المحتلة، تركزت في محيط المسجد الأقصى حيث يحاول الاحتلال إخراج عشرات آلاف الفلسطينيين المرابطين في المسجد الأقصى لتسهيل دخول المستوطنين للمسجد لإحياء «يوم التوحيد» وهو يوم يحتفل به الإسرائيليون بما يعتبرونه «توحيد شطري القدس كعاصمة لإسرائيل» خلال حرب الأيام الستة في عام 1967 وفق التقويم العبري.
إلى ذلك دعت الأمم المتحدة كيان الاحتلال الإسرائيلي إلى التوقف عن ممارساته في مدينة القدس المحتلة.
وفي بيان قال المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفاني دوجاريك: إن الأمين العام للمنظمة الدولية انطونيوغوتيريش قلقٌ إزاء استمرار العنف شرقي القدس المحتلة، واحتمال طرد عائلات فلسطينية من منازلها في المدينة. وأضاف دوجاريك أن غوتيريش يحث قوات الاحتلال على وقف عمليات هدم المنازل وطرد الفلسطينيين من منازلهم، والحفاظ على الوضع الراهن في المواقع المقدسة واحترامه، ودعا سلطات الاحتلال إلى احترام الحق في حرية التجمع السلمي.
أعلن الهلال الأحمر الفلسطيني أن 208 فلسطينيين أصيبوا في مواجهات يوم، في حين نقل 88 مصابا إلى المستشفيات، ونُقل 60 آخرون إلى مستشفى ميداني، بينما مَنعت قوات الاحتلال طواقم الهلال الأحمر من الوصول إلى مدينة القدس. وأفادت الشرطة الإسرائيلية بأن 17 من عناصرها أصيبوا بينهم ضابط أصيب في رأسه.
كما قامت قوات الاحتلال باعتقال 14 فلسطينيا في القدس على خلفية المواجهات بالمسجد الأقصى، وقال المتحدث بلسان الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي في تغريدة له على تويتر إن رئيس الأركان أوعز بالاستعداد للتصعيد بعد لقائه مسؤولين عسكريين وأمنيين.
وأعلنت شرطة الاحتلال رفع حالة التأهب بمحيط المسجد الأقصى في مدينة القدس المحتلة.

قد يعجبك ايضا