بسبب العدوان والحصار عمال اليمن .. شهداء وجرحى ومشردون وعاطلون عن العمل

 

يعيش العمال على مستوى العالم في يوم عيدهم العالمي يكرَّمون ويلقون عبارات الثناء والإشادة، بعكس العمال في بلاد الإيمان والحكمة الذين قرر العدوان معاقبتهم واستهداف مصانعهم وأعمالهم، ليصبح العمال اليمنيون ما بين شهيد وجريح أو مشرد وعاطل، فمنذ بدء العدوان قبل سبعة أعوام تقريباً تعمد استهداف كل مظاهر الحياة وشل حركة المعيشة الطبيعية والتضييق على المواطنين في أرزاقهم فاستهدف عدداً كبيراً من المصانع والسواحل والمنشآت الخدمية وتضرر مئات الآلاف من العمال اليمنيين، مما نتج عن ذلك قصص مأساوية لأسر يمنية أصبح ضحيتها العمال .
(الثورة) تستعرض بعض المعاناة التي يتعرض لها العمال اليمنيون جراء العدوان الغاشم والحصار الخانق بمناسبة عيد العمال..

الثورة / احمد حسن احمد

¶ في البداية تجمع عدد من العمال في حراج العمال بسعوان ليشرحوا لنا كيف كان الوضع وكيف أصبح اليوم ونحن في العام السابع من العدوان، حيث تحدث البعض أنهم يفترشون الأرصفة من الصباح إلى المساء ثم يعودون إلى منازلهم بخفي حنين والسبب أن الناس- وبسبب الوضع الاقتصادي الذي فرضه العدوان والحصار وانقطاع المرتبات- لم يعودوا يحتاجون للعمال لأنهم بالكاد يوفرون قوت يومهم ولا يفكرون في البناء أو الأعمال الإنشائية، بينما تحدث البعض الآخر أنهم حتى وإن وجدوا بعض الأعمال فإنهم يقبلون بها بمبالغ زهيدة لا تكفي في ظل ارتفاع الأسعار ولا يستطيعون توفير متطلبات أسرهم، وأما بعض العمال فقارن الوضع قبل العدوان واليوم حيث أخبرونا أن هذا الحراج كان يمتلئ في الصباح بالعمال ولا تأتي الساعة التاسعة صباحا إلى وهو فارغ، فكل من يتواجد يجد له عملاً ويأتي أصحاب العمل بسياراتهم ويأخذونهم من الحراج، الآن الذين يجدون أعمالاً هم بعدد أصابع اليدين والباقي يعودون إلى بيوتهم كما خرجوا .

أبناء عمال اليمن

¶التقينا الطفل وائل سلامة الذي ترك دراسته بحثا عن عمل في إحدى الجولات بعد استشهاد والده في مصنع البفك الذي استهدفه العدوان بثلاث غارات وحشية في العام الثاني من العدوان.
الطفل وائل تحدث، قائلا:
« أنا طالب في مدرسة 30 يوليو صف تاسع تركت الدراسة لكي أبحث عن عمل استطيع من خلال دفع تكاليف علاج والدتي المريضة لأني أكبر أخواتي الثلاث وذلك بعد استشهاد والدي في مصنع البفك الذي كان يعمل فيه لأكثر من عشر سنوات وما زلت أتذكر ذلك اليوم المشؤوم فكنت في المدرسة يومها وسمعنا الطائرات تحلق فوقنا وما هي إلا لحظات حتى اهتزت المدرسة بفعل أصوات الانفجارات فقاموا باخراجنا حرصا على سلامتنا وعند البوابة لا أعرف ما هو الذي دفعني لسؤال حارس المدرسة عن مكان الاستهداف فكانت الإجابة الصادمة بأنها في مصنع البفك، وفي طريق عودتي سمعت صوت الانفجارين الآخرين وعند وصولي المنزل لم أستطع أن أقول لأمي أن الغارات في مصنع البفك، حتى جاء الاتصال من أحد أقربائي الذي اخبرنا باستشهاد والدي «
العمال اليمنيون شهداء وجرحى
¶وفي ذات المصنع وذات الجريمة الوحشية تحدث الأخ سليم منصور- الجريح الذي أراده الله أن يبقى حيا شاهدا على تلك الجريمة الخالدة- حيث قال :
« كنت على وشك العودة إلى منزلي ولم ابتعد عن البوابة سوى أمتار قليلة بعدها جاء انفجار الصاروخ الأول الذي افقدني الوعي ولم استيقظ إلا وأنا في المستشفى وقد بتر الاطباء قدمي اليمنى واليسرى وذراعي الأيسر، فحمدت الله الذي لا يحمد على مكروه سواه وها أنا اليوم كما ترى عاجز عن العمل والسير وطلب الرزق لكي أعول أسرتي المكونة من 9 أفراد وليس لديهم غيري أو مصدر رزق آخر.. أما الرسالة التي أوجهها للعدوان في يوم العمال العالمي فهي إن كانت هذه أخلاقكم باستهداف مصنع للبفك بداخله عمال مساكين أبرياء يعولون أسراً فكيف تتجرأون وتدعون الله ان ينصركم وأنتم فاسدون في الأرض وظالمون للبشر.. أما نحن فوالله إننا لن نستسلم وصامدون حتى لو فقدنا أرواحنا ودماءنا وليس أعمالنا وأطرافنا فقط «.
مشردون وعاطلون
¶وفي مؤتمر صحفي كشف الأمين العام لاتحاد نقابات عمال اليمن علي أحمد بامحيسون، أن تحالف العدوان السعودي الأمريكي تسبب في استشهاد وإصابة 10 آلاف و927 عاملاً.
مؤكدا أن العدوان استهدف 355 مصنعاً، استشهد وأصيب خلالها أكثر من 878 عاملا.. وتسبب في خسارة 15 ألف عامل لفرص عملهم في القطاع النفطي.
ولفت إلى أن نقل وظائف البنك المركزي إلى عدن تسبب في توقف صرف رواتب جميع عمال وعاملات اليمن والإضرار بمعيشتهم.
ووجه الاتحاد التحية للعاملين والعاملات على صمودهم الأسطوري .. مؤكداً أن الاتحاد سيظل وفياً في متابعة حقوقهم، باعتبارها لا تسقط بالتقادم.
وكان الاتحاد قد ذكر في بيان سابق أن العدوان استهدف المنشآت الصناعية والإنتاجية، ما أدى إلى خروج معظم المصانع والمؤسسات عن الجاهزية وتكدس البطالة وفقدان العمال والعاملات لأعمالهم، وفرض حصار بري وبحري وجوي على النشاط الاقتصادي.
موضحاً أن العدوان تسبب في نقل إدارة البنك المركزي وتجميد حركة العملات وإيقاف صرف المرتبات، مستهدفاً القطاع المصرفي، الذي أدى لفقدان ثقة المودعين المحليين والخارجيين وسحب الودائع من البنوك، ما أثر تأثيرا كبيراً على السيولة النقدية وارتفاع سعر الصرف وخسائر مبالغ مالية كبيرة في جميع البنوك اليمنية.
وبين أن تحالف العدوان أغلق كافة المنافذ لدخول المشتقات النفطية والتموينية، ما أدى لارتفاع أسعارها وإثقال كاهل المواطن بشكل عام، واستهداف قطاع النفط والمعادن، ما تسبب في خسائر وأضرار بلغت 23 مليار دولار وتوقف وهجرة 40 شركة نفطية ما بين إنتاجية واستكشافية، كل ذلك أدى لفقدان أكثر من 15 ألف عامل لفرص أعمالهم في القطاع النفطي.
وبالنسبة لقطاع الاتصالات، أشار الاتحاد إلى أن العدوان تسبب في إهدار الكثير من الأموال الخاصة بالدخل القومي بتدمير العدوان 31% من البنية التحتية لهذا القطاع الحيوي، كما استهدف أربعة آلاف و134 حقلاً زراعياً.
كما استهدف العدوان القطاع السمكي، ما أدى لخسائر فادحة بلغت خمسة مليارات و642 مليوناً و15 ألف دولار واستشهاد 222 صيادا وإصابة 206 وفقدان 14 صياداً وتدمير 454 قارب صيد وتوقف نشاط أربعة آلاف 586 قارب صيد.
وفي مجال التعليم، أكد البيان تدهور التعليم في اليمن بشكل كبير، ما أدى إلى فقدان أبناء الشعب اليمني عامة وأبناء العمال خاصة تعليمهم وبناء قدراتهم وإمكانياتهم العلمية والفنية.. مبيناً أن العدوان تسبب في تدمير ألف 468 مدرسة ومركزاً تعليمياً و38 جامعة حكومية و95 معهداً وكلية مجتمع.
ويقدر الاتحاد عدد من فقدوا أعمالهم بسبب الحرب بحوالي ثلاثة ملايين عامل في القطاعين المنظم وغير المنظم.
حقد العدوان.. ومعاناة العمال
¶وتستمر معاناة العمال اليمنيين نتيجة استهداف العدوان للمصانع والاسواق ومصادر أرزاقهم وهذه المرة عندما أقدم العدوان على استهداف مصنع الخردة في منطقة الأزرقين.
صاحب المصنع الشيخ علي جبلة تحدث للثورة، قائلا :
«رسالتي للعمال اليمنيين في عيدهم الوطني الموافق الواحد من مايو هي رسالة عزة وفخر واعتزاز بهم كيف لا وهم الثابتون في وجه الطغيان السعودي لأكثر من ستة أعوام ومازلوا اليوم يمارسون أعمالهم غير آبهين بالعدوان وأدواته القذرة ومرتزقته العملاء.. أما ما حدث لمصنع جبله لبيع وشراء الخردة، فقد جاء بسبب غارتين بعد منتصف الليل دمرتا كل ما فيه وقتلتا حارس المصنع وجرحتا زوجته وثلاثة من أولاده وحرمتا ما يقارب عشرين عاملاً من مصدر رزقهم بالإضافة إلى خسارتي الكبيرة والتزاماتي الكبيرة التي تورطت بها، وحقيقة إني لا أعلم سبب الاستهداف ربما لأن مصنعي قريب من منشآت عسكرية أو بسبب حقد أعمى يستهدف المصانع والقطاعات الحيوية.
الجهات الرسمية تنظم احتفالية
¶وعلى الصعيد الحكومي والرسمي قال الأستاذ سعيد الحكيم- نائب مدير العلاقات بوزارة الشؤون الاجتماعية والعمل عن الترتيبات التي تقوم بها الوزارة للاحتفال بالعيد العالمي للعمال :
«بالتنسيق مع رئاسة الوزراء ونقابة العمال اليمنيين وعدد من التجار ورجال الأعمال والجهات الإعلامية نستعد لإقامة مهرجان جماهيري حاشد يتخلله تكريم كبير للعمال اليمنيين وذلك في عيد العمال المقبل.
فالعامل اليمني أحق من غيره على مستوى العالم فهو من وقف بصمود وعزة وشموخ في وجه عدوان غاشم استخدم أعتى سلاح في العالم بما في ذلك السلاح المحرم دوليا وتعمد استهداف فئة العمالة لإطباق الحصار الخانق على اليمنيين فاستهدف المصانع والشركات والأسواق وسواحل الصيد وغيرها من مصادر الرزق فأصبح لدينا عدد كبير جدا من العمال اليمنيين ما بين شهيد وجريح ومشرد وعاطل وسنحاول من خلال الفعالية حصر المتضررين من العمال وتكريم الشهداء وإيجاد فرص عمل لمن فقدوا أعمالهم ولذلك أدعو كافة الجهات ألرسمية والخاصة للتفاعل مع هذا المهرجان الذي يعالج قضية إنسانية بالغة الأهمية.

قد يعجبك ايضا