ليسوا إخواناً وليسوا مسلمين!! (2)

عبدالله الأحمدي

 

هذا العنوان هو بيان لجماعة الإخوان في أربعينيات القرن الماضي، صاغه حسن البنّاء بيده، وهو شهادة حق يراد بها باطل!!
يقال إن جماعة الإخوان المسلمين لا تختلف عن جماعة اليهود من حيث دعوة الاصطفاء؛ اليهود لديهم يقين بأنهم شعب الله المختار، وبقية الناس غوييم!!
أما جماعة الإخوان فهم يدَّعون احتكار الإسلام وبقية الناس كفارا، أو رعاعاً.
هم لا يجيدون قراءة التاريخ، أو الواقع؛ لذلك تغيب عنهم قراءة المستقبل، ويحسبون أنهم على حق وهم على باطل.
في العام ١٩٤٢م رشَّح حسن البنّاء نفسه للانتخابات في الإسماعيلية فاتهمه أهالي الإسماعيلية بالعمالة للإنجليز، وبأنه يقبض أموالا من شركة قناة السويس.
وفي العام ١٩٤٧م كتب الشيخ أحمد السكري قادحا في حسن البنّاء، كاشفا عمالته وماسونيته، فشن عليه الإخوان حملة تشويه.
داخل الإخوان ليس كخارجهم- كما يقول الكثير من الذين ارتبطوا بهم، ثم غادروهم-
مذهبهم: أنت معنا افعل ما شئت، اترك الصلوات والصوم، اكذب، افجر، افعل ما بدا لك، المهم أن توالي الجماعة، وهم سيغطون عليك.
هم يتمظهرون بالورع والتقوى، لكن في باطنهم يسكن الغل والحقد والفجور والكراهية للمجتمع.
شعارهم؛ “إذا لم تكن معنا، فأنت ضدنا، ولست مسلما، ومن فارق الجماعة فقد كفر”،
هم يفصِّلون الإسلام على مقاسهم، ويدخلون أنفسهم الجنة، وغيرهم إلى النار، وهم على حق والناس على باطل.
يعتبرون أنفسهم أمة الإسلام والبقية كفارا وجب جهادهم واستحلال دمائهم وأموالهم وسبي نسائهم.. شعارهم “احلف للآخر فهو كافر يجوز غشه واستحلال دمه وماله وهتك عرضه”.
وما أعمال جماعة التكفير والهجرة في مصر في سبعينيات القرن الماضي، وجبهة النصرة وداعش والقاعدة عنا ببعيد، كان الجهاز الخاص للإخوان في مصر سريا يتكون من سبعة الآف عضو، ولم ينكشف إلا حينما اغتالوا المستشار أحمد الخازندار، حينها استدعى الأمن المصري المرشد حسن البنّاء الذي أنكر معرفته بالمتهمين وبالتنظيم الخاص، لكن الشرطة واجهته بالسكرتير الخاص به، فادعى حسن البنّاء أنه اضطرب أثناء التحقيق.
وفي العام ١٩٥٤م قام الجهاز السري للإخوان بالتعاون مع شبكة جواسيس يهود مصرية بتنفيذ عدة تفجيرات ضد الشركات ودور السينما اليهودية في مصر؛ كان الغرض من ذلك تهجير مصالح اليهود المصريين من مصر إلى إسرائيل، مكايدة لنظام عبدالناصر.
وفي نفس العام نفذ الإخوان مؤامرتهم باغتيال عبدالناصر، والغرض كان تأخير جلاء الإنجليز عن مصر، لكن المؤامرة فشلت، لأن الإخوان كانوا مخترقين من قبل الأمن المصري.
كل ما قام به المستعمر في المنطقة العربية كان مخططا له ومدروسا، فزرع الوهابية في الجزيرة العربية كان الهدف من ورائه احتلال المقدسات الإسلامية، وتحريف القرآن وتشويش المسلمين عن صحيح دينهم، وبالتالي تأبيد الاستبداد.
أما اختيار مصر لإنشاء جماعة الإخوان فكان للسيطرة على الثقل السكاني في المنطقة، ولأن مصر هي قائدة الأمة ورأس تحركها.
أما قيام إسرائيل في فلسطين فمن أجل بقاء الأمة في حالة مواجهة مع هذا الكيان وإشغالها عن قضاياها المصيرية كالتنمية والتحرير والديمقراطية واستغلال ثرواتها.
اختار الغرب الاستعماري لهذه الحركات الدين استغلالا للعاطفة الدينية الجياشة لدى العوام من الناس، ولمواجهة حركات التحديث المناوئة للمستعمر، حيث جعل في مقدمة مطالب الإخوان استعادة الخلافة الإسلامية التي تآمر عليها وحاربها لتغييب الأمة عن قضايا الحاضر المعاصرة.
ومن عجب العجاب أن الغرب الاستعماري العلماني الديمقراطي الذي يزعم تقديس الحريات ينشئ لنا في الشرق حركات متطرفة تعادي الديمقراطية والحرية وتكِّفر العلمانية، ولا تحترم حقوق الإنسان!!

قد يعجبك ايضا