صوموا تصحوا 1-4

د. محمد النظاري

 

 

نحمد الله تعالى على أن بلَّغني وإياكم شهر رمضان، وهي نعمة كبيرة، نسأل الله العون على شكرها؛ من خلال أداء الصيام والقيام إيمانا واحتسابا؛ حتى ننال أجرهما منه جل وعلا.
من القصور أن نقصر الصوم على الامتناع عن الأكل والشرب والجماع، وأن نطلق ألسنتنا وجوارحنا للعديد من المحظورات!!.
كما أنه من الخطأ أن نرى في الصوم أبعاده التعبدية فحسب، وإلا لما أوصى الأطباء (غير المسلمين) من المرضى (غير المسلمين) بالصوم، إما للحد من تطور بعض الأمراض أو لتفادي الإصابة بها أو بغيرها.
قال سيدنا محمد صلوات ربي وسلامه عليه وآله وصحبه وسلم تسليما كثيرا: ” صوموا تصحوا ” ففضول الطعام والشراب تورث أوجاعاً وأمراضاً عدة، والصيام يطهر البدن من تلك الفضلات الضارة، ولهذا دأب الأطباء منذ القدم، على استعمال الصوم كعلاج لأمراض عديدة، وظاهرة حيوية فطرية لا تستمر الحياة السوية والصحة الكاملة بدونها.
ويقول ماك فادون من علماء الصحة الأمريكيين: إن كل إنسان يحتاج إلى الصوم وإن لم يكن مريضاً لأن سموم الأغذية تجتمع في الجسم فتجعلـه كالمريض فتثقلـه ويقل نشاطه، فإذا صام خف وزنه وتحللت هذه السموم من جسمه وذهبت عنه حتى يصفو صفاءً تاماً ويسترد وزنه ويجدد خلاياه في مدة لا تزيد على 20 يوماً بعد الإفطار، لكنه يحس بنشاط وقوة لا عهد لـه بهما من قبل.
وأثبت الأبحاث العلمية أن الصيام يعالج عدداً من الأمراض الناتجة عن السمنة، كمرض تصلب الشرايين، وضغط الدورة الدموية الطرفية، ويساعد على منع تكون الحصى في الجهاز البولي فيحسن وظائف الكبد المختلفة ويقي الصيام الجسم من تكون حصوات الكلى، إذ يرفع معدل الصوديوم في الدم فيمنع تبلور أملاح الكالسيوم، كما أن زيادة مادة البولينا في البول تساعد في عدم ترسب أملاح البول التي تكون حصوات المسالك البولية.
من خلال الأعمدة الأربعة في هذا الشهر الكريم (إن مد الله في أعمارنا) سنتطرق لفوائد الصوم على البدن، انطلاقا من قول المصطفى صلى الله عليه وسلم “صوموا تصحوا” ؛ لكونه لا ينطق عن الهوى، وهو الطبيب الأول؛ الذي نبه إلى أن الصوم جنة، أي وقاية نفسية وحسية وبدنية.
تقبل الله صلاة وصيام الجميع..
غادرنا في أول الشهر الفضيل الأستاذ خالد صالح حسين الضالعي (رحمة الله عليه) وهو أحد كبار الإعلاميين الرياضيين وأحد رموز تأسيسه وأحد قادة وزارة الشباب والرياضة منذ الوحدة وحتى وفاته، عرفته منذ 21 سنة عندما كنت أعمل في ديوان الوزارة؛ ووجدت فيه الرياضي والإعلامي والقيادي ، رحمة الله عليه وأسكنه فسيح جناته.
كورونا
لا تستهينوا بأي داء، وتجعلوه سخرية هو ومن يحذر منه.. كورونا منتشر، ورمضان يفرض علينا عادات كثيرة ؛ ولهذا علينا أخذ الحيطة والحذر.

قد يعجبك ايضا