الفشل الكلوي مرض لا تنتهي آلامه

,قد لا يشعر المريض بأية أعراض لفترة طويلة
,نسبة نجاح عمليات زراعة الكلى تفوق 90%
تناثرت أحلامه البسيطة بحياة تحفظ له آدميته حينما علم بحقيقة مرضه .. بات يستجدي نظرة كلمة أمل أنه سيعيش ولو بكلية عليلة أعلنت فشلها وانسحابها .. لم يسرف في حلمه فقط يعيش لأجل أفواه جائعة تنتظره بلهفة كل مساء .. لكن الحقيقة الموجعة تزاحم يأسه فلا أمل الا بزرع كلية سليمة وريثما يأتي متبرع يبدد ظلامه ويفسح لشمس الحياة أن تشرق بداخله نلتقي بالدكتور عاصم الحطامي اخصائي جراحة الكلى والمسالك البولية
•ما هو الفشل الكلوي¿
– قبل أن أجيب على السؤال أحب أن أنوه بالدور الهام التي تقوم به الكليتان في جسم الإنسان . فهما تعتبران من أهم الأعضاء فيه.والكلية على صغر حجمها تقوم بتنقية دم الإنسان بصفة مستمرة ما دام على قيد الحياة وعلى سبيل المثال فكلية الإنسان تنقي شوائب الدم الناتجة عن الاستقلاب بعد استعمال الطعام من طرف الأنسجة والخلايا الجسدية ويمر بالكلية يومياٍ ما يقرب من 200 لتر من الدم أثناء الدورة الدموية المستمرة تتم تنقيته فيها وبالتالي إفراز الفضلات في صورة البول وبكمية تقارب 1.5 لتر إلى 2.0 لتر في اليوم والليلة . ولكن دور الكلية الصغيرة لا تقتصر على تنقية شوائب الدم من البولينا والكرياتين فحسب بل لهما أيضاِ وظائف أخرى مهمة جداٍ ومنها : المحافظة على معدل الضغط الشرياني كما تقوم بإفرازات هرمونية تنشط وتجدد العظام وتكاثر كريات الدم الحمراء وكذلك المحافظة على معدل حموضة الدم وتركيبته الدقيقة . • فالفشل الكلوي بصفة عامة هو حدوث قصور في عمل الكلية ووظائفها مما يؤدي إلى اختلال عام في جسم الإنسان.
أمرا ض أخرى
•ما الأسباب التي تؤدي إلى الفشل الكلوي¿
تم تقسيم أسباب الفشل الكلوي إلى ثلاث مجموعات وتشمل أسباب ما قبل الكلى ثم الكلى ذاتها ثم ما بعد الكلى . ولكني سأقوم بذكر أكثر الأسباب شيوعاٍ وتشمل ما يلي : •ارتفاع ضغط الدم المزمن الذي لم يتم علاجه وكذلك السكري. •نقص التروية الدموية / أي كميه الدم الواصل للكليه وذلك لعدة مسببات مثل : ” الصدمات الناتجة من انخفاض ضغط الدم المفاجئ أو الحساسية أو بعض العمليات الجراحية المعقدة أو التسمم أو الحروق أو النزيف أو الجفاف أو المجاعات أو بسبب تناول بعض الأدوية والإفراط فيها أو بسبب فقر الدم وأمراض الدم. •التهابات الكلية المزمنة وتشمل: التهابات النفرونات “التي هي الوحدة الوظيفة التي تقوم بفلتره الدم في الكليتين” وكذلك تلف النفرونات أو الإصابة ببعض امراض المناعة الذاتية كالذئبة الحمراء أو بسبب سرطان الكلية أو السل الكلوي الناتج عن السل الرئوي • كذلك ضيق الشريان الكلوي أو انسداده • أيضا إعاقة خروج البول من الكليتين سواء كان بسبب حصوات الكلى الذي ممكن أن يحدث انسداداٍ في المجاري البولية وانسدادها أوفي حالات تضخم البروستاتا أو أورام المثانة أو بسبب الأمراض التي تظهر في الكلى.
الإرهاق والتعب
• ما هي أعراض وعلامات الفشل الكلوي?
قد لا يشعر المريض بأي أعراض لفترة طويلة ولكن من أهم الأعراض المصاحبة للمرض هي • ارتفاع ضغط الدم بسبب ارتفاع نسبة الصوديوم وقلة استخراجه عبر الكلية التالفة. • الإرهاق والتعب العام والاكتئاب والتوتر النفسي. • الغثيان والقيء وقلة الشهية للطعام. • تغير في مستوى الوعي. • احتقان /أو هبوط / أو فشل عضلة القلب وتورم الرئتين وتراكم السوائل فيها وصعوبة التنفس . • التهاب عضلة القلب والتجويف الذي يحتويه (غشاء التاموس). • الحكة الشديدة بسبب تراكم اليوريا تحت الجلد . • رائحة نفس المريض بها الأمونيا(رائحة كريهة) . • فقر الدم • ونتيجة لنقص فيتامين د بصورته النشطة يصاب المريض بلين في العظام • انخفاض في كمية البول الذي يتم إنتاجه يوميا .
في المراحل المتأخرة
• كيف يتم تشخيص الفشل الكلوي¿
•يعتمد التشخيص على الفحص السريري والعلامات والأعراض وكذلك الفحوصات المخبرية المتعلقة بفحص كيمياء الدم من وظائف للكلى والشوارد كالبوتاسيوم والصوديوم والكالسيوم والفوسفات وتحاليل البول والالتراساوند(تلفزيون البطن) والاشعة والعلامات الحيوية كضغط الدم و نسبة إدرار البول .
•ما هو النظام الغذائي لمرضى الفشل الكلوي¿
-بالنسبة لأسس الغذاء والشراب الخاص بمرضى الفشل الكلوي المزمن يشتمل على الاتي: • -البروتينات / يجب تنظيم تناول البروتينات ( اللحوم الحمراء والبيض وغيرها) ويجب الحد من تناول الاسماك لاحتوائها على نسب مرتفعة من الفوسفات . • الأطعمة المعلبة والمملحة / يجب الحد منها لاحتوائها على نسب مرتفعة من الصوديوم الذي يزيد من ارتفاع ضغط الدم ومضاعفاته مثل السكتات الدماغية والقلب واحتقان القلب والرئتين. • الكربوهيدات والدهون/ السكريات يفترض تناولها بكمية كافية ولكن ليس بإفراط لانها ترفع من نسبة الجلكوز بالدم ويجب التقليل من الدهون ايضاٍ حيث تزيد احتمالية تصلب الشرايين وارتفاع ضغط الدم ومضاعفاته وزيادة العبء على البنكرياس الذي يفرز الأنسولين مهدداٍ المريض بالاصابة بقصور البنكرياس والاصابة بمرض بالسكري.
•كيف يتم اختيار المرضى والمتبرعين لزرع الكلية¿
– بالنسبة لاختيار المريض الذي سيتم زراعة الكلية له فيجب أن يكون المريض مصاباٍ بالفشل الكلوي النهائي وأن يكون عمره فوق الخمس سنين وأقل من ستين وأن يكون خالياٍ من بعض الأمراض كالسرطان الذي لم يتم السيطرة عليه أو مرض الإيدز أن لا يكون سبب الفشل الكلوي لديه ناتجاٍ عن الأمراض المناعية -بالنسبة لاختيار المتبرعين أن يكون المتبرع بالغاٍ ولا يزيد عمره عن الستين وأن تكون صحته العامة جيدة. وأن يكون قد تبرع بكليته بمحض إرادته دون الضغط عليه ويفضل أن يكون أحد أقرباء المريض أو أصدقائه المقربين. أن تكون كليتاه سليمتين. أن لا يكون المتبرع مصاباٍ بمرض السكري أو ضغط الدم أو بالسرطان أو حاملاٍ لمرض معد كالإيدز أو التهاب الكبد الوبائي وغيرها. أن يخضع لفحوصات معينة مثل فحص الدم وفحص تطابق الأنسجة. إذا كان المتبرع من الموتى انطبقت عليه نفس الشروط السابقة بالإضافة إلى أن يكون المتوفى قد أوصى بذلك أو أخذت موافقة الورثة على ذلك.
•بماذا تنصح المريض زارع الكلى¿.
يجب أن يعي المريض( زارع الكلى) ان الزراعة لا تقتصر على إجراء العملية والفحوصات التي تسبقها فقط ولكنها نمط حياة صحي يتوجب على المريض اتباعه للمحافظة على كليته المزروعة وتعزيز صحته بشكل أفضل. سوف يلاحظ زارع الكلى انه يحتاج لبعض الوقت (قد تكون أيام معدودة ) بعد إجراء العملية لاستعادة نشاطه وطاقته حتى يتماثل للشفاء وبعدها يستطيع العودة لمزاولة حياته اليومية بشكل طبيعي. ومن أهم النصائح التي يتوجب على مرضى الزراعة الالتزام بها واولها التثفيف الصحي بما يتعلق بحالته -الالتزام بتناول علاجات منع الرفض مدى الحياة. -التقيد بالجرعات الموصوفة من قبل الطبيب المعالج-باطنية الكلى- وتناولها في الأوقات المحددة. -المتابعة المستمرة لعيادة زراعة الكلى وعمل الفحوصات اللازمة قبل زيارة طبيب زراعة الكلى. -التعرف على علامات رفض الكلية المزروعة وإبلاغ الطبيب عند ظهورها أو عند حدوث أي أعراض جديدة . -المحافظة على شرب كمية كافية من السوائل وتتضمن (الماء – الحليب – العصير ) وغيرها من السوائل. -تناول الأطعمة قليلة الملح وقليلة الدهون وقليلة السكريات مما يساعد على تجنب بعض المضاعفات الجانبية للعلاجات المستخدمة . -ممارسة الرياضة( غير العنيفة) بانتظام لمدة لا تقل عن نصف ساعة 3 مرات في الأسبوع لتنظيم الضغط ومستوى الدهون ولمنع زيادة الوزن وتقوية العضلات وتحسين أداء القلب ولما لها من أثر في تحسين الحالة النفسية. -الحرص على النظافة الشخصية. -الامتناع عن العادات السلوكية الضارة مثل التدخين. -بالنسبة للسيدات المتزوجات عليهن الامتناع عن الحمل خلال السنتين االلتين تليان الزراعة واستشارة الطبيب المعالج في حال الرغبة في الحمل والتخطيط المسبق لذلك لسلامة الأم والجنين. -في حال رغبة المريض في السفر فعليه إبلاغ الطبيب حتى يتم اخذ التطعيمات اللازمة وصرف كمية كافية من العلاج مع الحرص على انتقاء الأغذية المتناولة والحرص على جودتها ونظافتها. -متابعة التطعيم ضد الإنفلونزا الموسمية سنويا وذلك بعد مرور ستة أشهر – سنة على زراعة الكلية. ونخص بالذكر النشاطات الدينية والتي هي عنصر أساسي في حياة كل مسلم حيث يتعذر على زارع الكلى صيام شهر رمضان الكريم خلال السنة الأولى للزراعة حتى يتم التأكد من استقرار وظائف الكلى لديه وأخذ رأي الطبيب المعالج. أما فيما يتعلق بفريضة الحج والعمرة فعلى الزارع تجنب أداء هذه الفرائض خلال السنة الأولى بسبب نزول مستوى المناعة.
تطور
•ماهو جديد الطب في زراعة الكلى¿ وكم نسبة نجاح الزراعة¿
احب ان انوه الى أن زراعة زراعة الكلي اصبحت من أنجح طرق علاج الفشل الكلوي النهائي وتؤخذ الكلية المزروعة من متبرع متوف دماغياٍ أومتبرع على قيد الحياة ويكون غالبا من الأقارب ويتم تحضير المريض والمتبرع للعملية مع مراعاة عدة عوامل منها حالة المريض العامة ومدى تحمله لتلقي العلاج المضاد للمناعة في ما بعد الزراعة وتطابق فصيلة الدم للمتبرع والمريض متلقي الكلية المزروعة, وتأخذ عملية تحضير المريض فترة من الزمن يتم خلالها إجراء كل الفحوصات اللازمة . وفي النهاية فإن العلاج الطبي للفشل الكلوي قد تطور كثيراٍ في العقود القليلة الأخيرة ويستطيع المريض أن يمارس حياته بصفة تكاد تكون طبيعية إلى أن تتاح له فرصة زراعة كلية جديدة وتتطلع الأوساط الطبية المختلفة عن طريق الأبحاث الطبية المستمرة إلى ظهور علاج يقي من الفشل الكلوي النهائي أو بيطئ تفاقمه. اما فيما يخص نسبة النجاح فهي فوق 90%
•متى يرفض الجسم الكلية المزروعة¿
من المعلوم ان دخول أى جسم غريب إلى داخل أجسامنا يثير فيها تفاعلا مناعيا دفاعيا هدفه القضاء على الجسم الغريب وهذه هى الطريقة نفسها التى يدافع بها الجسم عن نفسه ضد غزو الجراثيم وضد الأمراض لأن الجسم يميز الجرثومة على أنها جسم غريب تختلف في بنيته عن بناء الجسم ذاته ولذلك يقوم جهاز المناعة بالدفاع عن الجسم عن طريق إتلاف ذلك الجسم الغريب (الدخيل). وبنفس الطريق إذا كان بناء خلايا كلية المتبرع يختلف اختلافا واضحا عن بناء خلايا المريض مستقبل الكلية فسوف يعاملها الجسم معاملة جرثومة ضخمة ويحاول القضاء عليها وهذا ما يعرف بعملية الرفض. يحاول الأطباء الحد من هذه الظاهرة عن طريق إضعاف التفاعلات المناعية فى الجسم وذلك عن طريق إعطاء أدوية مثبطة للمناعة تساعد على تقليل نشاط جهاز المناعة دون القضاء عليه تماما لكى يظل الجسم قادرا على محاربة الأمراض المعدية والالتهابية..
•كيف يمكن الوقاية من حدوث الفشل الكلوي¿
بما أن مرض الفشل الكلوي ما هو إلا نتيجة لعدة مقدمات وأمراض فبالتالي يمكن لأي شخص تجنيب نفسه الإصابة بهذا المرض وتشمل سبل الوقاية ما يلي: • علاج مريض السكر علاجا دقيقا والحفاظ على مستوى السكر في الدم في حدود المستويات الطبيعية. • علاج ارتفاع ضغط الدم وضبط مستوياته ضمن المعدلات الطبيعية كذلك. • تجنب تناول أي عقاقير بدون استشارة الطبيبº لأن لكثير من الأدوية أضرارا سامة على الكلى ويمكن أن تتراكم وترتفع إلى مستويات عالية أو سامة في الدم بسبب تدهور وظائف الكلى مثل أدوية الروماتيزم والمسكنات .. • التغذية السليمة أمر أساسي للتأكد من تناول سعرات كافية مع توازن في كمية الأملاح والسوائل. • علاج الالتهابات المتكررة مثلº صديد الكلى والحصوات علاجاٍ سليماٍ. • تحليل البول وتحليل وظائف الكلى بشكل دوري مع الكشف بالموجات فوق البنفسجية على الكليتين. • الرعاية الطبية الدورية حتى لو لم يكن هناك شكوى من مرض معين.

قد يعجبك ايضا