المسحراتي حكاية لها تاريخ

 

المسحراتي هو طقس رمضاني يبدأ مع الساعات الأولى فيه، عندما يمر شخص على البيوت، وهو يمسك في يديه طبلة صغيرة تسمى بزة، وينادي على سكانها بأسمائهم ليوقظهم، وهو يقول “اصحى يا نايم وحد الدايم” .. رمضان كريم.
والمسحراتي حكاية لها تاريخ حيث أن أول من قام بها كان والي مصر، حين لاحظ “عتبة بن إسحاق” والي مصر، أن الناس لاينتبهون إلى وقت السحور، فتطوع لهذه المهمة بالطواف على شوارع القاهرة ليلا لإيقاظ أهلها وقت السحر، وكان ذلك عام 238 هجرية، وكان يطوف على قدميه سيرا من مدينة العسكر إلى مسجد “عمرو بن العاص” في مدينة الفسطاط القديمة، مناديا الناس: “عباد الله تسحروا فإن في السحور بركة”، وفي الدولة الفاطمية أصدر الحاكم بأمر الله الفاطمي أمرا لجنوده، أن يمروا على البيوت ويدقوا على الأبواب بهدف إيقاظ النائمين للسحور، ومع مرور الأيام عين أولو الأمر رجلاً للقيام بمهمة المسحراتي كان ينادي: “يا أهل الله قوموا تسحروا”، ويدق على أبواب البيوت بعصاً كان يحملها في يده تطورت مع الأيام إلى طبلة يدق عليها دقات منتظمة، ثم تطورت مظاهر المهنة فاستعان المسحراتي بالطبلة الكبيرة التي يدق عليها أثناء تجوله في الأحياء، وهو يشدو بأشعار شعبية وزجل خاص بهذه المناسبة، ومازال المسحراتي يمر على البيوت خاصة في الأحياء الشعبية، يشدو بفضائل الشهر الكريم، وينادي على سكان البيوت كلاً باسمه.

قد يعجبك ايضا