الوجع الكبير

علي محمد الأشموري

 

العدوان والحصار الخانق ومحاولة تركيع الشعب اليمني المقاوم استراتيجية أثبتت فشلها منذ اليوم الأول للحرب الظالمة على اليمن وشعبه الجبار الذي أصبح بصموده استثناءً من بين الشعوب التي تعرضت للحروب والعدوان وكانت آخرها الحرب الكونية الثانية لكن اليمن بتاريخه ورجاله الرافضين للركوع رغم الإمكانات التسليحية الغربية والمادية السعو – إماراتية .. فقد كان الرهان منذ أن أعلن «الجبير» الحرب على اليمن من واشنطن كانت تقديراتهم الغبية بأن ما هي إلا أيام أو أسابيع ويحققون مبتغاهم، ولكن ومع دخول اليمن عامه السابع من حصار ظالم للغذاء والدواء ومنع دخول المشتقات النفطية واستخدام أحدث الأسلحة الفتاكة والمحركة دولياً ضد الأطفال والنساء والشيوخ « العزل» وتهديم صالات الأفراح والأتراح والأسواق والمنازل في كل محافظة يمنية محررة.. وسقطت الاستراتيجيات الخليجية الأمريكية والبريطانية ومعهم كل شذاذا الآفاق من الإسرائيليين وقطاع الطرق من الخليجيين الذين لا تاريخ لهم سوى الارتماء في أحضان أسيادهم في الغرب والذين وضعوا استراتيجيات طويلة الأمد لتفكيك الأمتين العربية والإسلامية إلى كانتونات وسيدهم «النتن» اليوم متهم بجرائم حرب ضد الفلسطينيين ومحاولة تفكيك دول الشرق لابتلاعها والاستحواذ على ثرواتها وما يحدث في المحافظات الجنوبية المحتلة خير دليل فلا أمن تحقق في ظل وجود الاحتلال الجديد الذي يسلب الحرية والكرمة والسيادة ونشر الفوضى وإشاعة الرعب والتوسع في السجون وإدخال جيوش متعددة الجنسيات مع عتادهم من أمريكا والكيان الصهيوني وامتدت أيادي المحتل إلى سلب اليمنين ثرواتهم من النفط والغاز وتهريب الآثار محاولة منهم لطمس التاريخ اليمني الموغل في القدم، وبالمقابل فإن المحافظات التي تحت سيطرة الجيش واللجان الشعبية قد أثبت اليمنيون مقاومتهم للاحتلال وردع المعتدي بصواريخ قاصف 2 في العمق السعودي والطائرات المجنحة والصواريخ المتطورة التي صنعها اليمنيون وأصبح العدوان في مرمى الجيش واللجان الشعبية، أما الوجع الكبير فهو قادم طالما استمرت الخروقات واستمر الحصار الخانق والعالم يتفرج والغرب يبدي حسن النوايا في الإعلام المفبرك وتصريحات على الورق ولكن في حقيقة الأمر بوجهه الآخر يستخدمون الحرب الناعمة ضد اليمن الصامد ويتنصلون من كافة الاتفاقيات بعقد صفقات أسلحة لأذيال العدوان ومرتزقته وهذا كله بفضل عدوان الداخل للأسف الذين أصبحوا في الشتات لا حرية ولا كرامة يتغنون بالشرعية التي انتهت وماتت في 2012م وبفضلها وفضل النظام السابق تم تدمير مخزون الأسلحة الاستراتيجية التي كانت تملكها اليمن ومشروع تفكيك الجيش والأمن واغتيال الشخصيات الهامة تحت مسمى الهيكلة حتى لم تسلم المستشفيات وأصحاب السترات البيضاء الأطباء من اغتيالات القاعدة وداعش.
فاليمن اليوم غيره بالأمس وانتقل مبكراً من موقف الدفاع إلى موقع الهجوم وعلى تحالف العدوان أن يعي بأن اليمن ينشد السلام والأمن والاستقرار من منظور الندية فلم يعتد اليمنيون على أحد ولا هو خطر على أحد، ولكن من «دق الباب لقي الجواب» فصمود اليمنيين الأحرار الأسطوري يتنامى وتتنامى صناعاته العسكرية وحينما يعلن اليمن بأن الوجع الكبير قادم طالما ظل الحصار ومحاولة تركيع اليمنيين بأجندات «سلام هش» مسموم لا يختلف عن «الشرعية المزعومة» التي يستخدمها أسيادهم كورقة من أجل تنفيذ أجنداتهم فهل تفهم السعودية والإمارات بعد سبع سنوات من الحرب والحصار ووصول الطائرات المسيَّرة إلى العمق السعودي الأمر الذي أرعب الكيان الصهيوني المحتل الذي بدأ أجنداته في ثمانينيات القرن المنصرم باستقطاب اليهود من كل أصقاع العالم وللتمويه كانت الطائرات الممتلئة باليهود اليمنيين ومعهم «الموساد» ينقلون إلى البوابة رقم 400 في مطار روما ومن هناك إلى ما تسمى بإسرائيل بمساعدة ومساندة دول صفقة القرن من الأنظمة العربية المنبطحة والمطبِّعة.
خلاصة الخلاصة
الوجع الكبير إذا ما استمر الحصار والخروقات سيطال السعودية والإمارات ولن تسلم إسرائيل فالجوع كافر وقتل المدنيين الأطفال والنساء والشيوخ يخالف الأعراف الدولية والإنسانية ومع ما تمتلكه اليمن وجيشها ولجانها الشعبية من تقنيات تسليحية ستضرب في عمق التحالف ودوله وستكشف الأيام أن اليمن عصية على دول الاستكبار والعدوان والمرتزقة ولن تنفع المكابرة عبر الإعلام المفبرك ولن ينفع الندم لأن القوات اليمنية تمتلك في تصريحاتها الحقائق للدفاع عن النفس والأرض والعرض ومن باب أولى أن يرحل المحتل الجديد عن بحارنا وشواطئنا وجزرنا وأراضينا وهذه نصيحة لمن يتوهم أن اليمن سيركع.. ولن يركع إلا لله الواحد القهار، فلن ينفع الندم بعد وقوع الفأس في الرأس «فالوجع الكبير قادم» لا محالة.. لأن الصمود الأسطوري لليمن واليمنيين هو بفضل المواقف المشرفة وهو أولاً وأخيراً بفضل الله سبحانه وتعالى.
«وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون»

قد يعجبك ايضا