التواجد الصهيوني في الجزر والسواحل اليمنية وحقيقة “إمارائيل”

منير الشامي

 

 

في سابقة خطيرة هي الأولى من نوعها في البحر الأحمر تعرضت سفينة إيران سافيز لهجوم بلغم بحري، الأسبوع الماضي، قبالة سواحل أريتريا ما أصابها بأضرار بالغة واندلاع الحريق فيها، وبعد ساعات من الحادثة أعلن العدو الصهيوني مسؤوليته عن العملية وكأنه يريد أن يوصل رسالة إلى إيران مفادها (لن يكون لكم مكان في البحر الأحمر)..
يأتي هذا الحدث في وقت أفادت مصادر مطلعة فيه أن دويلة الإمارات شارفت على الانتهاء من إنشاء قواعد عسكرية ومطار في جزيرة ميون اليمنية الواقعة في باب المندب وأكدت تلك المصادر أن دويلة الإمارات تنوي نقل تواجدها العسكري في القرن الأفريقي إلى جزيرة ميون اليمنية، والحقيقة أنها إنما تنشئ هذه البنية للعدو الصهيوني..
فالتواجد الإماراتي في السواحل والجزر اليمنية وتركز دويلة الإمارات منذ بداية العدوان في هذه المناطق اليمنية الحساسة هو في حقيقة الأمر مجرد دور فرض عليها القيام به ليكون تواجدها العسكري قناعاً يخفي وراءه التواجد الصهيوني، فدويلة الإمارات هي مجرد أداة لخدمة النظام الصهيوأمريكي أو بالأصح عبارة عن شرطي تحت إمرته يتلقى التوجيهات منه وينفذها حرفيا، إذ أنه من المعلوم لدى الجميع أن دويلة الإمارات لا تملك مبرراً منطقياً مقبولاً لتبرير محاولة سيطرتها على الجزر اليمنية أيا كان نوعه لا مبرر عسكري ولا اقتصادي ولا سياسي ولا تجاري بل إنها أقل من أن تكون لها مصلحة في ذلك لا من قريب ولا من بعيد، وهو الأمر الذي يؤكد أنها إنما تنفذ دوراً مرسوماً لها اضطر النظام الصهيوأمريكي إلى فرضه عليها بسبب قيام ثورة الـ 21 من سبتمبر المباركة التي قضت على مخلفات النظام السابق الذين كانوا على علاقات وطيدة مع العدو الصهيوني وكانوا جاهزين لإعلان التطبيع الكامل ومستعدين لتسليم سواحل اليمن وجزرها التسليم الشامل للعدو الصهيوني، فهي بذلك قطعت الخط على هذا النظام الاستكباري من فرض سيطرته على اليمن وقطعت أمله نهائيا في الاعتماد على مؤامرة التطبيع لفرض سيطرتها على اليمن..
لقد أصبحت دويلة الإمارات ومملكة الإجرام شرطيين صهيونيين في المنطقة بقناع أعرابي حقيقة لا مجازاه وصار كلام الشهيد القائد السيد حسين بدر الدين الحوثي قبل ما يقارب عقدين من الزمن عن أن النظام الصهيوأمريكي جعل الأنظمة العربية كمراكز شرطة تابعة له مهمتها تنفيذ أجندته في المنطقة وفي شعوبها واقعا يشاهده العالم في وضح النهار، وهذا الوضع يؤكد ست حقائق مهمة :
الحقيقة الأولى: أن مهمة هذين النظامين في العدوان على اليمن هو تنفيذ الأدوار التي يرسمها لهما النظام الصهيوأمريكي ويكشفها تواجدهم على الأرض.
الحقيقة الثانية: أن العدو الصهيوني شريك أساسي في العدوان على اليمن من قبل لحظته الأولى وأن له تواجد عسكري في مملكة الإجرام والدليل تلك الغارات التي كانت بتاريخ 11 مايو 2015م على صنعاء العاصمة وتحديدا على جبل نقم بقنابل ذات خصائص نووية العدو الصهيوني هو من قصفها وهو من أطلق القنبلة الانشطارية على جبل عطان في تاريخ 20 أبريل 2015م.
والتي سقط على إثرها أكثر من 700 يمني، وهذه الحقيقة التي ظل ينكرها ويكذبها الكثيرون فيما مضى هي ما يؤكده العدو الصهيوني اليوم بتصاريح رسمية
الحقيقة الثالثة: أن العدو الصهيوني أصبح اليوم متواجداً عسكريا في كل مكان من الجزر والسواحل اليمنية التي يتواجد فيها الإماراتي أو المرتزقة التابعون له وفي البحر الأحمر والعربي وما استهداف السفينة الإيرانية في البحر الأحمر إلا ثمرة الشر الأولى للتواجد العسكري الصهيوني.
الحقيقة الرابعة :أن أبناء الشعب اليمني الشرفاء بقيادتهم الحكيمة يواجهون النظام الصهيوأمريكي من لأول يوم لحرب صعدة وحتى اليوم دفاعا عن الامة العربية من أقصاها إلى أقصاها وأن أي إنسان يكذب ذلك غبي وأحمق وما عليه إلا متابعة الإعلام الصهيوني وتصريحات مسؤوليه ليسمع صحة ما يكذب به.
الحقيقة الخامسة: أن العدوان علينا لن يتوقف إلا بالقوة في المواجهة والاستمرار في الصمود، وأن السلام لن يأتي منهم إلا إن كسرت أياديهم الخبيثة في المنطقة ونسفت الأقنعة التي يتخفى وراءها العدو الصهيوني.
الحقيقة السادسة: أن الخطر الصهيوني يستفحل في المنطقة وتزيد خطورته وتهديده لمحور المقاومة، وهذا الأمر هو ما يجب أن تستوعبه أطراف محور المقاومة وأولها إيران وأن القضاء على هذا التواجد الإجرامي مبكرا مسؤولية الجميع لأن التأخر في ذلك سيقضي إلى حرب شعواء في المنطقة قد تكون الحرب التي يتنبأ بها اليهود “حرب هرمجدون” وإن حصلت ستكون سبب زوال العدو الصهيوني لا العرب كما يحلم اليهود.

قد يعجبك ايضا