علم الاجتماع: يجب أن تستمر الحياة وتأخذ دورتها الطبيعية في استقبال شهر رمضان المبارك بعيدا عن آثار العدوان والحصار

رمضان «سابع» في ظل العدوان..استعدادات «مادية» خجولة لاستقبال الشهر الكريم

عادة “يانفس ماتشتهي” صارت بفعل العدوان شيئا من الماضي
بسبب الوضع الاقتصادي والحصار.. الأسر تستقبل رمضان بالمتاح والممكن من المستلزمات الأساسية

أيام قليلة ويحل علينا وعلى امة الإسلام شهر رمضان المبارك لكن قدومه على الأسرة اليمنية هذا العام مثل السنة الماضية في ظل العدوان والحصار وتداعياتهما الكارثية على حياة الناس واللذين طال أمدهما وأحالا حياة الأبرياء إلى بؤس مقيم ومعاناة دائمة.
هذه الأوضاع المؤسفة والمتواصلة منذ نحو ستة أعوام ألقت بظلالها السلبية على استقبال الشهر الكريم ومعها انحسرت الطقوس والمظاهر التي كانت سائدة في المجتمع اليمني قبيل دخول شهر رمضان فيما مضى.. لتختفي كذلك ممارسات وعادات كان يدأب عليها المجتمع وخاصة الأسرة اليمنية التي انشغلت بشؤون العدوان وتداعياته ووقفت على آثارها وتداعياتها المادية والنفسية ليحل هذا الضيف بصورة استثنائية.
“الأسرة “رصدت بعض مظاهر الاستعداد لشهر رمضان الفضيل والتي أصبحت محدودة للغاية ومقتصرة على الضروريات القصوى وفي حدودها الدنيا بسبب هذه الأوضاع التي تمر بها البلاد من حصار جائر:
الثورة / خاص

اقتصر استعداد الأسر اليمنية لشهر رمضان هذه السنة على اقتناء القليل من الاحتياجات البالغة الأهمية وذلك بسبب الوضع المادي المتردي لأرباب الأسر.
حيث تقول علية حمادي – ربة منزل : لم يكن هناك مجال إطلاقا لشراء الكماليات التي كانت عادة ما تصاحب شهر رمضان المبارك بل اقتصرنا على شراء المستلزمات الضرورية كالقمح والسكر فبسبب الوضع المادي المتردي للأسر اليمنية وانقطاع أرباب الأسر عن العمل لم يعد هناك مجال للتسوق وشراء الأدوات المنزلية والمقتنيات الرمضانية الأخرى ولم يعد يفكر الناس سوى بآثار الحرب التي طالت كل شيء، ومن المظاهر التي اختفت في استقبال الشهر الكريم هذا العام عادة إقامة حفلات “يا نفس ما تشتهي” التي كانت الكثير من النسوة يحرصن على إقامتها،
وتقول بلقيس صالح : انشغل الجميع بالحرب وبالأوضاع المأساوية الناجمة عنها لتختفي مع ذلك كل مظاهر الاحتفاء بقدوم الشهر الكريم.. وتضيف: كنا نقيم حفلة في آخر يوم من شهرشعبان ونجتمع مع الجيران والصديقات بما يسمى ” يا نفس ما تشتهي” والجميع يحضر أصناف المأكولات والحلويات ويجتمع الأهل والأقرباء في منزل واحد على سفرة واحدة وتعم الفرحة جميع الأهل والأصدقاء حيث يعتبرون هذه الحفلة نوعا من الطقوس اليمنية التي تقام قبل حلول شهر رمضان والتي تجمع الأهل والأصدقاء ولكن على العكس تماما هذا العام لا وجود لأية استعدادات لإقامة هذه العادة كما كان الأمر العام الماضي أيضا بسبب استمرار العدوان على بلادنا .
لم تعد هناك حفلات ولا اجتماعات فقد أصبحت الحرب هي حديث الناس ولم يعد يهمهم أي طقوس يقيمونها فقط يريدون الأمن والسلامة .
وتقول مريم سعيد عبدالله -وهي موظفة حكومية: نحاول جاهدين من اجل أن نعيش حياتنا الطبيعية رغم العدوان لكن التداعيات الكارثية للحرب والحصار تجبر الناس على التخلي عن الكثير من العادات والتقاليد الخاصة باستقبال الشهر الكريم.

شراء الضروريات
ويقول الدكتور عبدالله عبد السلام: كان الناس في مثل هذا التوقيت من كل عام يعدون العدة في إيجاد التموينات الغذائية منذ وقت مبكر ويتسابقون على شراء المقتنيات الغذائية بكميات كبيرة وزائدة بل كان الجميع يحذرون من هستيريا التسوق قبيل شهر رمضان المبارك بينما في هذا العام ألقت الحرب بظلالها المأساوية على حياة الناس ولم تجد الأسر حتى المستلزمات الغذائية الضرورية فقد ارتفعت أسعار المواد الغذائية بشكل كبير ولهذا لم تعد الأسر قادرة على شراء أية كماليات كانت تقوم بشرائها .
فيما تراجعت ًالحركة التجارية بسبب العدوان السعودي الإماراتي والحصار الجائر على الشعب اليمني ولم تعد هناك قوة شرائية فقد نزحت معظم الأسر والبعض الآخر بات يبحث عن المواد الضرورية.
آثار العدوان شمل كافة مناحي الحياة العامة والقى بظلاله السلبية على جميع الفئات الاجتماعية لتختفي معها أشكال كثيرة من المظاهر المألوفة لاستقبال رمضان شهر المبارك في مختلف مناطق البلاد.

وتستمر الحياة
وعلى الرغم من هذه الأوضاع الاستثنائية التي تمر بها البلد منذ سنوات فإن الناس يحاولون التأقلم مع هذا الواقع الكئيب على أمل أن تحل نهاية قريبة للمأساة التي لن تستطيع أبدا أن توقف الحياة التي ستستمر في دورتها الطبيعية مهما بلغت الظروف وتعقيداتها، وتقول الدكتورة تهاني احمد -وهي باحثة اجتماعية هذه هي سنّة الحياة وسنة الله في خلقه يجب أن تستمر الحياة وتأخذ دورتها الطبيعية بصرف النظر عن طبيعة الصعوبات وحجم التحديات واليمنيين صامدون في وجه العدوان وسيصومون رمضاناً آخر في ظل الحرب والحصار وسيبتهلون إلى الله في أيامه ولياليه المباركات بإزالة الكرب والمحن وإحلال السلام والأمن من جديد في كل ربوع الوطن الغالي..

قد يعجبك ايضا