من جريمة قصف مخيمات المزرق في حجة الى استخدامهم دروعا بشرية في مارب

النازحون أهدافا مفضلة لصواريخ العدوان ومرتزقته والضحايا بالآلاف

طائرات أمريكا والسعودية تقصف مخيمات وحافلات النزوح بشكل ممنهج وتزهق أرواحهم عمداً

النازحون ومخيماتهم كانوا -منذ الأيام الأولى للعدوان أهدافا مفضلة للعدوان- لما تمثله هذه المخيمات من كثافة سكانية وذلك لقتل أكبر عدد ممكن من اليمنيين وهو ما أكده السيد القائد في خطابه بمناسبة يوم الصمود الوطني مؤخراً وأثبتته الجرائم البشعة التي اقترفها العدوان طيلة الفترة الماضية ولايزال إلى اليوم يستخدم النازحين أهدافا مشروعة لطائراته في أوقات كثيرة، وأوراقا عسكرية لتحقيق مكاسب ميدانية كما هو الوضع الحالي لمخيمات النازحين في مارب والتي اتخذ العدوان منها دروعا بشرية
الثورة / ابراهيم الاشموري

وفي العام الأول من العدوان نفذت طائرات العدوان وفي مرات عدة سلسلة غارات على مخيمات النازحين في محافظة حجة وغيرها من المحافظات سقط فيها المئات من الشهداء والجرحى الغالبية منهم نساء وأطفال كما استهدفت طائرات العدوان نازحين وهم على الطرقات في الحافلات أثناء رحلات بحثهم عن الأمان..
وتوضح إحصائية صادرة عن المركز القانوني للحقوق والتنمية بأن 85 نازحاً ونازحة استشهدوا وأصيب 74 آخرون بينهم 13 طفلاً و14 امرأة جراء استهداف طيران التحالف لمخيم المزرق للنازحين في حرض بمحافظة حجة يومي 30، 31 مارس 2015م، وهو المخيم الذي يقطنه أربعة آلاف نازح جلهم من النساء الأطفال فيما قتل 13 نازحا وأصيب 60 آخرون إثر قصف التحالف لمخيم النازحين في حيران بمحافظة حجة في 6 يونيو من العام ذاته.
وأشارت الإحصائية إلى أن طيران العدوان قتل وبشكل متعمد في الـ 5 من سبتمبر 2015م 13 نازحاً وأصاب 12 نازحاً في مخيم كتاف والبقع بمحافظة صعدة، فيما استهدفت طائرات العدوان خيمة أحد النازحين من منطقة الركوة بمديرية الصفراء بصعدة يدعى “محمد رفيق” سقط على إثرها 13 آخرين بين شهيد وجريح، كما قتل وأصيب 7 من النازحين من مخيم الزغن في حباب بمديرية صرواح محافظة مارب في 20 سبتمبر 2015م، تلاه في 26 سبتمبر 2015م سقوط 3 نازحين بين قتيل وجريح جراء قصف التحالف لمخيم صرواح للنازحين في مارب ، فيما قُتل بعده بيوم فقط، 10 نازحون و11جريحاً من مخيم وادي نعم في مديرية صرواح بذات المحافظة.
كما استشهد وأصيب 13 نازحا جراء قصف مقاتلات العدوان لمخيم النازحين بمديرية الوازعية في محافظة تعز في 10 فبراير 2017م، واستشهد 19 من المهمشين النازحين من مخيم المهمشين في منطقة الروضي بالربيعي في مديرية التعزية في 9 ابريل 2016م.
واستهدف طيران العدوان السعودي الأمريكي بغارتين جويتين حافلتين تُقل أسراً نازحة في الطريق العام بالمصبرية بمديرية جبل راس في الحديدة أسفرت عن استشهاد وإصابة 40 مدنيا اغلبهم من النساء والأطفال.
كما ارتكب طيرانُ العدوان الأمريكي السعودي مجزرةً بشعة بحق النازحين القاطنين في مخيمات النزوح بمديرية الحالي في محافظة الحديدة، بسلسلة غارات أدت إلى استشهاد وإصابة 23 نازحاً بينهم نساء وأطفال، في سلسلة الجرائم المرتكبة في ظل سكوت وتواطؤ أممي ودولي، حيث تعتبر مخيمات النازحين هدفاً متاحاً لدول العدوان الأمريكي السعودي، في عجز واضح واستهداف ممنهج للمدنيين، يضاف إلى سجلهم في جرائم الحرب المرتكبة ضد أبناء الشعب اليمني.
ولم يتوقف العدوان -الذي يزعم بأنه يساعد الشعب اليمني- عن استهداف هذه الفئة البسيطة من أبناء الشعب اليمني واقتراف جرائم بحقه يندى لها جبين الإنسانية، غير أنه من الصعب إيراد وحصر كل تلك الجرائم الموجهة ضد النازحين والمتواصلة حتى اللحظة مع اتخاذ العدوان لمخيمات النازحين في مارب دروعا بشرية.

مأساة النازحين في مارب
مخيمات النازحين في مارب تتعرض لجرايم متواصلة من قبل التحالف ومرتزقتهم من المليشيات المسلحة، وشنت قوات تحالف العدوان وعناصر تنظيم القاعدة مؤخراً عدواناً جديداً على مخيمات النازحين شمال المدينة.
وأشارت مصادر محلية إلى أن قوات تحالف العدوان قصفت بالمدفعية أطراف مخيماتهم شمال غرب مدينة مارب، بعد ساعات من اشتباكات مسلحة مع النازحين.
وأكدت المصادر أن قوات تحالف العدوان منعت النازحين من مغادرة مخيمات النازحين في منطقة “ذات الراء” ومنطقة “الدشوش”، التي استحدثت قوات تحالف العدوان وعناصر القاعدة ثكنات عسكرية لها داخل تلك المخيمات.
وتؤكد الأنباء الواردة من مارب بأن ما يسمى “الشرطة العسكرية” التابعة للمرتزقة، في منطقة “الميل” والتي تعرف باسم “نقطة الضرائب” أطلقت الرصاص الحي على النازحين لإجبارهم إلى العودة لمخيماتهم بهدف الاحتماء بهم وجعلهم دروعاً بشرية.
وأوضحت المصادر أن عناصر القاعدة أطلقت قذائف هاون من داخل مخيمات النازحين في منطقة السويداء” باتجاه أطراف مخيم النازحين في “ذات الراء”.
ويؤكد اللواء محمد طعيمان محافظ محافظة مارب، أن السلطة المحلية للمحافظة قدمت العديد من المبادرات لنقل مخيمات النازحين الواقعة بالقرب من مناطق الاشتباك إلى المناطق المحررة وضمان توفير الحماية اللازمة لهم أو نقلهم إلى مناطق بعيدة عن المواجهات، إلا أن توجيهات سعودية لدى قيادة “حكومة الفار هادي” بمنع نقل النازحين من المخيمات الواقعة في الأطراف الغربية والشمالية للمحافظة وهذا التصرف يكشف عن نوايا سيئة لدى قوى العدوان وقد يستهدفونهم ويلصقون التهمة بالجيش واللجان لإثارة الرأي العام المحلي والدولي.
وتظهر وثيقة شكوى من إدارة مخيمات النازحين بمارب أن مدير الأمن المركزي، التابع لحزب الإصلاح، كان يمارس عمليات ابتزاز بحق النازحات وتصاعدت الشكاوى لتنتهي إلى عملية اختطاف وتلفيق قضايا بحق نازحات بريئات ليواري حزب الإصلاح سوءته، ولم يكتف بذلك بل قام بتسليم النازحات ‏للنظام السعودي.
وكانت وثيقة رسمية للوحدة التنفيذية لإدارة مخيمات النازحين في مارب قد كشفت قبل أسابيع عن شكاوى لأسر النازحين بالمخيمات من تعرض النساء لمضايقات وتجاوزات من رجال الأمن التابعين لقوى العدوان من خلال استدعاءات ليلية متكررة بحجة التحقيقات والإجراءات.
وأشارت الوثيقة إلى تجاهل قيادة المحافظة لبلاغات سابقة بمخالفات كثيرة تمارسها مليشيات مسلحة تابعة لما يسمى قائد القوات الخاصة.
وكانت معلومات كشفت عن أن النازحين في منطقة الميل، شمال غرب مدينة مارب، يعيشون حالة خوف ورعب جراء ما يقوم به العديد ممن يسمون قيادات التحالف العسكرية من عمليات اختطاف للنازحات من مخيم نازحي محافظة الجوف.

إدانات ومناشدات
ما يتعرض له النازحون في مارب من جرائم متواصلة وممنهجة من قبل العدوان وأدواته وخاصة في مدينة مارب الخاضعة لسيطرة قوى الغزو والارتزاق قوبل بإدانات واسعة من قبل الشعب اليمني وقواه المجتمعية والسياسية فيما باتت تطلق نداءات ومناشدات للمجتمع الدولي من أجل التدخل العاجل للحد من تلك الجرائم والانتهاكات الجسيمة، ففي هذا الإطار أدان المركز اليمني لحقوق الإنسان استمرار تحالف العدوان السعودي الأمريكي ومرتزقته استخدام مخيمات النازحين في محافظة مارب كدروع بشرية، وقال المركز اليمني في بيان صادر عنه الجمعة: رصدنا القوات التابعة للتحالف وهي تقوم ببناء المتارس القتالية في أوساط أحد المخيمات الواقعة خارج المدينة، كما أفاد شهود من النازحين القاطنين في مخيم «صنعاء» أن القوات منعتهم من مغادرة المخيم بعد قيامها بالانتشار بالأطقم العسكرية والأسلحة المتوسطة.
‏ وأكد المركز اليمني لحقوق الإنسان إن استخدام مخيمات النازحين يعد واحدة من أسوأ جرائم الحرب التي ارتكبت في محافظة مارب الواقعة تحت احتلال وسيطرة القوات العسكرية السعودية، وفقا للقانون الدولي الذي يجرم استخدام المدنيين كدروع بشرية – اتفاقيتي جنيف عام 1929 وعام 1949 والبروتوكول الإضافي لها عام 1977 ومعاهدة روما عام 1998م.
‏ وأوضح المركز اليمني أنه بصدد مخاطبة أجهزة الأمم المتحدة، كما يناشد كافة أحرار العالم لسرعة التدخل وإنقاذ النازحين من الممارسات غير الإنسانية.
‏ محملاً في الوقت عينه القوات التابعة لدول التحالف الأضرار في الأرواح والممتلكات نتيجة استمرارهم في استخدام مخيمات النزوح كمواقع لتنفيذ عملياتهم العسكرية.

قد يعجبك ايضا