عن اللاعب الخطير مرة أخرى

محمد العزيزي

 

 

مرة أخرى نعود للحديث عن اللاعبين الخطيرين والذين سمعتهم أو شهرتهم تتعدى حدود الدولة التي ينتمون إليها، هؤلاء اللاعبون قليلون لكنهم ذو صيت وشهرة تملأ الأرجاء.
العام الماضي وفي مثل هذا التوقيت كتبت عن هذا اللاعب الخطير والمرعب وطلبنا من الجميع الحذر منه عند المواجهة لأنه بلمسة واحدة منه تقضي عليك وتصبح في خبر كان.
هذا اللاعب ظهر العام الماضي وكان خطيراً وهذا العام أصبح أكثر خطرا وقوة ويمتلك مهارات متعددة في الانتقال والتنقل.. اليوم هذا اللاعب الوحيد والمرعب هو اللاعب الفلتة “كورونا” الذي هزم العالم وكل البشر وكل الأندية وأغلق ملاعبها وصار يلعب كرة القدم بحرفية متقنة ودون خصوم، أرعب كل مشاهير كرة القدم، الصغار والكبار لا يفرق بين أولئك سبيلا.
أصبح اللاعب كورونا هو أشهر لاعب لدى شعوب العالم والجميع يعرفه حق المعرفة رغم أن مسيرته النجومية بسيطة جداً إلا أن سعره تخطى أسعار كل النجوم والمشاهير وأغنى أغنياء العالم فقد رصدت دول العالم مجتمعة خمسة ترليونات لبيعه واحتوائه ولا يتنافس أحد على شرائه.
بلغ عدد المرعوبين من هذا اللاعب الخطير والذي لقبوه بـ”الفيروس” ما يزيد عن 7 مليار إنسان وضحاياه ممن واجهوه وجها لوجه وقضى عليهم من أول جولة وألحق بهم أبشع الهزائم بلغوا بحسب إحصاء منظمة الصحة العالمية أكثر من 2,7 مليون وربما يصلون عما قريب ثلاثة ملايين؛ من البشر ومن جميع الجنسيات على ظهر المعمورة.
اللاعب المجنون والمرعب والملقب بالفيروس يلعب في كل الاتجاهات، وفي كل الظروف وعلى كل المستويات في الاتجاه السياسي يصيبهم ويسقط أركانهم وفي الاتجاه التجاري ألحق بهم أشنع الهزائم والخسائر وأسقطهم إلى الدرجة الثانية، وفي الوسط الاجتماعي فرض اللاعب الخطير أسلوب اللعب بطريقة السلام تحية وعدم اللمس أو الاحتكاك.
أسلوب لعب الفيروس وإمكانيات ضرباته قوية وقاتلة ويجب الاحتراز وعدم الاستهانة بقدراته، فالحذر ثم الحذر لكل الفرق اليمنية ولكل أبناء الشعب من احتمالية مواجهته خلال هذه الفترة، فدائما هذا اللاعب الخطير “الفيروس” ما يستخدم أسلوب ضربات الرأس وكتمة الصدر ويسبب الحمى ويسدد من خارج خط الـ18 وعلى بعد عشرين يارده، ويهدف أيضا من أضيق الأماكن كالأنف والفم ولمس العين ويصيب الحلق والرئتين ويصيب خصمه بمقتل بالقلب والجمجة.
يمتلك اللاعب الوحيد في العالم اليوم والمصنّع بيولوجياً من قبل أقطاب الصراع التجاري، يمتلك حركات مهارية عالية الحرفية، فهو اللاعب الوحيد الذي لم يرتكب أي خطأ داخل المربع الأخضر وكل الملاعب ولم يرفع عليه أي حكم، لا كرتاً أصفر ولا كرتاً أحمر طوال مسيرة حياته الكورونية لأنه بكل بساطة يلعب اللعب النظيف والتسديدات الحاسمة والقاتلة فأحذرووووه.
هذا اللاعب الخطير أرغم كل زعماء دول العالم قاطبة على احترامه وجعلهم يلزمون منازلهم ووجهوا جيوشهم لإجبار شعوبهم بالبقاء بالمنازل حفاظا على حياتهم وتحاشياً لأي مواجهات مع اللاعب خلال هذه الفترة.
حذاري، حذاري يا شعب اليمن من هذا اللاعب الخطير والمدمر، لأن العالم حاول ومازال يحاول اختراع علاج وأمصال لإيقاف تحركاته وإيجاد حلول لهذا التفوق وتقليل الخسائر والسماح للعالم والبشر من ممارسة حياتهم الطبيعية، ولكن كل هذه المحاولات باءت بالفشل ولم يثبت حتى الآن نجاح لأي علاج يوقف نشاطه والتسلط والجبروت الذي يتمتع به على مدى عامين.
اللهم جنبنا مواجهة الفيروس كورونا ولا تجمعنا به في جداول المباريات والمواجهات لا في دوري المجموعات ولا في النصف النهائي ولا في الربع النهائي ولا تجمعنا به دائما وأبدا إنك سميع مجيب.. اللهم آمين.

قد يعجبك ايضا