دائما يتم التضحية بقضايا النساء كورقة مساومة.. وأنا مع “الكوتا” قلبا◌ٍ وقالبا◌ٍ

■ لا يمكن للنساء أن ينجحن ما لم يكن هناك كتلة داعمة لهن

■ افتحوا الأبواب أمام المرأة لتصبح شريكاٍ حقيقياٍ في صنع مستقبل اليمن
■ أتمنى أن يكون نصف البرلمان القادم من النساء
■ مشاركة المرأة سياسياٍ يعطيها القدرة على عكس رؤيتها في الدستور والقوانين التشريعية

حوار/ حسن شرف الدين

أكدت الدكتورة بلقيس أبو أصبع أستاذة العلوم السياسية بجامعة صنعاء رئيسة مؤسسة أوام التنموية الثقافية بأنها مع “الكوتا” لضمان حقوق المرأة كتمييز إيجابي مؤقت حتى يتقبل المجتمع اليمني مشاركة المرأة اليمنية في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية.
وفي حوار مع “الثورة” تحدثت الدكتورة أبواصبع حول واقع المرأة اليمنية ومشاركتها السياسية والاجتماعية وواقع المرأة الريفية اليمنية ودور النساء النخبويات في دعمهن وقضايا أخرى تقرأونها في السطور التالية:

* بداية.. كيف تنظرين إلى واقع المرأة في اليمن¿
– دعني أقول بداية أننا نعيش لحظة هامة في تاريخ النظام السياسي اليمني عامة وفي تاريخ النساء خاصة ما تعيشه اليمن الآن من حراك قد يفضي إلى دستور قادم نريد أن تكون جميع قضايا النساء حاضرة فيه لأن الواقع الذي نعيشه اليوم نحن كيمنيين بغض النظر عن النساء أو الرجال هو واقع يقع بين مفترق طرق نكون أو لا نكون.. ولا بد أن نعمل سوياٍ من أجل أن نبني دولة يمنية مدنية حديثة عادلة أو أننا نرجع إلى الوراء ونعيش في ظل هذه المعمة.. كثيرة هي التحديات التي تواجهها اليمن ونواجهها نحن كرجال ونساء وكمواطنين يمنيين ومجتمع يمني فمن قضية صعدة وقضية الحراك إلى قضية التخلف والفساد والانفلات الأمني.. ودائما في أي مجتمع إذا كان هناك فقر فالنساء هن أكثر فقراٍ وإذا كان هناك إشكاليات فالنساء دائما هن من يتضررن بشكل كبير جدا في ظل هذه المعمعة ولهذا قلنا إن واقع النساء الآن هو واقع صعب جدا ونحن كيمنيين نأمل ونطمح ومتفائلين بأن القادم سوف يكون أفضل.. ومن هنا قمنا بإنشاء تحالف (متطوعون من أجل حقوق النساء) لكي نستطيع أن نضمن للنساء واقعاٍ جديد وحقوقاٍ ومواطنة متساوية لكي نستطيع أن نضع بصمات حقيقية تستطيع من خلالها النساء اليمنيات السير إلى الأمام.
مواطنة متساوية
* تحدثتي عن الدستور.. ما الذي تريده المرأة اليمنية من الدستور القادم¿
– نريد أن يكون دستور مواطنة متساوية لجميع المواطنين اليمنيين نساء ورجالا نريد أن تكون قضايا النساء حاضرة في الدستور اليمني القادم عبر مشاركة حقيقية في بناء المستقبل 30% في السلطات الثلاث على الأقل يجب أن تكون النساء شريكات حقيقيات في صنع القرار السياسي وفي صنع القرارات التي تهم المجتمع نريد حقوقاٍ للنساء في قانون الأحوال الشخصية والمشاركة في الانتخابات وكل الحقوق التي تعطى للرجل يجب أن تعطى للنساء وفي أي بلد من البلدان لن توجد تنمية إذا لم يتساو فيها النساء والرجال معا.. والدول التي حققت تقدما كبيرا برزت فيها استطاعت أن تحقق تقدما كبيرا كل النساء كشريكات حقيقيات في بناء هذه المجتمعات.. إذا لم تكن النساء شريكات حقيقيات في بناء المجتمع أعتقد أن هذه الدول سوف تفشل وسوف نرجع بعد سنوات نحاسب أنفسنا أن النساء لم يكن شريكات وبالتالي نبدأ هذه الدورة من الصفر ونحن الآن على أبواب مخرجات الحوار الوطني وبناء دستور يمني جديد يجب أن تكون قضايا النساء حاضرة بالفعل ويجب أن تكون النساء حاضرات ويجب أن يكتب الدستور بمشاركة نسائية لا يجب أن يكتبه الرجال فقط.. لأن قضايا النساء هن من يستطعن أن يعبرن عنها.
مساومة ومقايضة
* تقييمك لرؤية الأحزاب تجاه مشاركة المرأة في المجتمع¿
– دائما على مسار التاريخ اليمني الأحزاب السياسية عندما تأتي مرحلة المساومات والمقايضات دائما تضحي بقضايا النساء فبرامج بعض الأحزاب تحتوي على 30% للمرأة ولكن عندما يتم التضحية بأي قضية من القضايا أو عندما تتم المساومات تكون النساء هن الضحية لهذه المساومات.. فمثلا ما حدث عند تشكيل مؤتمر الحوار الوطني فقط الحزب الاشتراكي أوفى بالنسبة من أول مرة بقية الأحزاب السياسية لم تفي بالنسبة الخاصة بالنساء واضطر مؤتمر الحوار الوطني أن يعيد تشكيلة القوائم إلى الأحزاب السياسية لكي يتم استكمال الـ30% الخاصة بالنساء في مؤتمر الحوار الحوار.. وفي جميع اللجان تستثنى النساء لذا لم نعد نثق بالأحزاب بشكل كبير لكن نطالب النساء الحزبيات داخل أحزابهن أن يكن فاعلات وأن يضغطن على أحزابهن أن يحققن ما يردن دائما كما قلت القوى السياسية جميعها عندما تلعب تلعب على قضايا النساء لكن الآن نقول نحن نحاول أن نوحد صوت النساء اليمنيات الحزبيات والمستقلات ومن كل ألوان الطيف السياسي لكي يكون لنا صوت واحد ولكي يكون لنا هدف واحد بعيدا عن أحزابنا فقط قضايا النساء هي التي يجب أن تكون حاضرة.. وهذا ما نعمل عليه وهذا ما اتفقنا عليه ونعتقد أن النساء خلال المرحلة القادمة سيصلن.
مكونات للنساء
* النساء المستقلات كيف سيكون لهن صوت وهْن بعيدات عن الأحزاب¿
– المكونات التي نعمل عليها في التحالف هي مكونات للنساء المستقلات وهناك شبكات للنساء المستقلات مثل شبكة “فوز” للنساء المستقلات والنساء المستقلات يستطعن من خلال هذه الشبكات أن يصلن بأصواتهن إلى مراكز صنع القرار ونحن نعمل بعيدا عن الحزبية فقط ينبغي أن يكون لنا صوت واحد وهو أين يمكن أن تكون النساء¿ وأعتقد أننا اتفقنا كنساء يمنيات أن يكون لنا صوت واحد.. وقد دشنا مؤخرا تحالف (متطوعون من أجل حقوق النساء) لأننا لن نعتمد على الأحزاب مرة أخرى أو أن يتم التضحية بقضايا النساء.. لكن إجمالا أستطيع القول أن النساء اليوم حزبيات ومستقلات قررن أن يكن صوتا واحداٍ وأن يدعمن فقط قضايا النساء.
المرأة الريفية
* ماذا عن المرأة الريفية.. أين مكانها في التحالف الذي أشهرتموه¿
– ما نطالب به نحن كنساء نخبويات هو مطالبة لنساء اليمن ككل فعندما يكون هناك دستور يتضمن جميع الحقوق للنساء اليمنيات سوف تستفيد منه المرأة في المدنية وفي الريف وبالتالي عندما نخرج نحن للمطالبة لا ننسى النساء الريفيات وحقوق النساء الريفيات هي حقوق أكيدة وكل حقوق سوف تحققها النساء اليمنيات سوف تعم على جميع النساء اليمنيات.. يمكن لحسن الحظ نحن نتحدث بإسم النساء بحكم قربنا من الموقع لكن عندما أطالب بحقوق لا أطالب بها للنساء المتعلمات دون الغير.. لأنه إذا استطعنا أن نضمن في الدستور القادم جميع حقوق النساء اليمنيات فهي حقوق لكل النساء اليمنيات في الريف والمدينة وفي كل المجتمع اليمني.. نحن الآن في تحالف “متطوعون” سوف ننزل إلى الريف وسوف ننزل إلى المرأة الريفية لتوعيتها بحقوقها وماذا نريد وكيف يمكن أن تكون فاعلة لأنه لا يمكن للنساء أن ينجحن إذا لم يكن هناك أيضا كتلة نسائية داعمة لهن في أعمالهن وبالتالي المرأة الريفية تأخذ حيزاٍ كبيراٍ جدا من تفكيرنا في قضاياها وهمومها وما مطالبتنا بحقوق النساء اليمنيات إلا لجميع النساء.
قلباٍ وقالبا مع الكوتا
* أنتي مع الكوتا¿
– أنا مع الكوتا قلباٍ وقالبا.
* لكن هذا تميز للمرأة!
– في مجتمعنا تقع النساء في أسفل السلم الاجتماعي فعندما يتم التضحية يتم التضحية بالنساء مثلا عندما يريد الأب تعليم أولاده ولا يجد ما يكفي لتعليمهم يتيح الفرصة للأولاد ويحرم منها البنات وعندما يتم أي غبن في أي مجتمع دائما يقع على النساء وبالتالي في مجتمعنا تقع النساء في أسفل السلم الاجتماعي لكن علينا أن نعمل على مسألة كيف يمكن أن يعتاد المجتمع على وجود النساء في مراكز صنع القرار أنا أتمنى أن يكون نصف البرلمان القادم من النساء.. لمِ لا.. أتمنى أن تكون المرأة شريكاٍ حقيقياٍ في صنع مستقبل اليمن.. وبالتالي لا يمكن أن نصل إلى هذا إلا إذا كان هناك تمييز وهو تمييز إيجابي مؤقت حتى يعتاد المجتمع على وجود النساء كشريكات حقيقيات في بناء القرار.. ما لاحظناه خلال الفترة السابقة مشاركة النساء في مؤتمر الحوار بهذا الشكل شيء جيد.. لقد أصبح هناك حراك والنساء أصبحن شريكات بنسبة كبيرة وصار لهن رؤية وحقوق وكلمة في مؤتمر الحوار.. أنا لا أريد أن أطالب بـ30% للنساء أريد أن يأتي حقي كأي شخص مواطن يعيش في أي مجتمع لكن نتيجة للظلم أو الغبن الموجود على النساء في مجتمعنا اليمني نضطر إلى وجود تمييز إيجابي كي نستطيع مساعدة النساء أن يصلن إلى هذه الأماكن.
شريكات حقيقيات
* نسبة مشاركة المرأة في مؤتمر الحوار الوطني 30% هل هي بداية إدماج المرأة في العمل السياسي والاجتماعي¿
– لقد أتاحت فرصة للنساء أن يكن شريكات حقيقيات في صنع القرار أتاحت فرصة للنساء أن يتعلمن القيادة وأن يتعلمن الدهاء السياسي وأن يكن شريكات في أشياء كثيرة تكون داخل المجتمع نطلب من المرأة أشياء كثيرة جداٍ دون أن يدفع بها إلى الواقع الميداني الذي تستفيد منه كثيرا وأنا أوجه تحية للمشاركات في مؤتمر الحوار الوطني حيث كانت مشاركتهن قوية وكان فيها نضال كبير جدا لتضمين حقوق النساء في مخرجات الحوار الوطني وكن نساء قويات وكانت مشاركتهن فاعلة جدا واستطعن أن يقمن بعدد من الوقفات الاحتجاجية مع قضايا النساء أيضا كن شريكات في بناء الوطن اليمني والقضايا الأخرى.. لكن أظل أردد كيف يكون لمجتمع أن يتطور إذا لم تكن النساء والرجال شركاء في كل المواقع.. ونحن جزء من هذا المجتمع نحن نعاني ما يعانيه المجتمع ككل ويمكن معاناتنا تكون أكثر, وبالتالي يستطعن النساء أن يكن حاملات للسلم الاجتماعي يستطعن النساء أن يكن ناقلات للسلم والأمن في هذا البلد لكن كيف نستطيع أن ننقل النساء إلى موقع التأثير السياسي هذا مهم جدا.
المشاركة سياسياٍ
* ما هي عوامل تعزيز مشاركة المرأة في المجتمع¿
– من وجهة نظري كسياسية أعتقد أن مشاركة المرأة سياسيا سوف تفتح باب لمشاركات عديدة جدا عندما تكون المرأة في البرلمان تستطيع المرأة أن تعكس رؤيتها في القوانين التي ستصدر عن البرلمان عندما تكون شريكة حقيقية في صنع القرار السياسي في الحكومة والرئاسة تستطيع المرأة أيضا أن تفتح أبواباٍ لكثير من النساء اليمنيات كي يكن حاضرات في المشهد المجتمعي ككل فعندما نطالب بصحة إنجابية وبأمومة آمنة وغيرها لا تستطيع أن تعمل هذه الأشياء إلا النساء.. وبالتالي النساء هن حاملات السلم الاجتماعي في أي مجتمع من المجتمعات.. افتحوا الباب للنساء سوف تجدون يمناٍ ينعم بكل الخير والازدهار اشركوا النساء في قضاياكم سوف تنعمون بالأمن والسلام.
أمن وسلام
* هل الأمن والسلام في المجتمع عامل رئيسي لمشاركة النساء في المجتمع¿
– طبعا.. كيف تستطيع بلد أن تنهض دون أن يكون هناك أمن وسلام.. كيف يمكن لشخص أن يفكر وهو قلق نفسيا.
أجندات سياسية
* أنتن كنساء كيف تبحثن عن حقوق المرأة ومشاركتها في ظل غياب الأمن والسلام¿
– يجب أن يشركوا النساء لكي يكن شريكات في صنع السلم والأمن اليمني النساء لا يوجد لديهن أجندات سياسية المرأة هي أم وهي زوجة وهي تخاف على زوجها وابنها عندما يخرجون وتخاف على أخوها.. أعتقد أن النساء سيكن صانعات السلم إذا تم إشراكهن بشكل حقيقي في بناء المجتمع لأنهن سيصبحن شريكات حقيقيات في صنع السلم والأمن داخل هذا المجتمع.
حصص قليلة
* هل المرأة عدوة المرأة¿
– أنا لا أقول هذا القول.. لكن عندي تفسير لهذا القول أن حصة النساء سواء في مراكز صنع القرار أو في أماكن أخرى هي حصة قليلة وبالتالي لا تستطيع النساء منافسة الرجال لكنها تستطيع أن تنافس المرأة وبالتالي كلما نتحدث عن هذا الموضوع نقول للنساء يجب أن نوسع دائرة المشاركة لكي نستطيع أن نكون شريكات حقيقيات.. وأنا لا أعتقد أن المرأة عدوة المرأة بالعكس النساء لهن نفس الهموم والقضايا والمشاكل ونحن نعيش في أسفل السلم الاجتماعي.. أعتقد أن على النساء مناصرة النساء وأعتقد أنهن يناصرن في قضايا كثيرة جدا ويجب أن يفتح الباب على مصراعيه لمشاركة حقيقية وواسعة للنساء لكي تعم الفائدة داخل المجتمع اليمني.
تنمية حقيقية
* أخيرا.. هل لديك رسالة تحبين توجيهها¿
– مزيداٍ من النساء في مراكز صنع القرار تنمية حقيقية بلد آمن سلم أمان افتحوا الباب للنساء لكي يكن شريكات حقيقيات في صنع المستقبل.

قد يعجبك ايضا