معرض الشهيد القائد.. معجزة يمنية اجترحها يمنيون برعاية الله رغم الظروف والحصار

صناعة عسكرية محلية 100 % .. وما خفي كان أعظم

المعرض تضمَّن أسلحة نوعية تجسِّد إرادة التحرر والاستقلال
محللون عسكريون: المعرض وما اشتمل عليه يدشن لمرحلة »الوجع الكبير«

البلد الذي صمد ست سنوات أمام رياح العدوان العاتية، وأظهر ثباتاً إعجازياً في المواجهة، عزيمة استثنائية على إظهار الحق وإزهاق الباطل مستنداً إلى علاقته وثقته بالله، هو بلد حي يصعب هزيمته بأي حال من الأحوال.
ولو أن قوى العدوان الباغي تأملت قليلاً في النقلات النوعية التي تشهدها العملية التالية اليمنية لأدركوا أن الاستمرار في استهداف هذه الأمة أمر عبثي.

الثورة / وديع العبسي

اليوم يعيش اليمن شعوراً مختلفاً من الفخر والعزة والكرامة وهو يشاهد نتاج الإرادة اليمنية في الاعتماد على الذات لامتلاك وسائل الدفاع عن النفس، ولإدراك ما فاته من الوقت لإنجاز ما يدل على إيقاع الحياة فيها وهو الذي ظل دائما على الهامش لا يمثل رقما ولا يحتل مساحة في قائمة الحضور الدولي.
معرض الشهيد القائد للتصنيع العسكري، هو فقط واحد من مظاهر التأكيد على صوابية رؤية الاستنهاض التي أرادها السيد بن بدر الدين الحوثي في هذه الأمة والتي كانت هدفه من مشروعه الثقافي التنويري فهاجت قوى الظلام عليه بدافع من خوف على مصالح أو على مكانة.
اليمن يصنع أسلحة من تلك الأنواع التي تصنعها القوى المتحضرة وأن كانت قد تجاوزت هذا المستوى من التطوير- إنها مسألة إعجازية تؤكد على القدرة العجيبة التي كانت دفينة في الداخل اليمني وما كان أحد يراها إلا الشهيد القائد، ودفع حياته لإقناع الآخرين بها.
ست سنوات من القصف والحصار لكل أسباب الحياة، وقبله عقود من التخلف والوقوف فقط في مثلث الاستهلاك مع ما رافقه من تدمير لوسائل الدفاع عن النفس، رغم ذلك يخرج اليمنيون بمعرض ثالث للتصنيع العسكري، والمفاجأة لم تكن بالسهلة على الأعداء قبل الأصدقاء.
يعملون بصمت، الأمر الذي يدفع إلى التيقن بأنه لا يزال هناك في “الجُعبة” الكثير من المفاجآت، وما كان يشير إليه العميد يحيى سريع ناطق القوات المسلحة في غير عملية هجومية في عمق أرض العدو، استخدم صاروخاً أو طائرة مسيرة لم يكشف عنه أزيح الستار عنه ضمن معرض الشهيد القائد الذي جاء بحصيلة أكبر وأوفر من نتاجات التصنيع الحربي سواء في التحديث أو الأطوار والأجيال لسلاح يمني سابق.
قبل الخوض في التفاصيل من واقع زيارتنا وتجوالنا في أجنحة المعرض المختلفة، من المهم الإشارة إلى أن كل ما يقوله إنما يستند إلى كون هذه النتاجات هي (أولا) تأتي في زمن قياسي خلال ست سنوات، (ثانياً) محلية الصنع، أنتجته عقول يمنية، وكما يقول أحد الكتاب “لم يدرسوا عشرات السنوات في الخارج ولم تصرف المليارات لهم حتى يكونوا خبراء، بل هم من أفقر أبناء البلد ومن بسطائه”، و(ثالثاً) إنها تظهر تطويراً واضحاً في المستوى والحرفية، (رابعا) انه لا يأتي للاستعراض فقد دخلت عمليا في العمليات العسكرية ضمن (عمليات توازن الردع الست)، (خامسا) إنها تدحض الاتهامات للمجتمع اليمني بالجهل، فالمجتمع الجاهل لا يمكنه أن يصنع حتى في الأوضاع المستقرة فكيف والتصنيع يأتي في أوقات استثنائية من الحرب والإنهاك للوضع بسبب الحصار الاقتصادي.
يقول زيد الغرسي “هذه الصناعات والتطور رد واضح لكل أولئك المرتزقة الذين ظلوا يشوهون أنصار الله بقولهم (هم متخلفون وغير متعلمين وأعداء العلم ووووإلخ) .. بل أنصار الله ظهروا بأنهم متعلمون, وأن المتخلفين والجهلاء هم الذين باعوا وطنهم ورضوا أن يكونوا عبيدا للسعودي والإماراتي والأمريكي ..”
يرى محللون عسكريون أن المعرض وما اشتمل عليه يأتي ربما تدشينا لمرحلة “الوجع الكبير”.
فيما يلفت اللواء في القوات الجوية، خالد الغراب، إلى أن هذه الخطوة “تُعدّ تدشيناً للعام التدريبي والقتالي السابع، الذي إذا دخل قبل أن يتوقّف العدوان السعودي ــــ الإماراتي ويُرفَع الحصار، فستُحدّد تلك الأسلحة ملامح المواجهة المقبلة”.

أجنحة ومفاجآت
في المعرض قادنا “الدليل” وهو مجاهد شاب الى جناح الصواريخ، وهناك استعرض مجموعة الصواريخ المعروضة المتوسطة والبعيدة المدى بالشرح التفصيلي وصولاً إلى الصاروخ المدمر “ذو الفقار” بطل العمليات الخاصة.
في الجناح تعرفنا على:
• صاروخ “نكال” الباليستي المتشظي والبالغ الدقة، وهو كما قدمه لنا المجاهد “الدليل” الذي أبلى بلاء حسنا في الشرح، صاروخ باليستي قصير المدى، يعمل بالوقود الصلب، يحمل رأساً متشظياً شديد الانفجار، ويتميز بدقته العالية جداً في إصابة الأهداف.
• صاروخ قاصم1، وهو صاروخ أرض أرض، متوسط المدى، بالتحكم في نظام التوجيه، يعمل بالوقود الصلب، دقيق جدا في إصابة الأهداف.
• صاروخ “قدس 2” الذي يصل مداه إلى أكثر من 1500 كلم.
أما في جناح الطيران المسير كانت المفاجآت أكبر إذ تعرفنا على عدد من النتاجات الحديثة كـ:
طائرة “وعيد” التي يبلغ طولها 4 أمتار، وعرض جناحها 3 أمتار، وتحمل عدة رؤوس متفجرة حسب نوع الهدف، وتقوم بمهام هجومية دقيقة.
وتعد طائرة “وعيد” المسيرة أبرز رسالة كُشفت في معرض الشهيد القائد، والتي يصل مداها إلى أكثر من 2500 كم، وهو أطول مدى تعلن عنه القوات المسلحة اليمنية لأسلحتها الإستراتيجية.. ويفيد خبراء عسكريون أن طائرة “وعيد” بمقدورها ضرب أي هدف معاد في المنطقة وصولاً إلى “تل أبيب” عاصمة كيان العدو الإسرائيلي وتركيا.
• طائرة “صماد 3” المسيرة والتي تحمل رأساً شديد الانفجار، ويبلغ طوله 3 أمتار، وعرض الجناح 5 متر، بقطر 25 سم، وبمدى يصل إلى أكثر من 1600 كم، تقوم بتنفيذ العديد من المهام الهجومية، دقيقة الإصابة للأهداف.
• طائرة صماد 4: وتقوم بتنفيذ مهام رصد وعمليات استهداف دقيقة، طولها 3 أمتار، عرض جناحها 5 أمتار، بمدى يصل إلى أكثر من 2000 كم، تحمل قنبلتين يصل وزن القنبلة إلى 25 كيلو متراً.
• طائرة “رجوم” شكلها دائري، بقُطر يبلغ 150سم، ولها سبع أذرع طول كلّ منها 40 سم، ومداها أكثر من 10 كلم، وتحمل عبوات متفجّرة يصل حجمها إلى 40 كجم، وتُعدّ من الطائرات الهجومية والاستطلاعية.
• طائرة “شهاب”، وهي إحدى الطائرات الهجومية الذكية الاستهداف للأهداف الثابتة والمتحرّكة، يصل طولها إلى 300 سم، ويبلغ عرض جناحها خمسة أمتار، بمدى يفوق 1000 كلم، وبعدد من الرؤوس الشديدة الانفجار حسب نوع المهمة.
• طائرة “خاطف”، تقوم بمهام تكتيكية هجومية وتستخدم ضد آليات ومدرعات العدو، طولها 1.6 متر، وعرض جناحها متر، وقطرها 11 سم، ومداها يصل إلى أكثر من 25 كلم، وهي مزوّدة بنظام استشعار الأهداف الثابتة والمتحرّكة.

على مستوى البحر
القوات اليمنية التي أكدت في غير مرة استعدادها الكامل لأيّ معركة بحرية وصدّ أيّ مخاطر تتهدّد البحر الأحمر وباب المندب، كشفت عن منظومات هجومية جديدة من السلاح البحري، من طرازات مختلفة وأزاحت القوات المسلحة اليمنية عن ألغام بحرية من طراز “كرار1” و”كرار2” و”كرار3” و”عاصف2” و”عاصف3” و”عاصف4” و”شواظ” و”ثاقب” و”أويس” و “مجاهد” و”النازعات”.
كما أزاحت القوات المسلحة اليمنية الستار عن ألغام بحرية من طراز “كرار1” و”كرار2” و”كرار3” و”عاصف2” و”عاصف3” و”عاصف4” و”شواظ” و”ثاقب” و”أويس” و”مجاهد” و”النازعات”.
وهناك في معرض الشهيد القائد، بهرنا الإنتاج في جناح أسلحة ضد الدروع اليمنية، وجناح القناصات اليمنية.
في نهاية الجولة الإعلامية جرت مشاهد للإعلام الحربي توثق نماذج من عمليات هذه الأسلحة وقد أظهرت نجاحا في الوصول إلى الأهداف والقيام بالمهمة.

رؤى وتعليق
ويرى الخبراء أن الكشف عن النماذج الجديدة يأتي بعدما أثبتت كفاءتها وفاعليتها العالية في الميدان، بدءاً من الصواريخ الباليستية والمُجنّحة والطائرات المُسيّرة بمختلف المديات والمهام، مروراً بالأسلحة البحرية وأسلحة ضدّ الدروع، وصولاً إلى أسلحة المشاة والمدفعية والقناصة وغيرها.
وهو ما اكده العميد يحيى سريع الذي قال أن “الأسلحة والمنظومات التي تضمنها المعرض أثبتت كفاءتها وفاعليتها العالية في الميدان، بدءا من الصواريخ الباليستية والمجنحة والطائرات المسيرة بمختلف المديات والمهام، مرورا بالأسلحة البحرية والأسلحة المضادة للدروع، وصولا إلى أسلحة المشاة والمدفعية والقناصة وغيرها من الأسلحة”.
ويعلق الكاتب زيد البعوه بالقول: في وحدة التصنيع العسكري اليمنية رجال قرآنيون محمديون يمانيون أشداء على الكفار يفعلون ما يؤمرون يرهبون عدو الله وعدوهم ويعدون ما استطاعوا من قوة ومن رباط خيل صاحب ذو الفقار يصنعون البراكين البالستية ويزلزلون بالصواريخ الحديثة عروش المستكبرين بقيادة ابن بدرالدين والهدى يستل من غمد القوة الصاروخية بدر1 وبدر2 لقطع أعناق المجرمين وتدمير معسكرات وثكنات وقواعد ومطارات المعتدين ، في وحدة التصنيع العسكري اليمنية رجال صنعوا وصدقوا وأعدوا وأبدعوا وابتكروا وطوروا وعلى أيديهم وبتأييد الله لهم جمعوا بين الوعد والوعيد.

تعليقات
فيما علق عدد من الباحثين والناشطين عبر وسائل الإعلام الاجتماعي بكلام في مستوى الإنجاز، فقال الباحث والإعلامي علي ظافر “معرض الشهيد القائد يؤكد أن اليمن وصل إلى مرحلة متقدمة، ومرحلة اللاعودة إلى مربع الوصاية .. فيه ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر”.
وقال Abdualrhman Bader “لطالما استهانوا بقدرات التصنيع الحربي لإيران من قبل. وبعدها تم الاعتراف بها رغماً عنهم.
والآن بيستهينوا بالعقل اليمني والصناعات العسكرية، ولكن سيأتي يوم ويعترفون بذلك وهم صاغرين نادمين.. وتذكروا بأن اليمن مصنع الرجال وبإيمانه وفضل الله لن يعجز عن أي تصنيع حربي”.
وقال أحمد عايض أحمد – الكاتب والمحلل بالشأن الأمني والعسكري اليمني، في تعليقه على ما تضمنه جناح القناصات “قناصات يمنية بتصميم جذاب وسحر هندسي خلاف قوة الأداء وميزة الخصائص لها كلمتها الحاسمة في الحرب البرية ضد جيوش تحالف العدوان “ قطفت رؤوسهم قطافا”.
وقال الإعلامي هاشم احمد شرف الدين “الذين انزعجوا من إعلاننا عن تصنيع أول طائرة مسيرة وسخروا منها ومنا، هم كالذين انزعجوا من الشعار “ الصرخة “ واستخفوا به واعتبروه عملا غير ذي جدوى.. ثم لا يلبثون أن يكونوا هم عرضة للسخرية تباعا حينما تأتي الشواهد على عظمة هذا المسار وعلى فاعليته الكبيرة في الصراع”.
ويقول نصر علي قايد الشاهري تعليقاً على صاروخ نكال “شاهد – مواصفات ومشاهد الصاروخ الباليستي المتشظي والبالغ الدقة (نكال) صاروخ أبو عيون لا يرى أمامه سوى العدو المعتدي على بلادنا ولا يمس الأصدقاء”.

قد يعجبك ايضا