المبالغة في احتفالات التكريم..”برستيج” يضاعف الأعباء على الأسر

 

أولياء أمور: حفلات تكريم الطلبة الأوائل تكسر ظهورنا وتحملنا أعباء إضافية
مدراء مدارس: نفضل إقامة حفلات التكريم في المدارس لكن بعض أولياء الأمور يريدونها في صالات مناسبات

المبالغة في احتفالات تكريم الطلبة في المدارس لا تخدم الأهداف التربوية حيث انها تضع كثيراً من إدارات المدارس في موقف لا تحسد عليه، وحيرة كبيرة في كيفية التوفيق بين رغبة كثير من الطلبة وأولياء أمورهم في إقامة حفلات تخرج أبنائهم بشكل معين، وفي مكان محدد، وبصورة مبالغ فيها وتسابقهم لإخراج هذه الاحتفالات متوافقة مع ”برستيج” هذه الأسر الاجتماعي، وبين عدم قدرة بعض الأسر على الإسهام في هذه الاحتفالات، ما يمثل عبئاً مادياً مضافاً يمكن تجنبه.

الأسرة/خاص

ما ﻻ شك فيه أن من حق جميع الأطراف أن تسعد، وتبتهج، طلاب وطالبات، وأولياء أمور واسر، وإدارات المدارس والهيئات التعليمية، وكافة أفراد المجتمع. إنها فرحة كبيرة، ومن حق أبنائنا وبناتنا أن يفرحوا ويحتفلوا بتفوق أبنائهم أو الانتهاء من مرحلة دراسية معينة، ومن حق أولياء الأمور وإدارات المدارس أن تشاركهم هذه الفرحة السنوية التي ينتظرها الأبناء بفارغ الصبر، لكن يجب ألا تتحول هذه المناسبة إلى عبء مادي، أو كابوس يثقل كاهل الأسر غير القادرة.
إذ يترافق معها كثير من السلبيات والمشاكل التي تفسد الهدف التربوي من إقامة هذه الاحتفالات، أو أن تصبح احتفالات التكريم مناسبة “للوجاهة” الاجتماعية، والتنافس السلبي للتباهي والتفاخر بصورة مبالغ فيها، وتكرس قيماً تربوية سلبية أشبه بحفلات الأعراس التي تشهد سباقات محمومة من الإنفاق والبذخ”. .. هذه الكلمات جاءت من إحدى الأمهات اللاتي شاركن أبناءهن في حفل تخرج في أحدى المدراس الخاصة أقيم في أفخر القاعات ، ووصلت إسهامات أسر الطلاب فيها إلى حدود خمسة آلاف ريال للطالب أو الطالبة، بينما تسابق كثير من أولياء الأمور في نفس المدرسة إلى دفع أضعاف هذا المبلغ، والتمسك بإقامة الحفل في مكان سياحي مرموق يليق بسمعة ومكانة المدرسة التي تتخرج منها ابنته أو ابنه، كأن الأمر أصبح من مستلزمات “البريستيج” أو الوجاهة المطلوبة. وجاهة اجتماعية، حيث وجهت مديرة إحدى المدارس الخاصة انتقادات على البذخ والإنفاق الذي يرافق حفلات التكريم ونفت، وما تردد عن رسوم التكريم المدرسي التي تصل إلى 7 آلاف ريال، وأن المدرسة اشترطت على الطلاب سداد المبلغ المطلوب حتى يمكنهم المشاركة في الاحتفال الذي أقيم في احدى القاعات بالعاصمة بناء حسب رغبة الطلاب أنفسهم وأولياء أمورهم.
وتابعت : الطلاب والطالبات ينتظرون هذه المناسبة ويحرصون على تسجيلها كتاريخ وحدث مهم في حياتهم، والوضع الاقتصادي للأسر لا يسمح بأن نرهق الطلاب بتكاليف إضافية، ونحن لا نقر إقامة الحفلات خارج المدرسة إلا بناء على رغبة أولياء الأمور أنفسهم، مادام الأمر لا يكلف المدرسة أية أعباء إضافية.
. أما عبدالكريم سعد – احد أولياء الأمور – فيرى أن تنظيم مثل هذه الحفلات أمر ضروري، لكنه لا يحبذ الإنفاق فيها ببذخ، وبما يثقل كاهل غير القادرين من الأسر، ويقول:” إنها فرصة ينتظرها الأبناء بعد جهد ونجاح، وهناك من المدارس من تبالغ في الإنفاق، وهناك من يشترط التبرع بشكل غير لائق، وهناك من يتعامل بمرونة، لكنني لا أحبذ المبالغة بشكل عام، فقد يكون من الأهمية أن يأتي الحفل منسجماً مع اسم المدرسة، وفي مكان لائق لكن دون تبذير أو بذخ ربما الأبناء ينظرون إلى أقرانهم، وهذه طبيعة السن والمرحلة العمرية، لكن لا بد أن تراعى ظروف الأسر الاقتصادية وطاقاتها ومسؤولياتها الاجتماعية”.
كذلك أشارت أمة الرحمن “ ولية أمر” إلى أن الاحتفالات شيء محفز للطلاب على التفوق ، لكنها انتقدت المدارس التي تلزم الطلاب بالتبرع، والمبالغة فيه،، وقالت:” هناك كثير من المدارس تجعل المشاركة اختيارية، لكن الحقيقة ليست كذلك، لأن كل طالبة تطمح في مشاركة زميلاتها، بل ويتنافسن في ذلك، وبما يحمّل الأسرة أعباء إضافية. صحيح أن المشاركة اختيارية، لكن الأبناء يلزمون أسرهم بالمشاركة حتى لا يظهرون أقل من أقرانهم.
جانب إيجابي
مدير إحدى المدارس الخاصة بادر، لتوضيح الأمر بموضوعية، فقال:” علينا أولا ألا ننسى الأهداف التربوية والاجتماعية التي ننشدها من إقامة حفل التكريم كل عام، باعتباره مهرجاناً للفرحة بالنجاح والتفوق وإنهاء مرحلة دراسية مهمة في حياة الطالب أو الطالبة، وتشارك فيه جميع الأطراف المعنية بالعملية التعليمية من المدارس والأسر والطلاب، وهي مناسبة مهمة لتكريم المتفوقين بشكل لائق، والاحتفاء بهم وسط ذويهم وعوائلهم وأساتذتهم، وفرصة جيدة للتواصل الإيجابي المباشر بين جميع الأطراف، من شأنه أن يعزز صلة المدرسة بأولياء الأمور، وفرصة جيدة أيضاً للتعريف بالمدرسة وإنجازاتها وبالطلاب المتفوقين فيها، وتشجيع باقي الطلاب في المراحل الصفية اللاحقة، وتوجيه الشكر لكل طرف أسهم في هذه المسيرة الطويلة”. ويضيف: ”من جانبنا نؤكد أننا نميل إلى إقامة مثل هذه الاحتفالات في مقر المدرسة، وبجهود ذاتية صرفة، ونحرص على إنجازها بالاعتماد على أبنائنا الطلاب والطالبات في كافة فقرات الحفل الفنية والإبداعية والثقافية وغيرها، وبما لا يحمل الطلاب أية أعباء .
، مدير مدرسه خاصه يؤكد ..أنه جعل طلابه يشاركون جميعاً في تقديم فقرات الاحتفال دون تمييز، فالهدف ليس الحفل في حد ذاته، وإنما تحقيق الأهداف التربوية التي نسعى إليها لإدخال البهجة والفرحة إلى قلوب الجميع”.
وتابع :نجحنا في تقديم فقرات مبهجة وملفتة وناجحة بحضور كافة أولياء الأمور، ونالت تقديرهم وإعجابهم، وجميعها من إعداد وأشراف الهيئة التعليمية داخل المدرسة ، وبمشاركة الأطفال أنفسهم، وفي مقر المدرسة، ودون أي عناء أو عبء على الأسر.

قد يعجبك ايضا