في وداع علم في الثقافة والنضال

 

علي مقبل غثيم

ودعت بلادنا في 21 ديسمبر 2020م. علماً من أعلامها، ومثقفاً متميزاً ومربياً تخرج على يديه الآلاف من الشباب الذين أسهموا بعطائهم في نمو مجتمعنا اليمني من مرافق الدولة المختلفة. ذلك الرجل هو المناضل الدكتور عبده علي عثمان، الذي ربطتني به علاقة منذ أواخر الستينات، وبالتحديد أثناء حصار السبعين يوماً للعاصمة صنعاء من قبل من كانوا يحلمون بإعادة عجلة التاريخ إلى الوراء، حيث حمل على عاتقه- وإلى جانبه عدد من المناضلين أتذكر منهم المرحوم عمر الجاوي والشهيد جارالله عمر والمرحوم مالك الإرياني والكثير من الشباب الوطني والقومي- القيام بتكوين المقاومة الشعبية من مختلف شرائح المجتمع، وفي تشكيلها قوة رديفة للقوات المسلحة وقوات الشرطة والأمن، أثناء معركة الدفاع عن العاصمة، انتهت بانتصار الثورة والجمهورية.
وقد تعرفت عليه بواسطة الأخ العزيز والقائد المناضل العقيد سلطان أمين القرشي الذي تولى قيادة الأمن الداخلي عقب حركة 5 نوفمبر عام 1967م. التي شارك في قيامها أعضاء حزب البعث العربي الاشتراكي، وكان الأخوين من أبرز مؤسسي الحزب.
وللفقيد كثير من المناقب؛ أتذكر منها مشاركته في تأسيس الصرح العلمي الكبير المتمثل في جامعة صنعاء، وتولى التدريس فيها لمادة علم الاجتماع أكثر من أربعة عقود كما أوكلت إليه الجامعة عمادة شئون الطلاب في الجامعة ورئاسة قسم علم الاجتماع لفترة طويلة.
وفي عام 1974م. وقع عليه الاختيار ليكون ضمن أول تشكيل حكومي عقب حركة 13 يوليو التصحيحية، حيث عين وزيراً للبلديات والإسكان.
كما يعدُّ الفقيد من أوائل المؤسسين للحركة التعاونية في بلادنا عام 1973م.
وقد مارس جميع مهامه الوطنية، في المجال العلمي أو الشعبي أو التنفيذي، بجدية ونزاهة ونكران للذات.
ولا يسعني في هذه العجالة إلاَّ أن أقول بأن وطننا الحبيب قد خسر برحيله أحد رجاله الوطنيين ورمزاً من أولئك القلائل، فقد ظلَّ طيلة حياته محافظاً على قيمه ومبادئه، في ظل متغيرات شهدتها الساحة اليمنية، أضحى التمسك بها كالقابض على جمرة من نار.
وفي ختام هذه السطور أعزي نفسي وأولاده وجميع أفراد أسرته وتلاميذه ومحبيه في وطننا العزيز.
راجياً من الله العلي القدير أن يتقبله بالرَّحمة والمغفرة، وإنـَّا لله وإنـَّا إليه راجعون.
في وداع العظيمين.. أبي وأمي
* عضو هيئة رئاسة مجلس النواب سابقاً

قد يعجبك ايضا