ملاعب الرياضة للجميع تحت الاستثمار

 

د. جابر يحيى البواب

الاستثمار أحد أعضاء المجال الاقتصادي، حيث يعتبر قطباً أساسياً في توفير رأس المال، ونظرا لأهميته، فهو يعتبر كأحد أهم المؤشرات المعتمدة في قياس ارتفاع أو انخفاض نسبة معدل نمو الاقتصاد في البلد، لذلك أصبح يحظى بأهمية قصوى لدى القائمين على الشأن الاقتصادي الذين ينشدون تنمية وتطوير اقتصاديات بلدانهم بتشجيع وتحفيز ذوي رأس المال سواء كأشخاص ذاتيين “رجال الأعمال” أو مسؤولين محليين أو أجانب واستقطابهم للاستثمار عبر طرق ترويجية وتحفيزية متعددة، الاستثمار له أوجه عديدة ومتنوعة منها (السلع، الأصول المالية، العقارات، الخدمات…)، وما يهمنا هو شقها المرتبط بالنوع الخدماتي، على اعتبار الرياضة تندرج ضمن الخدمات العمومية التي تعمل الدولة على تأمين استفادة الفئات المستهدفة منها بتمويلها والإشراف عليها بشكل مباشر أو غير مباشر.
لقد تجاوزت الرياضة أدوارها التقليدية المتمثلة في الممارسة الرياضية التلقائية وإبراز المواهب وتفريغ الطاقات واستثمار الوقت الحر لدى الممارسين، فكل تلك التوصيفات أضحت من بديهيات الممارسة الرياضية، لكن ما يمكن اعتباره تحولاً نوعياً هاماً، هو تحول الرياضة إلى مجال من مجالات الاستثمار، وتوظيف رأس المال في الاستثمار الرياضي، بعد تمكن الرياضة من تسليط جاذبيتها لرجال الأعمال والشركات الاستثمارية لاقتحامها والاستفادة من عائداتها المالية الضخمة، باعتمادها على الفرجة الرياضية والسياحة الرياضية كمادة إنتاجية التي تبدّى للمهتمين بها كونها مجالا خصبا ومربحا، اعتبارا لشعبية بعض الأنواع الرياضية التي تستقطب جماهير غفيرة تجد ضالتها في الرياضة كمتنفس من ضغوط الحياة.
ما ذكرته سابقاً حتى لا يذهب البعض منكم إلى فضاء التأويل والتخمين والتشكيك فلست ضد الاستثمار بشكل عام ولا ضد الاستثمار الرياضي بشكل خاص، وإنما أحاول من خلال هذا الطرح أن أتوصل إلى تفعيل منطق إعطاء كل ذي حق حقه.. منذ ما يقارب أشهر مضت، تقريباً منتصف العام الماضي 2020م، بدأت أعمال الإنشاء والتعديل في المربع الرياضي بحديقة السبعين، والذي يعود ملكيته لاتحاد الرياضة للجميع، وهو عبارة عن مقر وملاعب تنس ميدان وكرة طائرة وكرة السلة وكرة القدم ومسبح غير مكتمل الإنشاء، ملاعب غير مستخدمة ولا يستفاد منها منذ بدأ الحصار والعدوان على اليمن، على اعتبار أن حديقة السبعين تقع في منطقة أمنية مستهدفة من قبل العدوان.
لكن وبعد مرور ست سنوات على العدوان، وتأكدهم بأن شعب اليمن لا يلين للظلم ولا يستسلم للظالم، وعلى اعتبار أن الرياضة أحد وسائل التأكيد على الصمود والتحدي والتصدي للعدوان، كان يجدر بهم تسليم مقر اتحاد الرياضة للجميع وملاعبه إلى مجلس إدارة الاتحاد “توجد العديد من الأوامر بتسليم المقر للاتحاد لكن من يسكنوه يرفضون الامتثال للأوامر،” لكي يعود إلى ممارسة نشاطه وتقديم خدماته الرياضية للمجتمع، لكن ما حدث عكس ذلك تماما فقد فوجئ الجميع بوجود اتفاقية استثمار لهذه الملاعب ومنح صلاحيات لإحدى الشركات الخاصة ولمدة استغلالية طويلة، خالية من معايير وشروط الاستثمار الرياضي، أي أن هذا الاستثمار ليس له عائد على الشباب والرياضة وليس لأصحاب الحق “اتحاد الرياضة للجميع” أي علاقة به.
بالعودة إلى ما ذكرته أعلاه أؤكد مجدداً أني لست ضد الاستثمار الذي يعود بالفائدة على أصحاب الحق في ذلك، ويراعي معايير وشروط وقوانين الاستثمار الرياضي، ومنها إبرام عقد الاستثمار الرياضي مع الجهة المعنية صاحبة الحق في ذلك وهو اتحاد الرياضة للجميع، والتأكيد على أحقية المجتمع في الانتفاع بهذه الملاعب وممارسة الرياضة والترويح عن النفس، كون الشباب والمجتمع بشكل عام والاتحاد بشكل خاص هم المعنيون والمسؤولون عن المربع المخصص للرياضة بحديقة السبعين.
وداعاً أستاذنا الجليل أحد أبرز مؤسسي الحركة الشبابية والرياضية عضو مجلس الشباب والرياضة سابقا مستشار الشباب والرياضة صاحب المرجعية الأساسية للوائح وأنظمة العمل الشبابي والرياضي.. الأستاذ محمد عبدالوالي الشميري.. الله يرحمه رحمة الأبرار ويسكنه فسيح جناته ويلهم أهله وذويه ومحبيه الصبر والسلوان.. إنّا لله وإنّا إليه راجعون.. تعازينا لأفراد أسرته الكريمة جميعاً وللأسرة الشبابية والرياضية.

قد يعجبك ايضا