لا رهان على بايدن

 

عبدالله الأحمدي

استراتيجية أمريكا تجاه الشرق الأوسط هي واحدة، مهما تغيرت الإدارة بين جمهوري يميني، أو ديمقراطي ليبرالي!!
ويأتي في مقدمة الاستراتيجية الأمريكية تجاه الشرق الأوسط؛ ضمان أمن إسرائيل ونهب ثروات العرب، وخاصة النفط والأموال النفطية، وزرع أراضيهم بالقواعد العسكرية التي تحمي إسرائيل ومصالح الغرب.
وأي محاولة تمرد، أو خروج عن طوع الغرب؛ معناه الغزو والاحتلال، وما أدراك ما الغزو والاحتلال.؟!
وما حدث للعراق وسوريا وليبيا واليمن خير مثال.
الكثيرون طبلوا وزمروا لرئيس أمريكا الجديد الديمقراطي جو بايدن، ولكنهم صُدِمُوا في أول تصريح لمرشحه للخارجية الأمريكية، الذي قال : ( ملتزمون بأمن إسرائيل، ولن نتراجع عن نقل السفارة والاعتراف بالقدس عاصمة أبدية لإسرائيل، وتشجيع التطبيع مع إسرائيل).
الفرق بين اليميني الجمهوري والليبرالي الديمقراطي؛ أن الجمهوري يكشر عن مخالب حادة، بعكس الديمقراطي الذي يستخدم مخالب ناعمة.
مثال الجمهوريين المخلوع ترامب وقبله آل بوش، ومثال الديمقراطيين كلنتون وأوباما.. وكلهم في خدمة الصهيونية.
الغرب وعلى رأسه أمريكا لا يمكن أن يترك للعرب والمسلمين سيادة، أو حرية، أو استقلالاً، أو ثروات طالما لم يرونه العين الحمراء ويقطعون دابر مؤامراته.
تحالف دولي ضد أفغانستان.. وتحالف دولي ضد سوريا والعراق.. وكله تحت يافطة مكافحة الإرهاب.
والإرهاب صناعة أمريكية / غربية.
إنهم يخلقون الذرائع لغزونا، ونهب ثرواتنا ومصادرة حرياتنا وقتل قادتنا.
كل هذه الأحلاف العدوانية تمولها دول النفط في الخليج والسعودية، بما يعني؛ نفط العرب يمول العدوان على العرب!!
بعد سقوط المنظومة الاشتراكية، قال وزير الدفاع الأمريكي حينها : ليس للغرب أعداء إلا الإسلام، وليس كل الإسلام، بل الإسلام المقاوم للعدوان الصهيوني والهيمنة الغربية.
الآن المشهد واضح؛ لقد صنع الأمريكي حلفا صهيونيا مكونا من إسرائيل والدول المطبعة معها للقيام بما تمليه عليهم أمريكا والصهيونية، وجعلوا من الجمهورية الإسلامية عدوا للعرب بدلا عن الدولة الصهيونية التي تحتل مقدساتهم وأراضيهم.
لا تراهنوا على بايدن، ولا على أمريكا، ولا على دول الغرب، وبالذات من يبيعون السلاح لدول العدوان على اليمن ويشاركون في قتل اليمنيين، وتدمير بلادهم.
كل مشاكل العرب هي من صناعة الغرب الاستعماري، ومن دوله المشاركة في العدوان والداعمة للدول المعتدية.
وكل دول الغرب التي تبيع السلاح، وتتاجر بالمعدات العسكرية؛ مشاركة في قتل اليمنيين وحصارهم، والعدوان على كل شعوب الأمة العربية.
عليكم أن تراهنوا على أنفسكم وعلى شعوبكم، ثم على خالقكم.
لم يكن الغرب في يوم من الأيام نصيرا للشعوب، أو نصيرا للحرية، بل كان مستعمرا وتاجرا يبحث عن مصالحه في نهب الشعوب واستعباد أبنائها.
لقد كان التاجر الغربي يشحن بضاعته وبجانبها المدفع لقتل من يعترضه.
حركة الاستعمار اقترنت بالتوسع في تسويق المنتجات الغربية والبحث عن الخامات.
واليوم يجن جنون الغرب عندما يسمعون عن المطالبة بتحرير الثروات والأسواق.
كان السبب في غزو العراق مطالبة صدام باستبدال الدولار بعملة أخرى في التعاملات الدولية، والحال كذلك بالنسبة للقذافي في ليبيا.
أكثر من خمسين عاما يحاصرون الجمهورية الإسلامية لمنعها من امتلاك سلاح نووي للدفاع عن شعبها.. لقد وصلت العقوبات الأمريكية والغربية ضد الجمهورية الإسلامية إلى أكثر من ٧٠٠.عقوبة.
هم لا يريدون أن يمتلك العرب والمسلمون العلم والتكنولوجيا.. يريدون ذلك احتكارا لهم ولبني صهيون.
هم في الأخير لا يريدون خيرا لغيرهم.. يريدون لهذه الشعوب أن تبقى جاهلة فقيرة تابعة ذليلة كي يملوا عليها ما يريدون من قرارات الاستعباد والذل والمهانة.
العرب والمسلمون لا يعرفون من الغرب إلا وجهه القبيح والقاتل.. ولا يعرفون منه إلا الشرور المستطيرة.

قد يعجبك ايضا