جرحى لم تمنعهم الإعاقة من حضور الوقفة الاحتجاجية بالعاصمة صنعاء

 

الإرهاب سلاح تستخدمه أمريكا ضد من يقاوم سياساتها الاستعلائية ويرفض هيمنتها ووصايتها
أمريكا من يسلح القاعدة وداعش، وهيهات لها أن تلصق الإرهاب بمحور المقاومة
أمريكا وبريطانيا زرعتا أول كيان إرهابي في المنطقة هو الكيان الإسرائيلي المحتل

موقف مؤثر مع أحد جرحى المواجهة ضد العدوان الذي تعثرت عربته أثناء السير في اتجاه ساحة العزة والإباء للمشاركة في الوقفة الاحتجاجية التي شهدتها العاصمة صنعاء أمس في مسيرة جماهيرية حاشدة، للتنديد باستمرار العدوان والحصار والإرهاب الأمريكي تحت شعار “الحصار والعدوان الأمريكي جرائم إرهابية”.. موقف قام به الجندي ماجد أحمد المرشحي أحد أفراد الشرطة العسكرية الذي سارع إلى إسناد عربة الجريح يحيى جوهر أحد جرحى معركة النفس الطويل ليمنع سقوطه..
الثورة /يحيى الربيعي

الموقف أثار تساؤلي لذلك الجندي عن الدافع الذي جعله يجري بتلك الطريقة ليسند تلك العربة ويمنع سقوط الجريح عنها.. يجيب المرشحي بكل لهفة وشعور بالاعتزاز والتقدير لتلك الروح المجاهدة والنفس الأبية التي يحملها هذا الجريح بين جوارحه، قائلا: هذا الجريح وقف في وجه الإرهاب الأمريكي، في وجه العدوان ومرتزقته الذين أرادوا أن يسلبوا اليمن حريتها واستقلالها.. هذا المجاهد مكانه في قرة الأعين وفوق الرؤوس، مضيفا أن الروح التي تسكن بين جوارح هذا الجريح هي قدوتنا، وهي باعث القوة في أرواحنا نحو السير على دربهم ودرب الشهداء العظماء الذين قدموا أغلى ما يملكون وهي الروح والجوارح.. هذه الروح التي أبت رغم جروحها وما بها من الألم إلا أن تشارك في هذا الموقف الوطني العظيم بوقوف شامخ وتحد منقطع النظير ضد ذلك القرار الأرعن الذي اتخذته الإدارة الأمريكية المنتهية صلاحيتها.. وعقب الجريح “يحيى” بالقول: “القرار لا يعبر إلا عما يحتويه الإناء الذي نضح به.. القرار الذي تريد أمريكا من خلاله أن تخلع عن نفسها رداء الإرهاب الأسود، وهيهات لها ذلك، فهي أم الإرهاب ومرضعته.”

القذيفة الأولى
ويواصل جوهر القول: صدق المثل القائل “حاميها حراميها” تلك هي أمريكا التي تختزل كل مواقفها اللإنسانية وجرائمها الدموية وعنصريتها التي تلطخت بها سمعتها في أرجاء المعمورة ضد الإنسانية طوال عقود من الزمن وعمت مشارق الأرض ومغاربها في مشاهد قتل وتشريد بدأتها من عقر دارها في القارة الأمريكية، واصفا القرار بالأرعن والذي لن يكون القذيفة الأولى التي تطلقها أمريكا في حق الإنسانية فقد سبق أن رمت قنابلها النووية في اليابان وخاضت حروبها العنصرية واحتلت الفلبين والعراق وأفغانستان.. وسيبقى السؤال لماذا أمريكا لا تصنف نظامها بالإرهابي؟ بلا إجابة لأنها- أي الإجابة- واضحة ولا تحتاج إلى مزيد بحث ولا تحريات؛ إنها أم الإرهاب، فهي من تضرب الشعوب وتقتلها وبدلا من أن تعاقب على جرائمها تسبق الجميع إلى تصنيف ضحاياها بالإرهابيين كي تتنصل عن جرائمها.
ويتفق مع ذلك الجريح محمد عبدالله يوسف مضيفا أن أمريكا أدركت أن اليمن لن تكون لقمة سائغة لها ولا لتحالف عدوانها ومرتزقتهم، فقد منيت بهزائم شنعاء لم يسبق أن ذاقها جيش عبر التاريخ، ولذلك لم يكن أمام أمريكا سوى البحث عن خيارات الانهزام والتقهقر، وما هذا القرار إلا واحد من تلك الخيارات، أمريكا تريد أن تبرر هزيمتها وتنقذ عملاءها من الوصم بالهزيمة، فذهبت إلى سلاح لن يصيب هدفا لها غير وجودها في المنطقة الذي هو إلى زوال قريب لا محالة.

رحم الإرهاب
أما الجريح طه أحمد يحيى الغماري من جرحى معارك تحرير البيضاء من فلول الإرهاب الأمريكي القاعدة وداعش، فيؤكد أن القرار لن يؤثر على هذا الشعب العظيم.. الشعب المؤمن.. الشعب المجاهد.. الشعب الذي ضحى وسيضحي بكل ما يملك.. ضحى وسيضحي بالمال والرجال خلال أعوام ستة وإلى أن يتحقق النصر بإذن الله.. النصر الذي لا حياد عنه ولا بديل.. لا يمكن أن يؤثر علينا هذا القرار الأرعن.. إنه قرار إرهابي يكونه صادر عن كيان الإرهاب.. الإرهاب ولد من رحم أمريكا وهي مرضعته والمربية والراعية والمعلمة وهي الموظفة للإرهاب والجانية لثماره في كل ميادين عدوانها على الشعوب بدءا من عقر دارها وما فعلته في حق الهنود الحمر المواطنين الأصليين للقارة الأمريكية.. هي من يدعمه ويموله ويصنع له الأحزمة الفكرية والناسفة.. هي من يجند الإرهاب ضد من يقف في وجه سياساتها الاستعلائية ويرفض وصايتها.. هي من يسلح القاعدة وداعش في اليمن وليبيا وسوريا والعراق.. وهيهات لها أن تلصق الإرهاب بمحور المقاومة؛ محور التحرر من الهيمنة الصهيوأمريكية.. أمريكا فقط تناوش، بل وتحاول أن تبرر ضعف مواقفها وتريد أن تذر الرماد على العيون كي تصرف الأنظار عن الهزائم التي منيت بها في اليمن على أيدي رجال الرجال.. تريد أن تغطي على جرائم تحالف عدوانها الهمجي السعواماراتي طيلة سنوات ست.. وهو ما لن يكون لها لأن الحقيقة واضحة وجلية.

تتنفس الصعداء
أديب علي أبو فارع- من جرحى معارك تحرير مارب- حضر الوقفة الاحتجاجية رغم جراحه، يواصل التنديد بقرار الإرهاب الأمريكي، قائلاً: أنصار الله حركة تحرر وطنية، ومسيرتها القرآنية طريق واضح المعالم ولن ترضى بالهوان والذل مهما كانت التضحيات، وأمريكا تعرف هذا جيدا وتعمل حسابه، أمريكا أصابها الوهن، وخابت آمالها التي علقت على شلل الارتزاق ذات الخليط من الجنسيات المتعددة، وهُزمت شرعيتها المزعومة وتحالفها العدواني السعواماراتي ومرتزقته على اليمن.. هي الآن في نفسها الأخير تتنفس الصعداء، تريد أن تخرج من قمة الزجاجة التي تورطت فيها.. ها هم الإرهابيون الذين دربتهم أمريكا ليكونوا لها سلاحا فتاكا وقوة ضاربة في وجه محور المقاومة يهزمون في ساحات الوغاء.. ساحات التحرر من الهيمنة الصهيوسعودية.. ها هي ضربات رجال الرجال وسلاح الجو والبحرية والقوة الصاروخية والطيران المسير المصنع بأياد يمنية تقهر التكنولوجيا الحربية الأمريكية عالية الدقة.. إن قرار أمريكا أرعن وسيظل كذلك وهو عار على أمريكا ذاتها، أما نحن فجند الله في الأرض، وإن جند الله لهم الغالبون.

القرار الأرعن
من جهته قال عبدالله الصيعري من جرحى حرب 1994م، أمريكا لم تستقر لها عين في أن ترى اليمن بلدا موحدا ومعافى من أمراض التعصب الحزبي والتطرف المذهبي والعنصرية المناطقية، بل لم يغمض لها جفن أن جعلت من اليمن مستنقعا لتلك الصراعات، فسارعت إلى زرع قاعدتها الإرهابية وأرسلت دواعشها وفتحت لهم المدارس والمعاهد وأرغمت النظام السابق على تبني هذه الأفكار وتمويلها والسماح لمخرجاتها أن تعيث في الأرض فسادا وفي النسل تعبئة بأفكار التعصب ومناهج التفرقة ونشر ثقافة الاعتداء والاغتيال والتفخيخ والعمليات الانتحارية، ثم عملت عبر منظماتها الحقوقية والاجتماعية على تفكيك النسيج الاجتماعي وتمييع القيم والأخلاق الأصيلة للشعب اليمني بالثقافة المغلوطة والعقائد الباطلة، وأمريكا الآن وعندما رأت مشاريعها تفشل واحد تلو الآخر على أيادي رجالات وأبطال المسيرة القرآنية باتت تشعر بالخطر، وأن رحيلها من المنطقة بات وشيكا، سارعت إلى هذا القرار الأرعن الذي لن يزيد وضعها إلا خذلانا وهزيمة، ونحن ومن خلال هذه الوقفة الاحتجاجية نقول لأمريكا بالفم المليان “أنصار الله” حركة تحرر وطنية، واليمن كلها أنصار الله، واليمن كل اليمن في خندق واحد يقف في وجه أمريكا.. أمريكا من يقتل الشعب اليمني، أمريكا أم الإرهاب.. أمريكا تبرر عدوانها على اليمن بهذه الأكذوبة التي لم تنطلي على أحد من العالمين، بل كل العالم وقف في وجهها وقال لها “إنك أنت الإرهاب”.. قرار أمريكا ضد الأنصار سيفضح أمريكا فتكون من الخاسرين.

سياسة الاستيطان
أما المناضل عبدالله مرعي حسن المالكي، إب، بني عمر، أصيب في حرب 1976م ضد إسرائيل فيقول: أمريكا انطلقت في مسيرتها الإرهابية بدعم نواة الإرهاب في أول كيان إرهابي دعمته بريطانيا وأمريكا كان هو النظام الإسرائيلي العنصري المزروع في قلب الأمة العربية والإسلامية، وما قامت أمريكا خلال عقود من تفكيك وخلخلة للكيان العربي والإسلامي واضح ولا يخفى عن العين المجردة، ولعل اتفاقية سايكسبيكو وما تلاها من تطبيع السادات وتمييع وظيفة الجامعة العربية ثم حرب الخليج واحتلال العراق وصولا إلى الربيع العربي والحرب على اليمن وسوريا وليبيا، فحركات التطبيع الإماراتي البحريني المغربي مع الكيان الغاصب، كل ذلك سياسات أمريكية كان الإرهاب هو المنهج والذريعة التي استخدمتها أمريكا لتمريره وتبرير جرائمها ضد الأمة العربية والإسلامية، وهي الآن تريد أن تقضي على محور المقاومة والتصدي لسياساتها الاستيطانية من خلال هذا القرار الذي لن يكون إلا آية نصر للمحور وفضيحة شنعاء للنظام الأمريكي الذي نضح إناءه بما يكنه من الكراهية والعداء للإنسانية جمعاء.. العالم كله رفض وندد ولن يرض أبدا بنفاذ مثل هذه القرارات الغبية، وإن شاء الله سينقلب السحر على الساحر.

الدولة اللقيطة
ويختتم يحيى مبارك الحمزي جريح معارك النفس الطويل بالقول” لليمن تاريخها المعروف من القدم.. تاريخ يمتزج بالقيم الحضارية والإنسانية، واليمن أم السلام وصانعة التاريخ والوجود الإنساني المتصل بالقوانين والأعراف والتقاليد التي عرف بها من خلال الإنسان اليمني بإنسانيته وحبه للتعايش، واليمن هو الموصوم بالإيمان وأهلها الحكماء، ومنها استمدت البشرية قيم الحضارة والبناء، فمن هي أمريكا؟ أليست تلك الدولة اللقيطة التي بنت كيانها الإرهابي على جثث مواطني القارة الأصليين، وصدرت العنف والإرهاب وحاربت به وشرعت له.. وهي الآن تفضح بقرارها هذا سياساتها وتعلن للعالم أجمع أنها أم الإرهاب، وأن الإرهاب ما كان ولن يكون إلا سلاحا تستخدمه أمريكا ضد من يقاوم سياساتها الاستعلائية ويرفض هيمنتها ووصايتها.
تصوير/ عادل حويس

قد يعجبك ايضا