عضو المجلس السياسي الأعلى أحمد غالب الرهوي لـ ” الثورة  “: تصنيف أمريكا لأنصار الله في قائمة الإرهاب هدفة إطالة أمد العدوان على اليمن

 

الأمريكيون أوجدوا المنظمات الإرهابية الحقيقية ولا يحق لهم وصف الآخرين بالإرهاب
نناشد المغرر بهم ممن لا يزالون في صف العدوان العودةإلى حضن الوطن
دول العدوان أرادت من اتفاق الرياض تجميل صورتها والواقع في المحافظات المحتلة من سيئ إلى أسوأ

أكد عضو المجلس السياسي الأعلى أحمد غالب الرهوي أن القرار الأمريكي بتصنيف انصار الله جماعة إرهابية هدفه إطالة آمد العدوان على اليمن وتحقيق أجندة دول العدوان والسيطرة على الممرات المائية والمضائق والجزر الاستراتيجية في اليمن .
وقال الرهوي في لقاء مع ” الثورة ” إن اليمن لم يعد لديه ما يخسره وسترتد تداعيات القرار على دول العدوان الذي أصبح اقتصادها على حافة الانهيار بسبب حربها على اليمن .
ولفت الرهوي إلى أن دول العدوان لم تقدم للمحافظات اليمنية المحتلة سوى الموت والدمار ..مشيرا” إلى أن السعودية أرادت باتفاق الرياض صورة ظاهرية لتجميل صورتها ولو بالحد الأدنى شكليا” لان واقع الحال يقول غير ذلك والوضع يزداد من سيئ إلى أسوأ .

الثورة /
محمد الروحاني


ستة أعوام من العدوان كيف تقيمون الصمود على مختلف الأصعدة ؟
الشعب اليمني وقيادته الثورية والسياسية صامدون بل ويجترحون الانتصارات المتتالية مرورا بـ(نصر من الله) و(البنيان المرصوص) و(أمكن منهم) واستعادة الجوف وسقوط مارب عسكريا من خلال الإطباق عليها من جميع الجهات، ضف إلى ذلك التحام الشعب اليمني بمختلف فئاته ومشاربه السياسية والاجتماعية والثقافية والقبلية، فضلا عن المعاناة الإنسانية التي وصفها العالم بأسوأ أزمة إنسانية في العالم بسبب الحصار في مختلف المجالات، وكما قال نبيل خوري مساعد السفير الأمريكي في صنعاء، أنهم لم يتركوا حتى النملة تمر إلى اليمن .
وضع الإدارة الأمريكية لأنصار الله في قائمة الإرهاب الأمريكية .. برأيكم ما الهدف من هذا القرار ؟
أولا يجب أن نتساءل ما هو الإرهاب وما تعريفه، الجميع في العالم يعلم أن الولايات المتحدة هي من كانت تعرقل الوصول إلى تعريف موحد للإرهاب بهدف إطلاق يدها لشن الحروب على عدة بلدان وتغيير الأنظمة التي لا تسير في ركبها، وثانيا لتصنيف من تريد بالإرهاب لكي تتوغل تحت مبرر الإرهاب الذي لا يوجد تعريف موحد له حتى اليوم، وثالثا هناك اعتراف بالصوت والصورة لهيلاري كلنتون وزيرة الخارجية الأسبق والرئيس الأسبق أوباما والمجنون ترامب بأنهم هم من صنعوا داعش وتوابعها .. إذا لا يحق لمن أوجد هذه المنظمات الإرهابية الحقيقية أن يصنف الآخرين بالإرهاب باعتبار أنه أم وأبو الإرهاب، هدف القرار إطالة أمد العدوان على اليمن وحصار شعبه بعد أن عجزوا منذ 26 مارس 2015م حتى اليوم عن تحقيق أهدافهم المعلنة .
ما تداعيات القرار على التسوية السياسية في اليمن ؟
كما أشرت سلفا هم يهدفون إلى إطالة أمد العدوان وعدم الوصول إلى أي حل سياسي، وهمهم تحقيق أجندات دول العدوان في الممرات المائية والمضائق والجزر الاستراتيجية في اليمن، ولهذا لا يهمهم الشعب اليمني ولا التسوية السياسية وإنما يعيشون ويرقصون على دماء أبناء الشعب اليمني وتدمير مقدراته لأنهم يعرفون بأن وصول أي حل سياسي ووقف الحرب والحصار سيكونون كالسمكة التي تخرج من البحر وتموت لا تستطيع أن تعيش أو تستمر في نهب مقدرات الشعب اليمني، وبه يزول السبب الذي يقتاتون عليه أو ينتفي المبرر الذي يقتاتون عليه .. أما الشعب اليمني وقيادته الثورية والسياسية ولجانه الشعبية وقبائله لم يعد حالهم كما كان في 26 مارس 2015م، لقد خلقت هذه المعاناة خلال السنوات الأولى من العدوان ( الحاجة أم الاختراع ) فتفتقت عقول اليمنيين وإبداعاتهم كما هي عبر التاريخ في الصناعات العسكرية والمجالات: الزراعي والصناعي والطبي والاقتصادي والأمني، وتوفير الحد الأدنى من احتياجات المواطن اليمني، ويأتي في مقدمة ذلك الاعتماد على الله سبحانه وتعالى والإيمان الصادق بعدالة قضيتنا، فتحولنا إلى خلية نحل في كافة المجالات وأصبحنا نرد الصاع صاعين وتحولنا من الدفاع إلى الهجوم، هذه الإنجازات تتحقق على الواقع الملموس بالتصنيع العسكري وتطوير الصواريخ والطائرات المسيرة والقناصات بعيدة المدى والمدرعات وغيرها فضلا عمّا غنمناه في مختلف جبهات القتال التي جعلتنا مكتفين عسكريا ولسنوات قادمة، غير ما تحقق في المجالات الأخرى، زد إلى ذلك الحفاظ على مؤسسات الدولة وتفعيل المؤسستين التشريعية والشوروية وانخفاض مستوى الجريمة بفضل الله والأجهزة الأمنية ممثلة بقيادة وزارتي الداخلية والدفاع ممثلة باللواء الركن عبد الكريم أمير الدين الحوثي واللواء الركن محمد ناصر العاطفي ورئيس هيئة الأركان العامة اللواء الركن عبد الكريم الغماري وجهاز الأمن والمخابرات اللواء الركن عبد الحكيم الخيواني وجهاز المخابرات العسكرية اللواء الركن أبو علي الحاكم ومختلف قطاعات وفروع الأجهزة العسكرية والأمنية، والقيادة الثورية الحكيمة للسيد عبد الملك بدر الدين الحوثي في إدارة المعركة باقتدار وحنكة على مختلف الصعد والمجلس السياسي الأعلى وعلى رأسه فخامة الأخ المشير الركن مهدي محمد المشاط وأعضاء المجلس وحكومة الإنقاذ الوطني وعلى رأسها الدكتور عبد العزيز بن حبتور ومعنا كل القوى الوطنية ومختلف القوى السياسية والحزبية والشباب والمرأة والقبائل والإعلام الوطني والحزبي والأهلي .. كل هذه المعادلة المتناغمة شكلت لوحة سياسية أبهرت العالم وعززت من تلاحم الشعب اليمني ثباتا وصمودا وإمداداً بالرجال والمال والغذاء، وأنا أعتبر هذا إعجازاً إلهياً نظرا لمظلومية وعدالة قضية الشعب اليمني المعتدى عليه ظلما وعدوانا.
ماذا عن التداعيات لهذا القرار على الجانب الاقتصادي والإنساني ؟
تداعياته على الشعب اليمني كله على مختلف الصعد وحقيقة لم يعد لدينا ما نخسره، وكما ذكرت لك آنفا نحن ثابتون صامدون محتسبون ولن نتنازل عن حقوق الشعب اليمني ومصلحته العليا، وعن سيادة ووحدة واستقرار اليمن أرضا وإنسانا، بل وأصبحت التداعيات ترتد عليهم على مختلف الصعد ووصل بهم الحال إلى عجز الميزانيات والاقتراض وفرض الرسوم والضرائب وبدأت ثرواتهم تنضب، علما بأن ما أنفقوه في عدوانهم على الشعب اليمني أكثر من 9 تريليونات دولار وهذا المبلغ المهول كان كفيلا لتحقيق أعلى مستوى تنمية للعالم أجمع، لكن الاستكبار والنوايا الخبيثة والغرور والارتهان لقوى الشر الكبرى أوصلتهم إلى ما وصلوا إليه، أما اليمن فهي بخير برحمة الله أولا وبصبر الشعب اليمني الذي شمر سواعده وبدأنا نأكل مما نزرع ونلبس مما نصنع بشكل تدريجي .
إن تعسفهم وعدم استيعابهم للدروس أنساهم بأن الجغرافيا تحكمنا وأن عهد الإستزلام والتبعية قد ولى وجاء عهد الانتصارات والعزة والكرامة والسيادة والقرار الحر.
ما الخطوات التي ستتخذها صنعاء لمواجهة القرار ؟
نحن جاهزون لأي عملية سياسية تضمن للشعب اليمني حريته وأمنه ووحدة أراضيه، جاهزون لحل عادل وشامل على قاعدة لا ضرر ولا ضرار وفق الشرائع السماوية والقوانين الدولية والإعلان العالمي لحقوق الإنسان والشرعية الدولية، وتلاحظون أن خطابنا السياسي تجاه السلام والأمن والاستقرار واحد منذ ليلة العدوان على اليمن في 26 مارس 2015 وحتى اليوم هو نفس الخطاب لم يتغير أو يزداد حرفاً أو نقطة، ثابتون على نفس الخطاب الذي يضمن كرامة الشعب اليمني وعزته وقراره الحر المستقل، ونؤكد هنا ما قاله الرئيس الشهيد صالح الصماد رحمة الله عليه يد تحمي ويد تبني وقد أصبحت هذه الاستراتيجية واقعا ملموسا من خلال الرؤية الوطنية لبناء الدولة اليمنية الحديثة القادرة العادلة .
كيف تقيمون أداء المبعوث الأممي ؟
أداؤه جعل الجميع يقيمونه ونحن قيمناه على لسان رئيس الوفد الوطني المفاوض الأستاذ محمد عبد السلام بأنه ساعي بريد بالرغم من دعمنا له وتشجيعنا له إلا أنه لم يتجاوز وظيفة ساعي البريد وكما يقال الكتاب يبين من عنوانه .
تقييمكم للوضع في المحافظات الجنوبية المحتلة ؟
لا يخفى على أحد – أكان في المناطق المحتلة أو مناطق المجلس السياسي الأعلى أو على المستوى الإقليمي والدولي – أن الأوضاع كارثية مزرية أهلكت الحرث والنسل ولم تقدم فيها دول العدوان إلاَّ الموت والدمار وثلاجات الموتى وإثارة الفتن والنعرات وتجريف الكوادر على طريقة سيدهم المستعمر القديم (فرق تسد)، ودليلنا وعلى ذلك أصوات أبناء المناطق المحتلة التي ارتفعت وطالبت بخروج المحتلين أبرزها في المواقف التي يعبر عنها أبناء المهرة وسقطرى، ودليل آخر هو الصراع البيني بينما يسمى (بالانتقالي وحكومة الفنادق) ولم تستطع قوى العدوان لملمة صفوفهم وتقاربهم، فاتفاق الرياض أخذ 11 شهراً وكأنه ولادة بعير وملحقاته أخذت أشهر أخرى ، بالرغم من التوقيع على الاتفاق وملحقاته إلا أن الأوضاع زادت سوءا فلا يكاد يمر يوم إلا وشابته حالات قتل واختطاف ومداهمات واعتقالات ونهب نظرا لغياب الدولة الحقيقية ووجود ما يسمونها شرعية الفنادق وعندما يعود جزء منها تحاصر في مربع المعاشيق، فتعددت المليشيات والمرجعيات وتم تغييب القانون وظهرت سيطرة المحتل الذي يحرص على استمرار هذا الوضع ويغذي النعرات، كل هذه عوامل هدم الشعب اليمني ومقدراته.. السعودية والإمارات وخصوصا السعودية أرادت من اتفاق الرياض صوره ظاهرية لتجميل صورتها ولو في الحد الأدنى شكليا لكن واقع الحال يقول غير ذلك من سيئ إلى أسوأ وسيزداد سوءاً إذا لم يستخلص أهلنا وإخواننا في المحافظات المحتلة العبر والدروس التي تؤدي إلى وحدة اللحمة اليمنية لطرد المحتل أولا، ثم يطرح كل طرف ما لديه على الطاولة ونتفاهم كيمنيين في أرضنا بين شعبنا حفاظا على بلدنا وتاريخنا، وبغير ذلك يحقق المحتلون والغزاة أجنداتهم لا سمح الله، وفي التاريخ عبر ودروس بدءا من البرتغال والرومان حتى البريطانيين .
رسالة أخيرة ترسلونها عبر الثورة ؟
قال تعالى: ( أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا ۚ وَإِنَّ اللَّهَ عَلَىٰ نَصْرِهِمْ لَقَدِير) وقال تعالى: ( وكذلك جعلناكم أمة وسطا) ،وقال تعالى: ( فمن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم ) .
الشعب اليمني وقيادته الثورية والسياسية والتنفيذية وكل القوى الوطنية جاهزة وثابتة وقادرة على دحض الظلم وإحقاق الحق .
قال تعالى: ﴿ وَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلًا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الْأَبْصَارُ﴾ وأنه لن ولن يتوغل فينا الوهن أو الضعف أو اليأس أو الإحباط لأننا أصحاب قضية عادلة وبات العالم أجمع يعرف مظلوميتنا.
ونكرر وسنظل نكرر: يا إخوتنا وأهلنا في المحافظات المحتلة تعالوا إلى كلمة سواء ونتفاهم على قضايانا بما يرضي الله ورسوله ويحقق مصالح شعبنا وطموحاته، ونناشد المغرر بهم للعودة إلى جادة الصواب والاستفادة من قرار العفو ووجود لجنة المصالحة الوطنية للعودة إلى كنف وطنهم بين أهلهم وذويهم ونضمن بأن لا يمسهم أي مكروه أو سوء، كما نناشد الدول الكبرى والفاعلة ومجلس الأمن تطبيق القانون الدولي والإنساني والإعلان العالمي لحقوق الإنسان والشرعية الدولية في حق الشعوب باختيار ما تريده وليعيش ويتعايش العالم بسلام .
إننا لسنا هواة حرب ولا قتال ولكننا دعاة سلام ومحبة وتبادل مصالح بين الشعوب وعدم التدخل في شؤون الآخرين .
أشكرك وأشكر كل فريق صحيفة الثورة .

قد يعجبك ايضا