اختراعات يمنية وابتكارات إبداعية تتحدَّى الحرب والعدوان

 

المعرض تضمَّن 44 مشروعاً إبداعياً في الهندسة والطب والتعليم والصناعة والزراعة والمعادن
د. القاضي:
استثمار العقول أساس النهضة الحقيقية لتحقيق التنمية المستدامة في اليمن
مخترعون:
إنشاء هيئة العلوم والتكنولوجيا خطوة هامة لتشجيع ودعم المبتكرين والمبدعين

ما إن تدلف الى معرض الاختراعات اليمنية الذي احتضنته كلية الطب بجامعة صنعاء، وعلى مدى يومين، إلا وتنبهر عيناك بما يحتويه من ابداعات تؤكد عظمة وذكاء العقل اليمني، إذا ما اتيحت له الظروف الملائمة، ولاقى التشجيع والرعاية التي تليق به.
المعرض الذي أقامته الهيئة العليا للعلوم والتكنولوجيا والابتكار، تضمن 44 مشروعاً إبداعياً في الهندسة والطب والتعليم والصناعة والزراعة والمعادن بالإضافة إلى روبوتات وتطبيقات الكترونية وكهربائية وأخرى خاصة بالبناء والذكاء الاصطناعي.
وحققت الاختراعات المرتبطة بالجانب الطبي حضوراً لافتاً، في حفل تدشين أعمال الهيئة العليا للعلوم والتكنولوجيا والابتكار ومعرض المشاريع الإبداعية لخريجي كليات الهندسة في الجامعات وكليات المجتمع في إطار الرؤية الوطنية لبناء الدولة اليمنية الحديثة.. “الثورة” حضرت فعاليات المعرض وخرجت بالحصيلة التالية:

الثورة / نجيب على العصار


جهاز التنفس الاصطناعي
في البداية تحدث المهندس وليد عبدالرحمن الاكوع ، من فريق متخصص في الميكاترونيكس، وميكانيك كهرباء ومعدات طبية ، قائلاً: إن فكرة مشروع جهاز التنفس الاصطناعي عدة إصدارات، جاءت مع انتشار جائحة كورونا على مستوى العالم ومنها اليمن.
وأضاف الأكوع : “نظرا لقلة عدد أجهزة التنفس الطارئة اللازمة لمواجهة هذا الوباء، والتي تزايد الطلب عليها عالميا قام فريق مكون من مهندسين مختصين وبشكل طارئ بتصنيع العديد من أجهزة التنفس الطبية محليا وبمواد محلية الصنع”.
وأشار الأكوع إلى أن الفريق المتخصص وبدعم من الهيئة العليا للعلوم والتكنولوجيا والابتكار، تمكن من التغلب على عدم توفر القطع والحساسات بسبب الحصار والعدوان، باستبدالها بقطع محلية الصنع.
مؤكدا أن تلك الأجهزة أثبتت نجاحها بعد تجريبها على مرضى الالتهاب الرئوي وضيق التنفس، والأجهزة من الإصدار الأول وحتى الرابع وهي:
1 – جهاز التنفس الاصطناعي (HASTI V202): عبارة عن جهاز ميكانيكي قابل للتنقل تم تصنيعه من مواد خاضعة للمعايير والمواصفات الطبية العالمية وتم معايرته وفحصة من قبل أخصائي التنفس الصناعي حيث يقوم الجهاز بإخراج الهواء اللازم لإنقاذ مرضى “كوفيد “19 بالكميات المطلوبة .
2 – جهاز التنفس الاصطناعي المساعد (HASTI V404): عبارة عن جهاز طبي قابل للتنقل يساعد مرضى ضيق التنفس على اخذ حاجتهم من الأكسجين تم تصنيعه وتم معايرته وفحصه تحت اشراف إخصائيين التنفس الصناعي.
3 – جهاز التنفس الاصطناعي : هو عبارة عن جهاز يستخدم للحصول على الأكسجين للحالات المرضية بحيث تم استخدام حساس الـ((Flow Sensor)) وتم التوصل الى نتائج متميزة.
ابتكار “كرسي ذاتي القيادة والحركة”:
من جهته، أكد المهندس معاذ أحمد جبارة ، أحد خريجي كلية الهندسة بجامعة صنعاء، أن مشروع ابتكار “كرسي ذاتي القيادة والحركة” سيمكن المصابين بالشلل أو المعوقين أو أي شخص لديه إصابة في الجزء العلوي من الجسم للتواصل بسهولة وبنجاح مع الآخرين.
مشيرا إلى أن الكرسي ذاتي القيادة يعمل بالأوامر الصوتية من المستخدم أو عن طريق تحدي المكان المراد الوصول إليه بشاشة لمس يوجد بها GUI مبنية مسبقا بلغة البايثون المعالجة، موضحا أن جميع الخوارزميات تعمل على نظام الـ ROS.
وطالب جبارة، الجهات ذات العلاقة وعلى رأسها الهيئة العليا للعلوم والتكنولوجيا والابتكار المنشأة حديثا برسم السياسات والخطط وإيجاد أرض خصبة للاهتمام بالاختراعات، وترعى الشباب المبتكرين لينمو اقتصاد البلاد على أساس البحث العلمي والمعرفي، وتخصيص الموارد لإدارة الابتكارات والمشاريع البحثية بما يحقق التنمية المستدامة.
جهاز التدفئة الإشعاعي “للمواليد”:
وفي ذات الموضوع المتعلق بالجانب الطبي، عبَّر فريق عمل” جهاز التدفئة الإشعاعي ” Infant Radiation Warmer المكوَّن من (بلال نعمان القباطي، نواف خالد القباطي، فريد شوقي نعمان ، عبدالله أحمد القباطي، منار علي الجولحي، مرام أحمد سيف، رشاء أمين حسان)، عبّروا عن فخرهم واعتزازهم بتدشين أعمال الهيئة العليا للعلوم والتكنولوجيا والابتكار، كبيئة حاضنة تقوم على الاهتمام بالمبتكر اليمني والبدء برعاية المشاريع وإخراجها الى النور كخطوات ونماذج يتم الاقتداء بها للمستقبل وإيصال اليمن إلى المستوى الذي يحلم به.
وأوضحوا أن مشروعهم يهدف إلى رفع الكفاءة في أقسام الحضانات بالمستشفيات، من خلال استقبال اكثر لحالات الولادة ومرضى الصفار وتقليل وفيات المواليد.
يشار إلى أن جهاز التدفئة الإشعاعي هو عن جهاز طبي علاجي يستخدم لعلاج مرض الصغار (اليرقان) للأطفال حديثي الولادة والخدج (الأطفال الذين يولدون قبل مدة الولادة الطبيعية بـ 36 أو37 يوم) الناتج من ارتفاع نسبة البيليروين في الدم نتيجة مقدرة كبد الطفل للتخلص منه.
جهاز لقياس نسبة الدم في السكر
من ناحيته ، تحدث المهندس عمار عبدالاله الحاج ، وأعضاء فريقه المكوَّن من سبعة خريجين من كلية المجتمع، عن ابتكار جهاز لقياس نسبة الدم في السكر Non-Invasive Blood Glucose Meter)).
مبينا أن الجهاز يقوم بقياس مستوى السكر في الدم باستخدام قباضة توضع على الأصبع (بدون وخز) ويحتوي على حساس يقوم بإرسال أشعة تحت الحمراء ذات طول موجي معين وأمن.
وأوضح الحاج، أن الجهاز المبتكر يقوم بالتحليل وحساب مستوى تركيز السكر في الدم وعرضها على الشاشة.
وتمنى أن يبادر رجال الأعمال والشركات إلى تبني المخترعين ودعمهم بكافة الإمكانات اللازمة لترى ابتكاراتهم النور محمية ومتطورة.
ابتكار جهاز في مجال النفط
أما المهندسة سمية مصطفى الحسوسة ، تخصص ميكاترونيكس، وأعضاء فريقها المكون من ست بنات ، تمكن من ابتكار جهاز في مجال النفط Three phase Separator)).
وتحكي سمية أنه تم تصميم هذا الجهاز كجهاز معملي محاكي للعملية الواقعية في حقول النفط، في العازلات ثلاثية الطور :
مؤكدة أنه يتم بواسطة هذا الجهاز عزل مائع البئر الى غاز ونفط وماء مع تصريف الموائع الثلاثة بشكل منفصل ثم تتم عملية مراقبة النظام والتحكم بواسطة نظام السكادا.
جهاز تصميم وتطوير آلة لحام اوتوماتيكية
من جهته ، يقول المهندس ابراهيم محمد حسن، خريج ميكاترونيكس، إنه وفريقه ابتكروا جهازا لتصميم وتطوير الة لحام اوتوماتيكية رباعية المحاور.
وأشار إلى أن الجهاز المبتكر يستغني عن الحركة اليدوية التي يقوم بها العامل (الملحم) وايضا يحافظ على صحة وسلامة العامل من الاخطار الناتجة من عملية اللحام.
طابعة ثلاثية الأبعاد
أما المهندس محمد عبدالله النجار، خريج ميكاترونيكس، فتحدث عن ابتكار (طابعة ثلاثية الأبعاد Multi-Task CNC Machine )، مبينا أن هذه الآلة يمكن أن تعمل عمل ثلاث آلات، ماكينة نحت وتشكيل بالدريل، وماكينة نحت وتشكيل بالليزر، وطابعة ثلاثية الأبعاد.
ويرى أن “الأهم في عملية تبني وتشجيع الطلبة المبتكرين، هو تحويل تلك المبتكرات والمشاريع إلى منتج”.
جهاز التحكم الشبكي بالمولدات الكهربائية
يقول المهندس زياد الحيمي ، إن الجهاز المبتكر محدد لأغراض التحكم الشبكي بالمولدات الكهربائية عن بعد.
وأضاف: أن تدشين أعمال الهيئة العليا للعلوم والتكنولوجيا والابتكار لتبني أفكار المبدعين والمخترعين خطوة جبارة في الطريق إلى أن ترى المشاريع المبتكرة لطلاب الجامعات النور.
وتابع القول: “في السابق كانت تبدأ المشاريع بفكرة ثم تنتهي بانتهاء مشاريع التخرج وتبقى حبيسة أدراج الجامعات، فلا يستطيع الطلبة تطبيقها على أرض الواقع لضعف إمكاناتهم المادية، ولا تتولى مؤسسات مختصة تطويرها والارتقاء بها وتقديمها للعالم كاختراعات ببصمات يمنية”.
تطبيق وموقع إدارة المنتدى العربي للفنون
من ناحيتها، تحدثت ريدا العزي ردمان، عن تطبيق وموقع إدارة المنتدى العربي للفنون ، قائلة: إنه عبارة عن تطبيق أندرويد وموقع ويب للتواصل بين المنتدى والمستخدمين والطلاب من أي مكان وعرض الأعمال الفنية والمواهب المختلفة مثل( لوحات الرسم والمقطوعات الموسيقية والتصاميم الجرافيكية ..إلخ).
وأشارت إلى أن تطبيق وموقع إدارة المنتدى العربي للفنون ، يتيح نشر إعلانات المنتدى ومعلوماته وتفاصيل التواصل معه ومع الأشخاص المحترفين والمبتدئين، كما يتيح التصفح والتنقل بين الفنون المختلفة، بما يمكن المستخدمين من الحجز في الدورات التي يقدمها المنتدى .
ودعت غيداء إلى إيجاد بيئة محفزة للتفكير بطرق جديدة ومبدعة ومبتكرة وغير اعتيادية، خاصة وأن النفسيات محطمة بسبب الحرب والعدوان.
خلق بيئة قانونية تشجع الابتكار
من جانبه، يؤكد رئيس الهيئة العليا للعلوم والتكنولوجيا والابتكار الدكتور منير القاضي، أن انطلاقة الهيئة هي انطلاقة لليمن الجديد متعدد المجالات علمياً وثقافياً وتكنولوجياً وصناعياً.
وقال القاضي في تصريح لـ “الثورة” إن من أهم أولويات الهيئة خلال المرحلة الراهنة، الاهتمام بالكفاءات الوطنية من باحثين ومبدعين ومبتكرين ووضع السياسات لدعمهم ورعايتهم وتوظيف وتسويق أبحاثهم واختراعاتهم وابتكاراتهم وإخراجها إلى الواقع وإعداد خطط وبرامج لتوجيه المؤسسات التعليمية والمراكز البحثية نحو المجالات ذات الأولوية الوطنية لبناء اقتصاد مستقل قائم على المعرفة.
مؤكدا أن الهيئة ستنطلق لتحقيق الأهداف التي أنشئت من أجلها للمضي نحو المستقبل المشرق لليمن، باعتبار أن استثمار العقول هو أساس النهضة الحقيقية، لتحقيق التنمية المستدامة .
وأشار رئيس الهيئة العليا للعلوم والتكنولوجيا والابتكار، إلى أن الرؤية الوطنية تضمنت الاهتمام بالبحث العلمي والتكنولوجيا والابتكار، حيث كان المحور السابع منها هو محور الإبداع والابتكار والمعرفة والبحث العلمي .
الاهتمام بالكفاءات الوطنية
ولفت إلى أن من أهم أولويات الهيئة، الاهتمام بالكفاءات الوطنية من باحثين ومبدعين ومبتكرين ووضع السياسات لدعمهم ورعايتهم وتوظيف وتسويق أبحاثهم واختراعاتهم وابتكاراتهم وإخراجها إلى الواقع وإعداد خطط وبرامج لتوجيه المؤسسات التعليمية والمراكز البحثية نحو المجالات ذات الأولوية الوطنية لبناء اقتصاد مستقل قائم على المعرفة.
وأوضح القاضي، أنه بمجرد الانتهاء من مرحلة إعداد اللوائح المنظمة لعمل الهيئة ستتم مناقشة القوانين والتشريعات مع الجهات ذات العلاقة لمواءمتها لخلق بيئة محفزة وداعمة للإبداع والابتكار والبحث العلمي تحفظ حقوق الابتكار وحمايتها قانونياً، وكذا دعم المؤسسات التعليمية والبحثية وتطوير مناهجها ومنشآتها العملية والبحثية وتوجيهها نحو العلوم التطبيقية.
يشار إلى أن الهيئة العليا للعلوم والتكنولوجيا والابتكار، أنشئت وفقا لقرار رئيس المجلس السياسي الأعلى رقم (27) لــ عام 2020م، حيث تعمل الهيئة على تهيئة بيئة محفزة وداعمة للتميز والإبداع والابتكار والبحث العلمي في مجال العلوم والتكنولوجيا والابتكار وتساهم في تعزيز العلاقة بين المؤسسات العلمية والهيئات البحثية من جهة والوحدات الاقتصادية في القطاع العام والمختلط والخاص من جهة أخرى لتوظيف العلوم والتكنولوجيا والابتكار من أجل بناء اقتصاد مستقل مبني على المعرفة والبحث العلمي، ولذلك تعمل الهيئة على نشر ثقافة العلوم والتكنولوجيا والابتكار والإبداع في المؤسسات التعليمية والوحدات الاقتصادية المختلفة وتوجيه المبدعين والعلماء والباحثين نحو المجالات ذات الأولوية.
الأهداف الاستراتيجية للهيئة العليا للعوم والتكنولوجيا والابتكار تتلخص في الآتي:
– تقديم خدمات العلوم والتكنولوجيا والابتكار بنوعية وكفاءة.
– نشر وترسيخ ثقافة الابتكار وتشجيعه واكتشافه ورعايته في المجتمع اليمني.
– نقل وتوطين المعرفة والتكنولوجيا نحو بناء منظومة التكنولوجيا الوطنية.
– بناء قاعدة علاقات اتصال وتعاون وشراكة وطنية ودولية داعمة لتوجهات الهيئة.
– رصد وتعزيز وتوجيه القدرات الوطنية في العلوم والبحوث المرتبطة بأولويات التنمية.
– نشر وترسيخ ثقافة الابتكار وتشجيعه واكتشافه ورعايته في المجتمع اليمني.
تصوير/ عادل حويس

قد يعجبك ايضا