هل صار مجلساً للتعاون مع الصهاينة!

عبدالله الأحمدي

 

تتسارع خطى التطبيع والهرولة إلى أحضان كيان العصابات الصهيونية من قبل أنظمة الفساد العربية المتصهينة في الخليج.
اليهودي كوشنر يسارع في اغتنام الفرصة الأخيرة من فترة رئاسة عمه ترامب في خدمة الدولة الصهيونية ، ولو دققتم النظر في مؤتمر الصهاينة الأعراب ، أو من يسمون أنفسهم مجلس التعاون لرأيتم مدى البؤس والمذلة اللذان يسيطران على وجوههم.
لم يكن لمؤتمر الأعراب من قضية سوى تنفيذ أوامر الصهيوني كوشنر لصف الأعراب استعدادا لجريمة قد يرتكبها ترامب في اللحظات الأخيرة لحكمه.
كان كوشنر هو العرَّاب لهذا المؤتمر،والعرَّاب الكبير للتطبيع مع كيان الدولة الصهيونية المغتصبة لأرض فلسطين ، ويبدو أن الشرق الأوسط وبالذات العرب سيدخلون مرحلة خطيرة بإنشاء تحالف صهيو/ خليجي بمباركة الغرب،وبالذات أمريكا التي تشعر بتراجعها ، فأوكلت الأمر لدولة الصهاينة لتقوم بالمهمة.
الحروب التي تقودها الجماعات المتأسلمة في كثير دول عربية وتمولها دويلات النفط الخليجية والسعودية تقوم بمهمة التمهيد للعصر الصهيوني.
الزمن يعيد إلى الأذهان ما كانت تقوم به بريطانيا من نقل المهام من يد إلى أخرى، فبعد أن قام البريطاني بإنشاء دويلات في الخليج والسعودية وفلسطين، سلمها للأمريكي لحمايتها، ها هي أمريكا والغرب يوكل المهمة لدويلة الصهاينة لحماية الصنائع القديمة.
الخليج بما في ذلك السعودية لا زال يرزح تحت الاحتلال؛ فمن احتلال بريطاني إلى احتلال أمريكي،وربما إلى احتلال إسرائيلي في قادم الأيام، والمهمة واحدة.
ترامب وصهره كوشنر كشفا الغطاء عن التطبيع الذي كان يجري من تحت الطاولة، فصهاينة الخليج مطبّعون مع دولة العدو منذ التسعينيات بما كانوا يسمونها بالمكاتب التجارية في قطر والإمارات والبحرين وغيرها.
لا تنتظروا خيرا للأمة من أنظمة كرتونية صنعها المستعمر لتقوم بمهمة الوكيل له في المنطقة واسألوا أنفسكم ماذا تفعل القواعد الأمريكية في قطر والبحرين والإمارات والسعودية؟
إنها تقوم بمهام الشرطي في المنطقة، وحماية القصور في هذه الكيانات ، فالغرب الاستعماري منذ الحروب الصليبية وهو متجه نحو الشرق يتحين الفرص لاقتلاع شعوبها، كما فعل في أمريكا واستراليا وجنوب أفريقيا.
الثروات التي تزخر بها المنطقة، وخاصة النفط والغاز هي محل أطماع الغرب، وأي إضرار بالمصالح الغربية سيعرض المنطقة للغزو مرات ومرات.
انظروا إلى الحصار الذي تضربه أمريكا ومن ورائها الدول الأطلسية ضد الجمهورية الإسلامية في إيران ، أكثر من أربعين عاما، ولازالت التهديدات قائمة وبشكل أخطر.
الغرب يتعامل مع العرب باستهتار؛ ينتهك سيادتهم ويسرق ثرواتهم برغم أن عائدات هذه الثروات تصب في مصالح الغرب، ولم تستفد منها شعوب المنطقة.
مملكة الإرهاب الداعشي “السعودية” التي يقال إنها تنتج ١٢ مليون برميل يوميا نجد الكثير من مواطنيها يعيشون الكفاف ، والثروة تذهب للشركات الغربية ، وشراء أسلحة لدمار المنطقة، وما بقي يصرفه الأمراء على الحماية والملذات.
الأنظمة التي ذهبت إلى أحضان أعداء الأمة هي أنظمة كرتونية تعيش تحت الحماية الغربية وتأتمر بأمرها،ولولا هذه الحماية المدفوعة الأجر لكانت سقطت أمس قبل اليوم.
ترامب وصهره كوشنر استخدما كل أساليب الابتزاز لصالح التطبيع مع العدو الصهيوني ،
فالسودان مقابل إخراجه من قائمة الدول الداعمة للإرهاب عليه أن يطبع مع العدو. ومقابل الاعتراف بمغربية الصحراء على المملكة المغربية أن تطبع أيضا. أما حثالات الخليج ومملكة الشر فعليهم أن يطبعوا ويدفعوا المليارات لترامب ونتنياهو وكوشنر.
هذه كيانات ليس لديها قضية غير خدمة الصهيوني، وخيانة الأمة ، وأمريكا وكيان العدو الإسرائيلي يتصرفان بمنطق العصابات؛ يغزون ويحتلون أراضي العرب، ويقتلون الشعوب، ويغتالون العلماء والمفكرين ويسرقون الثروات، ثم يهرفون بحقوق الإنسان دون حياء.
الغرب الاستعماري وضع المنطقة العربية تحت المجهر،وصنع حكاما أنذالا يسومونها سوء العذاب؛ يقتلون شعوبها ويسرقون ثرواتها، ولن نخرج من هذا المأزق الاستعماري إلا بثورات وثورات، والبداية بتحرير وعي الإنسان.
نقطة الضوء تبدو من محور المقاومة والتحرير، وبجانبه شعب الجزائر الحر المقاوم للتطبيع.

قد يعجبك ايضا