شهداء اليمن.. مشروع النصر والكرامة والإنسانية !!

أي خطابات يمكن أن تصفهم.. وأي كلمات ستعبَّر عن تضحياتهم.. وأي مقدمة تستلهم من بطولاتهم؟!
ولكن وفاءً لأهل الوفاء والكرامة تستوقفنا تلك الهامات الوطنية للحديث عنها وعن جهادها بمداد الدم والروح..

 

 

البداية مع الشهيد الإعلامي أمين قاسم يحيى هاشم الجرموزي .. ما إن تأتِ احتفالات بلادنا بالذكرى السنوية للشهيد إلا وتأتي بطولات أمين الجرموزي تلمح في أفق العطاء الإعلامي المجاهد والمكافح في مختلف جبهات النضال والعزة والحرية، ليس على مستوى صحيفة الثورة الرسمية فحسب .. وإنما في كافة المجالات الإعلامية المناهضة للعدوان، وفي مقدمتها قناة المسيرة والإعلام الحربي كمصور وموثق ومحرر ومراسل لكافة الفعاليات الثورية .. لم يكتف بقلمه وعدسته فحسب بل حمل على كتفه بندقيته منضماً إلى صفوف القوات الخاصة ملقناً الأعداء درساً صلباً من الكرامة الوطنية ..

استطلاع وسرد / أسماء البزاز

أمين من مواليد عام 1988 م محافظة صنعاء حاصل على بكالوريوس إعلام من جامعة صنعاء عام 2013م .. عمل محرراً صحفياً في الإدارة الاقتصادية لصحيفة الثورة الرسمية فتميز بنشاطه وحرصه على إنجاح كافة المهام الموكلة له.. طيبته وأخلاقه الراقية وسَّعت مجال صداقاته وإعجاب الناس به وبتميزه.. وما إن جاء العدوان الغاشم على بلادنا حتى وهب نفسه لله والوطن لا يهمه ولا يخاف في الله لومة لائم وهو يرى حرمات الله تُنتهك وأرضه تُغتصب والأبرياء يُقتلون لا ذنب لهم ولا حول ولا قوة فانخرط مع كل صفوف وأنواع الجهاد بدءاً بالتحاقه بمكتب انصار الله والجبهة الإعلامية بمنطقة شعوب بصنعاء فكان هو المسؤول الإعلامي بمنطقة شعوب وقد أبلى في ذلك بلاء حسناً . توجه بعد ذلك لقناة المسيرة والإعلام الحربي فعمل مصورا وموثقا لكافة الأحداث المجتمعية والثقافية والسياسية والأمنية حتى انطلق إلى ركب جبهات النضال في كل من نجران وجيزان ومأرب ونهم وتعز والجوف وجبهة عتمة .

مواقف لا تُنسى
للشهيد مواقف تكتب وتخط بماء الذهب يرويها لنا ذووه وأهله وجيرانه ورفاق دربه من المجاهدين .. وما يميز هذا الشاب المجاهد تدينه وطيبة أخلاقه وكرمه لمن حوله وإحساسه المرهف مع الآخرين .. لا يحمل حقدا لمن آذوه ولا غلاً لمن حوله .. يعمل بصمت ويبادر للعمل الطوعي في مختلف المبادرات المجتمعية والكشفية والمخيمات الشبابية والأعمال الإنسانية كشمعة تحرق نفسها من أجل أن تضيء للآخرين ..
وبالمقابل فإن أمين هذا الشاب الوديع يحمل وجها آخر من الانتقام والعنف والصلابة ضد أعداء الوطن والدين .. حيث تخلى عن أحلامه بالزواج والاستقرار وتحمل مسؤولية بيت إلى تحمل مسؤولية وطن فأوصى من حوله ولم يقل لهم بأنها وصية بل أمنيات أن يكونوا بعده خير خلف لخير سلف وأن يقوموا بالاعتناء بأهله وأسرته فقد باع نفسه لله وفي الله ولا يعلم على أي جنب تكون نهايته ..!!

قالوا عنه
أبو الشهيد أمين السيد قاسم الجرموزي رجل طاعن في السن تجاوز عمره المئة عام ما إن يحدثك عن ابنه الشهيد حتى يتملكه الشموخ والعزة والإباء بأن قدم ولده للوطن ..
ويضيف متأسفا على حاله قائلا : والله لو عاد بي الزمان لريعان الشباب لكنت أول المجاهدين !!
وأما إخوته وأخواته فكل منهم له قصص وذكريات ومواقف جميلة لا تنسى مع أمين .. حيث كان ودودا رحيما بهم، متعاوناً كريماً حنوناً مع الجميع لا يعادي ولا يقسى ولا يظلم، الكل يدعو له جميع إخوته بلا استثناء .. وأولهم أخوه الكبير محمد الجرموزي وهو من أوائل إعلاميي صحيفة الثورة ويعتبر من أبرز قياداتها الأوائل من كان الملهم الأول للشهيد وأخيه علي في الالتحاق بدور الإعلام والتميز في الأداء الصحفي والإداري في صحيفة الثورة .. ونتيجة للحصار لم يتمكن محمد المغترب في الولايات المتحدة الأمريكية من المجيء إلى اليمن لوداع أخيه الشهيد أمين وإلقاء النظرة الأخيرة له فبكته كتاباته ومشاعره وجدد الوعد بأن يكون وفيا لنضاله ورسالته البطولية الإعلامية الخالدة ..
وكذلك هو الحال مع بقية إخوته هاشم وعبدالكريم ومطهر وإبراهيم وعلي وأحمد وأخواته أم صادق الحمزي وأم الشهيد محمد عبدالخالق وأم أسامه وأم يوسف وأم يونس.. الكل بلا استثناء يرفعون راية الفخر والشموخ له ويحملون في قلوبهم غصة لفراقه ورحيله ..
في يوم الجمعة بتاريخ 24 / 3/ 2017 م تقريبا حوالي الساعة العاشرة صباحا في جبهة عتمه التي حاول المرتزقة والمرجفون فتح جبهة جديدة فيها .. ليتنبه رجال الرجال لهذا المخطط الخبيث ويفرضون سيطرتهم وانتصاراتهم بقوة واستبسال ولكن ثمن النصر والحرية غال .. فدماء هؤلاء الشهداء الأبرار هي من حررت جبهة عتمة وهي من ستحرر كل ربوع البلاد.. لتستقر رصاصة الغدر والخيانة من بندقية أحد قناصة المرتزقة في رأس الشهيد أمين الذي سقط على التو شهيدا مودعا حياة الجهاد تاركا سلاحه وكاميرته للمجاهدين من بعده وسط حزن شديد اعتلى صراخ رفاقه المجاهدين لفقدان هذا الهامة الإنسانية والوطنية والإعلامية الحاضرة اليوم في ملاحم الثورات اليمنية ضد كل مستعمر ومحتل.. رحم الله شهيدنا وهنيئا له جنة عرضها السماوات والأرض أعدت للمتقين .

مآثر لن تنسى
الشهيد أحمد محمد الكبسي اختزل آلاف الرجال في شخصه العظيم.. هكذا وصفته وبدأت الحديث عنه عمته وفاء الكبسي
وأضافت بحرقة : لا توجد لحظة حزن تعادل لحظة الحديث عن الشهداء العظام من سقوا بدمائهم تراب اليمن، فكيف وإن كان هذا الشهيد أقرب الناس إليك!؟ إنها لتعجز كلماتي عن الوفاء بقدر ابن أخي الشهيد أحمد محمد أحمد الكبسي»أبو أحمد» وتصغر المعاني عن وصف عظمته وتضحياته، فأنا لا أبالغ حين أقول عن الشهيد أحمد بأنه تميز بصفات نادرة جداً كالحكمة والذكاء والفطنة والقول الرشيد، فقد تجسدت فيه هذه الآية: «اتقوا الله ويعلمكم الله»، ولأنه كان من المتقين المخلصين آتاه الله علماً وحكماً من رأسه إلى أخمص قدميه.
واسترسلت الحديث: اتصف الشهيد أحمد-سلام الله عليه- بالأدب والورع والإخلاص في كل عمل، والذكاء والفطنة فكان حكيماً في تصرفاته وكان يحرص أشد الحرص على الصلاة وقيام الليل، وكان طيب القلب رحيماً محسناً لكل الناس، ومن أبرز صفات الإحسان التي تجلت عليه كثرة الإنفاق والإحسان لأسر الشهداء والأسر الفقيرة من جيرانه وأصدقائه، فكل رزق يأتيه ينفق منه مطبقاً لقوله تعالى: «ومما رزقناهم ينفقون»، فكان ينفق للجبهات أيضاً ويشارك في إعداد وتجهيز المقاتلين وتمويل الجبهات من مال ومونة رصاص، لقد كان يؤثر الآخرين على نفسه ولو كان به خصاصة فقبل أن ينطلق إلى أي جبهة كان يقوم بمواساة عدة أسر فقيرة، لدرجة أنهم قالوا «لولا أن الشهيد أحمد يأكل ويشرب لقلنا أنه من الملائكة».
وأوضحت أن الشهيد أحمد -سلام الله عليه- انطلق انطلاقة كلها استشعار للمسؤولية ،فكان مقداما ًشجاعاً لم يتوان أبدا عن الذهاب للجبهات بل كان دائما من السباقين المنطلقين لدرجة أن إصابته في إحدى المرات لم تثنه عن الجهاد، فكان يدعو الله دائما ويرجوه بأن يتقبل عمله، وللأسف لم نتعرف على عظمته إلا بعد استشهاده من خلال حديث رفاقه في درب الجهاد وسرد القصص الكثيرة عن شجاعته واستبساله وإيثاره وإحسانه.فالشهيد أحمد سلام الله عليه-كان متديناً يحمل صفات إيمانية عظيمة، لذلك فالمسؤولية الدينية هي من أبرز الدوافع التي جعلته يتحرك للجهاد في سبيل الله، فكان يقول لنا:»لا أحب. أن اتخلف عن الجهاد» ، فانطلق لميادين الجهاد بكل همة وعزيمة وشجاعة واستبسال، فشارك الشهيد في عدة جبهات منها جبهة البيضاء في جبل النار، و جبهة الساحل، وجبهة الحدود في عسير وفيها استشهد سلام الله عليه، فحين كان الشهيد في جبهة عسير جَسد العزة والرفعة التي أرادها الله لعباده لست أقلل من تضحيات الشهداء سلام الله عليهم فكلهم شهداء، ولكن للأمانة هذا ما ذكره رفاقه عندما سردوا لنا قصة استشهاده، لقد كان الشهيد قائداً للمجموعة الأمامية في جبهة عسير، وكان عددهم خمسة أشخاص، فكان الشهيد في الصفوف الأولى فعندما زحف العدو بشكل مكثف وعنيف حوالى الساعة العاشرة طلب أحد رفاقه منه الرجوع للصفوف الخلفية لأنها مُؤمّنة أكثر من الجبهة الأمامية، ولكن الشهيد أحمد رفض وقال: «لا يمكن أن نتراجع والعدو أمامنا ونفتح للعدو أي ثغرة أو فرصة للتقدم، فمسك بندقيته واخذ يواجه الزحف هو ورفاقه ويصدونه، فجاءت طلقة لبندقيته فتعطلت، ولكن الشهيد استبسل بكل شجاعة ونكل بحوالي 86 منافقاً، فكان رفاقه يقولون يا أبو أحمد وطي رأسك وأنت بتركب القرن ولكنه ظل شامخاً رافعاً رأسه أبداً ما انحنى ثابتاً كما قال تعالى: (إِذْ يُوحِي رَبُّكَ إِلَى الْمَلآئِكَةِ أَنِّي مَعَكُمْ فَثَبِّتُواْ الَّذِينَ آمَنُواْ)، استشهد حينها الشهيد إثر طلقة قناص غادرة هو و أحد رفاقه ونال ما كان يتمناه، والحمد لله أنهم صدوا الزحف ونكلوا بأعداء الله أشد التنكيل، فسلام على من حارب الأعداء في ظلمات الليل وعند الصباح عاد بالأكفان إلينا ، سلام على من عاهدوا الله والوطن وصدقوا ما عاهدوا عليه، سلام على أرواح طاهرة أبت الموت إلا شرفاً، سلام الله على الشهيد أحمد محمد الكبسي.

رجاحة وتضحية
الشهيد أحمد خالد أحمد الدولة، استشهد في 7 /11/2018م كان سلام الله عليه مقداما لا يهاب الموت، كما وصفه أقاربه شارك في العديد من الجبهات مثل جبهة نهم، التحيتا، الدريهمي، الجوف مقاتلا أعداء الله والوطن بصمود واستبسال لا مثيل له
من أبرز صفات الشهيد كان كتوماً في عمله مهتم بالإنجاز والنجاح لا يهمه كلام الناس ولا يرجو منهم جزاء ولا شكورا.. فطنا جداً رغم صغر سنه. مسجلا أقوى المواقف البطولية في جميع الجبهات التي تواجد فيها مخلصا لعمله معتمدا على الله في كل تحركاته.
أحمد منذ كان في ربيعه الـ17 تم تعيينه مدربا في القوات الخاصة.

تخصص وحدة ضد الدروع
ومديراً للمالية في الأموال العامة، نظراً لرجاحته وفطانته
استشهد هذا البطل في جبهة الجبلية محافظة الحديدة ليستقبل أفراد أسرته نبأ استشهاده بفخر واعتزاز مع الحمد والشكر لله أن منّ عليهم بهذا الوسام العظيم واصفين استشهاده لبنة من لبنات العزة والكرامة لحماية وبناء اليمن المعطاء يمن الإيمان والحكمة.

اشتقت لجهاده
الشهيد طارق عبداللطيف محمد هاشم الذارحي، استشهد في 24 /٥ /٢٠١٦ في الجوف
شارك في جبهة نهم وجبهة الجوف التي كانت آخر محطاته الجهادية التي استشهد فيها وتحديداً في المصلوب –وقز.
أم طارق تقبلت نبأ استشهاد فلذة كبدها بكل روح مطمئنة قائلة: الحمد لله على هذه النعمة العظيمة لأن الشهيد كان يتمنى الشهادة من الله في كل وقت وترك المدرسة وترك كل شيء يحبه لالتحاقه بالجهاد في سبيل الله وإن اشتقت فقد اشتقت لطيبته وحنيته وأخلاقه العالية وعقله والتزامه فسلام الله عليه.. وعلى جميع الشهداء ألف تحية ومكرمة وسلام.

هنيئا لي أني أم شهيد
الشهيد عدي عبدالعظيم الزهيري وكنيته أبو يحيى، منذ طفولته يحب الهدوء، متفوقا في دراسته الابتدائية حتى الجامعة حافظاً للقرآن الكريم درس إلى جانب دراسته الجامعية في عدة معاهد من ضمنها هندسة معمارية واللغة الإنجليزية وأيضاً دورات عسكرية في محافظة صعدة.
وما إن بدأ العدوان على بلادنا لم يستطع عدي المكوث. فذهب إلى الجبهات مجاهداً في عدة جبهات في بداية العدوان السافر منها الجوف ومأرب ونهم ومن ثم جبهات الحدود جيزان ونجران وعسير وفي عام 2018م انتقل إلى جبهة الساحل فنكل بأعداء الله أشد تنكيل إلى أن اصطفاه الله شهيداً.
وتختصر أم عدي حديثها بالقول: كنت دائما أشد أزره في جهاده لأني كنت أعلم كل العلم ما ذهب للجبهات إلا دفاعا عن وطنه وأرضه وعرضه فهنيئاً له الشهادة وهنيئا بأني أم شهيد.

قد يعجبك ايضا