أكاديميون لـ»الثورة «: التعليم الزراعي يفتقر إلى استراتيجية تقييم وتنمية قدرات هيئة التدريس

 

تم توصيف البرامج والمقررات وفقاً لمتطلبات سوق العمل
د. الصنوي: الكليات الزراعية بحاجة إلى مدخلات ذات معدلات عالية
د. المنيفي: زراعة ذمار ترفد القطاع الزراعي بـ 98 كادراً زراعياً من المهندسين والأطباء

الثورة / يحيى الربيعي

أكد نائب عميد كلية الزراعة، جامعة صنعاء الدكتور عدنان الصنوي، في استطلاع أجرته “الثورة” أن مستوى التعليم الزراعي جيد إلى حدٍ ما بسبب غياب التطبيق العملي في ظل الأوضاع الراهنة التي فرضت عدم توفر احتياجات المعامل التطبيقية وبالذات في المزرعة التطبيقية وقلة الرحلات العلمية للحقول مما أدى إلى انحصار جهد الطالب في الجزء النظري بشكل أكبر من الجزء العملي، مشيرا إلى أن نسبة الإقبال لا بأس بها حيث تصل تقريبا 70% بالنسبة لجامعة صنعاء، لافتا “إلا أن تصنيف الكليات الزراعية من حيث الرغبة ضمن الدرجات الأخيرة للكليات يجعل معظم أوائل الجمهورية والطلاب المتميزين من خريجي الثانوية العامة لا يتوجهون نحو الكليات الزراعية وهي تمثل أحد العلوم المهمة وبحاجة إلى مدخلات ذات جودة عالية كي تكون المخرجات عالية الجودة”.
وأشاد الصنوي بخطوات جامعة صنعاء في تحديث المقررات والبرامج ويأتي في المقدمة انتهاء الكلية قبل شهور من توصيف البرامج والمقررات وتحديث برامج جديدة وفقا لمتطلبات سوق العمل، مطالبا بالمزيد من الخطوات “إلا أن تحديث البرامج لا يكفي إذا لم يوازيه تحديث في إستراتيجية التدريس وإستراتيجية التقييم وتنمية قدرات أعضاء هيئة التدريس وهذا يمثل أحد أولويات قيادة الجامعة في المرحلة المقبلة”
أما عن كيفية دفع الشباب نحو الاتجاه إلى مجالات الدراسة الزراعية، يقول الصنوي: عن طريق نشر الثقافة بأهمية القطاع الزراعي ومن ثم عمل حملة تعريفية بكليات الزراعة وتخصصاتها ومخرجاتها ودعم الخريجين ليكونوا نماذج حية يتم الاستشهاد بنجاحها.
كما أوضح نائب عميد الزراعة، صنعاء أن المعوقات التي تواجه التعليم الزراعي كثيرة أبرزها عدم توفر المتطلبات الرئيسية بشكل مستمر (الماء _ الكهرباء _ متطلبات المعامل من كيماويات وأجهزو) ثم يأتي عدم وجود مخصصات مالية للنزول الميداني كذلك عدم وجود استراتيجية تربط الكلية بالقطاعات التي يفترض أن يتخرج إليها الطلاب كوزارة الزراعة وبالنسبة للحلول فنرى أن تخصيص ميزانية تشغيلية لكليات الزراعة كفيل بإنعاش التعليم وعمل خطة مع الجهات ذات العلاقة بالجانب الزراعي لتدريب واستيعاب الطلاب كفيل بتكوين مخرج قوي, وقال: “بلا شك إن الظروف التي نتجت عن الحصار والعدوان أعادت إلى الأذهان أهمية القطاع الزراعي ويجب استغلال تغير منهجية التفكير المجتمعي لنشر ثقافة الزراعة مع إدخال الأساليب الحديثة لأن التقبل الآن أكثر من أي وقت مضى وهذا يعزز نجاح خطط التنمية وتحقيق الاكتفاء.مع العلم نحن حاليا وصلنا إلى الاكتفاء الذاتي في معظم محاصيل الخضروات وجزء من محاصيل الفاكهة”.
مؤكداً “هناك اهتمام كبير وإرادة ملموسة من قبل اللجنة الزراعية العليا”؟.
مستوى متدنٍ
من جهته قال عميد كلية الزراعة والطب البيطري، جامعة ذمار الدكتور فواز علي المنيفي: تقييمي للمستوى التعليم الزراعي مقبول إلى جيد، ويختلف من قسم لآخر ومن كلية زراعية لأخرى وهذا المستوى والتفاوت يعود لأسباب متعددة، مشيرا إلى أن تدني نسبة الإقبال على كليات ومؤسسات التعليم الزراعي لا تتوافق مع كوننا بلداً زراعياً قامت حضاراته القديمة على الزراعة ويعتمد 8 ملايين مواطن يمني على دخله من القطاع الزراعي بشقيه النباتي والحيواني، وإن كنا نلمس هذا العام إقبالا أكثر للالتحاق بكلية الزراعة بجامعة ذمار، ولكنه لا يزال تحت المستوى المطلوب.
وأفاد المنيفي أن الطاقة الاستيعابية بكلية الزراعة ذمار هي 300 طالب سنوي وبكلية الطب البيطري 150 طالباً بالنظام العام، موضحا “لم نصل إلى تغطية هذه الطاقة الاستيعابية للكلية كي نستطيع فتح أقسام نوعية بكلية الزراعة والطب البيطري”، لافتا إلى أن الكلية تمتلك كادراً تدريسياً متخصصاً مؤهلاً حاصلاً على أعلى الشهادات ومن مختلف الدول العربية والأجنبية، كما نمتلك بنية تحتية زراعية بالكلية وأجهزة معملية للتدريب العملي.
لكن كما قلت لا زال الإقبال على كليات الزراعة والطب البيطري متدنياً ولا يتوافق مع طموحات ورؤية القيادتين الثورية والسياسية لإحداث ثورة ونهضة وتنمية زراعية.
وعن الأسباب عزوف خريجي الثانوية العامة على الالتحاق بكليات ومؤسسات التعليم الزراعي والبيطري يرجع المنيفي الأسباب إلى عزوف خريجي الثانوية عن الالتحاق بكليات التعليم الزراعي والبيطري، وأهمها النظرة المجتمعية المتدنية لخريجي كليات الزراعة والطب البيطري من قبل المجتمع نتيجة عدم الوعي وعدم قدرة مؤسسات الدولة ذات العلاقة بخلق وعي مجتمعي فكري وثقافي عن أهمية مخرجات كليات الزراعة والطب البيطري ومدى مساهمتهم في تنمية البلد عن طريق تقليل فاتورة الاستيراد والأمن الغذائي والوصول للاكتفاء الذاتي والقطاع الاقتصادي وبما من شانه الإسهام في التنمية الوطنية الشاملة، سبب آخر هو عدم الاهتمام من قبل الجهات الحكومية ذات العلاقة بإيجاد فرص عمل لمخرجات هذه الكليات وبالتالي يجد الخريج نفسه عاطل عن العمل أو أن يشتغل في مجال غير مجال دراسته الزراعية أو البيطرية، وهذا أدى لعدم إقبال الطلاب للالتحاق بكليات الزراعة، مضيفا “عدم وجود تنسيق بين الجهات ذات العلاقة مثل وزارة الزراعية والجامعات الحكومية ممثلة بكليات الزراعة لوضع رؤية إستراتيجية وتخطيط زراعي واضح قصير ومتوسط وطويل المدى لمتطلبات التنمية الزراعية واحتياجات ومتطلبات سوق العمل المحلي والإقليمي من المهندسين الزراعيين والأطباء البيطريين. داعيا الدولة إلى وضع خطط إستراتيجية زراعية وإعانة كليات الزراعة والطب البيطري بالعمل على تخريج مخرجات تتوافق وهذه الاستراتيجية الزراعية.
كما أوضح الدكتور المنيفي “هناك العديد من المعوقات التي تعيق التعليم الزراعي أهمها عدم وجود موازنات مالية مخصصة لكليات التعليم الزراعي والبيطري حيث تعتمد هذه الكليات على ما يتم تحصيله من رسوم الطلاب، وهي رسوم أنشطة رمزية لا تتجاوز ستة آلاف ريال يمني سنوي، معقبا “مؤسسات التعليم الزراعي تحتاج إلى أموال لشراء المواد والمحاليل والكيماويات المعملية للتطبيق العملي كما تحتاج إلى رحلات علمية وتدريبية في معامل ومختبرات ومزارع وحقول الجهات ذات العلاقة بالتعليم الزراعي، وهذه تحتاج ألى أموال كبيرة”.
وأضاف عميد كلية الزراعة ذمار: “سبب آخر كارثي، هو انقطاع رواتب أعضاء هيئة التدريس بالجامعات بشكل عام وبكليات الزراعة بشكل خاص مما تسبب في إحداث إرباك للعملية التعليمية وتذمر لدى بعض الأساتذة نتيجة أن الأستاذ الجامعي الزراعي لا يوجد لديه مصدر آخر للرزق غير راتبه”، داعيا قيادات التعليم الزراعي والبيطري إلى إعادة النظر في الجانب المالي لكليات الزراعة والعمل على توفير الحد الأدنى من الأموال لكليات التعليم الزراعي والبيطري، ودعم الكليات الزراعة لإنشاء مزارع تعليمية بحثية إنتاجية، تحقق الهدف التعليمي والبحثي لطلاب الكلية ومنتسبيها من أكاديميين وباحثين وأيضا تبيع منتجاتها وتحقق دخلاً مالياً يخصص لدعم العملية التعليمية بكليات الزراعة والطب البيطري وتصل هذه الكليات للاكتفاء الذاتي وتعتمد على نفسها ماليا.
وشدد المنيفي على وجوب أن نعلم الأجيال أن (من لا يملك قوته لا يملك قراره)، ذلك أن الجميع يعلم أن العدوان قام باستهداف مزارع الإنتاج الحيواني وكذا النباتي كما تم منع استيراد بعض الأسمدة والأجهزة والأدوات التي تستخدم لأغراض زراعية بحتة، والهدف من هذا الحصار هو تدمير البنية التحتية وتجويع الشعب اليمني، ومن ثم تركيعه وسلب سيادته.
واختتم المنيفي “نحن في مؤسسات التعليم الجامعي وخصوصا الزراعي والبيطري نستشعر منذ البداية خطر ما يريده عدوان الشر وحصارة، لذا عملنا بجد واجتهاد وصمود على استمرار العملية التعليمية والارتقاء بجودة التعليم رغم انقطاع رواتبنا ورغم عدم وجود أي حوافز مالية، استشعاراً منا لخطورة الوضع ودراية منا بأهداف العدوان وكل هذا مرضاة لله سبحانه وتعالى وخدمة لشعبنا الحبيب ووطننا العظيم, واليوم احتفلنا بتخريج 52 مهندساً ومهندسة زراعية من جميع أقسام وشعب كلية الزراعة سميت دفعة بأيدينا نكتفي وهي الدفعة الحادية والعشرون، وقبل شهر احتفلنا بتخريج الدفعة العشرين طب بيطري وحملت اسم تنمية وطن وتخرج منها 46 طبيباً وطبيبة بيطرية. وتم استيعاب جميع الأطباء البيطريين الخريجين في سوق العمل وقطاع صناعة الدواجن.. نعمل على تحويل تحديات العدوان والحصار إلى فرص للتنمية والثورة الزراعية والأمن الغذائي.. نحن كمؤسسة تعليم عالٍ نعلم وندرب ونبحث ونحل مشكلات المجتمع الزراعية بشقيها النباتي والحيواني، ويجب على الجهات والمؤسسات ذات العلاقة ان تعمل ما بوسعها فيما يخصها”.

قد يعجبك ايضا