أسواق سوداء بعد اختفاء الدقيق وإغلاق المخابز أبوابها في تعز ومظاهرات حاشدة

طوابير طويلة للسكان أمام المخابز والأفران في تعز وعدن بحثاً عن الرغيف بأسعار رخيصة

المحافظات والمدن »المنكوبة« بالمرتزقة والعملاء تبحث عن لقمة العيش في الأسواق السوداء

الثورة/
يعيش المواطنون في عدن وتعز والمخا وفي كل المحافظات والمناطق التي تخضع لسيطرة المليشيات السعودية والإماراتية أوضاعا معيشية صعبة جراء ارتفاع أسعار الدقيق والخبز ، والسلع الأساسية الأخرى نتيجة تدهور سعر الريال اليمني إلى 900 للدولار الواحد في المناطق المحتلة ، كما فاقم الارتفاع الجنوني للأسعار معاناة المواطنين، فإن سياسة النهب والإفقار التي يتبعها مرتزقة العدوان الإماراتي والسعودي في تعز وعدن ولحج أدى إلى مفاقمة الأزمة المعيشية للمواطنين وتعريضهم لشبح المجاعة.
وفاقم تردي قيمة العملة الأوضاع المتردية أصلاً ، وجعل منظمة الأغذية العالمية تنبه إلى أن شبح المجاعة يهدد نحو 12 مليونا في بلد يعيش معظم سكانه على أقل من دولارين في اليوم، وفرص العمل فيه غدت محدودة ، وأثار ارتفاع أسعار الخبز والدقيق والمواد الأساسية الأخرى استياء وغضب السكان بمدينة تعز وعدن ، وسط اتهامات لحكومة المرتزقة بالتلاعب بالاقتصاد والتلاعب بالأسعار والمضاربة في العملات ونهب العملات الأجنبية.
ووصل سعر الروتي إلى 50 ريالاً ، وأغلقت الأفران والمخابز أبوابها ، وانتشرت الأسواق السوداء التي تبيع الخبز والروتي في شوارع تعز وعدن ، ووصل سعر الدولار إلى 900 ريال خلال الأيام الماضية ، وتصاعدت حدة الأزمة المعيشية والاقتصادية التي يعانيها اليمنيون بالمدن والمحافظات الجنوبية والمناطق الخاضعة لسيطرة مليشيات الارتزاق والعمالة التابعة للإمارات والسعودية ، وبلغت المعاناة ذروتها وتصاعدت حدة الغضب الشعبي.
وكان المرتزقة قد نقلوا البنك المركزي إلى عدن، وضخوا أكثر من تريليون ريال من العملة المطبوعة بلا غطاء نقدي، في إجراءات وصفها البعض بالكارثية والتي يهدف المرتزقة منها إلى الإضرار بالاقتصاد الوطني وتعريضه للانهيار ، وقد وصلت أسعار الريال إلى أدنى مستوى بعد تسجيله لـ 895 ريالاً للدولار الواحد.
وقال أحمد طلال- وهو حلاق في تعز: إن الأفران والمخابز أغلقت أبوابها وإنه وصل الأمر إلى البحث عن الخبز في السوق السوداء حيث يباع بأسعار مرتفعة بلا خجل أو ضمير، وأمام مرأى المليشيات التي لا تراعي ظروف الناس المعيشية والاقتصادية المتدهورة ، وأضاف أنه وكثيراً من السكان صاروا يعجزون عن شراء ما يكفي من الخبر والروتي ، مضيفا بأن الدقيق لم يعد متوفرا وأن طرقاً معقدة يتم من خلالها الحصول على الدقيق بعد إغلاق التجار لمحلات البيع ، من جهته تحدث سامر العولقي عن صعوبة بالغة في الحصول على الروتي والخبز هذه الأيام في عدن لارتفاع أسعار الدقيق وانعدامه جراء ارتفاع الدولار ، وقال إن المؤلم هو أن بعض الناس لا يجدون المال اللازم لتوفير لقمة عيش يحفظون بها حياتهم ، ولا حتى الطعام لأطفالهم.
مصادر مطلعة قالت إن مرتزقة العدوان يتلاعبون بأسعار العملات ويضاربون بها ، ويحصلون على فوارق تقدر بمليارات جراء إخفاء العملة الأجنبية وسحبها ، مؤكدة بأن المواطن اليمني المغلوب على أمره في المناطق المحتلة يدفع الثمن ويتعرض لمجاعة وشيكة ، ويرى محللون أن السوق السوداء، للروتي والدقيق والخبز في تعز وعدن تديرها المليشيات التابعة للإمارات والسعودية، وهي من تتحكم بأسعار المواد والسلع وحتى العملات، وهي من تتحمل مسؤولية الكارثة التي يتعرض لها المواطنون ، وانتشار السوق السوداء.

مظاهرات وسخط
وشهدت مدينة تعز أمس السبت مظاهرات حاشدة احتجاجا على تردي الأوضاع المعيشية وارتفاع الأسعار ، ونددت بالانفلات الأمني المريع ، والارتفاع في أسعار الخبز وانعدامها بعد إضراب ملاك الأفران والمخابز بسبب الظروف المتقلبة للعملة.
ودعا ناشطون إلى مظاهرات تحت شعار (ثورة الخبز) وأكدوا على ضرورة إنهاء حالة العبث والانفلات في المدينة ، والتصدي للنهب والإفقار الذي يمارسه مرتزقة العدوان ، ووضع حلول عاجلة لتدهور العملة المحلية.
وندد المتظاهرون بالسياسات الاقتصادية التي تتبعها حكومة المرتزقة والتي أدت إلى انهيار سعر الريال ، مؤكدين مقاطعتهم للعملة المزورة التي طبعت بدون غطاء نقدي ، ودعوا إلى عدم التعامل بها.

انعدام رغيف الخبز وبيعه في السوق السوداء
وتستمر أزمة انعدام رغيف الخبز، لليوم الخامس على التوالي في المناطق التي تعاني من حكم المليشيات الارتزاقية ، وأفادت مصادر محلية أن معظم محلات المخابز والأفران مازالت أبوابها مغلقة أمام المواطنين في تعز نتيجة ارتفاع أسعار الدقيق وانعدامه من الأسواق.
وأكدت المصادر أن مئات المواطنين في أحياء المدينة، لا يستطيعون تأمين احتياجاتهم من “الخبز والروتي” رغم بحثهم عنه طوال اليوم.
وتداول ناشطون في مواقع التواصل الاجتماعي صورة حجم رغيف الخبز الذي يباع في السوق السوداء بالمدينة بسعر يتراوح بين 30-50 ريالاً.
وبدأ ملاك أفران الخبز في مدينة تعز، من يوم الثلاثاء الماضي ، تنفيذ إضراب عن العمل بسبب انهيار العملة المحلية التي نتج عنها ارتفاع في أسعار الدقيق الأمر الذي أدى إلى أزمة في الخبز وتحوله إلى سلعة تباع بالسوق السوداء وبأسعار جنونية.
ويطالب ملاك الأفران مكتب الصناعة والتجارة التابع للمرتزقة برفع التسعيرة الرسمية للقرص الروتي إلى 30 ريالاً بعد أن كان قيمته 25 ريالاً بسبب ما أسموه زيادة الأسعار التي لحقت بمادة القمح والمواد الاستهلاكية الأساسية.
وتداول ناشطون بمواقع التواصل الاجتماعي صوراً لعشرات المواطنين مصطفين لشراء الخبز في طوابير طويلة من المحلات والأفران القليلة التي ما زالت تعمل في المدينة، في حين تباع كميات الخبز النادرة بسعر مرتفع وحجم منخفض عن سعرها وحجمها الطبيعي.
وأطلق الناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي، هاشتاج تحت عنوان #ثورة_الخبز ودعوا أبناء المحافظات المحتلة في مأرب وعدن وتعز وحضرموت وشبوة والمهرة وكافة المحافظات والمديريات المحتلة للخروج الكبير يوم السبت ضد سياسة تجويع الشعب اليمني.

معاناة وغضب
وتعيش المحافظات المحتلة حالة من الغضب والاحتقان الشعبي جراء انهيار العملة وارتفاع الأسعار وتردي الخدمات وتدهور الأوضاع المعيشية والأمنية في تلك المناطق.
وكان خبراء اقتصاديون، قد أكدوا أن ارتفاع الدولار وانهيار الريال يأتي ضمن مخطط العدوان السعودي الأمريكي الإماراتي في العمل على ضرب الاقتصاد الوطني وضمن حرب اقتصادية موازية للحرب العسكرية، وحملوا تحالف العدوان مسؤولية تداعيات الأزمة الإنسانية التي تهدد حياة الملايين من اليمنيين نتيجة تدهور الأوضاع المعيشية بصورة غير مسبوقة وارتفاع الأسعار إلى مستويات كبيرة… مشيرين إلى أن السعودية ومن خلفها الإمارات والفار هادي وأمريكا قاموا بنقل البنك المركزي من صنعاء إلى محافظة عدن وتحويله إلى وكر للفساد والمضاربة، ثم إغراق السوق المالية بالمليارات من العملات الورقية غير المغطاة التي كان آخرها قبل أيام .
وأوضح تقرير للجهاز المركزي للرقابة والمحاسبة في عدن أن بنك عدن نفذ منذ العام 2018، عمليات بيع وشراء للعملة الوطنية بالعملات الأجنبية بفوارق مالية كبيرة عن سعر السوق، لصالح تجار وبنوك محلية، إذ وصلت الزيادة في أسعار شراء العملات الأجنبية التي قام بها البنك في عدن إلى ما يربو على 8 مليارات ريال، فيما نفذ عمليات بيع بأسعار تقل كثيراً عن أسعار السوق بفارق فاق 917 مليون ريال، بحسب تقرير الجهاز المركزي للرقابة، الذي أشار إلى أنّ هذه الأرقام هي نماذج فقط تؤشر إلى «المستوى الفعلي الذي أصاب الاقتصاد الكُلي، وهو أعلى بكثير من حيث القيمة والأثر الوارد في هذه العمليات».

قد يعجبك ايضا