أمراض الشتاء..ضيف ثقيل على ميزانية الأسرة كيف نتعامل معها؟

 

 

آباء وأمهات: نلجأ لعيادات الإسعافات الأولية والصيدليات بسبب الظروف المعيشية التي خلفها العدوان
أطباء يحذرون: ليس كل المضادات والأسبرين تعالج أمراض البرد وعلى المريض الذهاب للطبيب المختص
التثقيف الصحي: أمراض الكبد والمعدة من الأمراض الخطيرة التي يتسبب بها تناول أدوية البرد بصورة عشوائية

حظيت بلادنا هذا العام بحظ أوفر من البرد القارس الذي تتعرض له خلال هذه الأيام والتي تزيد معه الأمراض الشتوية وخاصة في ظل الوضع الاقتصادي المتدني للبلاد. جراء الحصار الجائر على بلادنا منذ ستة أعوام هذا الأمر فاقم من شدة المرض خاصة عند الأطفال وطلاب المدارس الذين تقل لديهم نسبة المقاومة تجاه الأجواء الباردة وكذلك الكبار الذين يلجؤون إلى الصيدليات وعيادات الإسعافات الأولية لشراء دواء رخيص للتخفيف من حدة المرض الشتوي لهم ولأولادهم دون التفكير حتى في استشارة الطبيب الذي يحتاج إلى ميزانية شرائية لقائمة الأدوية واتخاذ الحيطة والحذر طبقاٍ لتحذيرات المختصين الذين يؤكدون على ارتداء الملابس الشتوية للوقاية من البرد وتجنب مخاطره.

الاسرة/

في حال إصابتي بالزكام أو أي نوع من الأمراض الشتوية أتوجه إلى أقرب صيدلية لأخذ الدواء المناسب وبمجرد وصف نوع مرضي للصيدلي يعطيني الدواء مباشرة وطريقة الاستعمال فهذه الأمراض موسمية ولا تحتاج إلى الذهاب لطبيب مختص هذا ما قاله المواطن علي سعيد. يتفق معه عبدالله قاسم الذي يؤكد بأنه حال تعرضه هو أو أولاده لأي مرض شتوي كالزكام أو الحمى أو التهاب اللوزتين فإنه يسارع إلى الصيدلية لأخذ العلاج المناسب نظراً للحالة المادية السيئة التي تمر بها أسرته من جراء انقطاع الرواتب واستمرار الحصار على بلادنا. أما أسماء علي -ربة منزل- فتقول: أنا لا أفضل استخدام الأدوية في حال إصابة أحد أفراد أسرتي بالزكام أو أي مرض من أمراض الشتاء لكني أقاوم المرض بإعطائهم الخضروات والفواكه والأغذية الجيدة وهذه هي الطريقة الأفضل. أكرم جمال لا يؤمن بالذهاب إلى الصيدلي لشراء الدواء لذلك يتوجه مباشرة إلى الطبيب المختص في حال إصابة أحد أفراد أسرته بالمرض الشتوي ويقوم الطبيب المختص بتشخيص الحالة جيداٍ ويعطيني الدواء المناسب فالأمراض ليس من الجيد استخدام الدواء معها دون استشارة الطبيب وإنما لابد من عمل الفحص الطبي المناسب لمعرفة العلاج المناسب وضمان سرعة الشفاء. الحاج عبدالسلام يفضل الذهاب إلى عيادات الإسعافات الأولية باعتبارهم -حد قولهم- يملكون الخبرة الكافية في القضاء على هذه الأمراض حيث يقومون بإعطائه إبرة شافية ومغذية أبو 3000ريال ليتعافى بعدها تماماٍ دون الحاجة لطبيب! الخبرة تكفي الممرض عبدالله محمد الذي يعمل في إحدى عيادات الإسعافات الأولية في أمانة العاصمة أكد لنا بأن المرضى الذين يأتون إلى العيادة يأتون وهم متأكدون من الشفاء بعد ضرب الإبرة المهدئة وأخذ بعض المضادات الحيوية التي نصرفها لهم لمواجهة الأمراض الشتوية التي ازدادت هذه الأيام خاصة مع دخول البرد بشكل قوي. وقال الزبائن جميعهم من المرضى المصابين بالزكام والتهابات الحلق واللوزتين والحمى خصوصاً من الأطفال الذين هم الأوفر حظاً بالإصابة بأمراض الشتاء. ويرى الممرض عبدالله محمد أن هذه الأمراض ليست بحاجة إلى طبيب مختص لأنها أمراض معروفة وعلاجها متعارف عليه لدى أي ممرض أو صيدلي ويمكن صرفها بسهولة ويؤكد أن زبائنه يثقون فيه وفي ما يقدمه لهم من وصفات علاجية وهذا ما يزيد من الإقبال على عيادته أكثر. نزلات البرد الحادة من جهته يشير الدكتور قائد أحمد الحداد –استشاري أمراض صدر- بأن أكثر الأمراض انتشاراً في فصل الشتاء نزلات البرد الحادة وهي مرض معدُ يصيب جميع الفئات العمرية.. وتتفاوت الإصابة حسب مناعة جسم الإنسان.. وتستمر أعراض العدوى ما بين يومين إلى ثلاثة أيام يرافقها جفاف أو سيلان من الأنف والشعور بالحرقة والاحتقان في الحلق والعطس والسعال وتغيير في الصوت وارتفاع في درجة الحرارة قليلاً بحيث لا تزيد عن 38 درجة مئوية إلى جانب إرهاق وصداع. وعن أعراض هذه الأمراض يقول: تصيب الأطفال المواليد تحديداً والعزوف عن البكاء الشديد مثل الرضاعة والإسهال وسعال وسيلان من الأنف وتستمر هذه الأعراض من (4-14) يوماً.. ويلفت الدكتور الحداد إلى أن هناك أكثر من (200) فيروس والفيروس المسبب لنزلات البرد هو فيروس (الرينو) وهو المسئول عن (30% – 35%) من نزلات البرد. طرق وقائية وعن الطرق الوقائية من الإصابة بأمراض الشتاء ينصح الحداد بعدم تعريض الجسم للهواء البارد قدر الإمكان والاهتمام بتناول الغذاء المتوازن والمتنوع إلى جانب المداومة على مزاولة الرياضة والإكثار من تناول البرتقال والموالح وتجنب استعمال أدوات وحاجيات الآخرين كالمناديل والمناشف. إلى جانب الاهتمام بتجديد هواء المنزل والفصول الدراسية وأخيراً تدفئة الجسم وذلك بارتداء الملابس الشتوية المناسبة للوقاية من البرد. كما نوه بدور الجهات المختصة في توعية المواطنين وأخذ الحذر والحيطة لتجنيب الإصابة بأمراض الشتاء. جوانب توعويه تبقى التوعية الركيزة الأساسية.. ومركز التثقيف الصحي بوزارة الصحة العامة والسكان- كجهة متخصصة تقوم بتوعية المواطنين بمخاطر هذه الأمراض عن طريق وسائل الإعلام المسموعة بدرجة رئيسة ويقوم باستضافة أطباء متخصصين واستشاريين يتحدثون عن الأمراض الشتوية بأنواعها وأعراضها وطرق الوقاية منها إلى جانب فلاشات عبر الصحف والراديو وكذلك عبر صفحة التواصل الاجتماعي (الفيس بوك) الخاصة بمركز التثقيف والإعلام الصحي والسكاني. ومنها الأمراض الخطرة التي تصيب الإنسان من جراء الاستخدام العشوائي لأدوية البرد مثل أمراض الكبد وأمراض المعدة.

قد يعجبك ايضا