داحي الاحتراف والاعتراف

 

د. جابر يحيى البواب

نظراً لكثرة الحديث في موضوع احتراف وانتقال اللاعب “عمر الداحي”، وتعمد البعض إلى اللغط في موضوع الاحتراف لدرجة إلصاق التهم والتشهير بالنادي وباللاعب والتعدي على حقوقهما التي ضمنها القانون الدولي لكرة القدم “قانون الاحتراف الرياضي وقانون الانتقال”، الاحتراف ظاهرة اقتصادية يجب أن تتعامل معها الجهات المعنية “الوزارة واللجنة الأولمبية والاتحادات والأندية”، فلم تعد الرياضة مجرد علم يدرس لمجرد الفهم والمعرفة وخلق حالة من اللياقة والمهارات البدنية، بل أنها أصبحت مصدراً من مصادر الدخل عن طريق الاستثمار والتسويق والسياحة الرياضية التي تعود بالفائدة المالية على اللاعب والنادي والبلاد، إن أحسن التعامل معها بالالتزام باللوائح والقوانين المنظمة لها، فعقد الاحتراف عبارة عن اتفاق يتم بين الرياضيين والمؤسسة الرياضية يتعهد فيه الرياضيون بتقديم أي من الخبرات الإدارية والفنية والقدرات الذهنية والبدنية للمؤسسة الرياضية وفق آلية ووقت عمل محددين مقابل أجر مالي متفق عليه؛ والرياضي المحترف هو اللاعب أو المدرب أو الحكم أو الإداري أو كل من يعمل في المجال الرياضي ويتقاضى أجراً مالياً كراتب أو مكافاُة لقاء تقديمه أياً من الخبرات الإدارية والفنية والقدرات الذهنية والبدنية للمؤسسة الرياضية بموجب عقد محدد المدة بينه وبين المــــؤسسة الرياضية.
لقد اتجهت الكثير من أندية العالم إلى مجال الاستثمار الحديث للرياضة، فالاعتماد على المصادر التقليدية في التمويل من إعانات وتبرعات واعتمادات مالية من قبل الدولة ورجال أعمال لم يعد كافيا بل انه في ظل الحصار والعدوان لم يعد ممكنا، لذا فمن الطبيعي أن تحرص الأندية على استثمار أبناء النادي من اللاعبين والمدربين والحكام الموهوبين أصحاب القدرة العالية في الوصول إلى عالم الاحتراف، واعتقد أن هذا ما يسعى إليه نادي شعب صنعاء، الذي يحاول استغلال عقد احتراف وانتقال اللاعب عمر الداحي إلى نادي اسوان، وهو حق لا ينكره احد، خصوصا إذا كان النادي متعقلاً في مطالبه، والتي كما علمت أنها تحمل جانبين الأول تنظيمي إداري يلزم اللاعب بضرورة احترام مجلس الإدارة واخذ الموافقة منه قبل اتخاذ أي إجراءات، والثاني مالي يلزم اللاعب بدفع نسبة معقولة من المبلغ المتفق عليه بين اللاعب ونادي اسوان المصري، ولمرة واحدة.
خلال هذا الأسبوع ونهاية الأسبوع الماضي، اكتضت مواقع التواصل الاجتماعي بالحديث عن انتقال لاعب المنتخب الوطني ببطولة غرب آسيا لكرة القدم 2019م “عمر الداحي”، “ابن” نادي شعب صنعاء المولود في العام 1999م، والذي انتقل للعب في صفوف نادي أسوان المصري بعد أن كان احد المحترفين بنادي القاسم العراقي، هذا الانتقال شكل محور صراع بين عدة أطراف أهم هذه الأطراف هو نادي شعب صنعاء، الذي يعارض انتقال اللاعب، لأسباب إدارية قانونية متعلقة بنظام الاحتراف والانتقال الذي لم يراعها اللاعب ولم يأخذها بعين الاعتبار عند توجهه إلى مصر وتوقيعه عقد انضمامه إلى صفوف نادي اسوان المصري، على الرغم من أن اللاعب وعلى موقعه الشخصي بالفيسبوك صرح بنص التالي “للتوضيح.. احترم واقدر ناديي الأم نادي شعب صنعاء ومجلس إدارته ومنتسبيه ومحبيه كيف لا ؤهو النادي الذي ترعرعت فيه وتعلمت لعب كرة القدم بين جدرانه ومن هنا أوكد للجميع بان أي خطوة في مسيرتي الاحترافية وفي انتقالي لنادي أسوان لن تتم إلا بعد موافقة نادي الشعب والوصول معهم لحل يرضي الجميع وتعقيبا على منشور الإدارة أوضح بان الوقت لم يسعفني حيث كانت مهلة توقيع العقد قصيرة وأحببت أن استغل هذه الفرصة حتى لا تذهب من يدي وكنت على ثقة بان إدارة نادي الشعب لن تقف في طريقي وفي سبيل تحقيق حلمي ومازال أملي بهم هكذا ولن يتزحزح وأوضح للجميع أن ما حصل كان عبارة عن سوء فهم واعتذر للإدارة وللنادي ولجميع محبي النادي وسنظل أوفياء لشعارنا.. تعاون – محبة – إخاء وأتمنى من الجماهير والمحبين والإعلام عدم إثارة الموضوع وتأجيجه كوني متأكدا بان الموضوع في طريقه إلى الحل.”
وانطلاقا من السطر الأخير للاعب الدولي عمر الداحي، أتمنى من زملاء الإعلام الرياضي ومحبي اللاعب وجماهير كرة القدم، عدم التسرع وكيل التهم وترك الموضوع للحل من قبل إدارة نادي شعب صنعاء الذي شهد لها اللاعب قبلنا بالإنصاف والحكمة والقدرة على منحه العذر والعفو على خطأه غير المقصود، وما علينا سوى النصح والإرشاد من خلال التوضيح بأهمية الالتزام بالقوانين واللوائح المنظمة لعملية الانتقال والاحتراف، واحترام حقوق النادي واللاعب، وعدم التعرض لهما بالإساءة والتشهير، حتى لا نضعهما في طريق العمل السلبي وندفعهما إلى اتخاذ قرارات سلبية تضر بمصلحة النادي واللاعب.

قد يعجبك ايضا