نتنياهو ورئيس الموساد يزوران السعودية سراً ويلتقيان بن سلمان في نيوم

التطبيع السعودي الإسرائيلي خيانة مستمرة ومتوقعة وليست مفاجأة

 

 

الثورة / قاسم الشاوش

التطبيع السعودي مع الكيان الصهيوني أمر حتمي وليس قراراً مفاجئاً بل خطوة باتت قاب قوسين أو أدنى لتكشف حقيقة النظام السعودي خاصة في السنوات الأخيرة، الذي بات ينُظر إليه بالنسبة للفلسطينيين والعرب على أنه يؤدي دور “العراب” في المخططات والصفقات التي تهدف لتصفية القضية الفلسطينية.
ولم يتوقف دور السعودية على هذا النحو فقط، بل هي من أعطت الضوء الأخضر ووفرت كل الدعم لباقي الدول الخليجية والعربية لتغيير مساراتها، والتجرؤ في القفز على الخطوط الحمراء في العلاقات مع دولة الاحتلال الإسرائيلي، وفتح باب التطبيع معها. كالإمارات التي كانت أول المطبعين وبعدها البحرين
ويرى محللون بأن قرار التطبيع الإماراتي البحريني مع الكيان الصهيوني ساهم في تعزيز تقارب السعودية مع إسرائيل العدو الأكبر للعرب والمسلمين . فالرياض اليوم تشارك الكيان الصهيوني جرائمه إلى تترتكب ضد الشعب الفلسطيني وأيضا ما تقوم به السعودية في قتل الشعب اليمني وسط صمت عربي ودولي خير شاهد على توافق النظامين في الجرائم ضد الإنسانية .
الدور المشبوه
فالدور الذي تؤديه السعودية تجاه القضية الفلسطينية بات “مُريباً” ومحل شك في نواياها خاصة بعد تبنيها للقضايا المشبوهة التي تطرحها الإدارة الأمريكية وتدعمها “إسرائيل” ويرفضها الفلسطينيون.
وفي هذا السياق أكد وزير التعليم في حكومة نتنياهو، يوآف غالانت، ما ذكرته وسائل إعلام إسرائيلية عن اجتماع عقده رئيس الوزراء الإسرائيلي في السعودية، واصفا الخطوة بأنها “إنجاز مدهش”.
وقال غالانت، لإذاعة الجيش الإسرائيلي: “الحقيقة المؤكدة هي أن الاجتماع انعقد، وهذا أمر بالغ الأهمية، حتى لو لم يُعلن عنه رسميا بشكل كامل حتى الآن”.
وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو زار السعودية سرًا أمس الأول.
وأفادت هيئة البث وإذاعة الجيش في إسرائيل أمس، أن نتنياهو التقى في السعودية كلا من ولي العهد محمد بن سلمان، ووزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو أثناء زيارة للمملكة.
رغم جرائمه اليومية
هنا يثبت وجود الكثير من علامات الاستفهام تُحيط بالدور السعودي الجديد في المنطقة، والذي يجري على حساب القضية والمشروع الفلسطينيين، لمصلحة التقرب من الاحتلال الإسرائيلي ، رغم جرائمه اليومية التي ترتكب بحق الشعب الفلسطيني ومقدساته وحقوقه.
فما تقوم به الرياض اليوم بـ”ممارسة سياسة الابتزاز والضغط المالي على الفلسطينيين، لإجبارهم على القبول بالمخططات السياسية والاقتصادية التي تطرحها الإدارة الأمريكية”، وتبني “صفقة القرن”، وإعلانها الصريح مشاركتها مشاريع الاحتلال الهادفه الى تصفية القضية الفلسطينية ، يؤكد ذلك أنها شريك فعلي في تصفية القضية.وضياع حقوق الفلسطينين أبرزها اللاجئون والقدس والحدود.
دعم “صفقة القرن”
وعملت السعودية بشكل مطلق على دعم “صفقة القرن” التي طرحتها الإدارة الأمريكية في الفترة السابقة، رغم احتوائها على بنود تمس القضية الفلسطينية وتشكل خطراً على أهم قضايا الصراع ويعتبرها الفلسطينيون “عرابة” لهذه الصفقة الخطيرة.
“الحضور السعودي في الساحة الفلسطينية تأثر بشكل سلبي نظراً للمواقف السياسية التي تتبعها الرياض في علاقتها مع إسرائيل منذ العام 2002، بعد طرح مبادرة السلام العربية التي تعترف بالاحتلال، وما تقوم به الآن كسر القواعد وتخطى حدود المنطق”.
ويميل مراقبون إلى القول بأن اتفاقية التطبيع تتعارض بشكل كامل مع مبادرة السلام العربية التي هي أساس لإحلال السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين وإنهاء الصراع العربي الإسرائيلي وإقامة علاقات طبيعية بين الدول العربية وإسرائيل.
أساءت كثيراً
فالمواقف السعودية الضعيفة أساءت كثيراً إلى القضية الفلسطينية، خاصة لتبنيها صفقة القرن، ومشاركتها في ورشة المنامة الاقتصادية، رغم غياب الطرف الأساسي في هذه المعادلة وهم الفلسطينيون الذين ناشدوا وحذروا من خطورة المشاركة والتعامل مع تلك الصفقات والورشات”.
مما يبدو أن تبعيتها المطلقة للسياسة الأمريكية والإسرائيلية قد دفعتها إلى هذه المواقف التي ينظر إليها الفلسطينيون بعين الخطورة”.
زيارات مبتادلة
ويؤكد الكثير من الفلسطينيين بأن “الرياض فتحت أبواب التنسيق العلني مع الاحتلال، وأجرت زيارات متبادلة مع تل أبيب، وذهبت باتجاه أن العدو الرئيسي في المنطقة هو إيران لا “إسرائيل”، ودعمها للمخططات والورشات المشبوهة أثر سلباً على دورها وحضورها، باتت في نظر الفلسطينيين تقوم بدور مساعد في الضغط عليهم وتصفية قضيتهم”.
ويرى العديد من الخبراء بأن السعودية تعتقد أن الحل مع الفلسطينيين هو بالمال الذي يُقدَم من خلال المشاريع الاقتصادية، مؤكداً لن بأنه اعتقاد خاطئ لن يقبل به الفلسطينيون الذين يبحثون عن الحل السياسي العادل، ورفض سياسة الابتزاز المالي والإغراء بالمشاريع الكبيرة.
وحاولت الرياض من خلال الدعم المالي المتقطع الذي تقدمه للسلطة الفلسطينية، التغطية على تقربها من “إسرائيل”، خاصة بعد أن شهدت علاقاتهما توتراً في نوفمبر 2017 عقب طلب ولي العهد محمد بن سلمان من الرئيس عباس دعم الرؤية الأمريكية للسلام مع “إسرائيل” بحسب تقارير؛ ما أسفر عن فتور، وتسبب بتوقف الدعم السعودي عن الفلسطينيين عدة أشهر.
علاقات تاريخية
وتعيش العلاقات السعودية-الإسرائيلية أفضل أيامها في التاريخ؛ حيث شهدت منذ عام 2018 سلسلة زيارات ولقاءات تطبيعيه بين “إسرائيل” والسعودية في مجالات عدة، إذ كشفت وسائل إعلام عبرية عن زيارة اللواء أحمد عسيري، نائب رئيس المخابرات السعودي المُقال، دولة الاحتلال عدة مرات في مناسبات مختلفة، وفق ما ذكرته صحيفة “وول ستريت جورنال” الأمريكية.

قد يعجبك ايضا