السفيرة الكذابة !

 

عباس السيد

تعتمد قوى العدوان على الكذب والتزييف والتضليل وتستخدمها كأسلحة تخوص بها حرباً موازية للحرب العسكرية العدوانية التي تشنها على اليمن منذ ست سنوات، وبسبب “هذه الأسلحة المحرمة شرعاً وعرفاً، يطول أمد العدوان والحصار على بلادنا، ويمكن القول أن حجم التضليل والكذب والتزييف الذي يغلف دوافع الحرب على اليمن وتداعياتها الكارثية، ليس له مثيل في تاريخ الحروب والنزاعات القديمة والحديثة .
أحدثُ موجات الكذب والتضليل جاء على لسان سفيرة السعودية في واشنطن، الأميرة الكذابة ريما بنت بندر، والتي قالت أن الهدف الوحيد لبلادها في اليمن هو تحقيق السلام .! وأن اليمنيين هم من بدأوا الحرب، وهم سبب الأزمة الإنسانية في اليمن لأنهم يمنعون وصول “إغاثة عمو سلمان ” إلى المحتاجين .. هكذا أطلقت السفيرة سلسلة كذبات عابرة للقارات خلال حديثها في جمعية الصداقة الأميركية ـ العربية دون حياء أو خجل .
لا غرابة أن تصدر مثل هذه الافتراءات من السفيرة ريما، البنت طالعة لأبوها، تنهل من خبراته وتقتفي خطاه . فوالدها الأمير بندر بن عبدالعزيز خرج الشهر الماضي من سباته ليحمِّل الفلسطينيين مسؤولية ضياع السلام مع الكيان الإسرائيلي .! لم يكتف الأمير بهذا الافتراء، بل وأعلن بشكل غير مباشر مباركته للتطبيع وتخلي المملكة عن الفلسطينيين، وبحسب حديثه المطول لقناة العربية السعودية “الزمن تغير ” .
الزمن ما تغير يا سمو الأمير، وإذا لم تراجع التاريخ، اطلب أغنية أبوبكر من هيئة الترفيه على الأقل .
توقيت حديث الأمير بندر ودفاعه عن التطبيع وكذلك حديث ابنته ريما في واشنطن، يأتي في إطار سعي النظام السعودي لتسويق سياسته في ظل المتغيرات التي تشهدها المنطقة وتوقعات التغيير في السياسة الأميركية بعد مغادرة ترامب للبيت الأبيض، ويكشف أيضاً قلقاً لدى الأمير محمد بن سلمان الذي لم يوفر شيئا في سبيل وصوله إلى العرش، بما في ذلك النبش في خردة العائلة على شاكلة الأمير بندر الذي يقيم في دبي، ويختتم حياته كأراجوز خرف في خدمة بن سلمان وبن زايد .
عمل بندر 22 عاماً سفيراً للنظام السعودي في واشنطن، وحاز خلال حياته الكثير من الألقاب منها : رجل أميركا في المنطقة، سمسار الاغتيالات، مهندس الانقلابات، وعرّاب الإرهاب .. كل تلك الألقاب انتهت بإقالته من الاستخبارات السعودية عام 2005، لكن اللقب الأبرز والذي ارتبط به من يوم مولده هو “ابن أبيه “، وقد عانى الأمير بندر كثيراً لينال ثقة والده والأسرة السعودية حتى حصل على لقب أمير ثم سفير، وعزز ذلك بنيله ثقة الإدارة الأميركية .
لا تتمتع السفيرة الكذابة بأي خبرات سياسية لتتبوأ منصب سفير الرياض في واشنطن، سوى أنها تتقن اللغة وتجيد الكذب، دراستها الجامعية آثار ومتاحف، وخبرتها العملية مقصورة على ما اكتسبته خلال إدارتها شركة للأزياء والتجميل، ولذلك أوكل إليها مهمة تجميل بن سلمان، وغسل يديه من دماء اليمنيين والمعارضين السعوديين .

قد يعجبك ايضا