إيضاح وبيان في مقاطعة بضائع دول العدوان

 

عدنان الجنيد

إن من الواجب شرعاً على المسلمين كافة، بمختلف مشاربهم ومذاهبهم، أن يعلنوا الجهاد ضد أعداء الإسلام والإنسانية، الذين يسيئون إلى الأنبياء، ويفسدون الشعوب، ويرتكبون في حق المسلمين الآلاف من المجازر التي يندى لها جبين الإنسانية..
وما يحدث في اليمن طيلة ست سنوات لهو خير شاهد على شناعة وخبث هذا العدوان المتغطرس البربري الذي تقوده أمريكا وإسرائيل، وتنفذ أجنداته أحذيتها من العربان السعودية والإمارات ومن تحالف معهما من الداخل والخارج ، وكذلك ما يرتكبه الكيان الصهيوني من مجازر في حق الشعب الفلسطيني منذ عقود من الزمن بات لا يخفى على أحد، وهكذا هم أعداء الإسلام لم يتوقفوا يوماً واحداً عن قتل المسلمين، ونهب ثرواتهم، واستعمار بلدانهم، والإساءة إلى أعظم مقدساتهم وهو رسول الله سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم.. ومازالوا إلى هذه اللحظة يخططون لضرب الإسلام والمسلمين بكل وسائلهم المتاحة، ولهذا وجب على المسلمين جميعاً أن يلموا شملهم، ويوحدوا صفوفهم، ويجاهدوا أعداء الإسلام والمسلمين بكل وسائلهم المتاحة لهم أفراداً وجماعات، شعوباً وحكومات، وألّا يظلوا مكتوفي الأيدي، صامتين لا يحركون ساكناً، ولا سبيل لقبول أي مبرر كقولهم بأن أنظمتهم العميلة لم تفتح باب الجهاد بل أوصدت أبوابه، ولا حيلة لهم في نصرة إخوانهم من المسلمين..
فمثل هكذا مبرر لا يلتمس لهم العذر في التقاعس عن الجهاد في سبيل الله؛ لأننا نعلم أن الجهاد مفهومه واسع، ولا يقتصر على حمل السلاح والذهاب لمقاتلة أعداء الله فحسب ، بل هناك أسلحة ووسائل أخرى يمكن من خلالها أن ننال من أعدائنا، ومنها – على سبيل المثال لا الحصر – المقاطعة الاقتصادية لمنتجات دول العدوان الاستكبارية ومن تحالف معها التي تعتدي على بلداننا الإسلامية، سواء عدوانها على اليمن، أو على فلسطين، أو على أي بلاد إسلامية ..
فعلى أحرار العالم والشعوب الإسلامية أن يفعِّلوا سلاح المقاطعة الاقتصادية، فهو من أعظم الأسلحة الفتَّاكة التي تُكَبِّد خسائر فادحة لدول الشر في اقتصادها، وهو -إلى جانب ذلك- يمثل وسيلة ردع وعامل ضغط مؤثر على إدارات دول الشر للتراجع عن استبدادها للشعوب وقتلهم وإهلاك حرثهم ونسلهم …
يجب ألَّا يُستهان بهذا السلاح الذي بمقدور كل إنسان حُرٍ وغيور ومحب لوطنه القيام به بكل يسرٍ وسهولة..
فعلى المسلمين جميعاً أن يقاطعوا منتجات دول العدوان والاستكبار العالمي ومن شارك معهم في قتل المسلمين ومساعدة الكيان الصهيوني ؛ لأن شراء منتجاتهم يعني تقوية اقتصادهم الذي تقوم به قوتهم العسكرية التي يسعون من خلالها إلى اضطهاد المسلمين وقتلهم، ناهيك عن حربهم للإسلام وإساءاتهم المتكررة لإمام الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم ..
لهذا يُحرم على كل مسلم شراء منتجات أعداء الله ورسوله والمسلمين كون أرباحها تستخدم لقتل المسلمين في اليمن وفلسطين وغيرها ..
ونحن في الحلقات – القادمة – سوف نعرِّف المقاطعة، وسنذكر الأدلة على وجوب مقاطعة منتجات وبضائع دول العدوان ، ثم سنقوم بتفنيد أدلة المجوِّزين بأخذ وشراء هذه المنتجات، وسنوضح بعدها كيفية المقاطعة ونتائجها، وما سيطرأ في خاطري من موضوعات إن دعت الحاجة إلى ذلك .

قد يعجبك ايضا