التمكين الاقتصادي للنساء يشهد زخماً متصاعداً..

ظروف العدوان أجبرت المرأة اليمنية على خوض سوق العمل دون منافس

إلهام الحرازي أسست لها عملا في إحدى المؤسسات الخاصة، فقررت اللجوء إلى حياكة الملابس وصنع مشغولات يدوية تبيعها لملاك محال تجارية في أسواق صنعاء، لتحسين مستوى معيشة أسرتها في ظل أوضاع اقتصادية بالغة السوء.
تؤكد الحرازي أن ما تجنيه من عملها ليس بالكثير فتقول ” رغم الجهد الكبير الذي أبذله وساعات العمل الطويلة التي أستغرقها، لكن أي مبلغ أحصل عليه هذه الأيام مفيد، ويساعد في توفير القليل من الاحتياجات الضرورية للأسرة”.
وتضيف “الطلب على المشغولات اليدوية التي أقوم بصنعها ليس كبيراً، وهناك محلات تقوم بعرضها وبيعها مقابل نسبة بسيطة من الربح، والمبيعات موسمية في كثير من الأحيان، كما أن الإقبال على شراء الملبوسات محدود بسبب الأوضاع المعيشية الصعبة”.

النازحات والواقع
تلجأ كثير من النازحات من مناطق النزاع إلى الأعمال اليدوية داخل مساكنهن الواقعة في المناطق التي انتقلن إليها.
تصنع ابتسام غلاب بعض المأكولات السريعة ليقوم ابنها الأكبر ببيعها أمام إحدى المؤسسات الخدمية في صنعاء التي استقروا فيها بعدما نزحوا من مدينة تعز قبل ثلاث سنوات.
تقول غلاب “كي نعيش في مثل هذه الظروف لا بد أن نعمل جميعا، أنا وزوجي وأبنائي أيضا. لدينا مسؤوليات، ولن نستطيع تسديد إيجار المسكن أو توفير الطعام والشراب إلا من خلال العمل بلا توقف”.
وتشير إلى أن عملها في صناعة الكعك والسندويتشات يدر عليها عائدا مقبولا، وتضيف “لو لم تكن هناك حرب وعدوان، لكان الدخل أكبر بكثير، لكن عدم صرف المرتبات انعكس سلبا على قدرة الناس على الشراء”.
وتابعت “تجهيز الطعام وفر لي مصدر دخل لم تستطع شهادتي أو خبرتي توفيره. الأعمال توقفت بسبب العدوان، لكن الناس لن يتوقفوا عن الأكل، وهذا يعني أن بيع الطعام لن يتوقف”.

الإرادة والعزيمة
بدأت رشا عبد الدائم مؤخراً تطريز الملابس النسائية، وتؤكد أنها تحاول الحصول على قرض من المؤسسة الداعمة للمشاريع الصغيرة للبدء بمشروع لخياطة الملابس النسائية وتطريزها بعد أن اكتسبت خبرة في هذا المجال، وتقول “علمتنا الحرب كثيرا من الأعمال، فالحاجة صنعت الإرادة والعزيمة لتنفيذ وتحقيق ما نريد، وكسر القيود التي فرضها المجتمع لفترة طويلة”.
أما زينب نعمان (40 سنة)، فكثفت نشاطها في بيع البخور الذي تصنعه بنفسها في المنزل بعد أن استشهد زوجها في إحدى الجبهات ، تقول زينب إنها تعمل على إنتاج بخور متميز وذي جودة عالية ما جعل زبائنها يثقون بها ويساعدونها في تسويق بخورها في الحي الذي تسكنه، وكذا في متاجر العطور وأدوات التجميل، وتقول “أصبح ما أنتجه من بخور رائجا ومطلوبا وأكسب من وراء بيعه مبالغ لا بأس بها تجعلني قادرة على توفير احتياجات أسرتي”.

تمكين النساء اقتصادياً
في السياق ذاته تقول رئيسة مؤسسة “كل البنات” في صنعاء انتصار العاضي إن منظمتها تدير عدداً من المشاريع الهادفة إلى تمكين النساء الحرفيات اقتصادياً في ظل الظروف الصعبة التي تعيشها البلاد، جراء الحصار والعدوان الذي صعَّب على المرأة اليمنية العيش إلا أنها ساعدت على الدفع بأخريات إلى العمل بحثا عن مصادر دخل لأسرهن”.
وتضيف “المؤسسة تنفذ مشروعات لتمكين النساء اقتصاديا لتحسين حالة الأمن الغذائي لأسرهن من خلال التدريب على صناعات سعف النخيل التقليدية بتمويل من الوكالة الألمانية للتعاون الدولي GIZ، كما تتولى تسويق منتجات المتدربات، حيث “درب المشروع حتى اليوم 40 من النساء الأكثر احتياجاً على صناعة سعف النخيل التقليدية في العديد من مديريات محافظة حجة، وفي ختام كل دورة يتم توزيع حقائب من السعف على المتدربات تغطي إنتاج ستة أشهر بالإضافة إلى جوائز تحفيزية”.
وتنشط نساء يمنيات في خياطة الملابس وصناعة التحف والهدايا وصناعة البخور، حيث انتشرت العديد من المحال التجارية الصغيرة في العاصمة صنعاء، وفي عدة محافظات أخرى بينها محلات الحلويات، ونقش الحناء تديرها نساء.

قد يعجبك ايضا