فهل أنتم منتهون ؟ عبدالملك الحوثي والذين معه 31

إبراهيم سنجاب

جاء اليوم الموعود وخرج اليمنيون إلى ساحات الرسول الأعظم ملبين مكبرين فرحين بما آتاهم الله من صبر وصمود , تحولت مآذن المدن الحزينة إلى مصابيح خضراء احتفالا بصاحب الذكرى سيدنا ومولانا محمد صلى الله عليه وسلم .
وتحولت صرخة عبد الملك الحوثي «لبيك يا رسول الله » إلى نداء للخروج الكبير للتذكير والتأكيد على أن يمن الأنصار قد استعاد وعيه المفقود , وأن أحفاد الفاتحين قد حل حان دورهم ليصلوا ما انقطع من عز ومجد على مدى مئات السنين , وليخلعوا عن أجسادهم أثواب عصور الانحطاط التي ترتفع أسهمها وتنخفض على غير إرادة منهم ودون أن يضاربوا في أسواقها . سنوات طويلة ماضية عاش فيها اليمنيون والعرب في كهوف الاستعمار ومخططاته وتحت براثن ديكتاتورية ورثة سنوات الاستعباد الغربى , وسنوات طويلة قادمة كتب عليهم القتال والصبر والصمود حتى يستفيقوا لعروبتهم التائهة .
في يوم ميلاد الرسول الأعظم خرج الصابرون الصامدون , استجابة لصرخة زعيم عربي شاب يعايره خصومه بأنه يسكن كهفا في مران , بينما وهم سكان القصور والفنادق لا يستطيعون تحريك قطعة خشبية على لوحة شطرنج صماء.خرج المحاصرون بعروبتهم ما بين جوعى وجرحى وذوي شهداء ليقولوا لبيك يا رسول الله , خرجوا للاحتفال وكأنهم ذاهبون للحرب , فقد تحولت أيامهم ولياليهم منذ ست سنوات إلى حروب مع النفس ومع الغير , مع لقمة العيش وحبة الدواء , مع الملبس والمسكن ومطالب الحياة . صابرون متصبرون شعارهم (إنْ تَكُونُوا تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَمَا تَأْلَمُونَ ۖ وَتَرْجُونَ مِنَ اللَّهِ مَا لَا يَرْجُونَ ۗ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا) صدق الله العظيم .
خرجوا وسبيلهم إلى ساحات الرسول الأعظم هو سبيلهم لمواجهة العدوان والحصار والخونة والمرتزقة , ومواجهات مسلحة على عشرات الجبهات . خرجوا وقد استودعوا شهيدهم حسن زيد وزير الشباب كما استودعوا آلاف الشهداء ما بين مدنى وعسكرى .
مشاهد مهيبة مؤثرة لشباب جرحى يحملون يتامى يتشوقون إلى البسمة , وأمهات ثكلى يحتضنَّ أطفالا يحنون إلى الأمان , وزوجات ترملن يبحثن عن لحظة حياة .. وشيوخ , وقارهم يسبق راياتهم الخضراء . ما أجمل ساحاتكم وشعاراتكم يا أهل اليمن , وما أكثر خجلنا منكم وأمامكم .
في ذكرى مولد الرسول الأعظم وفي ميادين الرسول الأعظم خرج اليمنيون الأنصار أحفاد الأنصار ليؤكدوا وجودهم وانتصاراتهم , وليقولوا لمن خذلهم ولمن اعتدى عليهم : صابرون صامدون , فهل أنتم منتهون ؟ !

 

قد يعجبك ايضا