وزير الخارجية: هرولة البعض نحو التطبيع لن يضعف موقف محور المقاومة

النظام السوداني يطبِّع رسمياً مع كيان الاحتلال.. رحلة »العسكر« نحو السراب الزائف

“سياسي أنصار الله”: الأنظمة العميلة التي انحازت إلى عدو الأمة باعت كرامتها
فصائل المقاومة: النّظام السّوداني ينزلق نحو التطبيع ويدفع من قوت الفُقراء والمشرّدين من الشّعب أموالاً طائلةً ثمناً لنيل الرّضا الأميركي

الثورة /
أعلن الرئيس الأمريكي دونالدترامب أمس الجمعة اتفاق نظام الحكم الانتقالي في السودان وكيان الاحتلال اليهودي على رسمنة العلاقات بينهما بعد وقت قصير من إبلاغه الكونغرس نيته في رفع اسم السودان رسمياً من لائحة «الدول الراعية للإرهاب» ، وذكر بيان مشترك لترامب ونتنياهو وحمدوك أنه جرى الاتفاق على تطبيع العلاقات بين السودان والكيان الصهيوني.
وأوضح البيان أنه تم الاتفاق أيضاً على «بدء علاقات اقتصادية وتجارية مع التركيز مبدئياً على الزراعة» وأكد البيان أن وفوداً سودانية وصهيونية وأمريكية ستجتمع خلال أسابيع للتفاوض بشأن الزراعة والطيران والهجرة.
ولفت البيان إلى أن ترامب ورئيس مجلس السيادة السوداني عبد الفتاح البرهان، ورئيس الحكومة عبد الله حمدوك، ورئيس الوزراء الصهيوني بنيامين نتنياهو «تحدثوا أمس وناقشوا تقدم السودان التاريخي تجاه الديمقراطية» – على حد تعبيرهم ، ولفت البيان الثلاثي المشترك إلى أن «واشنطن ستعمل مع شركاء دوليين لتخفيف أعباء ديون السودان».
الرئيس الأمريكي زعم أن هناك خمس دول أخرى «على الأقل» تريد الالتحاق بما يصفه اتفاق الـ «سلام» مع «إسرائيل»، مبدياً ثقته في انضمام السعودية لركب التطبيع ، بدوره أبدى رئيس الحكومة الانتقالية في السودان تطّلعه إلى «علاقات خارجية تخدم مصالح شعبنا على أفضل وجه» – على حد وصفه، وشدد على ضرورة استمرار التنسيق مع الإدارة الأمريكية لاستكمال إزالة السودان من قائمة «الدول الراعية للإرهاب».
من جهته رئيس وزراء كيان الاحتلال اعتبر ما تحقق بمنزلة «انفراج دراماتيكي آخر لـ «السلام» بانضمام دولة عربية أخرى»، واصفاً إياه بأنه «تحول هائل» ، ولفت إلى أن الأجواء السودانية مفتوحة الآن أمام «إسرائيل»، لافتاً إلى أن «هذا يسمح بتسيير رحلات جوية مباشرة وأقصر بين «إسرائيل» وأفريقيا وأمريكا الجنوبية».

وزير الخارجية: هرولة البعض نحو التطبيع لن يضعف من موقف محور المقاومة
واستنكاراً لما اقدم عليه النظام السوداني أدان وزير الخارجية المهندس هشام شرف، هرولة قادة النظام السوداني الجدد نحو التطبيع مع الكيان الصهيوني.. مؤكدا أن التطبيع مع الكيان الغاصب لن يضعف من صلابة موقف محور المقاومة.
وأشار وزير الخارجية في تصريح لـ(سبأ) إلى أن إعلان اتفاق التطبيع بين السودان والكيان الصهيوني جاء في هذا التوقيت كنتيجة للتبعية المالية والسياسية للنظام السوداني لدولتي العدوان السعودي- الإماراتي اللتان تحاولان التقرب من الإدارة الأمريكية واللوبي الصهيوني بأمريكا، وقامتا في وقت سابق بالتخلي عن القضية الأم للأمتين الإسلامية والعربية من خلال التطبيع الكامل.
وقال” الثمن الذي دفعه قادة النظام السوداني للخروج من القائمة الأمريكية للإرهاب، من ملايين الدولارات والتطبيع مع الكيان الصهيوني، لن يخرج السودان من أزمته الحالية التي اخطأ قادة النظام في معالجتها، بل قد تزيد من تداعياتها على مستوى الشارع السوداني والأوضاع في السودان والأيام القادمة ستثبت صحة ذلك”.
وأكد وزير الخارجية، أن استمرار البعض في الهرولة للتطبيع وإعلان إنهاء حالة العداء مع الكيان الصهيوني دون أي التزام بموقف عربي موحد يأخذ في الاعتبار حقوق الفلسطينيين ومظلوميتهم والتشاور مع السلطة الفلسطينية والقوى الشعبية الفاعلة في فلسطين سيكون مصيره الفشل ولن يضعف من صلابة موقف محور المقاومة الذي يكتسب قوته من موقف شعوبه الرافضة أي تفريط في القضية الفلسطينية مهما كانت المغريات.

“سياسي أنصار الله”: الأنظمة العميلة التي انحازت إلى عدو الأمة باعت كرامتها
من جانبه أدان المكتب السياسي لأنصار الله بشدة إقدام النظام السوداني على التطبيع مع الكيان الصهيوني الغاصب واللهث وراء مصالح الصهاينة بتصفية القضية الفلسطينية والتآمر عليها وعلى الشعب الفلسطيني.
وأوضح في بيان تلقت (سبأ) نسحة منه أن هذه الأنظمة الإجرامية التي تماهت وانخرطت مع أطماع الكيان الصهيوني وبيعها لأقدس قضية يجمع عليها أبناء الإسلام قاطبة، باتت اليوم مكشوفة ومفضوحة أمام شعوبها وشعوب المنطقة في تنفيذ المؤامرات والمشاريع الشيطانية والسعي إلى إركاع الشعوب تحت الهيمنة والسيطرة الصهيوأمريكية.
وأشار البيان إلى أن الأنظمة العميلة التي انحازت مع عدو الأمة ومصالحه وباعت كرامتها كالإماراتي والبحريني والسوداني لن تجني من هذه الممارسات والأفعال إلا الخسارة والعار والفضيحة التاريخية.
وقال المكتب السياسي لأنصار الله: “مهما خانت هذه الأنظمة وطبّعت في علاقاتها وقدمت ولاءها لأمريكا وإسرائيل، فإن الشعوب لن تقبل بذلك وستستمر في رفض التطبيع وأي تحرك لتصفية القضية الفلسطينية، وستظل متمسكة بالحق الفلسطيني أرضاً ومقدسات”.

عباس.. لا يحق لأحد التحدث باسم الفلسطينيين
وفي أول رد فعل عربي على إعلان التطبيع بين السودان وإسرائيل قال الرئيس الفلسطيني محمود عباس أمس الجمعة إن الفلسطينيين يرفضون ويدينون خطوة السودان لتطبيع العلاقات مع إسرائيل بوساطة أميركية وقال بيان نشره مكتب عباس «لا يحق لأحد التكلم باسم الشعب الفلسطيني والقضية الفلسطينية».
وقال عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية واصل أبو يوسف إن انضمام السودان إلى «المطبعين مع دولة الاحتلال الإسرائيلي يشكّل طعنة جديدة في ظهر الشعب الفلسطيني، وخيانة لقضيته العادلة، وخروجا عن مبادرة السلام العربية».

فصائل المقاومة الفلسطينية: نظام العسكر في السودان يخون الثورة والشعب السوداني
وأدانت الفصائل الفلسطينيّة التّطبيع السّوداني مع كيان الإحتلال، واعتبرت هذه الخُطوة طعنةِ جديدةً في ظهر الشّعب الفلسطيني وأنّها تُضاف إلى مُسلسل السّقوط والخِيانة لأنظمة التبعيّة.
واعتبرت حركة «حماس» أنّ تطبيع العلاقات بين «إسرائيل» والسّودان «خطيئة سياسيّة» .. موقف «حماس» عبّر عنه القيادي في الحركة سامي أبو زهري، حين قال إنّ «الإعلان عن تطبيع العلاقات بين السّودان والإحتلال هو أمرٌ مؤلمٌ ولا يتّفق مع تاريخ السّودان المُناصر للقضيّة الفلسطينيّة».
بدورِها، الجبهة الشعبيّة لتحرير فلسطين أدانت التّطبيع السّوداني، معتبرة أنّه يُضاف إلى مُسلسل السّقوط والخِيانة لأنظمَة التبعيّة ، وقالت إنّ «إقدام النّظام السّوداني على خطوتِه الخيانيّة بالتّطبيع خيانة لثورة شعب السّودان».
حركة الجهاد الإسلامي أعلنت من جهتها أنّ “اتّفاق التّطبيع السّوداني «الإسرائيلي» خيانةً لفلسطين والأمّة وتهديد لهويّة ومستقبَل السّودان”.
وقال القِيادي في حركةِ «الجِهاد الإسلامي»، داود شهاب إنّ «النّظام السّوداني ينزَلق بالسّودان نحو الحضن «الإسرائيلي» ويقدّم هديّة مجّانيّة لـ «إسرائيل»، ويدفع من قوت الفُقراء والمشرّدين من الشّعب السّوداني أموالاً طائلةً ثمناً لنيل الرّضا الأميركي ، وأشار شهاب في تصريح صحفي إلى أنّ «النّظام السّوداني يُسجّل بذلك كِتاباً أسود في تاريخ السّودان بلد اللّاءات الثّلاث».
وأوضح شهاب أنّ السّودان بلدٌ كبيرٌ وقدّم تضحيّات كبيرة من أجل فلسطين، لافتاً إلى أنّ «السّودانيين أكثر وعياً بطبيعة المخطّط الصهيو-أمريكي الهادف لتمزيق الشّمل العربي وحصار البلاد الإسلاميّة».
كذلك استنكر حزب الشعب الفلسطيني «التطبيع السوداني مع دولة الاحتلال»، ودعا إلى تشكيل جبهة شعبية عربية لمواجهة التطبيع، وعبّر عن أسفه لخضوع السودان للضغوط والابتزاز الأميركي الذي جرى استخدامه لإغراق السودان في مستنقع التطبيع الآثم.

خلفية
يسعى نظام العسكر الحاكم في السودان إلى نيل الرضا الأميركي ، ويحاول الحصول على موافقة أمريكية برفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب ، ولهذا الهدف دفع السودان قبل أيام 355 مليون دولار تحت بند تعويضات لأمريكيين ، تطالب بها أمريكا السودان بتهمة رعاية الإرهاب ، لكن ذلك لم يشفع للبرهان ودولة العسكر ، وقد جاء إعلان التطبيع يوم أمس ليزيح عن الثمن المطلوب أمريكيا من السودانيين أو من العسكر السودانيين.
ويعيش السودان على وقع خلاف كبير بين طرفي الحكم من عسكريين ومدنيين بشأن تطبيع العلاقات مع دولة الاحتلال، في حين خرجت مظاهرات كبيرة في الخرطوم رفضاً لهذه الخطوة.
إلى ذلك هاجم حزب «الأمّة» السوداني الذي يترأسه الصادق المهدي مؤسسات الحكم الانتقالي على خلفية انخراطها في التطبيع مع الاحتلال الصهيوني، وهدد بسحب التأييد لمؤسسات «الفترة الانتقالية» وقال حزب «الأمة» في بيان “إن مؤسسات الحكم الانتقالي «غير مؤهلة» لاتخاذ أيّ قرارات في القضايا الخلافية مثل إقامة علاقات مع كيان الاحتلال”، وطالب بمساءلات لمُخالفي قانون مقاطعة «إسرائيل».
في غضون ذلك ذكرت صحيفة «ميدل إيست مونيتور» أن السعودية دفعت 335 مليون دولاراً للولايات المتحدة بدلا عن السودان في مقابل أن يقوم النظام العسكري بتسريع التطبيع مع كيان اليهود المحتل لفلسطين ، ووفقاً لتقارير صحافية، فإنّ محمد بن سلمان تدخّل على وجه السرعة بعد أن وضع الرئيس الأميركي دونالد ترامب شرطاً يقضي بأن يدفع السودان تعويضات لواشنطن.

قد يعجبك ايضا