امرأة انتصرت على ظروف الحصار

“رقية مطهر”.. سيدة أعمال بخصوصية نسائية

بسبب العدوان والحصار الجائر على بلادنا، وانقطاع رواتب الموظفين أصبحت الظروف المعيشية صعبة للغاية، لكن المرأة اليمنية لم تستسلم أو تقف أمامها أي عوائق، ومن هؤلاء النساء “رقية مطهر” التي فرضت ظروف الحرب والحصار على زوجها أن يصبح عاطلاً عن العمل.
على الرغم من أن المجتمع اليمني ينظر نظرة تعصب لعمل المرأة كونه مجتمع محافظ، ونادراً ما يتقبل المجتمع خروج المرأة للعمل، بل يتكفل الرجل بالإنفاق على المنزل في معظم العائلات اليمنية، ونادراً ما يتقبل عمل المرأة، لكن اليوم وفي ظل الحياة القاسية بعد اندلاع حرب العدوان على اليمن اضطرت “رقية” إلى العمل بحثاً عن لقمة العيش الحلال وتلبية متطلبات أسرتها وتأمين حياة كريمة لأولادها.
وشكل العدوان على اليمن نقطة تحول في حياة اليمنيين وخصوصاً النساء اللواتي شعرن بأنهن قادرات على تحمل المسؤولية في الحفاظ على حياة أسرهن وتأمين متطلباتها، بسبب ذهاب الرجال إلى ساحات الجهاد أو هجرة بعضهم إلى خارج البلاد، أو بسبب البطالة وانقطاع رواتب الموظفين.
وهناك تقارير أممية تحدثت عن تضخم ظاهرة الفقر في اليمن، حيث أن هناك 22مليون يمني يحتاجون للمساعدات الإنسانية العاجلة خاصة مع بروز مؤشرات المجاعة في عدد من محافظات اليمن.
تقول “رقية مطهر” إنها لم تفكر يوماً أن تصبح سيدة أعمال، لكن ظروف الحرب وانتكاس زوجها في عمله بأحد البنوك اليمنية وخروجه من وظيفته أدى إلى انقطاع راتبه الشهري، وتدهور في حياتهم المعيشية.
رقية ربة منزل ولم تدرس في الجامعة، لذلك كان التحدي أمامها أكبر في بداية الأمر لتساعد أسرتها بعد مرض زوجها، وكانت انطلاقة عملها في الأعمال اليدوية البسيطة، والعمل على تزيين المباخر الفخارية بالخرز، معتمدة في ذلك على موهبتها منذ الطفولة.
ثم بدأت رقية بعرض إنتاجها في بادئ الأمر على الأهل والصديقات والجيران، فلقيت إقبالا شديداً، وتشجيعاً ودعماً كبيرين بشرائهم المباخر المزينة بحبات الخرز، وذلك شجعها على خوض تجربة أخرى وهي صناعة البخور والعطور، وشكل لها ذلك نقلة نوعية في حياتها، ثم فكرت بتوسيع أعمالها أكثر فضمت إلى ذلك صناعة الملايات وأغطية فراش ووسائد النوم، وكلها أعمال تجذب النساء وتلاقي إعجابا وطلباً عليها.
وسبب انهيار الدخل المالي لأكثر الأسر، ودخول قطاعات كبيرة من اليمنيين دائرة الفقر والعوز نتيجة استمرار العدوان والتدهور المتواصل للعملة المحلية الريال وارتفاع أسعار معظم السلع الضرورية بشكل كبير كل ذلك شكل معاناة لرقية معيشياً كغيرها من النساء اليمنيات‘ لكن العزيمة والإصرار والإرادة التي تتمتع بها رقية جعلتها تستغل الفرصة التي أتيحت لها عام 2016م المشاركة في أحد البازارات الخاصة بسيدات الأعمال الذي نظم لأول مرة في صنعاء لعرض منتوجاتهن اليدوية، وكانت مشاركتها في البازار بمثابة خطوة كبيرة للأمام، حيث أصبحت معروفة لدى كثير من الناس، وتم دعمها وتشجيعها بشراء ما لديها، كما حظيت باهتمام سيدات أعمال ومنظمات، ومنحت دورات تدريبية مجانية لمساعدتها على العمل في مشروعها الخاص الذي أصبح يدر عليها دخلاً مادياً جيداً وبشكل مستمر.

قد يعجبك ايضا