رئيس لجنة النظام والمراقبة لـ”الثورة “: تجربة أتمتة الاختبارات نجحت بنسبة 100% رغم الظروف الصعبة

 

 

• النظام الجديد وفَّر مبالغ وجّهناها لشراء آلات جديدة
•فيالأسبوع القادم سيتم الإعلان عن طريقة جديدة للتظلم

أعلن كنترول وزارة التربية والتعليم نتائج الشهادة الثانوية يوم أمس الخميس، وكان ذلك فرصة مواتيه للنقاش حول عملية تقدير الدرجات إلكترونيًا مع رئيس لجنة النظام والمراقبة/ عبدالسلام أحمد الغابري، في هذا الحوار الشفاف والمسؤول -الذي أجرته “الثورة” معه حول نظام أتمتة الاختبارات.. تجربة التصحيح الإلكتروني.. ميزانية تطوير التعليم .. تأخر قرار الامتحانات الوزارية.. المعدلات .. شبكات الغش.. إشكالية الاختيار من متعدد.. خطوة بنك الأسئلة .. وإمكانية تأكد الطالب من درجته المستحقة بنفسه عن بعد.. التفاصيل في السطور التالية:
الثورة /
سارة الصعفاني

كيف تقيمون تجربة نظام أتمتة الاختبارات؟
التجربة بدأت هذا العام، وفي ظروف استثنائية إلا أنها ناجحة بنسبة تتجاوز 99 % ؛ فالامتحانات سارت بصورة طيبة، مؤشرات التصحيح رائعة للغاية، ونتائج العملية الامتحانية إيجابية.. نسبة النجاح 82 % في نتائج الشهادة الأساسية ، و84.56 %في نتائج الشهادة الثانوية.. نتيجة متوقعة، مناسبة ، ومُرضية إلى حد كبير في ظل الأوضاع الحالية، خاصة بعد توقف الدراسة بسبب كورونا.
وجرى اختبار الطريقة الجديدة للأسئلة قبل تنفيذها في امتحانات الشهادة الوزارية بامتحان الطلاب في أمانة العاصمة وبعض المحافظات قبل أن تقرر وزارة التعليم اعتمادها للاختبارات النهائية.
تتطلَّب التقنية تركيز وذكاء الإنسان.. ما احتمالية حدوث خطأ في خطوات التصحيح الإلكتروني قياسًا إلى الظروف الاستثنائية وبالأخص النفسية والمادية؟
هو نظام إلكتروني بحيث إذا ما برمج بشكل صحيح لن تحدث مشكلة لاحقاً، نسبة دقة نظام التصحيح ١٠٠٪ ، ومع ذلك طلبنا من موجهي ورؤساء المواد وبعض المدرسين التصحيح يدويًا بعد أخذ عينات عشوائية لجميع المواد من كل المحافظات حتى نطمئن إلى عمل الآلة.
ماذا عن مخاوف طلاب في ما يخص ربط اسم الطالب بدرجاته المستحقة ؟
نسبة التطابق 100 % ، لا وجود لأي مشكلة .. لم نعتمد النظام إلا بعد الاطمئنان لآلية الدمج واختبرنا التقنية؛ حرصًا على إعطاء كل طالب درجته المستحقة.
سابقًا، كشف الكنترول شبكات الغش من إجابات الأسئلة المقالية ..كيف جرت الأمور مع نظام الأسئلة الموضوعية (الاختيار من متعدد ) والنموذج الموحد؟
شبكات الغش تواكب دائما سر الامتحانات إلا أنه في هذا العام كانت هناك ميزة إمكانية ضبط الطالب الذي قام بتصوير ورقة الاختبار المتضمنة علامة مائية ورمزاً سرياً فضلاً عن اسم الطالب ورقم جلوسه وصورته الشخصية، لذا تم اتخاذ قرار خلال الاختبارات بحرمان كل طالب صور ورقة الأسئلة أو شارك في الغش عبر الهاتف وتطبيقاته في جميع المواد.. الإجراءات حازمة منذ البداية؛ لأننا عرفنا مصدر الخلل.. من مصدر الورقة ؟ وأين صوّرها؟ ومتى؟
ما الذي يقوم به كنترول الوزارة لضمان وصول النتائج إلى الطالب في القرى قبل مجيئه واضطراره دفع بدل فاقد لشهادة لم تصل إليه أساسًا؟
حقيقة هناك مشكلات تعترضنا في هذا الجانب .. لكن الحصول على النتيجة ممكن من خلال الهاتف وإن بتكاليف مالية لكنها بسيطة بمتناول كل الطلاب أينما كانوا.. أما الشهادة الثانوية فإنها تُطبع يوميًا وتوزَّع رسميًا في كل المحافظات.. إذا وجد الطالب إشكالية أو لديه شكوى يجب عليه موافاتنا بها في قطاع المناهج لمتابعة مكاتب التربية التي لم تقم بتوزيع الاستمارات للطلاب.
كم تقدَّر نسبة خفض الميزانية والاستغناء عن الكادر البشري في ظل النظام الإلكتروني؟
تقلَّص العدد من 612 معلماً إلى قرابة المائة معلم، لكن في كل الأحوال هذه السنة تأسيسية استثنائية بكل المقاييس ..فما كان يصرف على المعلمين تم استغلاله في توفير تجهيزات وتوفير آلات جديدة لعملية تقدير الدرجات لكنها لمرة واحدة، وفي الأخير ثم سيتم تخفيض الميزانية في حدود 400 – 500 مليون ريال سنويًا.
موازنة هذا العام كانت لتوفير آلات، أكثر من 68 آلة مزدوجة الغرض تعمل في الوقت ذاته .. تطبع ورق الأسئلة وتصحح الاختبارات في الآلة ذاتها ..عمل ضخم .. كنا مترقبين.. خائفين ..مرتبكين.. كل الظروف واجهتنا حتى على مستوى الكهرباء.. حقيقة نحن فخورون بتجاوزنا الصعاب، وكل الجهود التي بذلت استثنائية.
هناك توقعات بأن يقلص نظام التصحيح الإلكتروني عدد الطلاب المتغيبين، ويزيد عدد الرسوب والمتظلمين.. إلى أين يتجه مؤشر التعليم؟
عدد المتعثرين في شهادة المرحلة الأساسية 42 ألف طالب، وحقيقة نراه أسوأ الأعوام لحدوث فجوة وإشكاليات نتيجة الظروف التي مرت بها البلاد من تغيب المعلمين ،وتوقف الدراسة بسبب جائحة كورونا ، وتأخر الوزارة في تحديد موعد الاختبارات لكن مجرد تنفيذ الامتحانات بهذا الشكل ورغم بعض العيوب يعتبر ذلك إنجازاً.. في المقابل نسب النجاح طبيعية متوقعة .. وهناك فرصة للالتحاق بدورة ثانية كمعالجة تم اتخاذها في السنوات الأخيرة .. أيضًا بإمكان الطريقة الجديدة إنهاء التضخم في المعدلات وتقليص النجاح الوهمي .. في سنوات مضت اضطررنا في مسألة اختيار الأوائل حسب الأفضلية إلى مراجعة إجابات ودرجات ومعدلات 500 حالة .. الآن تقلص عدد المرشحين لـ 120 حالة، ولم يتجاوز عدد الأوائل 42 طالبًا في الشهادة الثانوية بكل الأقسام علمي، أدبي، وإنجليزي من بين 200 ألف و898 طالباً .. بالتالي الطريقة رائعة؛ لأن من الأسئلة ما يقيس قدرات معينة استثنائية.
وبالنسبة للتظلمات سيتم الإعلان خلال الأسبوع القادم عن طريقة جديدة للتظلم ، حيث بإمكان الطالب التأكد من درجته المستحقة بمقارنة اختياراته بنموذج الإجابة المرفق إلكترونيًا قبل اتخاذه قرار التوجه إلى كنترول الوزارة للتظلم .
مَنْ حسم جدل المعلمين حول أسئلة من نوع (أي الإجابات أقرب للصواب) عند وضع نموذج الإجابة؟
حقيقة لدينا إشكالية بالنسبة للأسئلة؛ لأن الأسئلة المقالية ولجان التقييم تتميز بالمرونة إذ بإمكان الطالب الاقتراب من الإجابة وربما أخذ نصف الدرجة لكن في أسئلة الاختيار من متعدد ونظام التصحيح الإلكتروني ليس هناك منتصف.. إما أن تكون الإجابة صحيحة أو خاطئة، لذلك تم اختيار رؤساء المواد وإعطاؤهم دورات تدريبية بالمشاركة مع مركز البحوث والمطبعة السرية التابعة للإدارة العامة للتوجيه للتدرب على الأساليب الجديدة للأسئلة والطريقة الجديدة للتصحيح، والآن مجدداً سيتم عقد ورشة تدريبية بحضور معلمين أكفاء وموجهين خبراء بعد إتمام رصد درجات الاختبارات للمناقشة حول جوانب القصور لتجاوز الأخطاء وبالأخص كيفية اختيار وصياغة الأسئلة بدقة متناهية مع التركيز على المعلومات ، ومحاولة وضع اللمسات الفنية المناسبة لها.. طموحنا أن ندعم ونؤسس بنكاً للأسئلة بحيث يتناسب مع الطريقة الجديدة.. التوجهات قائمة على هذا الأساس.. ستتم إتاحة الفرصة لكل المعلمين والمعلمات للمشاركة في تغذية بنك الأسئلة لاستمراريتها وحتى نتمكن من وضع نماذج متعددة متجددة فضلاً عن ضرورة استضافة مدراء مكاتب التربية ومراكز البحوث لتطوير التجربة وتلافي الأخطاء بعد أن نجحت.

قد يعجبك ايضا